الامام الحسين بن عليّ سيدالشهداء











الامام الحسين بن عليّ سيدالشهداء



3710- تاريخ دمشق عن مولي لحذيفة: کان حسين بن عليّ آخذاً بذراعي في أيّام الموسم، قال: ورجل خلفنا يقول: اللهمّ اغفر له ولاُمّه، فأطال ذلک، فترک الحسين ذراعي وأقبل عليه فقال: قد آذَيتنا منذ اليوم، تستغفر لي ولاُمّي وتترک أبي؟ وأبي خير منّي ومن اُمّي.[1] .

3711- اُسد الغابة عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه: کنت في مسجد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في حلقة فيها أبو سعيد الخدريّ وعبد اللَّه بن عمرو، فمرّ بنا حسين بن عليّ، فسلّم، فردّ القوم السلام، فسکت عبد اللَّه حتي فرغوا، رفع صوته وقال: وعليک السلام ورحمة اللَّه وبرکاته، ثمّ أقبل علي القوم، فقال: ألا اُخبرکم بأحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء؟ قالوا: بلي. قال: هو هذا الماشي؛ ما کلّمني کلمة منذ ليالي صفّين، ولأن يرضي عنّي أحبّ إليّ من أن يکون لي حُمْر النَّعَم. قال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه؟ قال: بلي، قال: فتواعدا أن يغدوَا إليه.

قال: فغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد، فأذن له، فدخل، ثمّ استأذن عبد اللَّه، فلم يزل به حتي أذن له.

فلمّا دخل قال أبو سعيد: يابن رسول اللَّه، إنّک لمّا مررت بنا أمسِ- فأخبره بالذي کان من قول عبد اللَّه بن عمرو.

فقال حسين: أعلمت يا عبد اللَّه أنّي أحبّ أهل الأرض إلي أهل السماء؟

قال: إي وربّ الکعبة. قال: فما حملک علي أن قاتلتني وأبي يوم صفّين؟

[صفحه 272]

فوَاللَّه لأبي کان خيراً منّي. قال: أجل.[2] .

3712- کتاب سليم بن قيس: حجّ الحسين بن علي صلوات اللَّه عليه وعبد اللَّه ابن عبّاس وعبد اللَّه بن جعفر معه، فجمع الحسين عليه السلام بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حجّ منهم، ومن الأنصار ممّن يعرفه الحسين عليه السلام وأهل بيته، ثمّ أرسل رسلاً: لا تدَعوا أحداً ممّن حجّ العام من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المعروفين بالصلاح والنسک إلّا اجمعوهم لي، فاجتمع إليه بمني أکثر من سبعمائة رجل وهم في سرادقه[3] عامّتهم من التابعين ونحو من مائتي رجل من أصحاب النبيّ صلي الله عليه و آله وغيرهم.

فقام فيهم الحسين عليه السلام خطيباً، فحمد اللَّه وأثني عليه... إلي أن قال: أنشدکم اللَّه، أتعلمون أنّ عليّ بن أبي طالب کان أخاً رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حين آخي بين أصحابه، فآخي بينه وبين نفسه وقال: «أنت أخي وأنا أخوک في الدنيا والآخرة»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أنشدکم اللَّه، هل تعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله اشتري موضع مسجده ومنازله فابتناه، ثمّ ابتني فيه عشرة منازل؛ تسعة له، وجعل عاشرها في وسطها لأبي، ثمّ سدّ کلّ باب شارع إلي المسجد غير بابه، فتکلّم في ذلک مَن تکلّم، فقال صلي الله عليه و آله: «ما أنا سددت أبوابکم وفتحت بابه، ولکن اللَّه أمرني بسدّ أبوابکم وفتح بابه». ثمّ نهي الناس أن يناموا في المسجد غيره، وکان يجنب في المسجد ومنزله في منزل

[صفحه 273]

رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فولد لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله وله فيه أولاد؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أفتعلمون أنّ عمر بن الخطّاب حرص علي کوّة قدر عينه يدعها من منزله إلي المسجد، فأبي عليه، ثمّ خطب صلي الله عليه و آله قال: «إنّ اللَّه أمر موسي أن يبني مسجداً طاهراً لا يسکنه غيره وغير هارون وابنيه، وإنّ اللَّه أمرني أن أبني مسجداً طاهراً لا يسکنه غيري وغير أخي وابنيه»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أنشدکم اللَّه، أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله نصبه يوم غدير خمّ فنادي له بالولاية وقال: «ليبلّغ الشاهد الغائب»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أنشدکم اللَّه، أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال له في غزوة تبوک: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسي، وأنت وليّ کلّ مؤمن بعدي»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أنشدکم اللَّه، أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حين دعا النصاري من أهل نجران إلي المباهلة لم يأت إلّا به وبصاحبته وابنيه؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أنشدکم اللَّه، أتعلمون أنّه دفع إليه اللواء يوم خيبر ثمّ قال: «لأدفعه إلي رجل يحبّه اللَّه ورسوله، ويحبّ اللَّه ورسوله، کرّار غير فرّار، يفتحها اللَّه علي يديه»؟

[صفحه 274]

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بعثه ببراءة وقال: «لا يبلّغ عنّي إلّا أنا أو رجل منّي»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لم تنزل به شدّة قطّ إلّا قدّمه لها ثقة به، وإنّه لم يدعُه باسمه قطّ إلّا أن يقول: يا أخي، وادعوا لي أخي؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قضي بينه وبين جعفر وزيد فقال له: «يا عليّ، أنت منّي وأنا منک، وأنت وليّ کلّ مؤمن ومؤمنة بعدي»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّه کانت له من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کلّ يوم خلوة، وکلّ ليلة دخلة، إذا سأله أعطاه وإذا سکت أبدأه؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فضّله علي جعفر وحمزة حين قال لفاطمة عليهاالسلام: «زوّجتک خير أهل بيتي؛ أقدمهم سلماً، وأعظمهم حلماً، وأکثرهم علماً»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال: «أنا سيّد ولد آدم، وأخي عليّ سيّد العرب، وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، وابناي الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة»؟

[صفحه 275]

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أمره بغسله، وأخبره أنّ جبرئيل يُعينه عليه؟

قالوا: اللهمّ نعم.

قال: أتعلمون أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال في آخر خطبة خطبها: «أيّها الناس، إنّي ترکت فيکم الثقلين: کتاب اللَّه وأهل بيتي، فتمسّکوا بهما لن تضلّوا»؟

قالوا: اللهمّ نعم.

فلم يدع شيئاً أنزله اللَّه في عليّ بن أبي طالب عليه السلام خاصّة وفي أهل بيته من القرآن ولا علي لسان نبيّه صلي الله عليه و آله إلّا ناشدهم فيه، فيقول الصحابة: اللهمّ نعم، قد سمعنا، ويقول التابعيّ: اللهمّ قد حدّثنيه من أثق به؛ فلان وفلان.

ثمّ ناشدهم أنّهم قد سمعوه صلي الله عليه و آله يقول: «من زعم أنّه يحبّني ويبغض عليّاً فقد کذب، ليس يحبّني وهو يبغض عليّاً» فقال له قائل: يا رسول اللَّه، وکيف ذلک؟ قال: «لأنّه منّي وأنا منه، من أحبّه فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبّ اللَّه، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللَّه»؟

فقالوا: اللهمّ نعم، قد سمعنا، وتفرّقوا علي ذلک.[4] .

راجع: القسم الثالث/أحاديث الوصاية/وصيّ خاتم الأنبياء/الوصيّ.

القسم السادس/وقعة صفّين/هويّة رؤساء القاسطين/عبد اللَّه بن عمرو بن العاص.



صفحه 272، 273، 274، 275.





  1. تاريخ دمشق: 183:14 و ج 414:42.
  2. اُسد الغابة: 3092:347:3، تاريخ دمشق: 275:31، المعجم الأوسط: 3917:181:4 نحوه، کنز العمّال: 31695:343:11.
  3. السُّرادِق: هو کلّ ما أحاط بشي ء من حائط أو مِضرَب أو خباء (لسان العرب: 157:10).
  4. کتاب سليم بن قيس: 26:788:2، بحارالأنوار: 456:181:33.