ابن عباس وعمرو في حفلة اخري











ابن عباس وعمرو في حفلة اخري



روي المدايني قال: وفد عبدالله بن عباس علي معاوية مرة وعنده إبنه يزيد، وزياد بن سمية، وعتبة بن أبي سفيان، ومروان بن الحکم، وعمرو بن العاص، والمغيرة إبن شعبة، وسعيد بن العاص، وعبدالرحمن بن ام الحکم فقال عمرو بن العاص: هذا والله يا أميرالمؤمنين؟ نجوم أول الشر، وافول آخر الخير، وفي حسمه قطع مادته فبادره بالحملة، وانتهز منه الفرصة، واردع بالتنکيل به غيره، وشرد به من خلفه،

[صفحه 169]

فقال إبن عباس: يابن النابغة؟ ضل والله عقلک، وسفه حلمک، ونطق الشيطان علي لسانک، هلا توليت ذلک بنفسک يوم صفين حين دعيت نزال[1] وتکافح الابطال، وکثرت الجراح، وتقصفت[2] الرماح، وبرزت إلي أمير المؤمنين مصاولا، فانکفأ نحوک بالسيف حاملا، فلما رأيت الکواثر من الموت، أعددت حيلة السلامة قبل لقائه، والانکفاء عنه بعد إجابة دعائه، فمنحته رجاء النجاة عورتک، وکشفت له خوف بأسه سوءتک، حذرا أن يصطلمک بسطوته، أو يلتهمک[3] بحملته، ثم أشرت علي معاوية کالناصح له بمبارزته، وحسنت له التعرض لمکافحته، رجاء أن تکتفي مؤنته، وتعدم صورته، فعلم غل صدرک، وما انحنت عليه من النفاق أضلعک، وعرف مقر سهمک في غرضک، فاکفف غرب لسانک، واقمع عوراء لفظک، فإنک بين أسد خادر، وبحر زاجر، إن تبرزت للاسد إفترسک، وإن عمت في البحر قمسک- أي: غمسک و أغرقک-. شرح إبن أبي الحديد 2 ص 105، جمهرة الخطب 2 ص 93.



صفحه 169.





  1. نزال: اسم فعل بمعني: انزل. أي حين قال الابطال بعضهم لبعض: انزل.
  2. تقصفت: تکسرت.
  3. التهم الشي: ابتلعه بمرة.