ترجمة أبي العلاء السروي
إذ الريح فيها جرت الريح أعجلت فکم طيرت في الجو وردا مدثرا وأشجار تفاح کأن ثمارها فإن عقدتها الشمس فيها حسبتها تري خطباء الطير فوق غصونها [صفحه 119] وله في مدح أهل البيت عليهم السلام قوله ذکره إبن شهراشوب في المناقب(ج 2 ص 73 ط ايران: ضدان جالا علي خديک فاتفقا هذا بأعلام بيض إغتدا فبدا أعجب بما حکيا في کتب أمرهما هذا ملوک بني العباس قد شرعوا وذي کهول بني السبطين رايتهم کم ظل بين شباب لا بقاء له هل المشيب إلي جنب الشباب سوي وهل يؤدي شباب قد تعقبه لو لم يکن لبني الزهراء فاطمة فراية لبني العباس عابسة وراية لبني الزهراء زاهرة شهادة کشفت عن وجه أمرهما حاز النبي وسبطاه وزوجته والفخر لو کان فيهم صورة جسد وقد تناکرت الاحلام وانقلبت ألا أضاء لهم عنها أبوحسن وهل نظير له في الزهد بينهم وهل أطاع النبي المصطفي بشر وهل عرفنا وهل قالوا سواه فتي يدعو النزال وعجل القوم محتبس مفرج عن رسول الله کربته تخاله أسدا يحمي العرين إذا يظله النصر والرعب اللذان هما [صفحه 120] شواهد فرضت في الخلق طاعته ثم الائمة من أولاده زهر من جالس بکمال العلم مشتهر مطهرون کرام کلهم علم وله في (يتيمة الدهر) ج 4 ص 48 مررنا علي الروض الذي قد تبسمت فلم نر شيئا کان أحسن منظرا وله في النرجس حي الربيع فقد حيا بباکور کأنما جفنه بالغنج منفتحا وله في النرجس ذکر صاحبا (الظرائف واللطايف) ص 159، و حلية الکميتص 203 انظر إلي نرجس تبدن واکتب أسامي مشبهيه وأي حسن يري لطرف کراثة رکبت عليها وکتب إليه شاعر غريب يشکو إليه حجابه أبياتا منها جئت إلي الباب مرارا فما وکان في الواجب يا سيدي فأجابه علي ظهر رقعته ليس احتجابي عنک من جفوة لکن لدهر نکد خائن وکنت لا أحجب عن زائر وذکر الثعالبي في (ثمار القلوب) ص 354 له قوله أما تري قضب الاشجار قد لبست [صفحه 121] منظومة کسموط الدر لابسة وغردت خطباء الطير ساجعة (خطباء الطير) في الشعر هي الفواخت والقماري والرواشن والعنادب وما أشبهها قال الثعالبي أظن أول من اخترع هذه الاستعارة المليحة أبوالعلاء السروي في قوله المذکور، وذکر له صاحب (محاسن إصبهان) ص 52 في الوصف قوله أو ما تري البستان کيف تجاوبت وتضاحکت أنواره وتسلسلت وکأنما يفتر غب القطر عن وذکر له ص 56 قوله کأن حمام الروض نشوان کلما فلاذ نسيم الجو من طول سيره ولصاحب بن عباد أبيات کتبها إلي المترجم له ذکرها المافروخي في (محاسن إصبهان) ص 14 وهي أبا العلاء ألا أبشر بمقدمنا هذا وکان بعيدا أن اراجعکم من بعد ما قربت بغداد تطلبني وراسلتني بأن بادر لتملکني فقلت لابد من جي وساکنها فإن فيها أودائي ومعتمدي ألست أشهد إخواني ورؤيتهم کان المترجم يتعصب للعجم علي العرب فکتب إليه إبن العميد رسالة ينکر فيها تعصبه بقوله اقبل وصية خليلک، وامتثل شورة نصيحک، ولا تتماد في ميدان الجهل ينضک، ولا تتهافت في إلحاح يغرک، واخش يا سيدي أن يقال التحمت حرب البسوس من دم ضرع، واشتبکت حرب غطفان من أجل بعير قرع، قتل ألف فارس برغيف [صفحه 122] الحولاء، وصب الله علي العجم سوط عذاب بمزاح أبي العلاء[1] .
أبوالعلا محمد بن إبراهيم السروي، هو شاعر طبرستان الاوحد، وعلم الفضيلة المفرد، وله مساجلات ومکاتبات مع أبي الفضل إبن العميد ألمتوفي سنة 360، وله کتب وشعر زائع وملح کثيرة ذکرت في (اليتيمة) منها جملة صالحة ج 4 ص 48، و في (محاسن اصبهان) ص 52 و 56، وفي (نهاية الارب في فنون الادب)، ومن شعره في وصف طبرستان ما ذکره الحموي في (معجم البلدان) ج 6 ص 18 وهو
فواختها في الغصن أن تترنما
يقلبه فيه ووردا مدرهما
عوارض أبکار يضاحکن مغرما
خدودا علي القضبان فذا وتوأما
تبث علي العشاق وجدا معتما
من بعد ما افترقا في الدهر واختلفا
وذا بأعلام سود إنطوي فعفا
عن الشعارين في الدنيا وما وصف
لبس السواد وأبقوه لهم شرفا
بيضاء تخفق اما حادث أزفا
وبين شيب عليه بالنهي عطفا
صبح هنالک وجه الدجي کشفا؟
شيب سوي کدر أعقبت منه صفا؟
من شاهد غير هذا في الوري لکفي
سوداء تشهد فيه التيه والشرفا
بيضاء يعرف فيها الحق من عرفا
فبح بها وانتصف إن کنت منتصفا
مکان ما أفنت الاقلام والصحفا
عادت فضايلهم في اذنه شنفا
فيهم فأصبح نور الله منکسفا
بعلمه؟ وکفاهم حرها وشفا؟
ولو أصاح لدنيا أو بها کلفا؟
من قبله؟ وحذا آثاره وقفا؟
بذي الفقار إلي أقرانه زلفا؟؟
والسامري بکف الرعب قد نزفا
يوم الطعان إذا قلب الحبان هفا
يوم الهياج بأبطال الوغي رجفا
کانا له عادة إذ سار أو وقفا
برغم کل حسود مال وانحرفا
متوجون بتيجان الهدي حنفا
وقائم بغرار السيف قد زحفا
کمثل ما قيل کشافون لا کشفا
ذراه وأوداج الابارق تسفک
ممن الروض يجري دمعه وهو يضحک
من نرجس ببهاء الحسن مذکور
کأس من التبر في منديل کافور
صبحا لعينيک منه طاقه
بالعين في دفتر الحماقه
مع برقان يحل ماقه
صفرة بيض علي رقاقه
إن زرت إلا قيل لي قد رکب
أن لا تري عن مثلنا تحتجب
وغفلة عن حرمة المغترب
مقصر بالحر عما يجب
فالآن من ظلي قد أحتجب
أنوارها تنثني ما بين جلاس
حسنا يبيح دم العنقود للحاسي
علي منابر من ورد ومن آس
أطياره وزها لنا ريحانه
أنهاره وتعارضت أغصانه
حلل نشرن رياضه وجنانه
ترنم في أغصانه وترحجا
حسيرا بأطراف الغصون مطلجا
فقد وردنا علي المهرية القود
علي التعاقب بين البيض والسود
واستنجزتني بالاهواز موعودي
ويجري الماء ماء الجود في العود
ولو رددت شبابي خير مردود
وقربها خير مطلوب ومنشود
تفي بملک سليمان بن داود؟
صفحه 119، 120، 121، 122.