الحسنُ البَصرِي











الحسنُ البَصرِي[1]



.

3966- شرح نهج البلاغة: روي أبان بن عيّاش: سألت الحسن البصري عن عليّ عليه السلام، فقال: ما أقول فيه؟! کانت له السابقة، والفضل، والعلم، والحکمة، والفقه، والرأي، والصحبة، والنجدة، والبلاء، والزهد، والقضاء، والقرابة، إنّ عليّاً کان في أمره عليّاً، رحم اللَّه عليّاً، وصليّ عليه.

فقلت: يا أباسعيد! أتقول: صلّي عليه، لغير النبيّ؟! فقال: ترحَّمْ علي المسلمين إذا ذُکروا، وصلِّ علي النبيّ وآله، وعليٌّ خيرُ آله.

فقلت: أهو خير من حمزة وجعفر؟ قال: نعم، قلت: وخير من فاطمة وابنيها؟ قال: نعم، واللَّه إنّه خير آل محمّد کلّهم، ومن يشکّ أنّه خير منهم وقد قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «وأبوهما خير منهما»؟ ولم يجر عليه اسم شرک، ولا شرب خمر، وقد قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لفاطمة عليهاالسلام: «زوّجتک خير اُمّتي» فلو کان في اُمّته خير منه لاستثناه.

ولقد آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أصحابه، فآخي بين عليّ ونفسه، فرسول اللَّه صلي الله عليه و آله خير الناس نفساً، وخيرهم أخاً. فقلت: يا أباسعيد، فما هذا الذي يقال عنک إنّک قلته في عليّ؟ فقال: يابن أخي، أحقن دمي من هؤلاء الجبابرة، ولولا ذلک لشالت بي الخُشُب.[2] .

[صفحه 416]

3967- الاستيعاب: سئل الحسن بن أبي الحسن البصري عن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال: کان عليّ واللَّهِ سهماً صائباً من مرامي اللَّه علي عدوّه، وربّاني هذه الاُمّة، وذا فضلها وذا سابقتها، وذا قرابتها من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، لم يکن بالنومة عن أمر اللَّه، ولا بالملومة في دِين اللَّه، ولا بالسروقة لمال اللَّه، أعطي القرآنِ عزائمه ففاز منه برياض مونقة، ذلک عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.[3] .

3968- شرح نهج البلاغة: روي الواقدي قال: سُئل الحسن [البصري] عن عليّ عليه السلام وکان يظنّ به الانحراف عنه، ولم يکن کما يظنّ فقال: ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع: ائتمانه علي براءة، وما قال له الرسول صلي الله عليه و آله في غزاة تبوک، فلو کان غير النبوّة شي ء يفوته لاستثناه، وقول النبيّ صلي الله عليه و آله: الثقلان کتاب اللَّه وعترتي، وإنّه لم يؤمّر عليه أمير قطّ وقد اُمّرت الاُمراء علي غيره.[4] .

3969- الأمالي للصدوق عن سعد عن الحسن البصري: إنّه بلغه أنّ زاعماً يزعم أنّه ينتقص عليّاً عليه السلام فقام في أصحابه يوماً فقال: لقد هممت أن اُغلق بابي، ثمّ لا أخرج من بيتي حتي يأتيني أجلي، بلغني أنّ زاعماً منکم يزعم أنّي أنتقص خير الناس بعد نبيّنا صلي الله عليه و آله، وأنيسه وجليسه، والمفرّج للکرب عنه عند الزلازل، والقاتل للأقران يوم التنازل، لقد فارقکم رجل قرأ القرآن فوقره، وأخذ العلم فوفره، وحاز البأس فاستعمله في طاعة ربّه، صابراً علي مضض الحرب، شاکراً عند اللأواء والکرب، فعمل بکتاب ربّه، ونصح لنبيّه وابن عمّه وأخيه.

[صفحه 417]

آخاه دون أصحابه، وجعل عنده سرّه، وجاهد عنه صغيراً، وقاتل معه کبيراً، يقتل الأقران، وينازل الفرسان دون دِين اللَّه حتي وضعت الحرب أوزارها، متمسّکاً بعهد نبيّه، لا يصدّه صادّ ولا يمالي عليه مضادّ، ثمّ مضي النبيّ صلي الله عليه و آله وهو عنه راضٍ، أعلم المسلمين علماً، وأفهمهم فهماً، وأقدمهم في الإسلام، لا نظير له في مناقبه، ولا شبيه له في ضرائبه، فظَلِفت[5] نفسه عن الشهوات، وعمل للَّه في الغفلات، وأسبغ الطهور في السبرات، وخشع في الصلوات، وقطع نفسه عن اللذّات، مشمّراً عن ساق طيب الأخلاق، کريم الأعراق، اتّبع سنن نبيّه صلي الله عليه و آله واقتفي آثار وليّه، فکيف أقول فيه ما يوبقني وما أحد أعلمه يجد فيه مقالاً، فکفّوا عنّا الأذي وتجنّبوا طريق الردي.[6] .



صفحه 416، 417.





  1. الحسن بن أبي الحسن يسار البصري، أبوسعيد مولي الأنصار: ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وتوفّي سنة (110 ه)، روي عن کثير وروي عنه الکثير، وهو من أشهر التابعين في الفقه والحديث (راجع تهذيب التهذيب: 1450:541:1، الطبقات الکبري: 156:7).
  2. شرح نهج البلاغة: 96:4.
  3. لاستيعاب: 1875:210:3، العقد الفريد: 313:3 نحوه، الرياض النضرة: 187:3، شرح نهج البلاغة: 95:4 وراجع حلية الأولياء: 84:1 والأخبار الموفّقيّات: 104:192 ومقتل أميرالمؤمنين: 102:109.
  4. شرح نهج البلاغة: 95:4.
  5. ظَلِفَتْ نفسي عن کذا: أي کفّت (لسان العرب: 231:9).
  6. الأمالي للصدوق: 708:519.