ولادة ابن حماد ووفاته
وقفنا لابن حماد علي قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة، و قد ذکر إبن شهر اشوب بعض أبياتها ونسبه إلي العبدي (سفيان بن مصعب) المترجم له في الجزء الثاني ص 294، وتبعه البياضي في (الصراط المستقيم)وغيره والقصيدة [صفحه 156] للمترجم له وهي أسايلتي عما الاقي من الاسا ليخبرک اني في فنون من الجوي وإن قلت إن الليل ليس بناطق وإن کنت في شک فديتک فاسئلي أحبتنا لو تعلمون بحالنا تشاغلتموا عنا بصحبة غيرنا وآليتموا أن لا تخونوا عهودنا غدرتم ولم نغدر وخنتم ولم نخن وقلتم ولم توفوا بصدق حديثکم أيهنا لکم طيب الکري وجفوننا أنخنا بمغناکم لتحي نفوسنا سنرحل عنکم إن کرهتم مقامنا ونأخذ من نهوي بديلا سواکم تعالوا إلي الانصاف فيما ادعيتموا أليتکم ناصفتمونا فريضة إذا طلعت شمس النهار ذکرتکم وإني لارثي للغريب وإنني لقد کان عيشي بالاحبة صافيا زمان نعمنا فيه حتي إذا مضي فوالله ما زال اشتياقي إليکم ولا ذقت طعم الماء عذبا ولا صفت ولا بارحتني لوعة الفکر والجوي وما رحلوا حتي استحلوا نفوسنا تري منجدي في أرض بغداد واهنا [صفحه 157] أيزعم أن أسلو؟ ويشغل خاطري أيا ساکني نجد سلامي عليکم امثل مولاي الحسين وصحبه فلما رأته اخته وبناته تعلقن بالشمر اللعين وقلن دع فحز وريديه ورکب رأسه فنادت بطول الويل زينب اخته ألا يا رسول الله يا جدنا اقتضت سبينا کما تسبي الاءماء بذلة ستفني حياتي بالبکاء عليهم ألا لعن الله الذي سن ظلمهم سأمد حکم يا آل أحمد جاهدا ومن منکم بالمدح أولي لانکم بجدکم أسري البراق فکان من وشخص أبيکم في السماء تزوره أبوکم هو الصديق آمن واتقي وسماه في القرآن ذوالعرش جنبه وشد به أزر النبي محمد وأفرده بالعلم والبأس والندي هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه إذا عد أقران الکريهة لم نجد يخوض المنايا في الحروب شجاعة يري الموت من يلقاه في حومة الوغا إذا استعرت نار الوغي وتغشمرت [صفحه 158] وأهدت إلي الاحداق کحلا معصفرا وخلت بها زرق الاسنة أنجما فحين رأت وجه الوصي تمزقت فتي کفه اليسري حمام بحربه فکم بطل أردي وکم مرهب أودي يجود علي العافين عفوا بما له ولو فض بين الناس معشار جوده وکل جواد جاد بالمال إنما وکل مديح قلت أو قال قائل سيخسر من لم يعتصم بولائه لذلک قد واليته مخلص الولا عليکم سلام الله يا آل أحمد مودتکم أجر النبي محمد وعهدکم المأخوذ في الذر لم نقل قبلنا وأوفينا به ثم خانکم طهرتم فطهرنا بفاضل طهرکم فما شئتم شئنا ومهما کرهتموا فنحن مواليکم تحن قلوبنا نزورکم سعيا وقل لحقکم ولو بضعت أجسادنا في هواکم وآبائنا منهم ورثنا ولاءکم وأنتم لنا نعم التجارة لم نکن ومالي لا اثني عليکم وربکم وإن أباکم يقسم الخلق في غد وأنتم لنا غوث وأمن ورحمة [صفحه 159] ونعلم أن لو لم ندن بولائکم وأن إليکم في المعاد إيابنا وأن عليکم بعد ذاک حسابنا وأن موازين الخلايق حبکم[2] . وموردنا يوم القيامة حوضکم وأمر صراط الله ثم إليکم وما ذنبنا عند النواصب ويلهم فإن کان هذا ذنبنا فتيقنوا ولما رفضنا رافضيکم ورهطکم وإنا اعتقدنا العدل في الله مذهبا وهم شبهوا الله العلي بخلقه فلو شاء لم نکفر ولو شاء أکفرنا وقالوا رسول الله ما أختار بعده فقلنا إذن أنتم إمام إمامکم ولکننا اخترنا الذي اختار ربنا سيجمعنا يوم القيامة ربنا هدمتم بأيديکم قواعد دينکم ونحن علي نور من الله واضح ظن ابن حماد جميل بربه بني المجد لي شن بن أقصي فحزته وحسبي بعد القيس في المجد والدي وخالي تميم ثم مجدي بفخره ودونک لا ما للقلائد هذبت ولا ظل أو أضحي ولا راح واغتدي [صفحه 160] فصاحة شعري مذ بدت لذوي الحجي وخير فنون الشعر ما رق لفظه وللشعر علم إن خلا منه حرفه إذا ما أديب أنشد الغث خلته إذا ما رأوها أحسن الناس منطقا تلذ بها الاسماع حتي کأنها وفي کل بيت لذة مستجدة تقبلها ربي ووفي ثوابها وصلي علي الاطهار من آل أحمد وله يمدح أميرالمؤمنين عليه السلام حدثنا الشيخ الثقه رواية متسقه رأيته علي حري يقطف قطفا في الهوي فأکلا منه معا رأيته مرتفعا کان طعام الجنة هدية للصفوة أشار بهذه الابيات إلي ما أخرجه محمد بن جرير الطبري باسناده عن أنس قال إن رسول الله صلي الله عليه واله وسلم رکب يوما إلي جبل کداء فقال يا أنس خذ البغلة وانطلق إلي موضع کذا تجد عليا جالسا يسبح بالحصي فاقرأه مني السلام واحمله علي البغلة وائت به إلي فقال فلما ذهبت وجدت عليا کذلک فقلت إن رسول الله يدعوک فلما أتي رسول الله قال له اجلس فإن هذا موضع جلس فيه سبعون نبيا مرسلا ما جلس فيه من الانبياء أحد إلا وأنا خير منه وقد جلس مع کل نبي أخ له ما جلس من الاخوة أحد إلا وأنت خير منه قال فرأيت غمامة بيضاء وقد أظلتهما فجعلا يأکلان [صفحه 161] منه عنقود عنب وقال کل يا أخي فهذه هدية من الله إلي ثم اليک ثم شربا ثم ارتفعت الغمامة ثم قال يا أنس والذي خلق ما يشاء لقد أکل من الغمامة ثلثمائة وثلاثة عشر نبيا وثلثمائة وثلاثة عشر وصيا ما فيهم نبي أکرم علي الله مني ولا وصي أکرم علي الله من علي. ولابن حماد العبدي يمدح أميرالمؤمنين صلوات الله عليه قوله علي روية نونية العوني المذکور ما لابن حماد سوي من حمدت ذاک علي المرتضي الطهر الذي صنو النبي هديه کهديه وصيه حقا وقاضي دينه ناصحه الناصر حقا إذ غدا وارثه علم الهدي أمينه ذاک الفتي النجد الذي إذ ابدا ليث لو الليث الجري خاله صقر ولکن صيده صيد الوغا ذاک الشجاع إن بدا بمعرک تبکي الطلي إن ضحکت أسيافه تري سباع البيد تقفوا إثره يقرن أرواح الکماة بالردي وکم کمي قد قراه في الوغا يشهد في ذا بدره واحده وخيبر والبصرة التي بها کذا الذي قد ضمن المدح له فقوله وليکم فإنما ثلاثة ألله والرسول والذ وقوله الاذن فذاک (حيدر) وقد دعا له النبي انه وقوله الميزان بالقسط وما فويل من خف لديه وزنه ذاک أمير المومنين رتبة ذادوه عن سلطانه وحقه فکف مولاي الامام کفه ولم يقم معه سوي أربعة يتبعه المقداد وإبن ياسر والصادق اللهجة أعني جندبا ولو يشأ أهلکم لکنه وله يرثي بها الامام السبط الشهيد صلوات الله عليه لله ما صنعت فينا يد البين مالي وللبين؟ لا أهلا بطلعته کانا کغصنين في أصل غذاؤهما کأن روحيهما من حسن الفهما لا عذل بينهما في حفظ عهدهما لا يطمع الدهر في تغيير ودهما حتي إذا أبصرت عين النوي بهما رماهما حسدا منه بداهية في الشرق هذا وذا في الغرب منتئيا والدهر أحسد شئ للقريبين لا تأمن الدهر إن الدهر ذو غير أخني علي عترة الهادي فشتتهم [صفحه 163] کأنما الدهر آلا أن يبددهم بعض بطيبة مدفون وبعضهم وأرض طوس وسامرا وقد ضمنت يا سادتي ألمن أبکي أسي؟ ولمن أبکي علي الحسن المسموم مضطلما؟ أبکي عليه خضيب الشيب من دمه وزينب في بنات الطهر لاطمة تدعوه يا واحدا قد کنت آمله لاعشت بعدک ما إن عشت لانعمت انظر إلي أخي قبل الفراق لقد انظر إلي فاطم الصغرا أخي ترها إذادنت منک ظل الرجس يضربها وتستغيث وتدعو عمتا تلفت ضرب علي الجسد البالي وفي کبدي انظر عليا أسيرا لا نصير له وارحمتا يا أخي من بعد فقدک بل والسبط في غمرات الموت مشتغل لا يستطيع جوابا للنداء سوي لا زلت أبکي دما ينهل منسجما ألسيدين الشريفين اللذان هما ألضارعين إلي الله المنيبين ألعاملين بذي العرش الحکيمين ألصابرين علي البلوي الشکورين ألشاهدين علي الخلق الامامين ألعابدين التقيين الزکيين [صفحه 164] ألحجتين علي الخلق الاميرين نورين کانا قديما في الظلال کما تفاحتي أحمد الهادي وقد جعلا صلي الاله علي روحيهما وسقا إلي أن يقول فيها ما لابن حماد العبدي من عمل فالميم غاية آمالي محمدها صلي الاله عليهم کلما طلعت (ألقصيدة وهي 57 بيتا) وله في رثاء الامام السبط الشهيد صلوات الله عليه قوله يذکر فيها حديث الغدير حي قبرا بکربلا مستنيرا وأقم مأتم الشهيد وأذرف والتثم تربة الحسين بشجو ثم قل يا ضريح مولاي سقي ته علي ساير القبور فقد أص فيک ريحانة النبي ومن حل فيک ياقبر کل حلم وعلم فيک من هد قتله عمد الدين فيک من کان جبرئيل يناغيه فيک من لاذ فطرس فترقي يوم سارت إليه جيش ابن هند آه واحسرتي له وهو بالسيف آه إذ ظل طرفه يرمق الفسطاط آه إذ أقبل الجواد علي النسوان فتبادرن بالعويل وهتکن [صفحه 165] وتبادرن مسرعات من الخدر ولطمن الخدود من ألم الثکل وبدا صوتهن بين عداهن بارزات الوجوه من بعدما غودرن ثم لما رأين رأس حسين صحن بالذل أيها الناس لم نسبي ما لنا لا نري لآل رسول الله فعلي ظالميهم سخط الله قل لمن لام في ودادي بني أعلي حب معشر أنت قد کنت وأبوهم أقامه الله في خم( حين قد بايعوه أمرا عن وأبوهم أفضي النبي إليه وأبوهم علا علي العرش لما وأماط الاصنام کلا عن الکعبة قال لو شئت ألمس النجم بالکف وأبوهم قد رد للشمس بيضا وقضي فرضه أداء وعادت وأبوهم يروي علي الحوض من وا وأبوهم يقاسم النار والجنة وأبوهم برا الاله له شبها فإذا اشتاقت الملائک زارته وأبوهم أحيا لميت بصرصر وأبوهم قال النبي له قولا أنت خدني وصاحبي ووزيري [صفحه 166] أنت مني کمثل هرون من موسي وأبوهم أودي بعمرو بن ود وأبوهم لباب خيبر أضحي حامل الراية التي ردها بالامس خصه ذوالعلا بفاطمة عرسا وهم باب ذي الجلال علي آدم وبهم قامت السماء ولولاهم وبهم باهل النبي فقل لي فيهم أنزل المهيمن قرآنا في الطواسين والحواميم والرحمن آيا ما کان في الذکر زورا وخلقناه نطفة نبتليه لبيان إذا تأمله العارف ثم تفسير هل أتي فيه يا صاح إن الابرار يشربون بکأس فلهم أنشأ المهيمن عينا وهداهم وقال يوفون بالنذر ويخافون بعد ذلک يوما فوقاهم إلههم ذلک اليوم وجزاهم بأنهم صبروا في السر فاتکوا من علي الارائک لا وأوان وقد اطيفت عليهم وبأکواب فضة وقوارير وبکأس قد مازجت زنجبيلا وإذا ما رأيت ثم نعيما وعليهم فيها ثياب من السندس [صفحه 167] ويحلون بالاساور فيها وروي لي عبدالعزيز الجلودي[4] . عن ثقاة الحديث أعني العلائي يسندوه عن ابن عباس يوما إذ أتته البتول فاطم تبکي[5] . قال مالي أراک تبکين يافاطم؟ إجتمعن النساء نحوي واقبلن قلن إن النبي زوجک اليوم قال يا فاطم اسمعي واشکري الله لم ازوجک دون إذن من الله أمر الله جبرئيل فنادي وأتاه الاملاک حتي إذا ما قام جبريل قائما يکثر التحميد ثم نادي زوجت فاطم يا رب قال رب العلا جعلت لها المهر خمس أرضي لها ونهري وأو فانثرت عند ذلک طوبا روينا عن النبي حديثا انه قال بينما الناس في الجنة کاد أن يخطف العيون فنادوا [صفحه 168] أو ليس الاله قال لنا لا وإذا بالنداء يا ساکن الجنة ذا علي الولي قد داعب الز فبذا إذ تبسمت ذلک النور يا بني أحمد عليکم عمادي وبکم يسعد الموالي ويشقي أنتم لي غدا وللشيعة الابرار فاستمعها کلدر ليس تري فيها صاغ أبياتها علي بن حماد وقفنا للمترجم في طيات المجاميع العتيقة في النجف الاشرف والکاظمية علي قصائد جمة وإليک فهرستها عدد القصائد مطلع القصيدة عدد الابيات يا يوم عاشورا أطلت بکائي هن بالعيد إن أردت سوائي إن في مأتمي عن العيد شغلا فإذا عيد الوري بسرور وإذا جددوا ثيابهم جددت وإذا أدمنوا الشراب فشربي وإذا استشعروا الفناء فنوحي وقليل لومت هما ووجدا أيهمني بعيده من مواليه آه يا کربلاء کم فيک من أألذ الحياة بعد قتيل الطف کيف ألتذ شوب ماء وقد جر کيف لا أسلب العزاء إذا [صفحه 169] کيف لا تسکب الدموع عيوني تطأ الخيل جسمه في ثري الطف بأبي زينب وقد سبيت بالذ فإذا عاينته ملقي علي التر أقبلت نحوه فيسمعها الشمر أيها الشمر خلني أتزود أفما للرسول حق فلم تنظر ثم تدعو الحسين لم يا شقيقي يا أخي يومک العظيم بري عظمي يا أخي کنت أرتجيک لموتي يا أخي لوفدي من الموت شخص ياأخي لا حبيب بعدک بل لا آه واحسرتي لفاطمة الصغري کفها فوق رأسها من جوي الثکل فإذا أبصرت أباها صريعا لم تطق نهضة إليه من الضعف ياأبي من تري ليتمي وضعفي فإذا لم تجد جوابا لها إلا أقبلت نحو عمتيها وقالت فإذا کان لم جفاني وما کان يا بني أحمد السلام عليکم أنتم صفوة الآءله من الخلق ونجوم الهدي بنور کم تهدي أنا مولاکم ابن حماد أعدد ورجائي أن لا أخيب لديکم [صفحه 170] شجاک نوي الاحبة کيف شاءا أيفرح من له کبد يذوب ويک ياعين سحي دمعا سکوبا أتلعابا وقد لاح المشيب؟ دعوت الدمع فانسکب انسکابا ويقول فيها إن يک حب أهل البيت ذنبي احبهم وأمنحهم مديحا ولم أمدحهم قط اکتسابا ولن يرجو ابن حماد علي هل لجسمي من السقام طبيب؟ يا أهل بيت رسول الله إنکم ألدهر فيه طرائف وعجائب أيا من لقلب دائم الحسرات؟ هي علي روي تائية دعبل يقول في آخرها إليک أمين الله نظم قصيدة علي بن حماد دعاها فأقبلت شبيه لما قال الخزاعي دعبل (مدارس آيات خلت من تلاوة بقاع في البقيع مقدسات دعني أنوح وأسعد النواحا أري الصبر يفني والهموم تزيد ماضر عهد الصبي لو أنه عادا جاري بها السيد إسماعيل الحميري في قصيدة له أولها طاف الخيال علينا منک عبادا [صفحه 171] فقال العبدي في آخر قصيدته وازنت ما قال إسماعيل مبتدءا أبک ما عشت بالدموع الغزار أآمرتي بالصبر أسرفت في أمري سلامي علي قبر تضمن حيدرا ويقول في آخرها لا أغل في ديني کمن کان قد غلا بذلک يلقي الله في يوم بعثه يا لائمي دع ملامي في الهوي وذر دعي قلبه داعي الوعيد فاسمعا فرقت يا بين شملا کان مجتمعا خليلي عج بنا نطل الوقوفا خواطر فکري في الحشاء تجول أهجرت يا ذات الجمال دلالا؟ ألا إن زين المرء في عمره العقل يا علي بن أبي طالب يا بن المفضل ناجتک أعلام الهداية فاعلم فانظر بعين العقل في عقبي الهوي ألنوم بعدکم علي حرام وهناک قصائد تعزي إلي شاعرنا إبن حماد العبدي في بعض المجاميع وهي لابن حماد محمد المتأخر عن المترجم له بقرون منها قصيدة مطلعها لغير مصاب السبط دمعک ضايع وقفنا علي تمام هذه القصيدة وفي آخرها لعل ابن حماد محمد عبدکم [صفحه 172]
لم نقف علي تاريخ ولادة إبن حماد ووفاته غير أن النجاشي الذي أدرکه و رآه ولم يرو عنه ولد في صفر سنة 372، وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري توفي 17 ذي الحجة سنة 332 فيستدعي التاريخان ان المترجم ولد في أوايل القرن الرابع وتوفي في أواخره.
سلي الليل عني هل اجن إذا جنا؟
إذا ما انقضا فن يوکل بي فنا
قفي وانظري واستخبري الجسد المضني
دموعي التي سالت وأقرحت الجفنا
لما کانت اللذات تشغلکم عنا
وأظهرتم الهجران ما هکذا کنا
فقد وحياة الحب خنتم وما خنا
وحلتم عن العهد القديم وما حلنا
ونحن علي صدق الحديث الذي قلنا
علي الجمر؟ لا تهنا ولا بعدکم نمنا
فما زادنا إلا جوي ذلک المغنا
ونصبر عنکم مثل ما صبرکم عنا
ونجعل قطع الوصل منکم ولا منا
ولا تفر طوابل صححو اللفظ والمعني
بان لکم نصفا وأن لنا ثمنا
وإن غربت جددت ذکرکم حزنا
غريب الهوي والقلب والدار والمغني
وما کنت أدري أن صحبتنا تقنا
بکينا علي أيامه بدم أقنا
ولا برح التسهيد لي بعدکم جفنا
موارده حتي نعود کما کنا
ولا زلت طول الدهر مقترعا سنا
کأنهم کانوا أحق بها منا
لزهدکم فينا وبعدکم عنا
بغيرکم مستبدلا؟ بئس ما ظنا
ظننا بکم ظنا فاخلفتموا الظنا
کأنجم ليل بينها البدر أو أسنا
وشمر عليه بالمهند قد أحني
حسينا فلا تقتله يا شمر واذبحنا
علي الرمح مثل الشمس فارقت الدجنا
وقد صبغت من نحره الجيب والردنا
امية منا بعدک الحقد والضغنا
وطيف بنا عرض البلاد وشتتنا
وحزني لهم باق مدي الدهر لا يفني
وأخزي الذي أملا له وبه استنا
وأمنح من عاداکم السب واللعنا
لاکرم من لبي ومن نحر البدنا
إله البرايا قاب قوسين أو أدنا
ملائک لا تنفک صبحا ولا وهنا
وأعطي وما أکدي وصدق بالحسني
وعروته والعين والوجه والاذنا
وکن له في کل نائبة رکنا[1] .
فمن قدره يسمو ومن فعله يکني
ما الدر والمرجان من قعره يجني
لحيدرة في القوم کفوا ولا قرنا
وقد ملات منه ليوث الشري جبنا
يناديه من هنا ويدعوه من هنا
فوارسها واستخلفوا الضرب والطعنا
وألقت علي الاشداق أردية دکنا
ومن فوقها ليلا من النقع قد جنا
کثلة ظأن أبصرت أسدا شنا
کذاک حياة السلم في کفه اليمني
وکم معدم أغني وکم سائل أقني
ولا يتبع المعروف من منه منا
لما عرفوا في الناس بخلا ولا ضنا
قصاراه أن يستن في الجود ما سنا
فإن أميرالمؤمنين به يعني
ويقرع يوم البعث من ندم سنا
وکنت علي الاحوال عبدا له قنا
متي سجعت قمرية وعلت غصنا
علينا فآمنا بذاک وصدقنا
لآخذه کلا ولا کيف أو أنا
اناس وما خنا وحالوا وما حلنا
وطبتم فمن آثار طيبکم طبنا
کرهنا وما قلتم رضينا وصدقنا
إليکم إذا إلف إلي إلفه حنا
لو أنا علي أحداقنا لکم زرنا
إذن لم نحل عنه بحال ولا زلنا
ونحن إذا متنا نورثه الابنا
لنحذر خسرانا عليها ولا غبنا
عليکم بحسن الذکر في کتبه أثني
فيسکن ذا نارا ويسکن ذا عدنا
فما منکم بد ولا عنکم مغني
لما قبلت أعمالنا أبدا منا
إذ نحن من أجداثنا سرعا قمنا
إذا ما وفدنا يوم ذاک وحوسبنا
فأسعدهم من کان أثقلهم وزنا
فيظما الذي يقصي ويروي الذي يدني
فطوبا لنا إذ نحن عن أمرکم جزنا
سوي أننا قوم بما دنتم دنا
بأنا عليه لا انثنينا ولا نثني
رفضنا وعودينا وبالرفض نبزنا
ولله نزهنا وإياه وحدنا
فقالوا خلقنا للمعاصي واجبرنا
ولو شاء لم نؤمن ولو شاء آمنا
إماما لنا لکن لانفسنا اخترنا
بفضل من الرحمن تهتم وما تهنا
لنا يوم (خم) لا ابتدعنا ولا جرنا
فتجزون ما قلتم ونجزي بما قلنا
ودين علي غير القواعد لا يبني
فيا رب زدنا منک نورا وثبتنا
وأحري به أن لا يخيب له ظنا
تراثا جزي الرحمن خيرا أبي شنا
ولي حسب عبدالقيس مرتبة تبني
فنلت بذا مجدا ونلت بذا أمنا
مديحا فلم تترک لذي مطعن طعنا
تأمل لا عين تراه ولا لحنا
تمثلت الاشعار عندهم لکنا
وجلت معانيه فزادت بها حسنا
فذاک هذاء في الرؤس بلا معني
من الکرب والتنغيص قد ادخل السجنا
وأثبتهم حدثا وأطيبهم لحنا
ألذ من أيام الشبيبة أو أهني
إذا ما انتشاه قيل ياليته ثني
وثقل ميزاني بخيراتها وزنا
إله السماما عسعس الليل أوجنا
محمد عن صدقه
عن أنس عن النبي
مع علي ذي النهي
شيئا کمثل العنب
حتي إذا ما شبعا
فطال منه عجبي
أنزله ذو العزة
من الهدايا النخب
آثاره وأبهجت غرانه[3] .
بفخره قد فخرت عدنانه
إذ کل شي شکله عنوانه
إذ اقتضي ديونه ديانه
سواه ضد سره اعلانه
في أهله وزيره خلصانه
بمعرک ألقت له فتيانه
لطار من هيبته جنانه
ليث ولکن فرسه فرسانه
تفرقت من خوفه شجعانه
وترتوي إن عطشت سنانه
لانها يوم الوغا ضيفانه
لذاک حاصت دونه أقرانه
فليس تخبو أبدا نيرانه
وطيبة ومکة أوطانه
النکث وصفين ونهروانه
من ربه رب العلي قرآنه
يخص فيها هو لا فلانه
ي تزکي راکعا برهانه
واعية لقوله آذانه
يحفط ما يملي له لسانه
غير علي في غد ميزانه
وفوز من أسعده رجحانه
من الاله الفرد جل شانه
من بعد ما بان لهم سلطانه
إذ قل في حقوقه أعوانه
وهم لعمر ربهم أرکانه
عماره وسلمه سلمانه
فلم يخالف أمره ايمانه
أبقي ليبقي ناسلا إنسانه
کم من حشا أقرحت منا ومن عين؟
کم فرق البين قدما بين الفين؟
ماء النعيم وفي التشبيه شکلين
روح وقد قسمت ما بين جسمين
ولا يزيلهما لوم العذولين
ولا يميلان من عهد إلي مين
خلين في العيش من هم خليين
فأصبحا بعد جمع الشمل ضدين
مشردين علي بعد شجيين
يرمي وصالهما بالبعد والبين
وذو لسانين في الدنيا ووجهين
فما تري جامعا منهم بشخصين
کعاتب ذي عناد أو کذي دين
بکربلاء وبعض بالغريين
بغداد بدرين حلا وسط قبرين
أبکي بجفين من عيني قريحين؟
أم الحسين لقي بين الخميسين؟
معفر الخد محزوز الوريدين
والدمع في خدها قد خد خدين
حتي استبدت به دوني يد البين
روحي ولا طعمت طعم الکراعيني
أذکا فراقک في قلبي حريقين
لليتم والسبي قد خصت بذلين
فتلتقي الضرب منها بالذراعين
روحي لرزئين في قلبي عظيمين
للثکل ضرب فما أقوي لضربين
قد قيدوه علي رغم بقيدين
وارحمتا للاسيرين اليتيمين
ببسط کفين أو تقبيض رجلين
يومي بلحظين من تکسير جفنين
للسيدين القتيلين الشهيدين
خير الوري من أب مجد وجدين
کألمسرعين إلي الحق الشفيعين
ألعادلين ألحليمين الرشيدين
ألمعرضين عن الدنيا المنيبين
ألصادقين عن الله الوفيين
ألمؤمنين الشجاعين الجريين
ألطيبين الطهورين الزکيين
قال النبي لعرش الله قرطين
لفاطم وعلي الطهر نسلين
قبريهما أبدا نوء السماکين
إلا تمسکه بالميم والعين
والعين أعني عليا قرة العين
شمس وما غربت عند العشائين
ضم کنز التقي وعلما خطيرا
منک دمعا في الوجنتين غزيرا
وأطل بعد لثمک التعفيرا
ت من الغيث هاميا حمهريرا
بحت بالتيه والفخار جديرا
من المصطفي محلا أثيرا
وحقيق بأن تکون فخورا
وقد کان بالهدي معمورا
وميکال بالحباء صغيرا
بجناحي رضي وکان حسيرا
لذحول أمست تحل الصدورا
نحير أفديت ذاک النحيرا
خوفا علي النساء غيورا
ينعاه بالصهيل عفيرا
الاقراط بارزات الشعورا
ومن قبل مسبلات الستورا
وغادرن بالنياح الخدورا
وعفن الحجاب والتخفيرا
صون الوجوه والتخفيرا
فوق رمح حکي الهلال المنيرا
ولم نأت في الانام نکيرا؟
فيکم يا هؤلاء نصيرا؟
ولعن يبقي ويفني الدهورا
أحمد لا زلت في لظي مدحورا
عذولا ولا تکون عذيرا
إماما وهاديا وأميرا
الله فسائل دوحاته والغديرا
علم ما کان اولا وأخيرا
قد رقي کاهل النبي ظهيرا
لما هوي بها تکسيرا
إذن کنت عند ذاک قديرا
وهي کادت لوقتها أن تغورا
لغروب وکورت تکويرا
لاهم ويرد عنه الکفورا
في الحشر عادلا لن يجورا
لاملاکه سميعا بصيرا
فناهيک زايرا ومزورا
بعد ما کان في الثري مقبورا
بليغا مکررا تکريرا
بعد موتي أکرم بذاک وزيرا
و لم أبتغي سواه ظهيرا
حين لاقاه في العجاج أسيرا
قالعا ليس عاجزا بل جسورا
من لم يزل جبانا فرورا
ثم أعطاه شبرا وشبيرا
فارتد ذنبه مغفورا
لکادت بأهلها أن تمورا
ألهم في الوري عرفت نظيرا؟
عظيما وذاک جما خطيرا
فجعلناه سامعا وبصيرا
يبدي له المقام الکبيرا
قل له إن کنت تفهم التفسيرا
کان عندي مزاجها کافورا 55
فجروها لديهم تفجيرا
فمن مثلهم يوفي النذورا؟
شره کان في الوري مستطيرا
ويلقون نضرة وسرورا
والجهر جنة وحريرا
يلقون فيها شمسا ولا زمهريرا
سلسبيل مقدر تقديرا
قدروها عليهم تقديرا
لذة الشاربين تشفي الصدورا
دائما عندهم وملکا کبيرا
خضر في الحشر تلمع نورا
وسقاهم ربي شرابا طهورا
وقد کان صادقا مبرورا
کمهو أکرم بذا وذا مذکورا
قال کنا عند النبي حضورا
وتوالي شهيقها والزفيرا
قالت وأخفت التعبيرا
يطلن التقريع والتعييرا
عليا بعلا عديما فقيرا
فقد نلت منه فضلا کبيرا
کوما زال يحسن التدبيرا
رافعا في السماء صوتا جهيرا
وردوا بيت ربنا المعمورا
کملله جل والتکبيرا
علي الطهر الفتي المذکورا
لها خالصا يفوق المهورا
جبت علي الخلق ودها المحصورا
علي الحور عنبرا وعبيرا[6] .
في البرايا مصححا مأثورا
إذ عاينوا ضياء ونورا
أي شئ هذا؟ وأبدوا نکورا
شمس فيها تري ولا زمهريرا؟
مهلا أمنتم التغييرا
هراء مولاتکم فأبدت سرورا
فزيدوا إکرامه وحبورا
واتکالي إذا أردت النشورا
من يعاديکم ويصلي سعيرا
ذخر أکرم به مذخورا
ملاهي کلا ولا تعييرا
فزانت وحبرت تحبيرا
وترکتني وقفا علي البرحاء
أي عيد لمستباح العزاء؟
فاله عني وخلني بشجائي
کان عيدي بزفرة وبکاء
ثوبي من لوعتي وضنائي
من دموع ممزوجة بدماء
وعويلي علي الحسين غنائي
لمصاب الغريب في کربلاء
أبادتهم يد الاعداء؟
کرب لنفس شجية وبلاء؟
ظلما؟ إذن لقل حيائي
ع کاس لردي بکرب الظماء؟
مثلته عاريا سليب الرداء؟
بعد تضريج شيبه بالدماء؟
وجسمي يلتذ لين الوطاء؟
ل من خدرها کسبي الاماء
ب معري مجدلا بالعراء
فتدعو في خيفة وخفاء
نظرة منه فهي أقصي منائي
ني جاهرا بسوء المراء؟
وابن امي خلفتني بشقائي؟
وأضني جسمي وأوهي قوائي
وحياتي فخاب مني رجائي
کنت أفديک بي وقل فدائي
عشت إلا بمقلة عمياء
وقد أبرزت بذل السباء
وکف اخري علي الاحشاء
فاحصا باليدين في الرمضاء
فنادته في خفي النداء
أو تراه لمحنتي وابتلائي؟!؟!
بکسر الجفون والايماء
ما أري والدي من الاحياء
له قط عادة بالجفاء
ما أنارت کواکب الجوزاء
ومن بعد خاتم الانبياء
البرايا في حندس الظلماء
تکم في غد ليوم جزائي
واعتقادي بکم بلوغ الرجاء
بداء لا تصيب له دواءا
وقلب من صبابته کئيب؟
ويک ياقلب کن حزينا کئيبا
وشيب الرأس منقصة وعيب
وناديت السلو فما أجابا
فلست بمبتغ عنه منابا
وأمنح من يسبهم سبابا
ولکني مدحتهم ارتغابا
لحسن مديحهم إلا الثوابا
أم لعيني من الرقاد نصيب؟
لاشرف الخلق جدا غاب أوأبا
تتري وفيه فوائد ومصائب
ومن لجفون تسکب العبرات؟
إمامية تزهو بحسن صفات
وهمته من أعظم الهممات
) تضمنه الرحمن بالغرفات (
ومهبط وحي مقفر العرصات)
وأکناف بطيبة طيبات
مثلي بکي يوم الحسين وناحا
وجسمي يبلي والسقام جديد
يوما يزودني من طيبة زادا
(طاف الخيال علينا منک عبادا)
لذراري محمد المختار
مأيؤمر مثلي لا أبالک بالصبر؟
سلام مشوق ما يطيق التصبرا
وما کنت في حب الوصي مقصرا
علي بن حماد إذا هو انشرا
فإن حب علي قام في عذري
وداع لبادي شيبه فتورعا
أبعدت عني حبيبي والسرورمعا
علي من نوره شمل الطفوفا
وحزني علي آل النبي يطول
وجعلت جسمي للصدود خيالا؟
ونهج هدي ما فيه زحلوقة زل
يا حجاب الله والباب القديم الازلي
وأقمت فيها بالطريق الاقوم
واسأل عن الدارين إن لم تعلم
من فارق الاحباب کيف ينام؟
ولا أنت ذا سلو عن الحزن جازع
له في غد خير البرية شافع
صفحه 156، 157، 158، 159، 160، 161، 163، 164، 165، 166، 167، 168، 169، 170، 171، 172.