عليّ عن لسان القرآن
وارتباطه به ارتباط وثيق لا ينفکّ، ويظلّ هذا الارتباط قائماً إلي يوم القيامة، والميعاد علي حوض الکوثر. وهذه الحقيقة العظيمة نطق بها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في حديث الثقلين العظيم، وقال صلي الله عليه و آله في کلام آخر له أيضاً: «عليٌّ مع القرآن والقرآن مع عليّ؛ لا يفترقان حتي يَرِدا علَيَّ الحوض».[1] . يترجم لنا هذا الکلام الثمين أنّ عليّاً عليه السلام عِدل القرآن الکريم، والمدافع الدؤوب عن معارفه، وحليفه الکبير المبيّن لتعاليمه، کما قال عليه السلام: «ذلک القرآن [صفحه 8] فاستنطقوه ولن ينطق، ولکن اُخبرکم عنه».[2] وقال: «واللَّهِ، ما نزلتْ آية إلّا وقد علمتُ فيما نزلتْ، وأين نزلت، وعلي من نزلت».[3] وهذه حقيقة أقرّ بها الجميع، واعترف بها الصحابة منذ الأيّام الاُولي.[4] . من جهة اُخري يمکننا أن نفهم من هذا الکلام النبويّ الرفيع أنّ القرآن الکريم أفضل وثيقة دالّة علي عظمة عليّ عليه السلام وناطقة بجلالته وسموّ شأنه: «والقرآنُ مع عليّ». ولم يَخْفَ هذا علي أحد منذ الأيّام الاُولي لنزول القرآن الکريم، أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: «ما أنزل اللَّه آية فيها «يَأَيُّهَا الَّذِينَء َامَنُواْ» إلّا وعليٌّ رأسُها وأميرُها».[5] . وقال مفسّر القرآن الکبيرُ عبداللَّه بن عبّاس: «ليس من آية في القرآن فيها: «يَأَيُّهَا الَّذِينَء َامَنُواْ» إلّا وعليٌّ رأسُها وأميرُها وشريفُها. ولقد عاتب اللَّه أصحاب محمّد في القرآن، وما ذکر عليّاً إلّا بخير».[6] . وقال أيضاً: «ما نزل في أحدٍ من کتاب اللَّه تعالي ما نزل في عليّ».[7] . وقال حذيفة بن اليمان: «ما نزلت في القرآن «يَأَيُّهَا الَّذِينَء َامَنُواْ» إلّا کان [صفحه 9] لعليّ لُبُّها ولُبابُها».[8] . وقال مجاهد: «نزلت في عليّ سبعون آية، لم يَشرَکه فيها أحد».[9] . وقال عبدالرحمن بن أبي ليلي: «لقد نزلت في عليّ ثمانون آية صَفْواً في کتاب اللَّه، ما يشرکه فيها أحد من هذه الاُمّة».[10] . وما سنذکره في السطور القادمة من هذه المجموعة هو غَيضٌ من فَيض. وقد آثرنا الإيجاز في عرض هذه الحقائق.
عليّ عليه السلام حافظ سرّ القرآن الکريم، والمظهر الأسمي لفهم هذا الکتاب الإلهيّ. إنّه قرين هذا النداء السماويّ، ولسانه الناطق.
صفحه 8، 9.