ابو الهَيثَم مالِكُ بنُ التَيِّهان











ابو الهَيثَم مالِکُ بنُ التَيِّهان



3770- الأوائل عن الهيثم بن عديّ: قام أبو الهيثم بن التيِّهان خطيباً بين يدي عليّ بن أبي طالب عليه السلام فقال: إنّ حسد قريش إيّاک علي وجهين: أمّا خيارهم فتمنَّوا أن يکونوا مثلک؛ منافسةً في الملأ وارتفاع الدرجة، وأمّا شرارهم فحسدوک حسداً أثقل القلوبَ وأحبط الأعمالَ؛ وذلک أنّهم رأوا عليک نعمة قدّمک إليها الحظّ، وأخّرهم عنها الحرمان، فلم يرضوا أن يلحقوک حتي طلبوا أن

[صفحه 301]

يسبقوک، فبعدتْ عليهم واللَّه الغاية، واُسقط المِضمار![1] فلمّا تقدّمتَهم بالسبق وعجزوا عن اللحاق بلغوا منک ما رأيت.

وکنت واللَّه أحقّ قريش بشکر قريش؛ نصرت نبيّهم[2] حيّاً، وقضيت عنه الحقوق ميّتاً. واللَّه ما بغيهم إلّا علي أنفسهم، ولا نکثوا إلّا بيعة اللَّه، يد اللَّه فوق أيديهم!

فها نحن معاشر الأنصار أيدينا وألسنتنا لک؛ فأيدينا علي من شهد، وألسنتنا علي من غاب.[3] .



صفحه 301.





  1. يکون المِضمارُ وقتاً للأيّام التي تضمَّر فيها الخيل للسِّباق أو للرَّکض إلي العدو. وتضميرها: أن تُشَدّ عليها سُروجُها وتُجَلَّل بالأجِلَّة حتّي تَعْرَق تحتَها؛ فيَذهبَ رَهَلُها ويشتدَّ لحمُها، ويُحمَل عليها غِلمانٌ خِفاف يُجْرُونها ولا يَعنُفون بها، فإذا فُعل ذلک بها اُمِن عليها البُهْرُ الشديد عند حُضْرِها ولم يقطعها الشَّدُّ... وتضمير الفرس أيضاً: أن تَعلِفه حتّي يَسْمَن ثمّ تردّه إلي القُوت، وذلک في أربعين يوماً، وهذه المدّة تُسمَّي المِضمار (لسان العرب:491:4).
  2. في المصدر: «بينهم» وهو تصحيف.
  3. الأوائل لأبي هلال:150؛ الإقبال: 253:2، الأمالي للمفيد: 6:155 عن الحسن بن سلمة نحوه.