عَمّارُ بن ياسِر











عَمّارُ بن ياسِر



3857- الفتوح عن عمّار بن ياسر- من کلامه في حرب صفّين لعمرو بن العاص-: أيّها الأبتر! ألست تعلم أنّ النبيّ صلي الله عليه و آله قال: من کنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله؟[1] .

3858- الأمالي للطوسي عن مالک بن أوس: کان عليّ بن أبي طالب عليه السلام أکثر ما يسکن القناة ،[2] فبينا نحن في المسجد بعد الصبح إذ طلع الزبير وطلحة، فجلسا في ناحيةٍ عن عليّ عليه السلام، ثمّ طلع مروان وسعيد وعبداللَّه بن الزبير والمسوّر بن مخرمة فجلسوا، وکان عليّ عليه السلام جعل عمّار بن ياسر علي الخيل، فقال لأبي الهيثم بن التيّهان ولخالد بن زيد أبي أيّوب ولأبي حيّة ولرفاعة بن رافع في رجال من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: قوموا إلي هؤلاء القوم؛ فإنّه بلغنا عنهم ما نکره من خلاف أميرالمؤمنين إمامهم، والطعن عليه، وقد دخل معهم قوم من أهل الجفاء والعداوة، وإنّهم سيحملونهم علي ما ليس من رأيهم.

قال: فقاموا، وقمنا معهم حتي جلسوا إليهم، فتکلّم أبوالهيثم بن التَّيِّهان، فقال: إنّ لکما لقدماً في الإسلام، وسابقة وقرابة من أميرالمؤمنين، وقد بلغنا

[صفحه 341]

عنکما طعن وسخط لأمير المؤمنين، فإن يکن أمر لکما خاصّة فعاتبا ابن عمّتکما وإمامکما، وإن کان نصيحة للمسلمين فلا تؤخّراه عنه، ونحن عون لکما، فقد علمتما أنّ بني اُميّة لن تنصحکما أبداً، وقد عرفتما عداوتهم لکما، وقد شرکتما في دم عثمان ومالأتما، فسکت الزبير وتکلّم طلحة، فقال: افرغوا جميعاً ممّا تقولون؛ فإنّي قد عرفت أنّ في کلّ واحدٍ منکم خِبْطة.[3] .

فتکلّم عمّار بن ياسر رحمه الله فحمد اللَّه وأثني عليه، وصلّي علي النبيّ صلي الله عليه و آله وقال:

أنتما صاحبا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وقد أعطيتما إمامکما الطاعة والمناصحة، والعهد والميثاق علي العمل بطاعة اللَّه وطاعة رسوله، وأن يجعل کتاب اللَّه إمامنا، وهو عليّ بن أبي طالب، طلّق النفس عن الدنيا، وقدّم کتاب اللَّه، ففيمَ السخط والغضب علي عليّ بن أبي طالب عليه السلام؟! فغَضَبُ الرجال في الحقّ، انصرا نصرکما اللَّه.

فتکلّم عبداللَّه بن الزبير، فقال: لقد تهذّرت يا أبااليقظان، فقال له عمّار: ما لک تتعلّق في مثل هذا يا أعبس، ثمّ أمر فاُخرج، فقام الزبير فالتفت إلي عمّار رحمه الله فقال: عجّلت يا أبااليقظان علي ابن أخيک رحمک اللَّه. فقال: عمّار بن ياسر: يا أباعبداللَّه، أنشدک اللَّه أن تسمع قول مَن رأيت، فإنّکم معشر المهاجرين لم يهلک من هلک منکم حتي استدخل في أمره المؤلّفة قلوبهم.

فقال الزبير: معاذ اللَّه أن نسمع منهم. فقال عمّار: واللَّه يا أباعبداللَّه، لو لم يبق أحد إلّا خالف عليّ بن أبي طالب لما خالفته، ولا زالت يدي مع يده؛ وذلک لأنّ عليّاً لم يزل مع الحقّ منذ بعث اللَّه نبيّه صلي الله عليه و آله، فإنّي أشهد أنّه لا ينبغي لأحد أن يفضّل

[صفحه 342]

عليه أحداً.[4] .

3859- الأمالي للطوسي عن موسي بن عبداللَّه الأسدي: لمّا انهزم أهل البصرة أمر عليّ بن أبي طالب عليه السلام أن تنزل عائشة قصر أبي خلف، فلمّا نزلت جاءها عمّار بن ياسر فقال لها: يا اُمّتَ، کيف رأيتِ ضرب بنيک دون دينهم بالسيف؟ فقالت: استبصرت يا عمّار من أجل أنّک غلبت.

قال: أنا أشدّ استبصاراً من ذلک، أما واللَّه لو ضربتمونا حتي تبلغونا سعفات هَجَر لعلمنا أنّا علي الحقّ، وأنّکم علي الباطل.

فقالت له عائشة: هکذا يُخيّل إليک، اتّق اللَّه يا عمّار، فإنّ سنّک قد کبر، ودقّ عظمک، وفني أجلک، وأذهبت دينک لابن أبي طالب.

فقال عمّار: إنّي واللَّه اخترت لنفسي في أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فرأيت عليّاً أقرأهم لکتاب اللَّه عزّ وجلّ، وأعلمهم بتأويله، وأشدّهم تعظيماً لحُرمته، وأعرفهم بالسنّة مع قرابته من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وعظم عنائه وبلائه في الإسلام، فسکتت.[5] .



صفحه 341، 342.





  1. الفتوح: 77:3؛ وقعة صفّين: 338 نحوه.
  2. وادٍ بالمدينة (معجم البلدان: 401:4).
  3. الخِبطة: ما بقي في الوعاء من طعامٍ أو غيره (لسان العرب: 284:7).
  4. الأمالي للطوسي: 1530:730، بحارالأنوار: 9:28:32.
  5. الأمالي للطوسي: 233:143، بشارة المصطفي: 281 وفيه «ابن أبي خلف» بدل «أبي خلف»، الشافي: 355:4.