عليٌّ في مضمار العمل











عليٌّ في مضمار العمل



کثيرهم أصحاب الادّعاءات، وليسوا قلّة اُولئک الذين يتحدّثون عن الحقّ ويرفعون شعاره، لکن إذا ما أزفت ساعة العمل، وراحت عمليّة إحقاق الحقّ تحتاج إلي الجهد والمثابرة، وتتطلّب التضحية والثبات، صار أهل الحقّ قلّة وکَثُر الفارّون! أمّا عليّ فهو في مضمار العمل اُمثولة لا نظير لها أيضاً، ذلک أنّ اقترانه بالحقّ واتّباعه له، وثباته إلي جوار القرآن، أمليا أن يسجّل له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله غير مرّة معيّته مع القرآن، ومعيّته مع الحقّ وعدم انفصاله عنهما.

فهو أوّل إنسانٍ يقيم الصلاة مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وکان له حضوره الأوفر في سوح القتال وميادين الجهاد أکثر من أيّ شخص آخر، ولم يُدبر عن عدوٍّ قطّ، حتي حَمل علي صدره وسام: «لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتي إلّا عليّ». ثمّ عدّ النبيّ ضربته يوم الخندق أفضل من أعمال الاُمّة وعبادة الثقلين- جميعاً- إلي يوم القيامة.

ولک أن تري في صفحات هذه المجموعة بعض التجلّيات الوضّاءة للثبات العلوي.