غديرية ألمؤيد في الدين











غديرية ألمؤيد في الدين



ألمتوفي 470

(1)


قال والرحل للسري محمول
حق منک النوي وجد الرحيل


وعدا الهزل في القطيعة جدا
ما کذا کان منک لي المأمول


قلت والقلب حسرة يتقلي
وعلي الخد دمع عيني يسيل


بأبي أنت ما اقتضي البين إلا
قدر ثم عهدک المستحيل


کم وکم قلت خلني ياخليلي
من جفاء منه الجبال تزول؟


إنما أمره لديک خفيف
وهو ثقل علي فؤادي ثقيل


إنک السالم الصحيح وإني
من غرام بک الوقيذ[1] العليل


قال قد مر ذا فهل من مقام
عندنا؟ قلت ما إليه سبيل


قال إني لدي مرادک باق
قلت ما إن تفي بما قد تقول


قال أضرمت في الحشي نار شوق
حر أنفاسها عليها دليل


قلت حسبي الذي لقيت هوانا
فلقاء الهوان عندي يهول


فقبيح بي التصابي وهذا
عسکر الشيب فوق رأسي نزول


أن أمر المعاد أکبر همي
فاهتمامي بما عداه فضول


کثر الخائضون بحر ظلام
فيه والمؤنسو الضياء قليل


قال قوم قصري الجميع التلاشي
فئة منتهاهم التعطيل


وأدعي الآخرون نسخا وفسخا
ولهم غير ذاک حشو طويل


وأبوا بعد هذه الدار دارا
نحوها کل من يؤول يؤول

[صفحه 305]

لم يروا بعدها مقام ثواب
وعقاب لهم إليه وصول


فالمثابون عندهم مترفوهم
ولذي الفاقة العذاب الوبيل


قال قوم وهم ذوو العدد الج
م لنا الزنجبيل والسلسبيل


ولنا بعد هذه الدار دار
طاب فيها المشروب والمأکول


ولکل من المقالات سوق
وإمام وراية و رعيل


ما لهم في قبيل عقل کلام
لا ولا في حمي الرشاد قبول


امة ضيع الامانة فيها
شيخها الخامل الظلوم الجهول


بئس ذاک الانسان في زمر الانس
وشيطانه الخدوع الخذول


فهم التائهون في الارض هلکا
عقد دين الهدي بهم محلول


نکسوا ويلهم ببابل جهرا
جمل ذا وراءها تفصيل


منعوا صفو شربة من زلال
ليس إلا بذاک يشفي الغليل


ملکوا الدين کل انثي وخنثي
وضعيف بغير بأس يصول


إلي أن قال


لو أرادوا حقيقة الدين کانوا
تبعا للذي أقام الرسول


وأتت فيه آية النص بلغ
يوم «خم» لما أتي جبريل


ذا کم المرتضي علي بحق
فبعلياه ينطق التنزيل


ذاک برهان ربه في البرايا
ذاک في الارض سيفه المسلول


فأطيعوا جحدا اولي الامر منهم
فلهم في الخلائق التفضيل


أهل بيت عليهم نزل الذکر
وفيه التحريم والتحليل


هم أمان من العمي وصراط
مستقيم لنا وظل ظليل


ألقصيدة 67 بيتا[2] .

(2)

وله من قصيدة ذات 51 بيتا توجد في ديوانه ص 245، أولها


نسيم الصبا ألمم بفارس غاديا
وأبلغ سلامي أهل ودي الازاکيا


يقول فيها

[صفحه 306]

فلهفي علي أهلي الضعاف فقد غدوا
لحد شفار النائباک أضاحيا


فياليت شعري من يغيث صريخهم
إذا ما شکوا للحادثات العواديا؟


ويا ليت شعري کيف قد أدرک العدي
بتفريق ذات البين فينا المباغيا؟


أإخواننا صبرا جميلا فإنني
غدوت بهذا في رضي الله راضيا


وفي آل طه إن نفيت فانني
لاعدائهم ما زلت والله نافيا


فما کنت بدعا في الاولي فيهم نفوا
ألا فخر أن أغدو لجندب ثانيا؟


لئن مسني بالنفي قرح فإنني
بلغت به في بعض همي الامانيا


فقد زرت في کوفان(للمجد قبة
هي الدين والدنيا بحق کماهيا


هي القبة البيضاء قبة حيدر
وصي الذي قد أرسل الله هاديا


وصي النبي المصطفي وابن عمه
ومن قام مولي في الغدير وواليا


ومن قال قوم فيه قولا مناسبا
لقول النصاري في المسيح مضاهيا


فيا حبذا التطواف حول ضريحه
اصلي عليه في خشوع تواليا


وواحبذا تعفير خدي فوقه
وياطيب إکبابي عليه مناجيا


اناجي وأشکو ظالمي بتحرق
يثير دموعا فوق خدي جواريا


وقد زرت مثوي الطهر في أرض کربلا
فدت نفسي المقتول عطشان صاديا


(ألقصيدة)

(3)

وله من قصيدة ذات 60 بيتا توجد في ديوانه ص 256 مستهلها


ألا ما لهذي السما لا تمور
وما للجبال تري لا تسير؟!؟!


وللشمس ما کورت والنجوم
تضيئ وتحت الثري لا تغور؟!؟!


وللارض ليست بها رجفة
وما بالها لا تفور البحور؟!؟!


وما للدما لا تحاکي الدموع
فتجري لتبتل منها النحور؟!؟!


أتبقي القلوب لنا لا تشق
جوي ولو أن القلوب الصخور؟


ليوم ببغداد ما مثله
عبوس يراه امرؤ قمطرير


وقد قام دجالها أعور
يحف به من بني الزورعور


فلا حدب منه لا ينسلون
ولا بقعة ليس فيها نفير

[صفحه 307]

يرومون آل نبي الهدي
ليردي الصغير ويفني الکبير


لتنهب أنفس أحيائهم
وتنبش للميتين القبور


ومن نجل صادق آل العبا
ينال الذي لم ينله الکفور


(فموسي) يشق له قبره
ولما أتي حشره والنشور


ويسعر بالنار منه حريم
حرام علي زائريه السعير


وتقتل شيعة آل الرسول
عتوا وتهتک منهم ستور


فواحسرتا لنفوس تسيل
ويا غمتا لرؤوس تطير


وما نقموا منهم غير أن
وصي النبي عليهم أمير


کما العذر في غدرهم بغضهم
لمن فرض الحب فيه الغدير


فيا امة عاث فيها الشقاء
فوجه نهار هداها قتير


وشافعها خصمها في المعاد
لها الويل من ربها والثبور


قتلتم حسينا لملک العراق
وقلتم أتاکم له يستثير


فما ذنب موسي الذي قد محت
معالمه في ثراه الدهور؟


وما وجه فعلکم ذابه؟
لقد غرکم بالاله الغرور


أيا شيعة الحق طاب الممات
فيا قوم قوموا سراعا نثور


فإما حياة لنا في القصاص
وإما إلي حيث صاروا نصير


أآل المسيب ما زلتم
عشير الولاء فنعم العشير


ويا آل عوف غيوث المحول
ليوثا إذا کاع ليث هصور


أ آل النهي والندي والطعان
وحزب ألطلي حين حر الهجير


أصبرا علي الخسف؟ لا همکم
دني ولا الباع منکم قصير


أتهتک حرمة آل النبي
وفي الارض منکم صبي صغير؟


وقبر ابن صادق آل الرسول
يمس بسوء وأنتم حضور؟


ولما تخوضوا بحار الردي
وفي شعبه تنجدوا أو تغوروا


لقد کان يوم الحسين المني
فتفدي نفوس وتشفي صدور


فهذا لکم عاد يوم الحسين
فماذا القصور؟ وماذا الفتور؟

[صفحه 308]

فمدوا الذراع وحدوا القراع
فيوم النواصب منکم عسير


وولوا (ابن دمنة) أعماله
تبور کما المکر منه يبور


فقتلا بقتل وثکلا بثکل
ذروه تجز عليه الشعور


ألقصيدة



صفحه 305، 306، 307، 308.





  1. ألوقيد ألشديد المرض، ألمشرف علي الموت.
  2. ديوان المؤيد ص 218 -215.