المقدمة












المقدمة



الحمد لله تعالي وکفي، وسلام علي عباده الّذين اصطفي، وصلّي الله علي سيّدنا محمّد وعلي آله وخيرة صحبه.

أمّا بعد:

فهذا جزء أفردته للکلام علي حديث «ذِکر عليٍّ عبادة» وبيان رتبته، والردّ علي مَن حکم بوضعه وعدم ثبوته، ووسمته ب «الاِبادة لحکم الوضع علي حديث: ذِکْرُ عليٍّ عبادة».

والله تعالي أسأل أن يرينا الحقّ حقّاً ويرزقنا اتّباعه، والباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنّه وليّ ذلک والقادر عليه، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، وهو حسبنا ونعم الوکيل.

[صفحه 2]

اعلم هداکَ الله وأرشدک، وأيّدک بتأييده وسدّدک أنّ هذا الحديث رواه الحسن بن صابر الکِسائي الکوفي، عن وکيع بن الجرّاح، عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة.

وقد رُويَ عنه من طريقين:

الاَوّل: ما أخرجه الحافظ ابن عساکر في تاريخ دمشق[1] قال: أخبرنا أبوالحسن السلمي، أنبأنا أبوالقاسم بن أبي العلاء، أنبأنا أبوجابر يزيد بن عبدالله، أنبأنا محمّد بن عمر الجعابي، أنبأنا عبدالله بن يزيد أبومحمّد أنبأنا الحسن بن صابر الهاشمي، أنبأنا وکيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: ذِکر عليٍّ عبادة. وأخرجه الديلمي في مسند الفردوس من هذا الطريق.

والثاني: ما أخرجه أبوالحسن بن شاذان في المناقب[2] قال: حدّثني القاضي المعافي بن زکريّا من حفظه، قال: حدّثني إبراهيم بن الفضل، قال: حدّثني الفضل بن يوسف، قال: حدّثني الحسن بن صابر، قال: حدّثني وکيع، قال: حدّثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: ذِکْر عليّ بن أبي طالب عبادة. انتهي.

وقد اختلف الرادّون لهذا الحديث في علّته، فأعلّه قوم من جهة الاِسناد، وردّه آخرون من جهة المتن، ومنهم من أبطله من کلتا الجهتين، فيقع الکلام معهم في مقامين.

[صفحه 3]


صفحه 2، 3.








  1. تاريخ دمشق ترجمة أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) 408:2 ح 907.
  2. المناقب: 128، المنقبة الثامنة والستّون.