العينية من الهاشميات











العينية من الهاشميات



قال شيخنا المفيد في رسالته في معني المولي: ألکميت ممن استشهد بشعره في کتاب الله، وأجمع أهل العلم علي فصاحته ومعرفته باللغة ورياسته في النظم وجلالته في العرب حيث يقول:


ويوم الدوح دوح غدير خم
أبان له الولاية لو اطيعا


أوجب له الامامة بخبر الغدير ووصفه بالرياسة من جهة المولي، وليس يجوز علي الکميت مع جلالته في اللغة والعربية وضع عبارة علي معني لم توضع عليه قط في اللغة، ولا استعملها قبله أحد من أهل العربية، ولا عرفها بشي کما وصف أحد منهم لانه لو جاز عليه جاز علي غيره ممن هو مثله وفوقه ودونه حتي تفسد اللغة بأسرها، ولا يکون لنا طريق إلي معرفة لغة العرب علي الحقيقة وينغلق الباب في ذلک. ا ه .

وروي الکراجکي في کنز الفوائد ص 154 باسناده عن هناد[1] بن السري

[صفحه 183]

قال: رأيت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب في المنام فقال لي: يا هناد؟ قلت: لبيک يا أميرالمؤمنين؟ قال انشدني قول الکميت:

ويوم الدوح دوح غدير خم....

قال: فأنشدته فقال لي: خذ إليک يا هناد؟ فقلت: يا سيدي؟ فقال عليه السلام:


ولم أرمثل ذاک اليوم يوما
ولم أر مثله حقا اضيعا


وقال الشيخ أبوالفتوح في تفسيره 2 ص 193: روي عن الکميت قال: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في المنام فقال: أنشدني قصيدتک العينية فأنشدته حتي إنتهيت إلي قولي فيها:


ويوم الدوح دوح غدير خم
أبان له الولاية لو اطيعا


فقال صلوات الله عليه: صدقت. ثم أنشد عليه السلام.


ولم أر مثل ذاک اليوم يوما
ولم أر مثله حقا اضيعا


ورواه السيد في الدرجات الرفيعة، والعقيلي نقلا عن منهاج الفاضلين للمحويني و مرآت الزمان لابن الجوزي، ورواه سبط إبن الجوزي الحنفي في تذکرته ص 20 عن شيخه عمرو بن صافي الموصلي عن بعض.

وقال المرزباني في «معجم الشعراء» ص 348: مذهب الکميت في التشيع و مدح أهل البيت عليهم السلام في أيام بني امية مشهورة ومن قوله فيهم:


فقل لبني امية حيث حلوا
وإن خفت المهند والقطيعا


أجاع الله من أشبعتموه
وأشبع من بجورکم اجيعا


ويروي: إن أبا جعفر محمد بن علي الامام الطاهر رضي الله عنه لما أنشده الکميت هذه القصيدة دعا له. ا ه .

وفي «الصراط المستقيم» للبياضي العاملي: انه روي إبن الکميت: انه رأي النبي صلي الله عليه وآله في النوم فقال: أنشدني قصيدة أبيک العينية فلما وصل إلي قوله:

ويوم الدوح دوح غدير خم...

بکي شديدا وقال: صدق أبوک رحمه الله، أي والله لم أر مثله حقا اضيعا.

[صفحه 184]



صفحه 183، 184.





  1. يروي عنه البخاري وجمع کثير، وثقه النسائي وغيره، وصدقه أبوحاتم ولد 152، وتوفي 243، راجع تهذيب التهذيب 11 ص 71.