ابو ذَرّ الغِفاري











ابو ذَرّ الغِفاري



3776- تاريخ دمشق عن معاوية بن ثعلبة: أتي رجلٌ أباذرّ وهو جالس في

[صفحه 303]

مسجد النبيّ صلي الله عليه و آله، فقال: يا أباذرّ، ألا تخبرني بأحبّ الناس إليک؟ فإنّي أعرف أنّ أحبّهم إليک أحبّهم إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال: إي وربّ الکعبة! إنّ أحبّهم إليّ أحبّهم إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؛ هو ذاک الشيخ- وأشار إلي عليّ وهو يصلّي أمامه-.[1] .

3777- اليقين عن معاوية بن ثعلبة الليثي- لأبي ذرّ-: قلت: يا أباذرّ، إنّا لنعلم أنّ أحبّهم إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أحبّهم إليک. قال: أجل. قلنا: فأيّهم أحبّ إليک؟

قال: هذا الشيخ المظلوم المضطهد حقّه- يعني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام-.[2] .

3778- أنساب الأشراف عن أبي سُخيلة: مررت أنا وسلمان- بالرَّبَذَة-[3] علي أبي ذرّ، فقال: إنّه ستکون فتنة، فإن أدرکتموها فعليکم بکتاب اللَّه وعليِّ بن أبي طالب عليه السلام؛ فإنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: عليّ أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو يعسوب المؤمنين.[4] .

3779- تاريخ دمشق عن أبي سخيلة: حججت أنا وسلمان، فنزلنا بأبي ذرّ، فکنّا

[صفحه 304]

عنده ما شاء اللَّه، فلمّا حان منّا حُفوف،[5] قلت: يا أباذرّ، إنّي أري اُموراً قد حدثت، وإنّي خائف أن يکون في الناس اختلاف، فإن کان ذلک فما تأمرني؟

قال: الزَم کتاب اللَّه عزّ وجلّ وعليَّ بن أبي طالب عليه السلام، فأشهد أنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: عليّ أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأکبر، وهو الفاروق؛ يفرق بين الحقّ والباطل.[6] .

3780- کنز الفوائد عن سهل بن سعيد: بينا أبو ذرّ قاعد مع جماعة من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- وکنت يومئذٍ فيهم-، إذ طلع علينا عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فرماه أبو ذرّ بنظره، ثمّ أقبل علي القوم بوجهه، فقال: مَن لکم برجلٍ محبّته تساقط الذنوب عن محبّيه کما تساقط الريح العاصف الهشيم من الورق عن الشجر! سمعت نبيّکم صلي الله عليه و آله يقول ذلک له.

قالوا: من هو يا أباذرّ؟ قال: هو الرجل المقبل إليکم؛ ابن عمّ نبيّکم صلي الله عليه و آله، يحتاج أصحاب محمّد صلي الله عليه و آله إليه، ولا يحتاج إليهم، سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: عليّ باب علمي، ومبيّن لاُمّتي ما اُرسلتُ به من بعدي؛ حبّه إيمان، وبغضه نفاق، والنظر إليه برأفة ومودّة عبادة.

وسمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله نبيّکم يقول: مثلُ أهل بيتي في اُمّتي مثلُ سفينة نوح؛ من رکبها نجا، ومن رغب عنها هلک، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل؛ من دخله کان آمناً مؤمناً، ومن ترکه کفر.

ثمّ إنّ عليّاً عليه السلام جاء فوقف فسلّم، ثمّ قال: يا أباذرّ، من عمل لآخرته کفاه اللَّه

[صفحه 305]

أمر دنياه وآخرته، ومن أحسن فيما بينه وبين اللَّه کفاه اللَّه الذي بينه وبين عباده، ومن أحسن سريرته أحسن اللَّه علانيته.إنّ لقمان الحکيم قال لابنه وهو يعظه: يا بنيّ، من الذي ابتغي اللَّه عزّ وجلّ فلم يجده؟! ومن ذا الذي لجأ إلي اللَّه فلم يدافع عنه؟! أم من ذا الذي توکّل علي اللَّه فلم يکفِه؟!

ثمّ مضي- يعني عليّاً عليه السلام- فقال أبو ذرّ: والذي نفس أبي ذرّ بيده، ما من اُمّة ائتمّت- أو قال: اتّبعت- رجلاً وفيهم من هو أعلم باللَّه ودينه منه، إلّا ذهب أمرهم سَفالاً.[7] [8] .

راجع: القسم السادس عشر/أبو ذرّ الغِفاري.



صفحه 303، 304، 305.





  1. تاريخ دمشق: 265:42 و ص 264، المناقب للخوارزمي: 43:69 کلاهما نحوه، ذخائر العقبي: 118.
  2. اليقين: 12:144،کشف الغمّة: 344:1.
  3. الرَّبَذَة: من قري المدينة علي ثلاثة أيّام، قريبة من ذات عرق، علي طريق الحجاز إذا رحلت من فيد تريد مکّة. وبهذا الموضع قبر أبي ذرّ الغفاري رضي الله عنه (معجم البلدان: 24:3).
  4. أنساب الأشراف: 361:2، شرح نهج البلاغة: 228:13؛ المسترشد: 106:290 کلاهما عن أبي رافع و ص 58:214 عن عليّ بن أبي رافع، رجال الکشّي: 51:113:1، الأمالي للطوسي: 242:147، تفسير العيّاشي: 4:4:1، بشارة المصطفي: 84 کلّها نحوه وراجع المناقب للکوفي: 191:277:1.
  5. الحُفُوف: قِلّة مالٍ (تاج العروس: 143:12).
  6. تاريخ دمشق: 8369:41:42؛ الأمالي للصدوق: 304:274، الإرشاد:31:1کلاهما نحوه.
  7. السَّفال: نقيض العَلاء (لسان العرب: 337:11).
  8. کنز الفوائد: 67:2.