ترجمة أبوالعباس الضبي
[صفحه 102] الفضل والادب ومفزع روادهما، وممن يشار إليه وينص عليه، لم يفت ء کذلک حتي قضي الصاحب نحبه سنة 385 فخلفه علي الوزارة لما استوزره فخر الدولة البويهي وضم اليه أبا علي الملقب بالجليل وفي ذلک قال بعض ولد المنجم والله والله لا أفلحتم أبدا إن جاء منکم جليل فاقطعوا أجلي فالمترجم کانت تحط بفنائه الرحال، وتنال منه الآمال، وتفد إليه القوافي من کل حدب، ويسير شعره مع الرکبان، وکان نعم الخليفة لسلفه الصاحب، والموئل الفذ لما کانت له من مراتب، وله في جامع إصبهان خانکات مرتفعة، وخانات عامرة متسعة، قد وقفت لابناء السبيل، وبحذائه دار الکتب وحجرها وخزانتها وقد بناهن ونضد فيها من الکتب عيونا، وخلدها من العلوم فنونا، يشتمل فهرستها علي ثلث مجلدات کبيرة کما في محاسن إصبهان ص 85، وکتب التراجم[1] تطفح بالثناء عليه، ولشعراء عصره قصائد رنانة في مدحه ومنهم أبوعبدالله محمد بن حامد الخوارزمي له قصيدة في إطراءه منها زمان جديد وعيد سعيد وأحسن من ذاک وجه الرئي وکم حلة خطها قد غدت 2- أبوالحسن علي بن أحمد الجوهري الجرجاني (السابق ذکره) له قصائد في المترجم له منها قصيدة في ميلاده وتحويل سنه ذکرها الثعالبي في (اليتيمة) 4 ص 38 منها يوم تبرجت العلا يوم أتاه المشتري بسلالة المجد الفصيح [صفحه 103] ملک إذا ادرع العلا وإذا تنمر في الخطو وإذا تبسم للندي ياغرة الحسب الکري هذا صباح حليت ميلادک الميمون في عرج عليه بمجلس واضرب عليه سرادقا 3- مهيار الديلمي (أحد شعراء الغدير الآتي ذکره) مدح المترجم بقصائد منها ميمية 65 بيتا توجد في ديوانه 3 ص 344 أولها أجيراننا بالغور والرکب متهم رحلتم وعمر الليل فينا وفيکم ومنها بائية 45 بيتا في ديوانه ج 1 ص 15 مطلعها شفي الله نفسا لا تذل لمطلب ودالية 61 بيتا في ديوانه ج 1 ص 230 أولها إذا صاح وفد السحب بالريح أوحدا و بائية 37 بيتا في ديوانه ج 1 ص 12 مستهلها دواعي الهوي لک أن لا تجيبا وعينية 40 بيتا في ديوانه 2 ص 179 مطلعها علي أي لائمة أربع؟ وقد أخذ العهد يوم الرحيل ولامية 52 بيتا في ديوانه 3 ص 18 مستهلها أليوم أنجز ماطل الآمال وقصيدة 69 بيتا توجد في ديوانه 4 ص 30 نظمها سنة 392، أولها قالوا عساک مرجم فتبين [صفحه 104] هي تلک دارهم وذلک ماؤهم ولقد أکاد أضل لولا عنبر فتقوا به أنفاسهن لطائما[2] . يا منزلا لعبت به أيدي الصبا إما تناشدني العهود فإنها سکنتک بعدهم الوحوش تشبها لعيونهن علامة سحرية ويقول فيها حاشا طلابي أن أعم به وقد يا حظ قم فاهتف بناحية الغني وأعن علي إدراکها فبمثلها لمن الخليط مشرق وضمانه إشتقت يا سفن الفلاة فأبلغي وأنهض فرحل يا غلام مذللا[3] . يرضي بشم العشب إما فاته مرح الزمام يکاد يصعب ظهره ألرزق والانصاف قد فقدا فلذ وإلي أبي العباس حافظ ملکها 4- أبوالفياض سعد بن أحمد الطبري له قصيده في مدح أبي العباس منها وإني وأقواف القريض أحوکها کما تضرب الامثال وهي کثيرة ولکنني أملت عندک مطلبا ألم تر أن إبن الامير أجارني [صفحه 105] 5- صاعد بن محمد الجرجاني کتب إلي المترجم له بقوله ولو أنني حسب إشتياقي ومنيتي ولکنني اهدي علي قدر طاقتي 6- أبوالقاسم عبدالواحد بن محمد بن علي بن الحريش الاصبهاني قال في المترجم من قصيدة کبيرة بنفسي وأهلي شعب واد تحله وعطفه صدغ يهتدي فوق خده وطيب عناقي منه بدرا أضمه وقفنا معا واللوم يصفق رعده ترق علي ديباجتيه دموعه وينأي رقيب عن مقام وداعنا يقلقلني عتب الحبيب وعذره وکيف أقي قلبي مواقع رميه؟ يولي وبالاحداق تفرش أرضه وبعد ردح من تقلده الوزارة کما وصفناه إتهمته ام مجد الدولة بأنه سم أخاه فطلبت منه مائتي ألف دينار لينفقها في مأتم أخيه فأبي عليها ذلک فهرب عنها سنة 392 إلي (بروجرد) وهي من أعمال بدر بن حسنويه[4] فبذل بعد ذلک مأتي ألف دينار ليعود إلي عمله فلم يقبل منه، ولم يبرح بها حتي مات سنة 398 وقيل إن أبابکر إبن رافع أحد قواد فخر الدولة واطأ أحد غلمانه فسقاه سما، وأرسل إبنه تابوته إلي بغداد مع أحد حجابه وکتب إلي أبي بکر الخوارزمي يعرفه أنه وصي بدفنه في مشهد الحسين [صفحه 106] عليه السلام بکربلاء المشرفة ويسأله القيام بأمره وابتياع تربة بخمس مائة دينار، فقيل للشريف أبي أحمد (والد السيدين علم الهدي والشريف الرضي) أن يبيعه موضع قبره بخمسمائة دينار فقال هذا رجل إلتجأ إلي جوار جدي فلا آخذ لترتبه ثمنا وکتب نفسه الموضع الذي طلب منه وأخرج التابوت إلي (براثا) وخرج الطاهر أبوأحمد ومعه الاشراف والفقهاء وصلي عليه وأصحبه خمسين رجلا من رجاله حتي أوصلوه ودفنوه هناک[5] ورثاه مهيار الديملي (الآتي ذکره) بقصيدة 59 بيتا ويعزي إبنه سعدا و أنفذها إلي (الدينور) توجد في ديوانه 3 ص 27 أولها ما للدسوت وللسروج تسائل لم سد باب الملک وهو مواکب؟ ما للجياد صوافنا[6] وصوامتا من قطر[7] الشجعان عن صهواتها؟ ما للسماء عليلة أنوارها؟ من لجلج الناعي يحدث إنه ألمجد في جدث ثوي؟ أم کوکب ال ما کنت فيه خائفا إن الردي أدري الحمام بمنوأقسم مادري خطب أخل الدهر فيه بعقله يا غيث ارضي الارض سقيا واحتبي ينهل منهل المزادة[10] موثقا يسم الصخور کأن کل مجودة[11] . [صفحه 107] تمريه غبراء الاهاب کأنما[12] . حلفت لافواه الربي أخلافها وليت سيوف البرق قطع عروقها أبلغ أبا العباس انک فاحص مني وأطباق الصعيد حجابه سعدت جنادل ألحفتک علي البلي أبکيک لي ولمرملين بنوهم ال ولمستجير والخطوب تنوشه متلوم[15] العزمات لا هو قاطن أودي به التطواف ينشد ناصرا حتي إذا الاقبال منک دنا به ولمعشر طرق العلوم ذنوبهم کانوا عن الطلب الذليل بمعزل قطع الجدا بهم وقد قطع الردي وعصائب هي إن رکبت مواکب تفري بأذرعها الکعوب کأنما لو کان في (ثعل) بموتک ثأرها نکروا حلومک والمنون تسوقها قعد البعيد وقام عنک متارکا ولج الحمام إليک بابا ما شکا [صفحه 108] مستبشرا بالوفد لم يجبه به لم يغنک الکرم العتيد ولا حمي کنت الذي مر الزمان وحلوه فغدوت مالک في عدوک حيلة والموت أجور حاکم وکأنه لا اغتر بعدک بالحياه مجرب يا ثاويا لم تقض حق مصابه أفديک لو أن الردي بک قابل ما بال أوقاتي بفقدک هجرت؟ قد کنت ملتحفا بمدحک حلة يقول فيها لا تحسبن وسعد إبنک طالع ما أنکر الزوار بعدک وجهه أجمل له يا سعد واحمل وزره[19] . وأنا الذي يرضيک فيه باکيا ولشاعرنا أبي العباس الضبي شعر رقيق ونظم جيد ومنه قوله ترفق أيها المولي بعبد وأسکرت العقول فليس ندري وله قوله وهو مما يتغني به ألا يا ليت شعري ما مرادک؟ وأي محاسن لک قد سباني؟ وأي ثلاثة أوفي سوادا؟ و له قوله [صفحه 109] قلت لمن أحضرني زهرة وقرة العينين نيل المني تجنب النمام لا تجنه أخشي علينا العين من أعين وله قوله لا ترکنن إلي الفراق ألشمس عند غروبها ومما کتب إلي الوزير الصاحب ابن عباد قوله کافي کفاة الارض ملکک خالد نثرت علي القرطاس درا مبددا جواهر لو کانت جواهر نظمت وله في الثريا خلت الثريا إذ بدت سنبلة من لؤلؤ وقوله فيها إذ الثريا اعترضت حسبتها لامعة وقوله في قصر الليل وليلة أقصر من بدت لعيني وانجلت وقوله في طول الليل رب ليل سهرته کلما زدت رعيه فتبينت إنه أو تفانت نجومه وخلف المترجم له علي مجده وفضله ولده أبوالقاسم سعد بن أحمد الضبي، تبع [صفحه 110] والده لما هرب إلي (بروجرد) وتوفي بها بعد والده بشهور ولمهيار الديلمي في مدحه عدة قصايد منها قصيدة 45 بيتا أنشدها إياه وهو مقيم ببروجرد أولها ذکرت وما وفاي بحيث أنسي واخري 45 بيتا مستهلها أشاقک من حسناء وهنا طروقها؟ ونونية 44 بيتا في ديوانه 4 ص 51 مطلعها ما أنت بعد البين من أوطاني ويقول فيها کثر الحديث عن الکرام وکل من إلا بسعد من تنبه للعلا مهلا بني الحسد الدخيل فإنها سعد بن أحمد أبيض من أبيض بين الجبال الصم بحر ثامن من معشر سبقوا إلي حاجاتهم قوم إذا وزروا الملوک برأيهم ضربوا بمدرجة السبيل قبابهم ويکاد موقدهم يجود بنفسه أبناء ضبة واسعون وفي الوغي يا راکبا زهر الکواکب قصده قف ناد يا سعد الملوک رسالة غالطت شوقي فيک قبل لقائنا حتي إذا ما الوصل أطفأ غلتي ولرب وجد تواصف ناهضته ولقد عکست علي ذاک لانني وممن العجائب والزمان ملون [صفحه 111]
ألکافي الاوحد أبوالعباس أحمد بن إبراهيم الضبينسبة إلي ضبةالوزير الملقب بالرئيس، أحد من ملک أزمة السياسة والادب بعد الصاحب إبن عباد، وکان من ندمانه واختص بالزلفة منه والتأدب بآدابه، والحظوة بقرباه حتي عاد منار
بعد الوزير ابن عباد بن عباس
أو جاء منکم رئيس فاقطعوا رأسي
ووقت حميد فماذا تريد؟
س وقد طلعت من سناه السعود
علي برد آل يزيد تزيد
فيه ومزقت الحجب
بشهاب سعد ملهتب
وصفوة المجد الزرب
فالدهر مسلوب السلب
ب فيا لنار في حطب
مطرت سحائبه الذهب
م وأين مثلک في الحسب؟
بسعوده عطل الحقب
ه وهو ميلاد الادب
ريان من ماء العنب
للانس ممتد الطنب
أيعلم خال کيف بات المتيم؟
سواء ولکن ساهرون ونوم
وصبرا متي يسمع به الدهر يعجب
وراح بها ملاي ثقالا أو اغتدي
هجرنا تقي ما وصلنا ذنوبا
وفي أيما سلوة أطمع؟
أمامي والعهد مستودع
فأتتک طائعة من الاقبال
هيهات ليس بناظري إن غرني
فاحبس ورد وشرقت إن لم تسقني
في الترب من أرج الحبائب دلني
وظعن وهي مع الثري لم تظعن
لعب الشکوک وقد بدت بتيقني
حفظت فکانت بئس ذخر المقتني
بهم وليتک آنفا لم تسکن
عندي فما بال الظباء تغشني؟
خص السماح بموضع متعين؟
في الري وارحم کد من لم يفطن
فرقت بين موفق ومحين
رزق لنا في غيره لم يؤذن
وطربت يا حادي الرکاب فغنني
تتوعر البيداء منه بمدمن
والسير يأکل منه أکل الممعن
فتصيح فاغرة الرحال به لن
بالري واستخرجهما من معدن
سهل الاشد ولان خبث الاخشن
لاشعر من حاک القريض وأقدرا
بمستبضع تمرا إلي أهل خيبرا
انکبه عمن ورائي من الوري
ولم يرض من إدرائه لي سوي الذري؟
منحتک شيئا لم يکن غير مقلتي
وأحمل ديوانا بخط إبن مقلة
ودهر مضي لم يجد إلا أقله
ويضربه روح الصبا فيضله
ألي وأهوي لثمه فاجله
ومنا سحاب الدمع يسجم وبله
کما غازل الورد المضرج طله
وتبلغه أنفاسنا فتذله
ويقلقني جد الرقيب وهزله
ولست أري من أين ينثال نبله
ويفدي وبالافواه ترشف رجله
من قائم عنهن أو من نازل؟
وخلت مجالسه وهن محافل؟
نکسا؟ وهن سوابق وصواهل
وهم بها تحت الرماح أجادل[8] .
لمن السماء من الکواکب ثاکل؟
ودي فقيل أقائل؟ أم قاتل؟
دنيا هوي؟ أم رکن ضبة مائل؟
من عز جانبه إليه واصل
تلتف کفات له وحبائل؟[9] .
والدهر في بعض المواطن جاهل
بالروض يشکره المحل الماحل
إن الثري الظمآن منه ناهل
لحظ العليق بها حصان)
قادت خزائمها النعام الجافل
أيمان صدق انهن حوافل[13] .
فبکل فج شاريان سائل
حتي تبل جوي ثراه فواغل[14] .
عني فکيف تخاطب وتراسل؟
لامثل ما شقيت عليک جنادل
أيتام بعدک والنساء أرامل
مستطعم؟ الدهر فيه آکل
في داره قفرا ولا هو راحل
فيضل أن يلقاه إلا خاذل
أنساه عندک عام بؤس قابل
في الناس وهي لهم إليک وسائل
ثقة وأنت بما کفاهم کافل
بک أن يظن تزاور وتواصل
تسع العيون وإن غضبت جحافل
تحت الرماح علي الرماح عوامل[16] .
ما عاش من ثعل[17] عليک مناضل
حقا وأنت مدافع متثاقل
ما جاء يقنصک القريب الواصل
غير الزحام عليک فيه داخل
رد ولم ينهر عليه سائل
عنک السماح ولا کفاک النائل
فيمن يصابر عيشه ويعاسل
تغني ولا لک من صديقک طائل
في الناس قسما بالسوية عادل
عرف الحقوق فلم يرقه الباطل
کبد محرقة وجفن هامل
من مهجتي وذوي ها أنا باذل
ولقد تکون لديک وهي أصائل
فخرا تجر لها علي ذلاذل[18] .
يحتل برجک إن سعدک آفل
في البدر من شمس النهار مخايل
ما طال باع أو أطاعک کاهل
ويسره بک في الذي هو قائل
فقد فتنت لواحظک النفوسا
أسحرا ما تسقي أم کؤوسا؟
فقلبي قد أضر به بعادک
جمالک؟ أم کمالک؟ أم ودادک؟
أخالک؟ أم عذارک؟ أم فؤادک؟
ومجلسي بالانس بسام
عندي ولا سام ولا حام
فإنما النمام نمام
يبعثها بالسوء أقوام
فإنه مر المذاق
تصفر من فرق الفراق
وعزک موصول فأعظم بها نعمي
وآخر نظما قد فرعت به النجما
ولکنها الاعراض لا تقبل النظما
طالعة في الحندس[20] .
أو باقة من نرجس
عند طلوع الفجر
سنبلة من در
فکري في مقدارها
عذراء من قرارها
مفکرا في امتداده
زادني من سواده
تائه في رقاده
فبدا في حداده
بدجلة کم صباح لي وممسي
نعم کل حاجات النفوس يشوقها
دار الهوي والدار بالجيران
جربت ألفاظ بغير معاني
هيهات نومهم من اليقظان
لا تدرک العلياء بالاضغان
في المجد فانتسبوا بني الالوان
يحوي جلامدها وبدر ثاني
شوط الرياح وقد جرت لرهان
أمرت عمائمهم علي التيجان
يتقارعون بها علي الضيفان
حب القريحطبا علي النيران
يتضايقون تضايق الاسنان
قرب لعلک عندها تلقاني
من عبدک القاصي بحب داني
والقرب ظن والمزار أماني
بک کان أعطش لي من الهجران
وضعفت لما صار وجد عيان
کنت الحبيب إليک قبل تراني
أن الدنو هو الذي أقصاني
صفحه 102، 103، 104، 105، 106، 107، 108، 109، 110، 111.