ترجمة أبي الفرج الرازي
(آل هندو) من اسر الامامية الناهضين بنشر العلم والادب، وفيهم جمع ممن تحلوا بفنون الفضايل، ولهم في الکتابة والقريض قدم وقدم، طفحت بذکرهم المعاجم منهم أبوالفرج محمد بن هندو مؤسس شرف بيتهم، عده إبن شهراشوب في (معالم العلماء)من شعراء أهل البيت عليهم السلام المتقين. ومنهم أبوالفرج الحسين بن محمد بن هندو، ترجمه الثعالبي في (اليتيمة) ج 3 ص 362 وعده من أصحاب الوزير الصاحب بن عباد وذکر شطرا من شعره وقال ملحه کثيرة ولا يسع هذا الباب إلا هذا الانموذج منها ومما ذکر له قوله لا يوحشنک من مجد تباعده إن القناة التي شاهدت رفعتها وقوله يقولون لي ما بال عينک مذ رأت فقلت زنت عيني بطلعة وجهه [صفحه 173] ومنهم أبوالفرج علي بن الحسين بن محمد بن هندو، توجد ترجمته في جملة من کتب التراجم[1] وفي کلها ثناء عليه بتضلعه في الحکمة والفلسفة والطب والکتابة والشعر والادب وتبرزه في ذلک کله له کتاب مفتاح الطب ألمقالة المشوقة في المدخل إلي علم الفلک ألکلم الروحانية من الحکم اليونانية ألوساطة بين الزناة واللاطة هزلية ديوان شعره توفي بجرجان سنة 420. ومن شعر أبي الفرج علي في معاني بديعة قوله حللت قاري في شادن غدا وجهه کعبة للجمال وله قوله قولوا لهذا القمر البادي زود فؤادا راحلا قبله وله قوله قالوا اشتغل عنهم يوما بغيرهم قد صيغ قلبي علي مقدار حبهم وله قوله و حقک ما أخرت کتبي عنکم ولکن دمعي إن کتبت مشوش وله قوله ما للمعيل وللمعالي؟ إنما فالشمس تجتاب السماء فريدة وله قوله قوض خيامک من أرض تضام بها وارحل إذا کانت الاوطان منقصة [صفحه 174] لا يذهب علي القارئ أن ترجمة أبي الفرج علي بن هندو تعزي في عيون الانباء، وفوات الوفيات، ومحبوب القلوب إلي (يتيمة الدهر) وکتاب اليتيمة خلو منها، و المترجم فيه هو والده المذکور الحسين. م نعم ترجمه الثعالبي في تتمة (اليتيمة) ص 134143 وأثني عليه بقوله هو من ضربه في الآداب والعلوم بالسهام الفايزة، وملکه رق البراعة في البلاغة، فرد الدهر في الشعر، وأوحد أهل الفضل في صيد المعاني الشوارد، ونظم القلائد و الفرائد، مع تهذيب الالفاظ البليغة، وتقريب الاغراض البعيدة، وتذکير الذين يسمعون ويروون، أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون، وکنت ضمنت کتاب (اليتيمة) نبذا من شعره[2] لم أظفر بغيره وهذا مکان ما وقع إلي بعد ذلک من وسائط عقوده، وفوارد أبياته بل معجزاته. ثم ذکر صحائف من شعره وفصلا من رسالته الهزلية (الوساطة) ومنهم أبوالشرف بن أبي الفرج علي بن حسين بن محمد بن هندو ذکره صاحب (دمية القصر) ص 113 في ذيل ترجمة أبيه. قد تعزي الابيات الغديرية المذکورة إلي أبي الفرج سلامة بن يحيي الموصلي[3] وهو لا يتم لان الواقف علي (مناقب) إبن شهر اشوب ومعالمه جد عليم بانه يذکر أبا الفرج الموصلي في کتابيه باسمه والمترجم بکنيته والله أعلم. [صفحه 175]
أبوالفرج محمد بن هندو الرازي
فإن للمجد تدريجا وتدريبا
تنمي فتصعد انبوبا فانبوبا
محاسن هذا الظبي أدمعها هطل؟
فکان لها من صوب أدمعها غسل
عيون الانام به تعقد
وفي قلبه الحجر الاسود
مالک إصلاحي وإفسادي
لابد للراحل من زاد
وخادع النفس إن النفس تنخدع
فما لحب سواه فيه متسع
لقالة واش أو کلام محرش
کتابي وما نفع الکتاب الممشوش؟
يسمو إليهن الوحيد الفارد
وأبوبنات النعش فيها راکد
وجانب الذل إن الذل يحتنب
فصندل الهند في أوطانه حطب
صفحه 173، 174، 175.