عقيدته
وکان من مصاديق الآية الکريمة يخرج الحي من الميت فإن نصب جده السندي إبن شاهک وعدائه لاهل البيت الطاهر وضغطه وإضطهاده الامام موسي بن جعفر صلوات الله عليه في سجن هارون مما سار به الرکبان، وسودت به صحيفة تاريخه، إلا أن حفيده هذا باينه في جميع نزعاته الشيطانية، فهو من شعراء أهل البيت المجاهرين بولائهم، المتعصبين لهم، الذابين عنهم ولا بدع فإن الله هو الذي يخرج الدر من بين الحصي، وينبت الورد محتفا بالاشواک، فمن نمازج شعره في المذهب قوله: بکاء وقل غناء البکاء لئن ذل فيه عزيز الدموع أعاذلتي إن برد التقي سفينة نوح فمن يعتلق [صفحه 16] لعمري لقد ضل رأي الهوي وأوصي النبي ولکن غدت ومن قبلها أمر الميتون ولم ينشر القوم غل الصدو ولو سلموا لامام الهدي هلال إلي الرشد عالي الضيا وبحر تدفق بالمعجزات علوم سماوية لا تنال لعمري الاولي جحدوا حقه وکم موقف کان شخص الحمام جلاه فإن أنکروا فضله أراها العجاج قبيل الصباح وإن وتر القوم في بدرهم مطايا الخطايا خذي في الظلام لقد هتکت حرم المصطفي وساقوا رجالهم کالعبيد فلو کان جدهم شاهدا حقود تضرم بدرية تراه مع الموت تحت اللوا غداة خميس إمام الهدي وکم أنفس في سعير هوت بضرب کما انقد جيب القميص وخيرة ربي من الخيرتين طهرتم فکنتم مديح المديح قضيت بحبکم ما علي [صفحه 17] وأيقنت أن ذنوبي به فصلي عليکم إله الوري وقوله في مدحهم صلوات الله عليهم: آل النبي فضلتم وبهرتم أعدائکم ولکم مع الشرف البلا وإذا تفوخر بالعلا هذا وکم أطفأتم بالسمر تخضب بالنجيع تشفي بها أکبادکم ورفضتم الدنيا لذا وقوله: في ولاء أميرالمؤمنين عليه السلام مشيرا إلي ما رويناه ص 26 في الجزء الثالث مما ورد في حب أميرالمؤمنين: حب الوصي مبرة وصله والناس عالمهم يدين به ويري التشيع في سراتهم وقوله في المعني: حب علي علو همه ميز محبيه هل تراهم بين رئيس إلي أديب وطيب الاصل ليس فيه فهم إذا خلصوا ضياء هذه الابيات ذکرها له الثعالبي في ثمار القلوب(ص 136 في وجه إضافة السواد إلي وجه الناصبي، ويأتي مثله في ترجمة الناشي الصغير. [صفحه 18] ولکشاجم يرثي آل الرسول صلي الله عليه وآله قوله: أجل هو الرزء فادحه لاربع دار عفا ولا طلل فجائع لودري الجنين بها يابؤس دهرعلي آل رسو إذا تفکرت في مصابهم بعضهم قربت مصارعه أظلم في کربلاء يومهم لا يبرح الغيث کل شارقة علي ثري حلة غريب رسو ذل حماه وقل ناصره وسيق نسوانه طلاح[2] . وهن يمنعن بالوعيد من الن عادي الاسي جده ووالده لو لم يرد ذو الجلال حربهم وهو الذي اجتاح حين ما عقر ياشيع الغي والضلال ومن غششتم الله في أذية من عفرتم بالثري جبين فتي سيان عند الاله کلکم علي الذي فاتهم بحقهم جهلتم فيهم الذي عرفه البي إن تصمتوا عن دعائهم فلکم [صفحه 19] في حيث کبش الردي يناطح من وفي غد يعرف المخالف من وبين أيديکم حريق لظي إن عبتموهم بجهلکم سفها او تکتموا الحق فالقرآن مشکله ما أشرق المجد من قبورهم قوم أبي حد سيف والدهم وهو الذي استأنس الزمان به القوم وهو ناصره وکم کسي منهم السيوف دما ما صفح القوم عندما قدروا بل منحوه العناد واجتهدوا کانوا خفافا إلي أذيته وله قوله: زعموا أن من أحب عليا کذبوا من أحبه من فقير حرفوا منطق الوصي بمعني إنما قال ارفضوا عنکم الد
إن عصر المترجم من العصور التي زاعت فيه النحل والمذهب، وشاعت فيه الاهواء والآراء، وقل فيه من لا يري في العقايد رأيا يفسر به إسلامه وهو ينص به علي خبيئة قلبه تارة ويضمرها أخري، وأما شاعرنا فکان في جانب من ذلک، إماميا صادق التشيع، مواليا لاهل بيت الوحي، متفانيا في ولائهم، ويجد الباحث في خلال شعره بينات تظاهره بالتهالک في ولاء آل الله، وبثه الدعوة إليهم بحججه القوية، والتفجع في مصابهم والذب عنهم، والنيل من مناوئيهم، واعتقاده فيهم أنهم وسايله إلي المولي في الحاضرة، وواسطة نجاحه في الآخرة.
علي رزء ذرية الانبياء
لقد عز فيه ذليل العزاء
کسانيه حبي لاهل الکساء
بحبهم يعتلق بالنجاء
بأفئدة من هواها هوائي
وصاياه منبذة بالعراء
برد الامور إلي الاوصياء
رحتي طواه الردي في رداء
لقوبل معوجهم باستواء
وسيف علي الکفر ماضي المضاء
کما يتدفق ينبوع ماء
ومن ذا ينال نجوم السماء ؟
وما کان أولاهم بالولاء
من الخوف فيه قليل الخفاء
فقد عرفت ذاک شمس الضحاء
وردت عليه بعيد المساء
لقد نقض القوم في کربلاء
فماهم إبليس غير الحداء
وحل بهن عظيم البلاء
وحادوا نساءهم کالاماء
ليتبع أظعانهم بالبکاء
وداء الحقود عزيز الدواء
ء والله والنصر فوق اللواء
وقد غاث فيهم هزبر اللقاء
وهام مطيرة في الهواء
وطعن کما انحل عقد السقاء
وصفوة ربي من الاصفياء
وکان سواکم هجاء الهجاء
إذا ما دعيت لفصل القضاء
تساقط عني سقوط الهباء
صلاة توازي نجوم السماء
فضل النجوم الزاهره
بالمأثرات السائره
غة والحلوم الوافره
منکم علاکم فاخره
عن أحمد من نائره
وبالسيوف البائره
من کل نفس کافره
فزتم بحظ الآخره
وطهارة بالاصل مکتفله
حبا ويجهل حقه الجهله
والنصب في الارذال والسفله
لانه سيد الائمه
إلا ذوي ثروة ونعمه ؟!
قد أکمل الطرف واستتمه
عند امتحان الاصول تهمه
والنصب الظالمون ظلمه
باکره فاجع ورائحه
أوحش لمانأت ملاقحه
لعاد مبيضة مسالحه
ل الله تجتاحهم جوائحه[1] .
أثقب زند الهموم قادحه
وبعضهم بوعدت مطارحه
ثم تجلي وهم ذبائحه
تهمي غواديه أو روائحه
ل الله مجروحة جوارحه
ونال أقصي مناه کاشحه
أحسن أن تهادي بهم طلائحه
وح والملا الاعلي نوائحه
حين استغاثتهما صوائحه
به لضاقت بهم فسائحه
ت ناقته إذ دعاه صالحه
کلهم جمة فضائحه
إليکم أديت نصائحه
جبريل قبل النبي ماسحه
خاذله منکم وذابحه
لعن يغاديه أو يراوحه
ت وما قابلت أباطحه
يوم وغي لايجاب صائحه
أبصر کبش الوري يناطحه
خاسر دين منکم ورابحه
يلفح تلک الوجوه لافحه
ما ضر بدر السماء نائحه
بفضلهم ناطق وواضحه
إلا وسکانها مصابحه
للدين أو يستقيم جامحه
والدين مذعورة مسارحه حاربه
قدما وغشوه وهو ناصحه
يوم جلاد يطيح طائحه
لما جنت فيهم صفائحه
أن يمنعوه والله مانحه
وهو ثقيل الوقار راجحه
ظل للفقر لابسا جلبابا
يتحلي من الغني أثوابا
خالفوا إد تأولوه الصوابا
نيا إذا کنتم لنا أحبابا
صفحه 16، 17، 18، 19.