ترجمة الكميت بن زيد











ترجمة الکميت بن زيد



أبوالمستهل ألکميت بن زيد بن خنيس بن مخالد[1] بن وهيب بن عمرو بن سبيع بن مالک بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدرکة بن إلياس بن مضر بن نزار.

قال أبوالفرج: شاعر مقدم عالم بلغات العرب، خبير بأيامها، من شعراء مضر وألسنتها والمحصبين علي القحطانية المقارنين المقارعين لشعراءهم، ألعلماء بالمثالب والايام المفاخرين بها، وکان في أيام بني امية ولم يدرک الدولة العباسية ومات قبلها، وکان معروفا بالتشيع لبني هاشم مشهورا بذلک.

سئل معاذ الهراء: من أشعر الناس؟ قال: أمن الجاهليين أم من الاسلاميين؟؟ قالوا: بل من الجاهليين. قال: إمرؤ القيس، وزهير، وعبيد بن الابرص. قالوا: فمن

[صفحه 196]

الاسلاميين قال: ألفرزدق، وجرير، والاخطل، والراعي. قال فقيل له: يا أبا محمد؟ ما رأيناک ذکرت الکميت فيمن ذکرت؟ قال: ذاک أشعر الاولين والآخرين[2] .

وقد مر ص 168 قول الفرزدق له. أنت والله أشعر من مضي وأشعر من بقي. وکان مبلغ شعره حين مات خمسة آلاف ومأتين وتسعة وثمانين بيتا علي ما في الاغاني، و المعاهد 2 ص 31. أو أکثر من خمسة آلاف قصيدة کما في کشف الظنون نقلا عن عيون الاخبار لابن شاکر 1 ص 397. وقد جمع شعره الاصعمي وزاد فيه إبن السکيت، ورواه جماعة عن أبي محمد عبدالله بن يحيي المعروف بإبن کناسة الاسدي المتوفي 207، ورواه إبن کناسة عن الجزي، وأبي الموصل، وأبي صدقة الاسديين، وألف کتابا أسماه سرقات الکميت من القرآن وغيره[3] .

ورواه إبن السکيت عن استاذه نصران وقال نصران: قرأت شعر الکميت علي أبي حفص عمر إبن بکير. وعمل شعره ألسکري أبوسعيد الحسن بن الحسين المتوفي 275، کما في فهرست إبن النديم ص 107 و 225. وصاحب شعره محمد بن أنس کما في تاريخ إبن عساکر 4 ص 429.

وحکي ياقوت في معجم الادباء 1 ص 410 عن إبن نجار عن أبي عبدالله أحمد بن الحسن الکوفي النسابة انه قال: قال إبن عبدة النساب: ما عرف النساب أنساب العرب علي حقيقة حتي قال الکميت النزاريات فأظهر بها علما کثيرا، ولقد نظرت في شعره فما رأيت أحدا أعلم منه بالعرب وأيامها، فلما سمعت هذا أجمعت شعره فکان عوني علي التصنيف لايام العرب.

وقال بعضهم: کان في الکميت عشر خصال لم تکن في شاعر: کان خطيب أسد، فقيه الشيعة، حافظ القرآن العظيم، ثبت الجنان، کاتبا حسن الخط، نسابة جدلا، وهو أول من ناظر[4] في التشيع، راميا لم يکن في أسد أرمي منه، فارسا

[صفحه 197]

شجاعا، سخيا دينا. خزانة الادب 2 ص 69، شرح الشواهد ص 13.

ولم تزل عصبيته للعدنانية ومهاجاته شعراء اليمن متصلة، والمناقضة بينه و بينهم شايعة في حياته، وفي إثرها ناقض دعبل وإبن عيينه قصيدته المذهبة بعد وفاته وأجابهما أبوالزلفاء البصري مولي بني هاشم، وکان بينه وبين حکيم الاعور الکلبي مفاخرة ومناظرة تامة.

فائدة حکيم الاعور المذکور أحد الشعراء المنقطعين إلي بني امية بدمشق، ثم انتقل إلي الکوفة، جاء رجل إلي عبدالله بن جعفر فقال له: يابن رسول الله؟ هذا حکيم الاعور ينشد الناس هجاکم بالکوفه. فقال: هل حفظت شيئا؟ قال: نعم وأنشد.


صلبنا لکم زيدا علي جذع نخلة
ولم نر مهديا علي الجزع يصلب


وقستم بعثمان عليا سفاهة
وعثمان خير من علي وأطيب


فرفع عبدالله يديه إلي السماء وهما تنتقضان رعدة فقال: أللهم إن کان کاذبا فسلط عليه کلبا. فخرج حکيم من الکوفة فادلج[5] فافترسه الاسد.

معجم الادباء 4 ص 132.



صفحه 196، 197.





  1. وقيل: مخالد بن ذويبة بن قيس بن عمرو.
  2. الاغاني 15 ص 115 و 127.
  3. التعبير بالسرقة لا يخلو من مسامحة فانها ليست الا أخذا بالمعني أو تضمينا لکلم من القران، وحسب الکميت وأي شاعر ان يقتص اثر الکتاب الکريم.
  4. مر فساد هذه النسبة إلي المترجم له ص 191.
  5. أدلج القوم: سارو الليل کله أو في آخره.