الامام يصف نفسه نظماً











الامام يصف نفسه نظماً



3696- تاريخ دمشق عن أبي عبيدة: کتب معاوية إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام: يا أباالحسن، إنّ لي فضائل کثيرة، وکان أبي سيّداً في الجاهليّة، وصرت ملکاً في الإسلام، وأنا صهر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وخال المؤمنين، وکاتب الوحي.

فقال عليّ عليه السلام: أبِالفضائل يفخر عليَّ ابن آکلة الأکباد؟! ثمّ قال عليه السلام: اکتب يا

[صفحه 258]

غلام:


محمّدُ النبي أخي وصهري
وحمزة سيّد الشهداء عمّي


وجعفرُ الذي يمسي ويضحي
يطير مع الملائکةِ ابنِ اُمّي


وبنتُ محمّد سَکَني وعرسي
مَسُوطٌ لحمها بدمي ولحمي


وسبطا أحمد ولَداي منها
فأيّکمُ له سهمٌ کسهمي؟!


سبقتکمُ إلي الإسلام طرّاً
صغيراً ما بلغتُ أوانَ حلمي


فقال معاوية: اخفوا هذا الکتاب؛ لا يقرأه أهل الشام فيميلون إلي ابن أبي طالب.[1] .

3697- تاريخ دمشق عن زيد بن عليّ: اجتمعت قريش في حلقة فتفاخروا حتي انتهوا إلي عليّ بن أبي طالب عليه السلام، فقالوا له: يا أباالحسن قُل، فقد قال أصحابک. قال: فقال عليّ عليه السلام:


اللَّهُ أکرمنا بنصر نبيّه
وبنا أقام دعائم الإسلامِ


وبنا أعزّ نبيّه وکتابهُ
وأعزّنا بالنصر والإقدامِ


في کلّ معرکة تُطير سيوفُنا
فيها الجماجمَ عن قراع الهامِ


ينتابنا جبريل في أبياتنا
بفرائض الإسلام والأحکامِ


فيکون أوّل مستحلّ حِلّهِ[2] .
ومحرّم للَّه کلّ حرامِ

[صفحه 259]

نحن الخيار من البريّة کلّها
ونظامها وزمام کلّ زمامِ


الخائضو غمرات کلّ کريهةٍ
والضامنون حوادث الأيّامِ


والمبرمون قِوي الاُمور بعزّهم
والناقضون مراير الإبرامِ


سائل أباکربٍ وسائل تُبّعاً
وأهل الحبر[3] والأزلامِ


إنّا لنمنع مَنْ أردنا منعهُ
ونجود بالمعروف والإنعامِ


وتردّ عاديةَ الجيوش سيوفُنا
ونقيم رأس الأصْيَد[4] القمقامِ


فقالوا: يا أباالحسن، ما ترکت لنا شيئاً!![5] .

3698- تاريخ دمشق عن جابر بن عبد اللَّه: سمعت عليّاً عليه السلام ينشد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله- وفي حديث أبي مسعود: ينشد ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله يسمع-:


أنا أخُو المصطفي لا شکّ في نسَبي
معهُ ربيتُ وسبطاهُ هُما ولدي


جدّي وجدّ رسول اللَّه منفردٌ
وفاطمُ زوجي لا قول ذي فندِ


صدّقتُه وجميعُ الناس في بَهَمٍ
من الضلالة والإشراک والنکدِ


فالحمد للَّه شکراً لا شريک له
البَرّ بالعبد والباقي بلا أمدِ


- زاد الحدّاد-: فتبسّم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقال: صدقت يا عليّ![6] .

[صفحه 260]

3699- الإمام عليّ عليه السلام:


يهدّدني بالعظيم الوليدُ
فقلتُ: أنا ابن أبي طالبِ


أنا ابن المبجّل بالأبطحينْ
وبالبيتِ من سلفي غالبِ


فلا تَحسَبنّي أخافُ الوليد
ولا أنّني عنه بالهائبِ


فيابن مُغيرة إنّي امرؤٌ
سَموحُ الأنامل بالقاضبِ


طويل اللسان علي الشانئينْ
قصيرُ اللسان علي الصاحبِ


خسرتم بتکذيبکمْ للرسول
تعيبون ما ليس بالعائبِ


وکذّبتموهُ بوحيِ السماء
ألا لعنة اللَّه علي الکاذبِ[7] [8] .


3700- عنه عليه السلام:


لقد علم الاُناس بأنّ سهمي
من الإسلام يَفضلُ کلّ سهمِ


وأحمد النبيّ أخي وصهري
عليه اللَّهُ صلّي وابنُ عمّي


وإنّي قائدٌ للناس طُرّاً
إلي الإسلام من عُرب وعجمِ


وقاتل کلّ صِنديد رئيسٍ
وجبّار من الإسلام ضَخمِ


وفي القرآن ألزمهم ولائي
وأوجب طاعتي فرضاً بعَزم


کما هارون من موسي أخوهُ
کذاک أنا أخوه وذاک اسمي


لذاک أقامني لهمُ إماماً
وأخبرهم به بغديرِ خمّ


فمن منکم يُعادلني بسهمي
وإسلامي وسابقتي ورَحْمي


فويل ثمّ ويل ثمّ ويلٌ
لمن يلقي الإله غداً بظلمي


وويل ثمّ ويل ثمّ ويلٌ
لجاحدِ طاعتي ومُزيد هضمي

[صفحه 261]

وويلٌ للذي يشقي سِفاهاً
يُريد عداوتي من غير جُرم[9] .


3701- شرح نهج البلاغة: کان أبو طالب کثيراً ما يخاف علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله البيات إذا عرف مضجعه، يقيمُه ليلاً من منامه، ويُضجع ابنه عليّاً مکانه، فقال له عليٌّ ليلة: يا أبتِ، إنّي مقتول. فقال له:


اصبِرَنْ يا بُنيّ فالصبر أحْجَي
کلّ حيّ مصيره لشعوبِ


قدر اللَّه والبلاء شديدٌ
لفداءِ الحبيب وابنِ الحبيبِ


لفداءِ الأغرّ ذي الحسب الثا
قبِ والباعِ والکريم النجيبِ


إنْ تُصِبک المنون فالنبل تُبْري
فمُصيبٌ منها وغيرُ مصيبِ


کلُّ حيّ وإن تملّي بعُمرٍ
آخذٌ من مذاقِها بنصيبِ


فأجاب عليٌّ عليه السلام فقال له:


أتأمرني بالصبر في نصر أحمد
وواللَّهِ ما قلت الذي قلت جازعا


ولکنّني أحببت أن تري نصرتي
وتعلم أنّي لم أزَلْ لک طائعا


سأسعي لوجه اللَّه في نصر أحمد
نبيّ الهدَي المحمود طفلاً ويافعاً[10] .

[صفحه 263]



صفحه 258، 259، 260، 261، 263.





  1. تاريخ دمشق: 521:42، أنساب الأشراف: 119:5، البداية والنهاية: 8:8، الصواعق المحرقة: 132، ينابيع المودّة: 143:3؛ الفصول المختارة: 280، کنز الفوائد: 266:1، الديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام: 428:562 وفي الخمسة الأخيرة الأبيات فقط، الاحتجاج: 93:429:1، روضة الواعظين: 99، المناقب لابن شهر آشوب: 170:2 کلاهما عن أبي الحسن المدايني نحوه.
  2. في المصدر: «حرمه»، والتصحيح من المناقب لابن شهر آشوب والديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام.
  3. کذا في الطبعتين، ولم يذکر هذا البيت في الديوان المنسوب إلي الإمام علي عليه السلام.
  4. الأصْيَد: الذي لا يستطيع الالتفات (لسان العرب: 261:3).
  5. تاريخ دمشق: 522:42؛ المناقب لابن شهر آشوب: 170:2 نحوه وفي صدره «وتذاکروا الفخر عند عمر فأنشأ عليه السلام» الأبيات إلي «کلّ زمام»، الديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام: 415:544 وفيه الأبيات فقط.
  6. تاريخ دمشق: 9047:521:42، تاريخ أصبهان: 1087:60:2، البداية والنهاية: 9:8، المناقب للخوارزمي: 186:157؛ الفصول المختارة: 171، الأمالي للطوسي: 364:210، کنز الفوائد: 265:1، الديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام: 151:232.
  7. في الطبعة المعتمدة: «للکاذب»، والصحيح ما أثبتناه کما في طبعة منشورات نصايح: 92.
  8. الديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام: 57:104.
  9. الديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام: 414:540؛ ينابيع المودّة: 212:1 وفيه «مريد» بدل «مُزيد».
  10. شرح نهج البلاغة: 64:14؛ الفصول المختارة: 58، المناقب لابن شهر آشوب: 65:1، الديوان المنسوب إلي الإمام عليّ عليه السلام: 274:358 کلّها نحوه، بحارالأنوار: 46:36.