ترجمة أبي العلاء السروي











ترجمة أبي العلاء السروي



أبوالعلا محمد بن إبراهيم السروي، هو شاعر طبرستان الاوحد، وعلم الفضيلة المفرد، وله مساجلات ومکاتبات مع أبي الفضل إبن العميد ألمتوفي سنة 360، وله کتب وشعر زائع وملح کثيرة ذکرت في (اليتيمة) منها جملة صالحة ج 4 ص 48، و في (محاسن اصبهان) ص 52 و 56، وفي (نهاية الارب في فنون الادب)، ومن شعره في وصف طبرستان ما ذکره الحموي في (معجم البلدان) ج 6 ص 18 وهو


إذ الريح فيها جرت الريح أعجلت
فواختها في الغصن أن تترنما


فکم طيرت في الجو وردا مدثرا
يقلبه فيه ووردا مدرهما


وأشجار تفاح کأن ثمارها
عوارض أبکار يضاحکن مغرما


فإن عقدتها الشمس فيها حسبتها
خدودا علي القضبان فذا وتوأما


تري خطباء الطير فوق غصونها
تبث علي العشاق وجدا معتما

[صفحه 119]

وله في مدح أهل البيت عليهم السلام قوله ذکره إبن شهراشوب في المناقب(ج 2 ص 73 ط ايران:


ضدان جالا علي خديک فاتفقا
من بعد ما افترقا في الدهر واختلفا


هذا بأعلام بيض إغتدا فبدا
وذا بأعلام سود إنطوي فعفا


أعجب بما حکيا في کتب أمرهما
عن الشعارين في الدنيا وما وصف


هذا ملوک بني العباس قد شرعوا
لبس السواد وأبقوه لهم شرفا


وذي کهول بني السبطين رايتهم
بيضاء تخفق اما حادث أزفا


کم ظل بين شباب لا بقاء له
وبين شيب عليه بالنهي عطفا


هل المشيب إلي جنب الشباب سوي
صبح هنالک وجه الدجي کشفا؟


وهل يؤدي شباب قد تعقبه
شيب سوي کدر أعقبت منه صفا؟


لو لم يکن لبني الزهراء فاطمة
من شاهد غير هذا في الوري لکفي


فراية لبني العباس عابسة
سوداء تشهد فيه التيه والشرفا


وراية لبني الزهراء زاهرة
بيضاء يعرف فيها الحق من عرفا


شهادة کشفت عن وجه أمرهما
فبح بها وانتصف إن کنت منتصفا


حاز النبي وسبطاه وزوجته
مکان ما أفنت الاقلام والصحفا


والفخر لو کان فيهم صورة جسد
عادت فضايلهم في اذنه شنفا


وقد تناکرت الاحلام وانقلبت
فيهم فأصبح نور الله منکسفا


ألا أضاء لهم عنها أبوحسن
بعلمه؟ وکفاهم حرها وشفا؟


وهل نظير له في الزهد بينهم
ولو أصاح لدنيا أو بها کلفا؟


وهل أطاع النبي المصطفي بشر
من قبله؟ وحذا آثاره وقفا؟


وهل عرفنا وهل قالوا سواه فتي
بذي الفقار إلي أقرانه زلفا؟؟


يدعو النزال وعجل القوم محتبس
والسامري بکف الرعب قد نزفا


مفرج عن رسول الله کربته
يوم الطعان إذا قلب الحبان هفا


تخاله أسدا يحمي العرين إذا
يوم الهياج بأبطال الوغي رجفا


يظله النصر والرعب اللذان هما
کانا له عادة إذ سار أو وقفا

[صفحه 120]

شواهد فرضت في الخلق طاعته
برغم کل حسود مال وانحرفا


ثم الائمة من أولاده زهر
متوجون بتيجان الهدي حنفا


من جالس بکمال العلم مشتهر
وقائم بغرار السيف قد زحفا


مطهرون کرام کلهم علم
کمثل ما قيل کشافون لا کشفا


وله في (يتيمة الدهر) ج 4 ص 48


مررنا علي الروض الذي قد تبسمت
ذراه وأوداج الابارق تسفک


فلم نر شيئا کان أحسن منظرا
ممن الروض يجري دمعه وهو يضحک


وله في النرجس


حي الربيع فقد حيا بباکور
من نرجس ببهاء الحسن مذکور


کأنما جفنه بالغنج منفتحا
کأس من التبر في منديل کافور


وله في النرجس ذکر صاحبا (الظرائف واللطايف) ص 159، و حلية الکميتص 203


انظر إلي نرجس تبدن
صبحا لعينيک منه طاقه


واکتب أسامي مشبهيه
بالعين في دفتر الحماقه


وأي حسن يري لطرف
مع برقان يحل ماقه


کراثة رکبت عليها
صفرة بيض علي رقاقه


وکتب إليه شاعر غريب يشکو إليه حجابه أبياتا منها


جئت إلي الباب مرارا فما
إن زرت إلا قيل لي قد رکب


وکان في الواجب يا سيدي
أن لا تري عن مثلنا تحتجب


فأجابه علي ظهر رقعته


ليس احتجابي عنک من جفوة
وغفلة عن حرمة المغترب


لکن لدهر نکد خائن
مقصر بالحر عما يجب


وکنت لا أحجب عن زائر
فالآن من ظلي قد أحتجب


وذکر الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 354 له قوله


أما تري قضب الاشجار قد لبست
أنوارها تنثني ما بين جلاس

[صفحه 121]

منظومة کسموط الدر لابسة
حسنا يبيح دم العنقود للحاسي


وغردت خطباء الطير ساجعة
علي منابر من ورد ومن آس


(خطباء الطير) في الشعر هي الفواخت والقماري والرواشن والعنادب وما أشبهها قال الثعالبي أظن أول من اخترع هذه الاستعارة المليحة أبوالعلاء السروي في قوله المذکور، وذکر له صاحب (محاسن إصبهان) ص 52 في الوصف قوله


أو ما تري البستان کيف تجاوبت
أطياره وزها لنا ريحانه


وتضاحکت أنواره وتسلسلت
أنهاره وتعارضت أغصانه


وکأنما يفتر غب القطر عن
حلل نشرن رياضه وجنانه


وذکر له ص 56 قوله


کأن حمام الروض نشوان کلما
ترنم في أغصانه وترحجا


فلاذ نسيم الجو من طول سيره
حسيرا بأطراف الغصون مطلجا


ولصاحب بن عباد أبيات کتبها إلي المترجم له ذکرها المافروخي في (محاسن إصبهان) ص 14 وهي


أبا العلاء ألا أبشر بمقدمنا
فقد وردنا علي المهرية القود


هذا وکان بعيدا أن اراجعکم
علي التعاقب بين البيض والسود


من بعد ما قربت بغداد تطلبني
واستنجزتني بالاهواز موعودي


وراسلتني بأن بادر لتملکني
ويجري الماء ماء الجود في العود


فقلت لابد من جي وساکنها
ولو رددت شبابي خير مردود


فإن فيها أودائي ومعتمدي
وقربها خير مطلوب ومنشود


ألست أشهد إخواني ورؤيتهم
تفي بملک سليمان بن داود؟


کان المترجم يتعصب للعجم علي العرب فکتب إليه إبن العميد رسالة ينکر فيها تعصبه بقوله اقبل وصية خليلک، وامتثل شورة نصيحک، ولا تتماد في ميدان الجهل ينضک، ولا تتهافت في إلحاح يغرک، واخش يا سيدي أن يقال التحمت حرب البسوس من دم ضرع، واشتبکت حرب غطفان من أجل بعير قرع، قتل ألف فارس برغيف

[صفحه 122]

الحولاء، وصب الله علي العجم سوط عذاب بمزاح أبي العلاء[1] .



صفحه 119، 120، 121، 122.





  1. ذکرها الثعالبي في ثمار القلوب.