غديرية ألناشي الصغير و ما يتبعها











غديرية ألناشي الصغير و ما يتبعها



ألمولود 271، ألمتوفي 365


يا آل ياسين من يحبکم
بغير شک لنفسه نصحا


أنتم رشاد من الضلال کما
کل فساد بحبکم صلحا


وکل مستحسن لغيرکم
إن قيس يوما بفضکم قبحا


ما محيت آية النهار لنا
وآية الليل ذو الجلال محا


وکيف تمحي أنوار رشدکم
وأنتم في دجي الظلام ضحي


أبوکم أحمد وصاحبه
الممنوح من علم ربه منحا


ذاک علي الذي تفرده
في يوم «خم» بفضله اتضحا


إذ قال بين الوري وقام به
معتضدا في القيام مکتشحا


من کنت مولاه فالوصي له
مولي بوحي من الاله وحا


فبخبخوا ثم بايعوه ومن
يبايع الله مخلصا ربحا


ذاک علي الذي يقول له
جبريل يرم النزال ممتدحا


لا سيف إلا سيف الوصي ولا
فتي سواه إن حادث فدحا


لو وزنوا ضربه لعمرو وأعما
ل البرايا لضربه رجحا


ذاک علي الذي تراجع عن
فتح سواه وسار فافتتحا


في يوم حض اليهود حين أ
قل الباب من حصنهم وحين دحا


لم يشهد المسلمون قط رحي
حرب وألفوا سواه قطب رحي


صلي عليه الاله تزکية
ووفق العبد ينشؤ المدحا


وقال في قصيدة يوجد منها 36 بيتا:

[صفحه 25]

ألا يا خليفة خير الوري
لقد کفر القوم إذ خالفوکا


أدل دليل علي أنهم
أبوک وقد سمعوا النص فيکا


خلافهم بعد دعواهم
ونکثهم بعد ما بايعوکا


إلي أن قال:


فيا ناصر المصطفي أحمد
تعلمت نصرته من أبيکا


وناصبت نصابه عنوة
فلعنة ربي علي ناصبيکا


فأنت الخليفة دون الانام
فما بالهم في الوري خلفوکا؟


ولا سيما حين وافيته
وقد سار بالجيش يبغي تبوکا


فقال اناس قلاه النبي
فصرت إلي الطهر إذ خفضوکا


فقال النبي جوابا لما
يؤدي إلي مسمع الطهر فوکا؟


ألم ترص إنا علي رغمهم
کموسي وهارون إذ وافقوکا؟


ولو کان بعدي نبي کما
جعلت الخليفة کنت الشريکا


ولکنني خاتم المرسلين
وأنت الخليفة إن طاوعوکا


وأنت الخليفة يوم انتجاک
علي الکور حينا وقد عاينوکا


يراک نجيا له المسلمون
وکان الاله الذي ينتجيکا


علي فم أحمد يوحي إليک
وأهل الضغاين مستشرفوکا


وأنت الخليفة في دعوة
العشيرة إذ کان فيهم أبوکا


ويوم «الغدير» وما يومه
ليترک عذرا إلي غادريکا


لهم خلف نصروا قولهم
ليبغوا عليک ولم ينصروکا


إذا شاهد واالنص قالوا لنا
تواني عن الحق واستضعفوکا


فقلنا لهم نص خير الوري
يزيل الظنون وينفي الشکوکا


وله يمدح آل رسول الله قوله:


بآل محمد عرف الصواب
وفي أبياتهم نزل الکتاب


هم الکلمات والاسماء لاحت
لآدم حين عز له المتاب


وهم حجج الاله علي البرايا
بهم وبحکمهم لا يستراب

[صفحه 26]

بقية ذي العلي وفروع أصل
بحسن بيانهم وضح الخطاب


وأنوار تري في کل عصر
لارشاد الوري فهم شهاب


ذراري أحمد وبنو علي
خليفته فهم لب لباب


تناهوا في نهاية کل مجد
فطهر خلقهم وزکوا وطابوا


إذا ما أعوز الطلاب علم
ولم يوجد فعندهم يصاب


محبتهم صراط مستقيم
ولکن في مسالکه عقاب


ولاسيما أبوحسن علي
له في الحرب مرتبه تهاب


کأن سنان ذابله ضمير
فليس عن القلوب له ذهاب


وصارمه کبيعته بخم
معاقدها من القوم الرقاب


علي الدر والذهب المصفي
وباقي الناس کلهم تراب


إذا لم تبر من أعدا علي[1] .
فما لک في محبته ثواب


إذا نادت صوارمه نفوسا
فليس لها سوا نعم جواب


فبين سنانه والدرع سلم
وبين البيض والبيض اصطحاب


هو البکاء في المحراب ليلا
هو الضحاک إن جد الضراب


ومن في خفه طرح الاعادي
حبابا کي يلسبه[2] الحباب


فحين أراد لبس الخف وافي
يمانعه عن الخف الغراب


وطار له فاکفأه وفيه
حباب في الصعيد له انسياب[3] .


ومن ناجاه ثعبان عظيم
بباب الطهر ألقته السحاب


رآه الناس فانجفلوا[4] برعب
وأغلقت المسالک والرحاب


فلما أن دنا منه علي
تداني الناس واستولي العجاب


فکلمه علي مستطيلا
وأقبل لا يخاف ولا يهاب

[صفحه 27]

ودن لحاجر[5] وانساب فيه
وقال وقد تغيبه التراب


أنا ملک مسخت وأنت مولي
دعاؤک إن مننت به يجاب


أتيتک تائبا فاشفع إلي من
إليه في مهاجرتي الاياب


فأقبل داعيا وأتي أخوه
يؤمن والعيون لها انسکاب


فلما أن أجيبا ظل يعلو
کما يعلو لدي الجد العقاب


وأنبت ريش طاووس عليه
جواهر زانها التبر المذاب


يقول لقد نجوت بأهل بيت
بهم يصلي لظي وبهم يثاب


هم النبأ العظيم وفلک نوح
وباب الله وانقطع الخطاب


ما يتبع الشعر

ألاصح ان هذه القصيدة للناشي کما صرح به إبن شهراشوب في (المناقب)، وروي إبن خلکان عن أبي بکر الخوارزمي ان الناشي مضي إلي الکوفة سنة 325 وأملي شعره بجامعها، وکان المتنبي وهو صبي يحضر مجلسه بها وکتب من إملائه لنفسه من قصيدة


کأن سنان ذابله ضمير
فليس من القلوب له ذهاب


وصارمه کبيعته بخم
مقاصدها من الخلق الرقاب


وذکرها له الحموي في (معجم الادباء) 5 ص 235، واليافعي في (مرآة الجنان) 2 ص 335، وجزم بذلک في (نسمة السحر) وعزي من نسبها إلي عمرو بن العاص إلي أفحش الغلط وهولاء مهرة الفن وإليهم المرجع في أمثال المقام.

فما تجده في غير واحد من المعاجم وکتب الادب ککتاب الاکليل[6] وتحفة الاحباء من مناقب آل العبا[7] من نسبتها إلي عمرو بن العاص علي وجوه متضاربة مما لا معول عليه، قال صاحبا الاکليل والتحفة إن معاوية بن أبي سفيان قال يوما لجلساءه من قال في علي فله هذه البدرة فقال عمرو بن العاص هذه الابيات طمعا بالبدرة.

[صفحه 28]

وکذلک لا يصح عزوها إلي ابن الفارض کما في بعض المعاجم، وکان إبن خلکان والحموي معاصرين لابن الفارض، فما کان يخفي عليهما لو کان الشعر له، علي انه کانت تتناقله الرواة قبل وجود إبن الفارض.

والذي أحسبه إن لجملة من الشعراء قصايد علوية علي هذا البحر والقافية مبثوثة بين الناس، وربما حرفت أبيات منها عن مواضعها فأدرجت في قصيدة الآخر،کما أنک تجد أبياتا من شعر الناشي في خلال أبيات السوسي المذکورة في مناقب إبن شهراشوب، وکذلک أبياتا من شعر إبن حماد في خلال أبيات العوني، وأبياتا من شعر الزاهي في خلال شعر الناشي، وأبياتا من شعر العبدي في خلال شعر إبن حماد، وبذلک اشتبه الحال علي الرواة فعزي الشعر إلي هذا تارة وإلي ذلک اخري.

خمس جملة من هذه القصيدة ألعلامة الحجة الشيخ محمد علي الاعسم النجفي أوله


بنو المختار هم للعلم باب
لهم في کل معضلة جواب


إذا وقع اختلاف واضطراب
بآل محمد عرف الصواب



صفحه 25، 26، 27، 28.





  1. کذا في تخميس العلامة الشيخ محمد علي الاعسم وفي کتاب الاکليل والتحفة


    ومن لم يبر من أعدا علي
    فليس له النجات ولا ثواب


    .

  2. لسبته الحية لدغته.
  3. نسابت الحية اجرت و تدافعت.
  4. انجفل وتجفل القوم هربوا مسرعين.
  5. الحاجر الارض المرتفعة ووسطها منخفض.
  6. تأليف أبي محمد الحسن بن أحمد الهمداني اليمني.
  7. تأليف جمال الدين الشيرازي.