الامام الحسن بن عليّ المجتبي











الامام الحسن بن عليّ المجتبي



3705- الإمام الحسن عليه السلام: أيّها الناس! إنّ عليّاً أميرالمؤمنين باب هديً؛ فمن دخله اهتدي، ومن خالفه تردّي.[1] .

3706- عنه عليه السلام: ما قُدّمت راية قوتل تحتها أميرالمؤمنين عليه السلام إلّا نکسها اللَّه تبارک وتعالي، وغلب أصحابها، وانقلبوا صاغرين، وما ضرب أميرالمؤمنين عليه السلام بسيفه ذي الفقار أحداً فنجا، وکان إذا قاتل قاتل جبرئيل عن يمينه، وميکائيل عن يساره، وملک الموت بين يديه.[2] .

3707- عنه عليه السلام- في خطبة له بعد استشهاد أبيه عليه السلام-: يا أيّها الناس! لقد فارقکم أمسِ رجل ما سبقه الأوّلون، ولايدرکه الآخرون، ولقد کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يبعثه المبعث فيعطيه الراية، فما يرجع حتي يفتح اللَّه عليه، جبريل عن يمينه، وميکائيل عن شماله، ما ترک بيضاء ولا صفراء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً.[3] .

3708- عنه عليه السلام- من کلامه عليه السلام وهو يستنفر أهل الکوفة لنصرة الإمام علي عليه السلام في

[صفحه 269]

قتال الناکثين-: لقد علمتم أنّ عليّاً صلّي مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وحده، وإنّه يوم صدّق به لفي عاشرة من سنّه، ثمّ شهد مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله جميع مشاهده.

وکان من اجتهاده في مرضاة اللَّه وطاعة رسوله، وآثاره الحسنة في الإسلام ما قد بلغکم، ولم يزل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله راضياً عنه، حتي غمّضه بيده، وغسّله وحده والملائکة أعوانه، والفضل ابن عمّه ينقل إليه الماء، ثمّ أدخله حفرته، وأوصاه بقضاء دينه وعداته، وغير ذلک من اُموره، کلّ ذلک من منّ اللَّه عليه.[4] .

3709- عنه عليه السلام- في خطبته لمّا أجمع علي صلح معاوية-: کان أبي عليه السلام أوّل من استجاب للَّه تعالي ولرسوله صلي الله عليه و آله، وأوّل من آمن وصدّق اللَّه ورسوله، وقد قال اللَّه تعالي في کتابه المنزل علي نبيّه المرسل: «أَفَمَن کَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ ي وَ يَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ»[5] فرسول اللَّه الذي علي بيّنة من ربّه، وأبي الذي يتلوه، وهو شاهد منه.

وقد قال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حين أمره أن يسير إلي مکّة والموسم ببراءة: «سِرْ بها يا عليّ؛ فإنّي اُمرت أن لا يسير بها إلّا أنا أو رجل منّي، وأنت هو يا عليّ» فعليّ من رسول اللَّه، ورسول اللَّه منه.

وقال له نبيّ اللَّه صلي الله عليه و آله حين قضي بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب عليهم السلام ومولاه زيد بن حارثة في ابنة حمزة: «أمّا أنت يا عليّ فمنّي وأنا منک، وأنت وليّ کلّ مؤمن بعدي».

[صفحه 270]

فصدّق أبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله سابقاً ووقاه بنفسه، ثمّ لم يزل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في کلّ موطن يقدّمه ولکلّ شديدة يرسله، ثقةً منه، وطمأنينةً إليه، لعلمه بنصيحته للَّه ورسوله صلي الله عليه و آله، وإنّه أقرب المقرّبين من اللَّه ورسوله، وقد قال اللَّه عزّ وجلّ: «وَ السَّبِقُونَ السَّبِقُونَ × أُوْلَل-کَ الْمُقَرَّبُونَ»[6] وکان أبي سابق السابقين إلي اللَّه عزّ وجلّ وإلي رسوله صلي الله عليه و آله وأقرب الأقربين، فقد قال اللَّه تعالي: «لَا يَسْتَوِي مِنکُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَتَلَ أُوْلَل-کَ أَعْظَمُ دَرَجَةً».[7] .

فأبي کان أوّلهم إسلاماً وإيماناً، وأوّلهم إلي اللَّه ورسوله هجرةً ولحوقاً، وأوّلهم علي وجده ووسعه نفقةً، قال سبحانه: «وَ الَّذِينَ جَآءُو مِن م بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَ نِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَنِ وَ لَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِّلَّذِينَء َامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّکَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»[8] فالناس من جميع الاُمم يستغفرون له بسبقه إيّاهم الإيمان بنبيّه صلي الله عليه و آله، وذلک أنّه لم يسبقه إلي الإيمان أحد، وقد قال اللَّه تعالي: «وَ السَّبِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَنٍ»[9] فهو سابق جميع السابقين، فکما أنّ اللَّه عزّ وجلّ فضّل السابقين علي المتخلّفين والمتأخّرين، فکذلک فضّل سابق السابقين علي السابقين.[10] .

راجع: القسم الخامس عشر/عدّة من مبغضيه/معاوية بن حديج.

[صفحه 271]



صفحه 269، 270، 271.





  1. الجمل: 253.
  2. الأمالي للصدوق: 838:603 عن عمرو بن حبشي.
  3. المصنّف لابن أبي شيبة: 42:502:7، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: 22:68 کلاهما عن هبيرة بن يريم، مسند ابن حنبل: 1720:426:1، فضائل الصحابة لابن حنبل: 1013:595:2 کلاهما عن عمرو بن حبشي، مسند أبي يعلي: 6725:169:6 عن جابر؛ الأمالي للطوسي: 501:269 عن أبي الطفيل، خصائص الأئمّة عليهم السلام: 80 کلّها نحوه.
  4. شرح نهج البلاغة: 12:14 عن تميم بن حذيم الناجي؛ بحارالأنوار: 89:32.
  5. هود: 17.
  6. الواقعة: 10 و 11.
  7. الحديد: 10.
  8. الحشر: 10.
  9. التوبة: 100.
  10. الأمالي للطوسي: 1174:562 عن عبد الرحمن بن کثير؛ ينابيع المودّة: 3:366:3 نحوه وکلاهما عن الإمام الصادق عن أبيه عن الإمام زين العابدين عليهم السلام.