غديرية ابن الحجاج البغدادي











غديرية ابن الحجاج البغدادي



ألمتوفي 391


يا صاحب القبة البيضاء في النجف
من زار قبرک واستشفي لديک شفي


زوروا أبا الحسن الهادي لعلکم
تحظون بالاجر والاقبال والزلف


زوروا لمن تسمع النجوي لديه فمن
يزره بالقبر ملهوفا لديه کفي


إذا وصلت فأحرم قبل تدخله
ملبيا واسع سعيا حوله وطف


حتي إذا طفت سبعا حول قبته
تأمل الباب تلقا وجهه فقف


وقل سلام من الله السلام علي
أهل السلام وأهل العلم والشرف


إني أتيتک يا مولاي من بلدي
مستمسکا من حبال الحق بالطرف


راج بأنک يا مولاي تشفع لي
وتسقني من رحيق شاني اللهف


لانک العروة الوثقي فمن علقت
بها يداه فلن يشقي ولم يخف


وإن أسماءک الحسني إذا تليت
علي مريض شفي من سقمه الدنف


لان شأنک شأن غير منتقص
وان نورک نور غير منکسف


وإنک الآية الکبري التي ظهرت
للعارفين بأنواع من الطرف


هذي ملائکة الرحمن دائمة
يهبطن نحوک بالالطاف والتحف


کالسطل والجام والمنديل جاء به
جبريل لا أحد فيه بمختلف


کان النبي إذا استکفاک معضلة
من الامور وقد أعيت لديه کفي


وقصة الطائر المشوي عن أنس
تخبر بما نصه المختار من شرف


والحب والقضب والزيتون حين أتوا
تکرما من إله العرش ذي اللطف


والخيل راکعة في النقع ساجدة
والمشرفيات قد ضجت علي الحجف[1] .

[صفحه 89]

بعثت أغصان بان في جموعهم
فأصبحوا کرماد غير منتسف


لو شئت مسخهم في دورهم مسخوا
أو شئت قلت لهم يا أرض انخسفي


والموت طوعک والارواح تملکها
وقد حکمت فلم تظلم ولم تجف


لا قدس الله قوما قال قائلهم
بخ بخ لک من فضل ومن شرف


وبايعوک (بخم) ثم أکدها
محمد بمقال منه غير خفي


عاقوک واطرحوا قول النبي ولم
يمنعهم قوله هذا أخي خلفي


هذا وليکم بعدي فمن عقلت
به يداه فلن يخشي ولم يخف


ألقصيدة تناهز 64 بيتا ولها قصة تأتي في الترجمة انشاء الله وله من قصيدة أجاب بها عن قصيدة إبن سکرة[2] المتحامل بها علي آل الله وشاعرهم إبن الحجاج المترجم، أخذناها من ديوانه المخطوط سنة 620 بقلم عمر بن إسماعيل بن أحمد الموصلي أولها


لا أکذب الله إن الصدق ينجيني
يد الامير بحمد الله تحييني


إلي أن قال


فما وجدت شفاء تستفيد به
إلا ابتغاءک تهجو آل ياسين


کافاک ربک إذ أجرتک قدرته
بسب أهل العلا الغر الميامين


فقر وکفر هميع[3] أنت بينهما
حتي الممات بلا دنيا ولا دين


فکان قولک في الزهراء فاطمة
قول امرئ لهج بالنصب مفتون


عيرتها بالرحا والزاد تطحنه
لازال زادک حبا غير مطحون


وقلت إن رسول الله زوجها
مسکينة بنت مسکين لمسکين


کذبت يابن التي باب إستها سلس الاغلاق بالليل مفکوک الزرافين[4] .


ست النساء غدا في الحشر يخدمها
أهل الجنان بحور الخرد العين

[صفحه 90]

فقلت إن أميرالمؤمنين بغي
علي معاوية في يوم صفين


وإن قتل الحسين السبط قام به
في الله عزم إمام غير موهون


فلا ابن مرجانة فيه بمحتقب[5] .
إثم المسيئ ولا شمر بملعون


وإن أجر ابن سعد في استباحة
آل النبوة أجر غير ممنون


هذا وعدت إلي عثمان تندبه
بکل شعر ضعيف اللفظ ملحون


فصرت بالطعن من هذا الطريق إلي
ما ليس يخفي علي البله المجانين


وقلت أفضل من يوم (الغدير) إذا
صحت روايته يوم الشعانين


ويوم عيدک عاشوراء تعدله
ما يستعد النصاري للقرابين


تأتي بيوتکم فيه العجوز وهل
ذکر العجوز سوي وحي الشياطين؟


عاندت ربک مغترا بنقمته
وبأس ربک بأس غير مأمون


فقال کن أنت قردا في استه ذنب
وأمر ربک بين الکاف والنون


وقال کن لي فتي تعلو مراتبه
عند الملوک وفي دور السلاطين


والله قد مسخ الادوار قبلک في
زمان موسي وفي أيام هارون


بدون ذنبک فالحق عندهم بهم
ودع لحاقک بي إن کنت تنويني


(ألقصيدة 58 بيتا)

وله من قصيدة قوله


بالمصطفي وبصهره
ووصيه يوم الغدير



صفحه 89، 90.





  1. الحجف محرکة التروس من جلود بلا خشب ولا عقب والصدور واحدتها الحجفة.
  2. محمد بن عبدالله بن محمد الهاشمي البغدادي من ولد علي بن المهدي العباسي له ديوان شعر يربو علي خمسين الف بيت توفي سنة 385.
  3. أي لا تزال باکيا.
  4. سلست الخشبة نخرت وبليت والسلس اللين السهل الغلق ما يغلق به الباب ج اغلاق الزرفين واحدة الزرافين الحلق الصغيرة للباب.
  5. احتقب الاثم جمعه.