الميمية من الهاشميات











الميمية من الهاشميات



من لقلب متيم مستهام
غير ما صبوة ولا أحلام؟!


قال صاعد مولي الکميت: دخلنا علي أبي جعفر محمد بن علي عليهماالسلام فأنشده الکميت قصيدته هذه فقال: أللهم؟ اغفر للکميت. أللهم؟ اغفر للکميت. «الاغاني» 15 ص 123.

قال نصر بن مزاحم المنقري: إنه رأي النبي صلي الله عليه وآله في النوم وبين

[صفحه 187]

يديه رجل ينشده:

من لقلب متيم مستهام....

قال: فسألت عنه فقيل لي: هذا الکميت بن زيد الاسدي قال: فجعل النبي صلي الله عليه وآله يقول: جزاک الله خيرا، وأثني عليه. «الاغاني» 15 ص 124، «ألمعاهد» 2 ص 27. روي الکشي في رجاله ص 136 بإسناده عن زرارة قال: دخل الکميت علي أبي جعفر عليه السلام وأنا عنده فأنشده.

من لقلب متيم مستهام...

فلما فرغ منها قال للکميت: لا تزال مؤيدا بروح القدس ما دمت تقول فينا. وروي في ص 135 باسناده عن يونس بن يعقوب قال: أنشد الکميت أبا عبدالله عليه السلام شعره:


أخلص الله في هواي فما أغر
ق نزعا وما تطيش سهامي


فقال أبوعبدالله عليه السلام: لا تقل هکذا ولکن قل: قد أغرق نزعا. ورواه إبن شهر اشوب في «المناقب» وفي لفظه: فقلت: يا مولاي؟ أنت أشعر مني بهذا المعني. وروي الحديثين ألطبرسي في إعلام الوري ص 158.

قال المسعودي في «مروج الذهب» 2 ص 195: قدم الکميت ألمدينة فأتي أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم فأذن له ليلا وأنشده فلما بلغ الميمية قوله:


وقتيل بالطف غودر منهم
بين غوغآء امة وطغام


بکي أبوجعفر ثم قال: يا کميت لو کان عندنا مال لاعطيناک ولکن لک ما قال رسول الله صلي الله عليه وآله لحسان بن ثابت: لازلت مؤيدا بروح القدس ما ذببت عنا أهل البيت. فخرج من عنده فاتي عبدالله بن الحسين بن علي فأنشده فقال: يا أبا المستهل إن لي ضيعة اعطيت فيها أربعة آلاف دينار وهذا کتابها وقد أشهدت لک بذلک شهودا. وناوله إياه، فقال: بأبي أنت وامي إني کنت أقول الشعر في غيرکم اريد بذلک الدنيا ولا والله ما قلت فيکم إلا لله، وما کنت لآخذ علي شيئ جعلته لله مالا ولا ثمنا. فألح عبدالله عليه وأبي من إعفائه، فأخذ الکميت الکتاب ومضي، فمکث أياما ثم جاء إلي عبدالله

[صفحه 188]

فقال: بأبي أنت وامي يابن رسول الله؟ إن لي حاجة قال: وما هي؟ وکل حاجة لک مقضية. قال: وکائنة ما کانت؟ قال: نعم. قال: هذا الکتاب تقبله وترتجع الضيعة. ووضع الکتاب بين يديه فقبله عبدالله، ونهض عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فأخذ ثوبا جلدا فدفعه إلي أربعة من غلمانه، ثم جعل يدخل دور بني هاشم و يقول: يا بني هاشم؟ هذا الکميت قال فيکم الشعر حين صمت الناس عن فضلکم، وعرض دمه لبني امية فأثيبوه بما قدرتم. فيطرح الرجل في الثوب ما قدر عليه من دنانير و دراهم. وأعلم النساء بذلک فکانت المرأة تبعث ما أمکنها حتي انها لتخلع الحلي عن جسدها، فاجتمع من الدنانير والدراهم ما قيمته مائة ألف درهم، فجاء بها إلي الکميت فقال: يا أبا المستهل أتيناک بجهد المقل ونحن في دولة عدونا وقد جمعنا هذا المال و فيه حلي النساء کما تري، فاستعن به علي دهرک فقال: بأبي أنت وامي قد أکثرتم و أطيبتم وما أردت بمدحي إياکم إلا الله ورسوله ولم أک لآخذ لکم ثمنا من الدنيا فاردده إلي أهله. فجهد به عبدالله أن يقبله بکل حيلة فأبي فقال: إن أبيت أن تقبل فإني رأيت أن تقول شيئا تغضب به بين الناس لعل فتنة تحدث فيخرج من بين أصابعها بعض ما يجب. فابتدأ الکميت وقال قصيدته التي يذکر فيها مناقب قومه من مضر بن نزار بن معد وربيعة بن نزار وأياد وأنمار إبني نزار ويکثر فيها من تفضيلهم ويطنب في وصفهم وانهم أفضل من قحطان فغضب بها بين اليمانية والنزارية فيما ذکرناه وهي قصيدته التي أولها.


ألا حييت عنا يا مدينا
وهل ناس تقول مسلمينا؟


قال إبن شهر اشوب في «المناقب» 5 ص 12: بلغنا ان الکميت أنشد الباقر عليه السلام من لقلب متيم مستهام.....

فتوجه الباقر عليه السلام إلي الکعبة فقال: أللهم؟ ارحم الکميت واغفر له. ثلاث مرات. ثم قال: يا کميت هذه مائة ألف قد جمعتها لک من أهل بيتي. فقال الکميت: لا والله لا يعلم أحد أني آخذ منها حتي يکون الله عزوجل الذي يکافيني ولکن تکرمني بقميص من قمصک فأعطاه. وذکره العباسي في «المعاهد» 2 ص 27 وفيه: فأمر له أبو جعفر بمال وثياب فقال الکميت: والله ما أحببتکم للدنيا ولو أردت الدنيا لاتيت

[صفحه 189]

من هي في يديه، ولکنني أحببتکم للآخرة، فأما الثياب التي أصابت أجسامکم فأنا أقبلها لبرکاتها وأما المال فلا أقبله فرده وقبل الثياب.

قال البغدادي في خزانة الادب 1 ص 69: حکي صاعد مولي الکميت قال: دخلت مع الکميت علي علي بن الحسين رضي الله عنه فقال: إني قد مدحتک بما أرجو أن يکون لي وسيلة عند رسول الله صلي الله عليه وآله ثم أنشده قصيدته التي أولها:


من لقلب متيم مستهام
غير ما صبوة ولا أحلام؟!


فلما أتي علي آخرها قال له: ثوابک نعجز عنه ولکن ما عجزنا عنه فإن الله لا يعجز عن مکافاتک. أللهم؟ اغفر للکميت. ثم قسط له علي نفسه وعلي أهله أربعمائة ألف درهم وقال له: خذ يا أبا المستهل؟ فقال له: لو وصلتني بدانق لکان شرفا لي ولکن إن أحببت أن تحسن إلي فادفع إلي بعض ثيابک التي تلي جسدک أتبرک بها. فقام فنزع ثيابه ودفعها إليه کلها ثم قال: أللهم؟ إن الکميت جاد في آل رسولک وذرية نبيک بنفسه حين ضن الناس، وأظهر ما کتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا، وأمته شهيدا، وأره الجزاء عاجلا، وأجزل له جزيل المثوبة آجلا، فإنا قد عجزنا عن مکافاته. قال الکميت: ما زلت أعرف برکة دعائه.

قال محمد بن کناسة: لما انشد هشام بن عبدالملک قول الکميت:

فبهم صرت للبعيد إبن عم
واتهمت القريب أي اتهام[1] .


مبديا صفحتي علي الموقف المع
-لم بالله قوتي واعتصامي[2] .


قال: استقتل المرائي. «الاغاني» 15 ص 127.



صفحه 187، 188، 189.





  1. هو البيت الثمانون من القصيدة.
  2. هو البيت الخامس والثمانون من القصيدة.