القرابة القريبة











القرابة القريبة



3589- الإمام عليّ عليه السلام- في بيانه قربَه من النبيّ صلي الله عليه و آله-: وقد علمتم موضعي من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بالقرابة القريبة، والمنزلة الخَصيصة؛ وضعني في حجره وأنا ولد، يضمّني إلي صدره، ويکنفني في فراشه، ويمسّني جسده، ويشمّني عَرْفه. وکان يمضغ الشي ء ثمّ يُلقمنيه. وما وجد لي کذبة في قول، ولا خطلة في فعل.

ولقد قرن اللَّه به صلي الله عليه و آله- من لَدُنْ أن کان فطيماً- أعظم ملک من ملائکته، يسلک به طريق المکارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره.

ولقد کنت أتّبعه اتّباع الفصيل أثر اُمّه، يرفع لي في کلّ يوم من أخلاقه علماً، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد کان يجاور في کلّ سنة بحراء فأراه، ولا يراه غيري. ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذ في الإسلام غير رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وخديجة وأنا ثالثهما. أري نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة.

ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلي الله عليه و آله فقلت: يا رسول اللَّه، ما هذه الرنّة؟ فقال: هذا الشيطان قد أيس من عبادته، إنّک تسمع ما أسمع، وتري ما أري، إلّا أنّک لست بنبيٍّ، ولکنّک لوزيرٌ، وإنّک لعلي خير.[1] .

[صفحه 195]

3590- عنه عليه السلام: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله استوهبني عن أبي في صبائي، وکنت أکيله وشريبه، ومونسه ومحدِّثه.[2] .

3591- الإرشاد- في ذکر أحوال الإمام عليّ عليه السلام بعد الهجرة-: أنزله النبيّ صلي الله عليه و آله عند وروده المدينة داره، وأحلّه قراره، وخلطه بحُرَمه وأولاده، ولم يميّزه من خاصّة نفسه، ولا احتشمه في باطن أمره وسرّه.[3] .



صفحه 195.





  1. نهج البلاغة: الخطبة 192، بحارالأنوار: 147:264:63.
  2. الخصال: 1:572 عن مکحول.
  3. الإرشاد: 54:1.