ترجمة ابن حماد العبدي











ترجمة ابن حماد العبدي



أبوالحسن علي بن حماد بن عبيدالله بن حماد العدوي العبدي[1] البصري.

کان حماد والد المترجم أحد شعراء أهل البيت عليهم السلام کما ذکره ولده شاعرنا في شعره بقوله من قصيدة


وإن العبد عبدکم عليا
کذا حماد عبدکم الاديب


رثاکم والدي بالشعر قبلي
وأوصاني به أن لا أغيب


والمترجم له علم من أعلام الشيعة، وفذ من علمائها، ومن صدور شعرائها،ومن حفظة الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه، وقد أدرکه النجاشي وقال في رجاله قد رأيته غير أنه يروي عنه کتب أبي أحمد الجلودي البصري ألمتوفي سنة 332 بواسطة الشيخ أبي عبدالله بن الحسين بن عبيدالله الغضايري المتوفي سنة 411، فهو من مشايخ هذا الشيخ المعظم الواقعين في سلسلة الاجازات، والمعدودين من مشايخ الرواة، وأساتذة حملة الحديث، وحسبه ذلک دلالة علي ثقته وجلالته وتضلعه في العلم والحديث.

[صفحه 154]

وأما الشعر فلا يشک أحد أنه من ناشري ألويته، وعاقدي بنوده، ومنظمي صفوفه،وقائدي کتائبه، وسايقي مقانبه، وجامعي شوارده، وقد اطرد ذکره في المعاجم[2] کما تداول شعره في الکتب والمجاميع وهو من المکثرين في أهل البيت عليهم السلام مدحا ورثاءا ولقد أکثر وأطاب، وجاهر بمديحهم وأذاع حتي عده إبن شهر اشوب في المجاهرين من شعرائهم، وجمع شعره فيهم صلوات الله عليهم مدحا ورثاءا ألعلامة السماوي في ديوان يربو علي 2200 بيتا، وجل شعره يشف عن تقدمه الظاهر في الادب، وأشواطه البعيدة في فنون الشعر، وخطواته الواسعة في صياغة القريض، کما أنه ينم عن علمه المتدفق، وتضلعه في الحديث، وبذل کله في بث فضائل آل الله، وجمع شوارد الحقايق الراهنة في المذهب الحق، ونشر ماورد منها في الکتاب والسنة، وإقامة الدعوة إلي سنن الهدي، فشعره بعيد عن الصور الخيالية بل هو لسان حجاج وبرهنة، ونظم بينات ودلائل، وبيان قيم لمذهبه العلوي.

قال نجم الدين العمري في (المجدي) في ذکر ولد زيد بن علي أنشدني أبو علي بن دانيال وکان من ذي رحمي رحمه الله من قصيدة أنشدها إياه الشيخ أبوالحسن علي بن حماد بن عبيد العبدي الشاعر البصري رحمه الله لنفسه.


قال إبن حماد وقال له فتي
قد حاء يسأله جهلتک فاعذر


قد کنت أصبو أن أراک فأقتدي
بصحيح رأيک في الطريق الانوار


واريد أسأل مستفيدا قلت سل
واسمع جوابا قاهرا لم يقهر


قال الامامة کيف صحت عندکم
من دون زيد والانام لجعفر؟


قلت النصوص علي الائمة جائنا
حتما من الله العلي الاکبر


إن الائمة تسعة وثلاثة
نقلا عن الهادي البشير المنذر


لا زايد فيهم وليس بناقص
منهم کما قد قيل عد الاشهر


مثل النبوة صيرت في معشر

فکذا الامامة صيرت في معشر

[صفحه 155]

(قال نجم الدين) هذا کلام حسن، وحجة قوية، لان حاجة الناس إلي الامام عني الخليفة کحاجتهم إلي النبي صلي الله عليه واله وسلم لانه القائم بإعلاء سنته السنة في کل زمان رجع إلي کلام أبي الحسن إبن حماد رحمه الله


قال الامامة لا تتم لقائم
ما لم يجر بسيفه ويشهر


فلذاک زيد حازها بقيامه
من دون جعفر فادکر وتدبر


(قال نجم الدين) هکذا أنشدني بفتح الراء من جعفروهو رأي الکوفيين أعني منعه من الصرف


قلت الوصي علي قياسک لم ينل
حظ الخلافة بل غدت في حبتر


إذ کان لم يدع الانام بسيفه
قطعا فيالک فرية من مفتري


وکذلک الحسن الشهيد بترکه
ککککطلت إمامته بقولک فانظري


والعابد السجاد لم ير داعيا
ومشهرا للسيف إذ لم ينصر


أفکان جعفر يستثير عداته؟
ويذيع دعوته ولما يؤمر؟


(قال نجم الدين) يريد أن ألمامور کان زيدا لا جعفرا


ودليل ذلک قول جعفر عندما
عزي بزيد قال کالمستعبر


لو کان عمي ظافرا لوفي بما
قد کان عاهد غير أن لم يظفر


أشار إبن حماد بهذين البيتين إلي ما مر عن الحافظ المرزباني والکشي في الجزء الثاني ص 221 وفي الثالث ص 70.



صفحه 154، 155.





  1. نسبة إلي عبدالقيس کما يأتي في شعر المترجم.
  2. کرجال النجاشي ص 171، الانساب للمجدي، معالم العلماء، ايضاح الاشتباه للعلامة الحلي، مجالس المؤمنين ص 464، رياض العلماء، رياض الجنة في الروضة الخامسة تنقيح المقال 2 ص 286.