عليٌّ من حيث المقامات المعنويّة











عليٌّ من حيث المقامات المعنويّة



ينظرُ عليٌّ إلي ما وراء هذه الدنيا کنظرته إلي هذه الدنيا، وإنّ الحقائق العلويّة وعالم الملکوت واضح لديه وضوح ما بين يديه؛ والأمر بعد ذلک کما يقول: «لو

[صفحه 61]

کشف الغطاء ما ازددت يقيناً».[1] .

إنّ التأمّل في تمام الأبعاد الشامخة المتطاولة لهذه الشخصيّة يکشف عن رُقيّ مرکزها المعنوي، والموقع الذي يحظي به الإمام علي قمم المعنويّة وذُراها. ومع ذلک کلّه، لو لم تکن إلّا هذه الکلمات المنيفة لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله في إضاءة هذا الجانب من شخصيّة عليّ لکفاه کي يتبؤّأ أرقي مواقع هذا الخطّ، ويحلّق في أقصي ذُري المعنويّة، حيث يقول فيه النبيّ: «عليٌّ خير البشر» وقوله: «خير من أترک بعدي».

تدلّ هذه الکلمات النبويّة السامقة علي أنّ عليّاً هو الأفضل بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو الأکمل، وهو الشخصيّة التي لا يرقي إليها نظير. وهذه الفضيلة في الحقيقة هي اُمّ فضائل الإمام، وهي رأسها جميعاً.

عليٌّ زوج الزهراء البتول، ولو لم يکن کذلک لما کان لها کفؤ، وهذه آية التطهير تشهد لعليّ بالطهارة والفلاح. لکنّ لعليّ فوق ذلک فضيلة تسموا علي الطهارة والعصمة، التي راح يفخر بها ملائکة اللَّه المقرّبون وکرامه الکاتبون، واستوجبت رضا اللَّه المطلق، ورضا رسوله وأمين الوحي الإلهي عنه؛ تلک هي سلوکه إلي اللَّه، ومراحل تقرّبه إليه، وبلوغه المقصد الأعلي للإنسانيّة، والحظّ الأوفي من الکمال، حتي کان من ذلک في الذروة القصوي، بحيث عُدّ ذکره والنظر إليه عبادة للَّه المتعال.



صفحه 61.





  1. راجع: القسم العاشر/الخصائص العقائديّة/أفضل الاُمّة يقيناً.