ما يتبع الشعر











ما يتبع الشعر



هذه القصيدة المعروفة ب (التترية) ذکرها بطولها 106 بيتا إبن حجة الحموي في (ثمرات الاوراق) 2 ص 4448، وذکر منها في کتابه (خزانة الادب) 68 بيتا، وتوجد برمتها في تذکرة إبن العراق، ومجالس المؤمنين ص 457، نقلا عن التذکرة

[صفحه 328]

و (أنوار الربيع) للسيد علي خان ص 359، وکشکول شيخنا البحراني صاحب الحدائق ص 80، ونامه دانشوران 1 ص 385، وتزيين الاسواق للانطاکي ص 174، ونسمة السحر فيمن تشيع وشعر، وذکر الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل منها تسعة عشر بيتا.

أرسل إبن منير إلي الشريف المرتضي الموسوي[1] بهدية مع عبد أسود له فکتب إليه الشريف أما بعد فلو علمت عددا أقل من الواحد أو لونا شرا من السواد بعثت به إلينا والسلام فحلف إبن منير أن لا يرسل إلي الشريف هدية إلا مع أعز الناس عليه فجهز هدايا نفيسة مع مملوک له يسمي (تتر) وکان يهواه جدا ويحبه کثيرا ولا يرضي بفراقه حتي أنه متي اشتد غمه أو عرضت عليه محنة نظر إليه فيزول مابه، فلما وصل المملوک إلي الشريف توهم انه من جملة هداياه تعويضا من العبد الاسود فأمسکه وعزت الحالة علي إبن منير فلم ير حيلة في خلاص مملوکه من يد الشريف إلا إظهار النزوع عن التشيع إن لم يرجعه إليه وإنکار ما هو المتسالم عليه من قصة الغدير وغيرها، فکتب إليه بهذه القصيدة، فلما وصلت إلي الشريف تبسم ضاحکا وقال قد أبطأنا عليه فهو معذور، ثم جهز المملوک مع هدايا نفيسة، فمدحه إبن منير بقوله


إلي المرتضي حث المطي فإنه
إمام علي کل البرية قد سما


تري الناس أرضا في الفضايل عنده
ونجل الزکي الهاشمي هو السما


وقد خمس (التترية) ألعلامة الشيخ إبراهيم يحيي العاملي[2] وهو بتمامه مع القصيدة مذکور في مجموعة شيخنا العلامة الشيخ علي آل کاشف الغطاء، وفي الجزء الاول من سمير الحاضر ومتاع المسافر (له، وفي المجموع الرائق) ص 727 لزميلنا العلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم أوله


أفدي حبيبا کالقمر
ناديته لما سفر

[صفحه 329]

يا صاحب الوجه الاغر
عذبت طرفي بالسهر


وأذبت قلبي بالفکر


أبلي صدودک جدتي
وترکتني في شدتي


وأطلت فيها مدتي
ومزجت صفو مودتي


من بعد بعدک بالکدر


ولهذه القصيدة أشباه ونظائر في معناها سابقة ولاحقة، منها

1- مدح الخالديان أبوعثمان سعيد بن هاشم وأخوه أبوبکر محمد (من شعراء اليتيمة) الشريف الزبيدي أباالحسن محمد بن عمر الحسيني فابطأ عليهما بالجائزة و أراد السفر فدخلا عليه وأنشداه


قال للشريف المستجار به
إذا عدم المطر


وابن الائمة من قريش
والميامين الغرر


أقسمت بالرحمن و
النعم المضاعف والوتر


لان الشريف مضي ولم
ينعم لعبديه النظر


لنشار کن بني امية
في الضلال المشتهر


ونقول لم يغصب أبو
بکر ولم يظلم عمر

ونري معاوية إماما
من يخالفه کفر


ونقول إن يزيد
ما قتل الحسين ولاأمر


ونعد طلحة والزبير
من الميامين الغرر


ويکون في عنق الشريف
دخول عبديه سقر


فضحک الشريف لهما وأنجز جائزتهما.

2- حبس الشريف الحسن بن زيد الشهيد وزيره لتقصيره فکتب إلي الشريف بقوله


أشکو إلي الله ما لقيت
أحببت قوما بهم بليت


لاشتم الصالحين جهرا
ولا تشيعت ما بقيت


أمسح خفي ببطن کفي
ولو علي جيفة وطيت


3- کتب أبوالحسن الجزار المصري (الآتي ترجمته) إلي الشريف شهاب

[صفحه 330]

الدين ناظر الاهراء ليلة عاشوراء عند ما أخر عنه إنجار موعده بقوله


قل لشهاب الدين ذي الفضل الندي
والسيد ابن السيد ابن السيد


اقسم بالفرد العلي الصمد
إن لم يبادر لنجاز موعدي


لاحضرن للهناء في غد
مکحل العينين مخضوب اليد


والاثم في عنق الشريف الامجد
لانني جننت في التردد


حتي نصبت وکسرت عددي
في شهر حزني وجزمت لددي


4- کتب القاضي جمال الدين علي بن محمد العنسي إلي شريف عصره قوله


بالبيت اقسم أو بأهل
البيت سادات البشر


وبصولة المولي الذي
تاهت به عليا مضر


إن طال غصب مطهر
عمد الدراري واستمر


لاقلدن أبا حنيفة
صاحب الرأي الاغر


ولاسمعن له وإن
حل النبيذ المعتصر


حبا لقوم أنزلوا
بمطهر أقوي ضرر


أعني بهم أبناء خا
قان الميامين الغرر


ولاترکن الترک تر
فل من مديحي في حبر


ولانظمن شواردا
فيهم تحار لها الکفر


وأسوقها زمرا إلي
زمر وتتلوها زمر


ولابکين علي الوزير
بکل معني مبتکر


أعني به حسنا وإن
فعل القبيح فمغتفر


وأقول إن سنانهم
سيف نضته يد القدر


ما جار قط ولا أرا
ق دما وبالتقوي أمر


وإذا جري ذکر الخمور
ومن حساها واعتصر


نزهتهم عنها سوا
لام المفند أو عذر


أستغفر الله العظيم
سوي النبيذ إذا حضر


فالرأي رأيهم السديد
وقد رووا فيه خبر

[صفحه 331]

ولامقتن علي بکير
في العشايا والبکر


أقضي بتربته الفروض
ومن زيارته الوطر


ولاملان علي العوام
مسائلا فيها غرر


نقضي بتطويل الشوا
رب عند تقصير الشعر


ولارخين من العمائم
ما تکور واعتصر


ولارفعن إلي الصلاة
يدي وأرويها أثر


(وأقول في يوم تحا
رله البصائر والبصر)


(والصحف تنشر طيها
والنار ترمي بالشرر)


(هذا الشريف أضلني
بعد الهداية والنظر)[3] .


5- کتب في هذا المعني أبوالفتح سبط إبن التعاويذي إلي نقيب الکوفة الشريف محمد بن مختار العلوي يعاتبه علي عدم الوفاء بما کان وعده به بقصيدة تأتي في ترجمة أبي الفتح أولها


يا سمي النبي يابن علي
قامع الشرک والبتول الطهور



صفحه 328، 329، 330، 331.





  1. کان نقيب الاشراف بالعراق والشام وغالب الممالک ورئيس أهل هذا المذهب وغيرهم وکان بينه وبين مهذب الدين مودة (تزيين الاسواق ص 174) ومهذب الدين هو أبوالحسن علي بن ابي الوفاء الموصلي الشاعر المقدم توفي سنة 543.
  2. أحد شعراء الغدير في القرن الرابع عشر تأتي هناک ترجمته.
  3. الابيات الثلاثة الاخيرة من قصيدة ابن منير.