الدفاع عن حقّ الناس











الدفاع عن حقّ الناس



عندما تُفْتَعل الأجواء الکاذبة في المجتمع، وتجرف الدعايات المسمومة المضادّة بعض الناس باطلاً، وتقذف ببعضهم الآخر ظلماً، ويتربّع غير الجُدَراء علي دفّة الحکم، ويتسلّمون مقاليد الأمر، وينزوي الجدراء المؤهَّلون ويبتعدون

[صفحه 191]

عن مسرح الحياة، فالتقصير علي المجتمع؛ إذ أباح ظلمهم، وضيّع حقّه في الاستهداء بهم والاستنارة بجدارتهم.

فالنضال ضدّ هذه الأجواء الکاذبة، وإعادة الحقّ إلي نصابه يمثّلان دفاعاً عن حقّ الناس. ومن کان يمتري في أنّ عليّاً عليه السلام کان الأجدر الأکفأ؟ ألم يَقُل عمر بن الخطّاب: «إنّه لَأحراهم أن يُقيمهم علي طريقة من الحقّ»؟[1] فماذا يفعل الناس في خضمّ حضورهم؟! وإذا عرّف الإمام عليه السلام نفسه وتحدّث عن جدارته ولياقته فإنّما يدافع عن حقّ الناس الثابت، أي حقّ معرفة الأجدر، وتحکيم الأصلح.

هذه وغيرها تمثّل سرّ حديث عليٍّ عن عليٍّ، وبعبارة اُخري، إنّ عليّ بن أبي طالب يتحدّث عن الإمام عليّ، وعن أجدر إنسانٍ لتسلّم زمام الاُمور.



صفحه 191.





  1. راجع: القسم الرابع/مبادئ خلافة عثمان/رأي عمر فيمن رشّحهم للخلافة.