الامام عليّ بن محمّد الهادي











الامام عليّ بن محمّد الهادي



3745- الإمام الهادي عليه السلام- في رسالته إلي أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض-: اجتمعت الاُمّة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلک: أنّ القرآن حقّ لا ريب فيه عند جميع فرقها، فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون، وعلي تصديق ما أنزل اللَّه مهتدون، لقول النبيّ صلي الله عليه و آله: «لا تجتمع اُمّتي علي ضلالة» فأخبر صلي الله عليه و آله أنّ ما اجتمعت عليه الاُمّة ولم يخالف بعضها بعضاً هو الحقّ، فهذا معني الحديث لا ما تأوّله الجاهلون، ولا ما قاله المعاندون من إبطال حکم الکتاب واتّباع حکم الأحاديث المزوّرة والروايات المزخرفة، واتّباع الأهواء المردية المهلکة التي تخالف نصّ الکتاب، وتحقيق الآيات الواضحات النيّرات. نحن نسأل اللَّه أن يوفّقنا للصواب، ويهدينا إلي الرشاد.

فإذا شهد الکتاب بتصديق خبر وتحقيقه، فأنکرته طائفة من الاُمّة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزوّرة، فصارت بإنکارها ودفعها الکتاب کفّاراً ضلّالاً، وأصحّ خبر ما عرف تحقيقه من الکتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حيث قال: «إنّي مستخلف فيکم خليفتين: کتاب اللَّه وعترتي، ما إن تمسّکتم بهما لن تضلّوا بعدي، وإنّهما لن يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض» واللفظة الاُخري عنه في هذا المعني بعينه، قوله صلي الله عليه و آله: «إنّي تارک فيکم الثقلين: کتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لم يفترقا حتي يردا عليَّ الحوض ما إن تمسکتم بهما

[صفحه 288]

لن تضلّوا».

فلمّا وجدنا شواهد هذا الحديث نصّاً في کتاب اللَّه تعالي مثل قوله: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَء َامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَوةَ وَهُمْ رَ کِعُونَ»[1] ثمّ اتّفقت روايات العلماء في ذلک لأمير المؤمنين عليه السلام أنّه تصدّق بخاتمه وهو راکع، فشکر اللَّه ذلک له، وأنزل الآية فيه، ثمّ وجدنا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة: «من کنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه» وقوله صلي الله عليه و آله: «عليّ يقضي ديني وينجز موعدي، وهو خليفتي عليکم بعدي» وقوله صلي الله عليه و آله حيث استخلفه علي المدينة فقال: يا رسول اللَّه! أتخلفني مع النساء والصبيان؟

فقال: «أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» فعلمنا أنّ الکتاب شهد بتصديق هذه الأخبار، وتحقيق هذه الشواهد، فلزم الاُمّة الإقرار بها؛ إذ کانت هذه الأخبار وافقت القرآن، ووافق القرآن هذه الأخبار، فلمّا وجدنا ذلک موافقاً لکتاب اللَّه، ووجدنا کتاب اللَّه لهذه الأخبار موافقاً، وعليها دليلاً، کان الاقتداء بهذه الأخبار فرضاً لا يتعدّاه إلّا أهل العناد والفساد.[2] .

3746- عنه عليه السلام- في زيارة صاحب الأمر عليه السلام-: اللهمّ وصلّ علي وليّک، وديّان دينک، والقائم بالقسط من بعد نبيّک عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين، وإمام المتّقين، وسيّد الوصيّين، ويعسوب الدين، وقائد الغرّ المحجّلين، قبلة العارفين، وعَلَم المهتدين، وعروتک الوثقي، وحبلک المتين، وخليفة رسولک علي الناس

[صفحه 289]

أجمعين، ووصيّه في الدنيا والدين.[3] .



صفحه 288، 289.





  1. المائدة: 55.
  2. الاحتجاج:328:487:2 وراجع تحف العقول: 458.
  3. مصباح الزائر: 477.