مولف نهج البلاغة











مولف نهج البلاغة



کل هؤلاء الاعلام لا يشکون في أن الکتاب من تآليف الشريف الرضي، و تصافقهم علي ذلک معاجم الشيعة جمعاء، فلن تجد من ترجمة من أربابها إلا ناصا علي صحة النسبة وجازما باستقامة النسب منذ عصر المؤلف وإلي اليوم الحاضر، انظر فهرست أبي العباس النجاشي المتوفي 450، وفهرست الشيخ منتجب الدين المتوفي 585 و و و

وتنبئ القارئ عن صحة النسبة إجازات حملة العلم والحديث لاصحابهم منها

1- إجازة الشيخ محمد بن علي بن أحمد بن بندار للشيخ الفقيه أبي عبدالله الحسين برواية الکتاب (نهج البلاغة) في جمادي الاخري سنة 499.

2- إجازة الشيخ علي بن فضل الله الحسيني لعلي بن محمد بن الحسين المتطبب برواية الکتاب في رجب سنة 589.

3- إجازة الشيخ نجيب الدين يحيي بن أحمد بن يحيي الحلي للسيد عز الدين الحسن بن علي المعروف بابن الابرز برواية الکتاب في شعبان سنة 655.

4- إجازة العلامة الحلي لبني زهرة في سنة 723.

5- إجازة السيد محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي لجمال الدين إبن أبي المعالي سنة 730.

6- إجازة فخر الدين محمد بن العلامة الحلي لابن مظاهر في سنة 741.

[صفحه 194]

7- إجازة شيخنا الشهيد الاول للشيخ إبن نجدة سنة 770.

8- إجازة الشيخ علي بن محمد بن يونس البياضي صاحب (الصراط المستقيم) للشيخ ناصر بن إبراهيم البويهي الحساوي سنة 852.

9- إجازة الشيخ علي المحقق الکرکي للمولي حسين الاسترابادي في سنة 907.

10- إجازة الشيخ المحقق الکرکي للشيخ إبراهيم سنة 934.

11- إجازة المحقق الکرکي للقاضي صفي الدين عيسي سنة 937.

12- إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسين بن عبدالصمد العاملي في سنة 941.

13- إجازة الشيخ حسن بن الشهيد الثاني الکبيرة.

14- إجازة الشيخ أحمد بن نعمة الله بن خاتون للمولي عبدالله التستري في سنة 988.

15- إجازة الشيخ محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون للسيد ظهير الدين الهمداني في سنة 1008.

16- إجازة العلامة المجلسي الاول لتلميذه آقا حسين الخونساري سنة 1062.

17- إجازة العلامة المجلسي الاول الکبيرة لولده العلامة المجلسي المؤرخة بسنة 1068.

18- إجازة الشيخ صالح بن عبدالکريم للمولي محمد هادي بن محمد تقي الشولستاني سنة 1080.

19- إجازة المجلسي الثاني للسيد ميرزا إبراهيم النيسابوري سنة 1088.

20- إجازة العلامة المجلسي للسيد نعمة الله الجزائري سنة 1096 وغيرها من الاجازات.

وقبل هذه کلها نصوص الشريف الرضي نفسه في کتبه بذلک فقال في الجزء الخامس من تفسيره ص 167 ومن أراد أن يعلم زمان ما أشرنا إليه من ذلک فليمعن النظر في کتابنا الذي ألفناه ووسمناه (بنهج البلاغة) وجعلناه يشتمل علي مختار جميع الواقع إلينا من کلام أميرالمؤمنين عليه السلام في جميع الانحاء والاغراض والاجناس والانواع من خطب وکتب ومواعظ وحکم وبوبناه أبوابا ثلاثة.إلخ

[صفحه 195]

وقال في کتابه (المجازات النبوية)[1] ص 223 وقد ذکرنا ذلک في کتابنا الموسوم، (نهج البلاغة) الذي أوردنا فيه مختار جميع کلامه.

وقال في ص 41 من المجازات وقد ذکرنا ذلک في کتابنا الموسوم ب (نهج البلاغة)

وقال في ص 161 قد ذکرنا الکلام في کتابنا الموسوم ب (نهج البلاغة)

وقال في ص 252 قد ذکرناه في جملة کلامه عليه السلام لکميل بن زياد النخعي في کتاب (نهج البلاغة)

وقال في أواخر (نهج البلاغة) في شرح قوله عليه السلام ألعين وکاء السنة قال الرضي وقد تکلمنا في هذه الاستعارة في کتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية.

وقال في ديباجة (نهج البلاغة) فإني کنت في عنفوان السن، وغضاضة الغصن إبتدأت بتأليف کتاب في خصائص ائمة عليهم السلام يشتمل علي محاسن أخبارهم و جواهر کلامهم إلخ وکتاب الخصايص المذکور موجود بين أيدينا ولم يختلف فيه إثنان انه للشريف الرضي.

فماتورط به بعض الکتبه من نسبة الکتاب إلي أخيه علم الهدي وإتهامه بوضعه[2] أو وضع بعض ما فيه علي لسان أميرالمؤمنين عليه السلام والدعوي المجردة ببطلان أکثرما فيه وعزو ذلک إلي سيدنا الشريف الرضي[3] الذي عرفت موقفه العظيم من الثقة و العلم والجلالة، أو الترديد فيمن وضعه وجمعه بينهما[4] مما لا يقام له في سوق الحقايق وزن، وليس له مناخ إلا حيث تربض فيه العصبية العمياء، ويکشف عن جهل اولئک المؤلفين برجال الشيعة وتآليفهم، وأعجب ما رأيت کلمة الذهبي في طبقاته ج 3 ص 289 وفيها (يعني سنة 436) توفي شيخ الحنفية العلامة المحدث أبوعبدالله الحسين بن موسي الحسيني الشريف الرضي واضع کتاب (نهج البلاغة).

قال إبن أبي الحديد ج 2 ص 546 بعد ذکر خطبة إبن أبي الشحماء العسقلاني

[صفحه 196]

الکاتب هذه أحسن خطبة خطبها هذا الکاتب وهي کما تراها ظاهرة التکلف بينة التوليد، تخطب علي نفسها، وإنما ذکرت هذا لان کثيرا من ارباب الهوي يقولون إن کثيرا من (نهج البلاغة) کلام محدث صنعه قوم من فصحاء الشيعة، وربما عزوا بعضه إلي الرضي أبي الحسن وغيره، وهؤلاء قوم أعمت العصبية أعينهم فضلوا عن النهج الواضح، ورکبوا بينات الطريق ضلالا، وقلة معرفة بأساليب الکلام، وأنا اوضح لک بکلام مختصر ما في هذا الخاطر من الغلط فأقول لا يخلو إما أن يکون کل (نهج البلاغة) مصنوعا منحولا أو بعضه، والاول باطل بالضرورة لانا نعلم بالتواتر صحة إسناد بعضه إلي أميرالمؤمنين عليه السلام وقد نقل المحدثون کلهم أو جلهم والمؤرخون کثيرا منه وليسوا من الشيعة لينسبوا إلي غرض في ذلک، والثاني يدل علي ما قلناه لان من قد أنس بالکلام والخطابة وشدا طرفا من علم البيان وصار له ذوق في هذا الباب لابد أن يفرق بين الکلام الرکيک والفصيح، وبين الاصيل والمولد، وإذا وقف علي کراس واحد يتضمن کلاما لجماعة من الخطباء أو لاءثنين منهم فقط فلابد أن يفرق بين الکلامين ويميز بين الطريقين، ألا تري؟ إنا مع معرفتنا بالشعر ونقده لو تصفحنا ديوان أبي تمام فوجدناه قد کتب في أثنائه قصايد أو قصيدة واحدة لغيره لعرفنا بالذوق مباينتها لشعر أبي تمام ونفسه وطريقته ومذهبه في القريض، ألا تري؟ أن العلماء بهذا الشأن حذفوا من شعره قصايد کثيرة منحولة إليه لمباينتها لمذهبه في الشعر، وکذلک حذفوا من شعر أبي نواس شيئا کثيرا لما ظهر لهم أنه ليس من ألفاظه ولا من شعره، وکذلک غيرهما من الشعراء، ولم يعتمدوا في ذلک إلا علي الذوق خاصة، وأنت إذا تأملت نهج البلاغة(وجدته کله ماء واحدا ونفسا واحدا واسلوبا واحدا کالجسم البسيط الذي ليس بعض من أبعاضه مخالفا لباقي الابعاض في الماهية، وکالقرآن العزيز أوله کأوسطه وأوسطه کآخره، وکل سورة منه و کل آية مماثلة في المأخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي الآيات والسور، ولو کان بعض (نهج البلاغة) منحولا وبعضه صحيحا لم يکن ذلک کذلک، فقد ظهر لک بهذا البرهان الواضح ضلال من زعم أن الکتاب أو بعضه منحول إلي أميرالمؤمنين عليه السلام

واعلم أن قائل هذا القول يطرق علي نفسه ما لا قبل له به لانا متي فتحنا

[صفحه 197]

هذا الباب وسلطنا الشکوک علي أنفسنا في هذا النحو لم نثق بصحة کلام منقول عن رسول الله صلي الله عليه وآله أبدا وساغ لطاعن أن يطعن ويقول هذا الخبر منحول، وهذا الکلام مصنوع، وکذلک ما نقل عن أبي بکر وعمر من الکلام والخطب والمواعظ والادب وغير ذلک، وکل أمر جعله هذا الطاعن مستندا له فيما يرويه عن النبي صلي الله عليه وآله والائمة الراشدين والصحابة والتابعين والشعراء والمترسلين والخطباء، فلنا صري أميرالمؤمنين عليه السلام أن يستعد إلي مثله فيما يروونه عنه من (نهج البلاغة) وغيره وهذا واضح.ا ه.

وقال في ج 1 ص 69 في آخر الخطبة الشقشقية حدثني شيخي أبوالخير مصدق بن شبيب الواسطي في سنة ثلاث وستمائة قال قرأت علي الشيخ أبي محمد عبدالله بن أحمد المعروف بابن الخشاب المتوفي 568 (هذه الخطبة يعني الشقشقية) فلما انتهيت إلي هذا الموضع يعني قول إبن عباس فو الله ما أسفت (إلخ) قال لي لو سمعت إبن عباس يقول هذا لقلت له وهل بقي في نفس إبن عمک أمر لم يبلغه في هذه الخطبة لتتأسف أن لا يکون بلغ من کلامه ما أراد؟ والله ما رجع عن الاولين ولا عن آخرين ولا بقي في نفسه أحد لم يذکره إلا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال مصدق وکان إبن الخشاب صاحب دعابة وهزل قال فقلت له أتقول إنها منحولة؟ فقال لا والله واني لاعلم أنها کلامه کما أعلم انک مصدق قال فقلت له إن کثيرا من الناس يقولون إنها من کلام الرضي رحمه الله تعالي، فقال أني للرضي ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب؟ قد وقفنا علي رسائل الرضي وعرفنا طريقته وفنه في الکلام المنثور وما يقع من هذا الکلام في خل ولا خمر قال والله لقد وقفت علي هذه الخطبة في کتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة ولقد وجدتها مسطورة بخطوط أعرفها وأعرف خطوط من هو من العلماء وأهل الادب قبل أن يخلق النقيب أبوأحمد والد الرضي، قلت وقد وجدت أنا کثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا أبي القاسم البلخي إمام البغداديين من المعتزلة وکان في دولة المقتدر قبل أن يخلق الرضي بمدة طويلة، ووجدت ايضا کثيرا سها في کتاب أبي جعفر بن قبة أحد متکلمي الامامية وهو الکتاب المشهور المعروف بکتاب «الانصاف» وکان أبوجعفر

[صفحه 198]

هذامن تلامذة الشيخ أبي القاسم البلخي رحمه الله تعالي ومات في ذلک العصر قبل أن يکون الرضي رحمه الله تعالي موجودا.اه.

وقد أفرد العلامة الشيخ هادي آل کاشف الغطاء کتابا في 66 صحيفة حول الکتاب ودفع الشبهات عنه بعد نقلها، وقد جمع فأوعي وتبسط فأجاد[5] وألقي الشيخ محمد عبده حول الکتاب کلمات ضافية في شرحه، وأطال البحث عنه وعن إعتباره الاستاذ حسين بستانه استاذ الادب العربي في الثانوية المرکزية (سابقا) تحت عنوان (أدب الامام علي و نهج البلاغة) وتعرض الاوهام الحائمة حول النهج، نشر في العدد الرابع من أعداد السنة الخامسة من مجلة (الاعتدال) النجفية الغراء، وللعلامة السيد هبة الدين الشهرستاني تأليف حول إعتبار ما في النهج ومحله من الرفعة والبذخ عند العالمين تحت عنوان (ما هو نهج البلاغة) طبع في صيدا، وترجمه إلي الفارسية أحد فضلاء ايران في عاصمتها (طهران) وزاد عليه بعض الفوايد.



صفحه 194، 195، 196، 197، 198.





  1. کون المجازات النبوية للشريف الرضي من المتسالم عليه لم يختلف فيه اثنان.
  2. ميزان الاعتدال 2 ص 223، ودائرة المعارف للبستاني 10 ص 459، تاريخ آداب اللغة 2 ص 288.
  3. کما في ميزان الاعتدال، ولسان الميزان 4 ص 223.
  4. تاريخ ابن خلکان 1 ص 365، مرآة الجنان لليافعي ج 3 ص 55.
  5. طبع مع کتابه (مستدرک نهج البلاغة) في النجف الاشرف.