عَدِيُّ بن حاتم











عَدِيُّ بن حاتم



3854- الإمامة والسياسة- في ذکر اختلاف أصحاب الإمام في استمرار القتال يوم صفّين-: قام عديّ بن حاتم، فقال:

أيّها الناس! إنّه واللَّه لو غير عليّ دعانا إلي قتال أهل الصلاة ما أجبناه ولا وقع بأمرٍ قطّ إلّا ومعه من اللَّه برهان، وفي يديه من اللَّه سبب، وإنّه وقف عن عثمان بشبهة، وقاتل أهل الجمل علي النکث، وأهل الشام علي البغي، فانظروا في اُمورکم وأمره؛ فإن کان له عليکم فضل فليس لکم مثله، فسلّموا له، وإلّا فنازعوا عليه.

واللَّه لئن کان إلي العلم بالکتاب والسنّة إنّه لأعلم الناس بهما، ولئن کان إلي الإسلام إنّه لأخو نبيّ اللَّه صلي الله عليه و آله، والرأس في الإسلام، ولئن کان إلي الزهد والعبادة إنّه لأظهر الناس زهداً، وأنهکهم عبادة، ولئن کان إلي العقول والنحائز[1] إنّه لأشدّ

[صفحه 339]

الناس عقلاً، وأکرمهم نحيزة، ولئن کان إلي الشرف والنجدة، إنّه لأعظم الناس شرفاً ونجدةً.[2] .

3855- مروج الذهب: ذکر أنّ عديّ بن حاتم الطائي دخل علي معاوية، فقال له معاوية: ما فعلت الطرفات- يعني أولاده-؟ قال: قتلوا مع عليّ.

قال: ما أنصفک عليّ؛ قتل أولادک وبقّي أولاده!

فقال عديّ: ما أنصفتُ عليّاً؛ إذ قُتل وبقيتُ بعده. فقال معاوية: أما إنّه قد بقيت قطرة من دم عثمان ما يمحوها إلّا دم شريف من أشراف اليمن، فقال عديّ:

واللَّه، إنّ قلوبنا التي أبغضناک بها لفي صدورنا، وإنّ أسيافنا التي قاتلناک بها لعلي عواتقنا، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فِتْراً[3] لَنُدنينّ إليک من الشرّ شبراً، وإنّ حزّ الحلقوم، وحشرجة[4] الحيزوم،[5] لأهون علينا من أن نسمع المساءة في عليّ.[6] .



صفحه 339.





  1. نحيزة الرجل: طبيعته (المحيط في اللغة: 13:3).
  2. الإمامة والسياسة: 141:1.
  3. الفِتْر: ما بين طرف السَّبّابة والإبهام إذا فتحتهما (الصحاح: 777:2).
  4. الحَشْرَجة: الغَرغَرة عند الموت وتردّد النفس (النهاية: 389:1).
  5. الحيزوم: الصدر (لسان العرب: 132:12).
  6. مروج الذهب: 13:3، العقد الفريد: 86:3؛ الأمالي للسيّد المرتضي: 217:1 وفيه «يعني: طريفاً وطرافاً وطرفة» بدل «يعني أولاده» وکلاهما نحوه إلي «بعده».