شعر حسان في أميرالمؤمنين و شرحه











شعر حسان في أميرالمؤمنين و شرحه



في تاريخ اليعقوبي 2 ص 107، وشرح إبن ابي الحديد 3 ص 14 وغيرهما: صعد أبوبکر المنبر عند ولايته الامر فجلس دون مجلس رسول الله صلي الله عليه وآله بمرقاة ثم حمد الله وأثني عليه وقال: إني وليت عليکم ولست بخيرکم، فإن استقمت فأتبعوني، وإن زغت فقوموني، لا أقول إني أفضلکم فضلا، ولکني أفضلکم حملا، وأثني علي الانصار خيرا وقال: أنا وإياکم معشر الانصار کما قال القائل:


جزي الله عنا جعفراحين أزلقت
بنانعلنا في الواطئين فولت


أبوا أن يملونا ولو أن امنا
تلاقي الذي يلقون منا لملت


فاعتزلت الانصار عن أبي بکر فغضبت قريش وأحفظها ذلک فتکلم خطباؤها وقدم عمرو بن العاص فقالت له قريش: قم فتکلم بکلام تنال فيه من الانصار، ففعل ذلک، فقام الفضل بن العباس فرد عليهم، ثم صار إلي علي فأخبره وأنشده شعرا قاله، فخرج علي مغضبا حتي دخل المسجد فذکر الانصار بخير ورد علي عمرو بن العاص قوله، فلما علمت الانصار ذلک سرها وقالت: ما نبالي بقول من قال مع حسن قول علي، واجتمعت إلي حسان بن ثابت فقالوا: أجب الفضل، فقال: إن عارضته بغير قوافيه فضحني فقالوا:[1] .

[صفحه 43]

فاذکر عليا فقط، فقال:


جزي الله خيرا والجزاء بکفه
أبا حسن عناومن کأبي حسن؟


سبقت قريشا بالذي أنت أهله
فصدرک مشروح وقلبک ممتحن[2] .


تمنت رجال من قريش أعزة
مکانک هيهات الهزال من السمن


وأنت من الاسلام في کل منزل
بمنزلة الطرف البطين من الرسن


غضبت لنا إذ قال عمرو بخصلة
أمات بها التقوي وأحيي بهاالاحن


وکنت المرجي من لوي بن غالب
لما کان منه والذي بعد لم يکن


حفظت رسول الله فينا وعهده
إليک ومن أولي به منک من ومن؟


ألست أخاه في الهدي ووصيه
وأعلم فهر بالکتاب وبالسنن؟


فحقک مادامت بنجد وشيجة
عظيم علينا ثم بعد علي اليمن


قوله: فصدرک مشروح. إشارة إلي ما ورد في قوله تعالي: أفمن شرح الله صدره للاسلام، فإنها نزلت في علي وحمزة. رواه الحافظ محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 207 عن الحافظين الواحد وأبي الفرج، وفي ذخاير العقبي ص 88.

قوله: وقلبک ممتحن. أشار به إلي النبوي الوارد في أميرالمؤمنين: انه إمتحن الله قلبه بالايمان[3] أخرجه من الحفاظ والعلماء منهم: النسائي في خصايصه ص 11، والترمذي في الصحيح 2 ص 298، والخطيب البغدادي في تاريخه 1 ص 133، م- والبيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 29 ومحب الدين الطبري في الرياض 2 ص 191، وذخاير العقبي ص 76 وقال: أخرجه الترمذي وصححه، والکنجي في الکفاية ص 34، وقال: هذا حديث عال حسن صحيح، والحمويي في فرايده في الباب ال 33، والسيوطي في جمع الجوامع بعدة طرق کما في کنز العمال 6 ص 393 و 396، والبدخشي في نزل الابرار ص 11 وغيرهم.

قوله: ألست أخاه في الهدي ووصيه. أوعز به إلي حديثي الاخاء والوصية وهما من الشهرة والتواتر بمکان عظيم يجدهما الباحث في جل مسانيد الحفاظ والاعلام.

[صفحه 44]

قوله: وأعلم فهر بالکتاب وبالسنن. أراد به ما ورد في علم علي أمير المؤمنين بالکتاب والسنة. أخرج الحفاظ عن النبي صلي الله عليه وآله في حديث فاطمة سلام الله عليها: زوجتک خير أهلي أعلمهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم إسلاما. وفي حديث آخر: أعلم امتي من بعدي علي بن أبي طالب. وفي ثالث: أعلم الناس بالله وبالناس.

وفي حديث: يا علي لک سبع خصال وعد منها: وأعلمهم بالقضية[4] وأخرج محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 193، والذخاير ص 78، وإبن عبدالبر في الاستيعاب هامش الاصابة 3 ص 40 عن عايشة: انه أعلم الناس بالسنة. وفي کفاية الکنجي ص 190 عن أبي أمامة عنه صلي الله عليه وآله: أعلم امتي بالسنة والقضاء بعدي علي إبن أبي طالب. وأخرج الخوارزمي في المناقب ص 49، وشيخ الاسلام الحمويي في فرايده في الباب الثامن عشر باسناده عن سلمان عن النبي صلي الله عليه وآله: أعلم امتي من بعدي علي بن أبي طالب.

وأخرج الحفاظ عن أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال: والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم نزلت وعلي من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا[5] و عن النبي صلي الله عليه وآله قسمت الحکمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا احدا[6] .

وقال السيد أحمد زيني دحلان في «الفتوحات الاسلامية» 2 ص 337: کان علي رضي الله عنه أعطاه الله علما کثيرا وکشفا غزيرا قال أبوالطفيل: شهدت عليا يخطب و هو يقول: سلوني[7] من کتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل، ولو شئت أوقرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الکتاب، وقال

[صفحه 45]

إبن عباس رضي الله عنه: علم رسول الله من علم الله تبارک وتعالي، وعلم علي رضي الله عنه من علم النبي صلي الله عليه وآله وعلمي من علم علي رضي الله عنه، وما علمي وعلم أصحاب محمد صلي الله عليه وآله في علم علي رضي الله عنه إلا کقطرة في سبعة أبحر، ويقال: إن عبدالله بن عباس أکثر البکاء علي علي رضي الله عنه حتي ذهب بصره، وقال إبن عباس ايضا، لقد اعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم، وأيم الله لقد شارک الناس في العشر العاشر، وکان معاوية رضي الله عنه يسأله ويکتب له فيما ينزل به فلما توفي علي رضي الله عنه قال معاوية: لقد ذهب الفقه والعلم بموت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وکان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ من معضلة ليس فيها أبوالحسن[8] ، وسئل عطاء أکان في أصحاب محمد صلي الله عليه وآله أحد أعلم من علي؟ قال: لا والله ما أعلمه. إنتهي. وعن عبدالله ابن مسعود:إن القرآن نزل علي سبعة أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن، و إن عليا عنده علم الظاهر والباطن[9] .

وهناک نظير هذه الاحاديث والکلمات حول علم أميرالمؤمنين بالکتاب والسنة کثير جدا لو جمعته يد التأليف لجاء کتابا ضخما.

ومن شعر حسان في أميرالمؤمنين

ذکر له أبوالمظفر سبط إبن الجوزي الحنفي في تذکرته ص 115، والکنجي الشافعي في کفايته ص 55، وإبن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» ص 10 وقال: فشت هذه الابيات من قول حسان وتناقلها سمع عن سمع ولسان عن لسان:


أنزل الله والکتاب عزيز
في علي وفي الوليد قرانا


فتبوا الوليد من ذاک فسقا
وعلي مبوأ إيمانا


ليس من کان مؤمنا عرف الله
کمن کان فاسقا خوانا


فعلي يلقي لدي الله عزا
ووليد يلقي هناک هوانا


سوف يجزي الوليد خزيا ونارا
وعلي لا شک يجزي جنانا

[صفحه 46]

ورواها له إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 ص 103 وفيه بعد البيت الثالث:


سوف يدعي الوليد بعد قليل
وعلي إلي الحساب عيانا


فعلي يجزي بذاک جنانا
ووليد يجزي بذاک هوانا[10] .


رب جد لعقبة بن أبان
لابس في بلادنا تبانا[11] .


وذکرها له نقلا عن شرح النهج ألاستاذ أحمد زکي صفوت في «جمهرة الخطب» 2 ص 23.

أشار بهذه الابيات إلي قوله تعالي: أفمن کان مؤمنا کمن کان فاسقا لا يستوون. ونزوله في علي عليه السلام والوليد بن عقبة بن أبي معيط فيما شجر بينهما، أخرج الطبري في تفسيره 21 ص 62 باسناده عن عطاء بن يسار قال: کان بين الوليد وعلي کلام فقال الوليد: أنا أبسط منک لسانا، وأحد منک سنانا، وأرد منک للکتيبة فقال علي: اسکت فإنک فاسق. فأنزل الله فيهما: أفمن کان مؤمنا کمن کان فاسقا. الآية.

وفي الاغاني 4 ص 185، وتفسير الخازن 3 ص 470: کان بين علي والوليد تنازع وکلام في شيئ فقال الوليد لعلي: اسکت فإنک صبي وأنا شيخ، والله إني أبسط منک لسانا، وأحد منک سنانا، وأشجع منک جنانا، وأملا منک حشوا في الکتيبة. فقال له علي: اسکت فانک فاسق. فأنزل الله هذه الآية.

وأخرجه م- الواحدي باسناده من طريق إبن عباس في «أسباب النزول» ص 263، و محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 206 عن إبن عباس وقتادة من طريق الحافظين السلفي والواحدي، وفي ذخاير العقبي ص 88، والخوارزمي في المناقب ص 188، والکنجي في الکفاية ص 55، والنيسابوري في تفسيره، وإبن کثير في تفسيره 3 ص 462 قال: ذکر عطاء بن يسار والسدي وغيرهما: انها نزلت في علي بن أبي طالب

[صفحه 47]

وعقبة فيه تصحيف لا يخفي، ورواه جمال الدين الزرندي في «نظم درر السمطين».

وذکره إبن أبي الحديد في شرح النهج 1 ص 394، ج 2 ص 103 وحکي عن شيخه: انه من المعلوم الذي لا ريب فيه لاشتهار الخبر به وإطباق الناس عليه. وأخرجه السيوطي في الدر المنثور 4 ص 178 وقال: أخرج أبوالفرج في الاغاني، والواحدي، وإبن عدي، وإبن مردويه، والخطيب، وإبن عساکر، من طرق عن إبن عباس، وأخرج إبن إسحاق وإبن جرير عن عطا بن يسار، وأخرج إبن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه مثله، وأخرج إبن أبي حاتم عن عبدالرحمن بن أبي ليلي رضي الله عنه، وأخرج إبن مردويه والخطيب وإبن عساکر عن إبن عباس. م- وذکره الحلبي في السيرة 2 ص 85.

ومن شعر حسان في أميرالمؤمنين

ذکر له أبوالمظفر سبط إبن الجوزي الحنفي في تذکرته ص 10:


من ذا بخاتمه تصدق راکعا
وأسرها في نفسه إسرارا


من کان بات علي فراش محمد
ومحمد أسري يؤم الغارا


من کان في القران سمي مؤمنا
في تسع آيات تلين غزارا[12] .


في البيت الاول إيعاز إلي مأثرة تصدقه صلوات الله عليه خاتمه للسائل راکعا وفيها نزل قوله تعالي: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا. الآية.وسنوقفک علي بيانها في شرح البيت الثالث إنشاء الله تعالي.

وبثاني الابيات أشار إلي حديث أصفقت الامة عليه من أن عليا عليه السلام لبس برد النبي صلي الله عليه وآله الحضرمي الاخضر ونام علي فراشه ليلة هرب النبي من المشرکين إلي الغار وفداه بنفسه ونزلت فيه: ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله سورة البقرة 207.

قال أبوجعفر الاسکافي کما في شرح البلاغة لابن ابي الحديد 3 ص 270: حديث الفراش قد ثبت بالتواتر فلا يجحده إلا مجنون أو غير مخالط لاهل الملة، وقد

[صفحه 48]

روي المفسرون کلهم: ان قول الله تعالي: ومن الناس من يشري. الآية. نزلت في علي ليلة المبيت علي الفراش. وروي الثعلبي في تفسيره: ان النبي صلي الله عليه وآله لما أراد الهجرة إلي المدينة خلف علي بن أبي طالب بمکة لقضاء ديونه وأداء الودايع التي کانت عنده، وأمر ليلة خرج إلي الغار وقد أحاط المشرکون بالدار أن ينام علي فراشه وقال له: إتشح ببردي الحضرمي الاخضر ونم علي فراشي فإنه لا يصل منهم إليک مکروه إنشاء الله تعالي ففعل ذلک علي عليه السلام فأوحي الله تعالي إلي جبرئيل وميکائيل: إني آخيت بينکما وجعلت عمر أحدکما أطول من الآخر فأيکما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار کلاهما الحياة، فأوحي الله تعالي إليهما: أفلا کنتما مثل علي بن أبي طالب؟ آخيت بينه وبين محمد فبات علي فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، إهبطا إلي الارض فاحفظاه من عدوه. فنزلا فکان جبرئيل عند راسه وميکائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: بخ بخ من مثلک يا علي؟ يباهي الله تبارک وتعالي بک الملائکة. فأنزل الله علي رسوله وهو متوجه إلي المدينة في شأن علي: ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله. وقال إبن عباس: نزلت الآية في علي حين هرب- رسول الله- من المشرکين إلي الغار مع أبي بکر ونام علي فراش النبي.

وحديث الثعلبي هذا رواه بطوله الغزالي في «إحياء العلوم» 3 ص 238، و الکنجي في «کفاية الطالب» ص 114، والصفوري في «نزهة المجالس» 2 ص 209 نقلا عن الحافظ النسفي. ورواه إبن الصباغ المالکي في فصوله ص 33، وسبط إبن الجوزي الحنفي في تذکرته ص 21، والشبلنجي في نور الابصار ص 86، و في المصادر الثلاثة الاخيرة: قال إبن عباس: أنشدني أميرالمؤمنين شعرا قاله في تلک الليلة:


وقيت بنفسي خير من وطئ الحصا
وأکرم خلق طاف بالبيت والحجر


وبت اراعي منهم ما يسوءني
وقد صبرت نفسي علي القتل والاسر


وبات رسول الله في الغار آمنا
ومازال في حفظ الاله وفي الستر[13] .


ويوجد حديث ليلة المبيت في مسند أحمد 1 ص 348، تاريخ الطبري 2- ص 99 -101، ألطبقات لابن سعد 1 ص 212، تاريخ اليعقوبي 2 ص 529 سيرة إبن هشام2

[صفحه 49]

ص 291، ألعقد الفريد 3 ص 290، تاريخ الخطيب البغدادي 13 ص 191، تاريخ إبن الاثير 2 ص 42، تاريخ أبي الفدا، 1 ص 126، مناقب الخوازمي ص 75، الامتاع للمقريزي ص 39، تاريخ ابن کثير 7 ص 338، ألسيرة الحلبية 2 ص 29. ويوجد الايعاز إلي هذه المأثرة في حديث صحيح عن إبن عباس أخرجه جمع من الحفاظ الاثبات راجع ما مر ج 1 ص 50 و 51، وهي مروية في حديث عن الامام السبط الحسن وقال: بات أميرالمؤمنين يحرس رسول الله صلي الله عليه وآله المشرکين وفداه بنفسه ليلة الهجرة حتي أنزل الله فيه: ومن الناس من يشري نفسه إبتغاء مرضاة الله[14] .

ألبيت الثالث أشار به إلي الآيات التسع النازلة في أميرالمؤمنين التي سمي فيها مؤمنا، ونحن وقفنا من تلک علي عشر[15] آيات ولم نعرف خصوص التسع المراد لحسان في قوله، م- وقال معاوية بن صعصعة في قصيدة له ذکرها نصر بن مزاحم في کتاب صفين ص 31:


ومن نزلت فيه ثلاثون آية
تسميه فيها مؤمنا مخلصا فردا


سوي موجبات جئن فيه وغيرها
بها أوجب الله الولاية والودا


والآيات:

1- أفمن کان مؤمنا کمن کان فاسقا لا يستوون

«سورة السجدة 18»

مر الايعاز إلي حديث نزولها في علي عليه السلام ص 46 من هذا الجزء.

2- هو الذي أيدک بنصره وبالمؤمنين

«سورة الانفال 62»

أخرج الحافظ أبوالقاسم إبن عساکر في تاريخه قال:أخبرنا أبوالحسن علي ابن مسلم الشافعي، أخبرنا أبوالقاسم بن العلا، وأبوبکر محمد بن عمر بن سليمان العريني

[صفحه 50]

النصيبي، حدثنا أبوبکر أحمد بن يوسف بن خلاد، حدثنا أبوعبدالله الحسين بن إسماعيل المهري، حدثنا عباس بن بکار، حدثنا خالد بن أبي عمر الاسدي، عن الکلبي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: مکتوب علي العرش لا إله إلا الله وحدي لا شريک لي، و محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي، وذلک قوله عزوجل في کتابه الکريم: هو الذي أيدک بنصره وبالمؤمنين علي وحده.

ورواه بإسناده الکنجي الشافعي في کفايته ص 110 ثم قال: قلت: ذکره إبن جرير في تفسير[16] وإبن عساکر في تاريخه في ترجمة علي عليه السلام. ورواه الحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور 3 ص 199 نقلا عن إبن عساکر، والقندوزي في ينابيعه ص 94 نقلا عن الحافظ أبي نعيم باسناده عن أبي هريرة، ومن طريق أبي صالح عن إبن عباس.

وصدر الحديث أخرجه جمع من الحفاظ منهم: الخطيب البغدادي في تاريخه 11 ص 173 باسناده عن أنس بن مالک قال: قال النبي صلي الله عليه وآله: لما عرج بي رأيت علي ساق العرش مکتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي، نصرته بعلي. ومحب الدين الطبري في «الرياض» 2 ص 172 عن أبي الحمراء من طريق الملا في سيرته، وفي ذخاير العقبي ص 69، والخوارزمي في المناقب ص 254، والحمويي في فرايده في الباب السادس والاربعين من طريقين بلفظ: لما اسري بي إلي السماء رأيت في ساق العرش مکتوبا: لا إله إلا الله محمد رسول الله صفوتي من خلقي، أيدته بعلي ونصرته به. وباسناد آخر عن أبي الحمراء خادم النبي صلي الله عليه وآله بلفظ: ليلة اسري بي رأيت علي ساق العرش الايمن مکتوبا: أنا الله وحدي لا إله غيري، غرست جنة عدن بيدي لمحمد صفوتي أيدته بعلي. وبهذا اللفظ رواه الحافظ السيوطي کما في کنز العمال 6 ص 158 من غير طريق عن أبي الحمراء. ومن طريق آخر عن جابر عن النبي صلي الله عليه وآله: مکتوب في باب الجنة قبل أن يخلق الله السموات والارض بألفي سنة: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي. م- وذکره ألحافظ الهيثمي في المجمع 9 ص 121 من طريق الطبراني عن أبي الحمراء، والسيوطي في الخصايص

[صفحه 51]

الکبري 7:1 نقلا عن إبن عدي وإبن عساکر من طريق أنس.

وروي السيد الهمداني في «مودة القربي» في المودة الثامنة عن علي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إني رأيت إسمک مقرونا باسمي في أربعة مواطن: فلما بلغت البيت المقدس في معراجي إلي السماء وجدت علي صخرة بها: لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي وزيره. ولما إنتهيت إلي سدرة المنتهي وجدت عليها: إني أنا الله لا آله إلا أنا وحدي، محمد صفوتي من خلقي أيدته بعلي وزيره ونصرته به. ولما إنتهيت إلي عرش رب العالمين فوجدت مکتوبا علي قوائمه: إني أنا الله لا إله إلا أنا، محمد حبيبي من خلقي، أيدته بعلي وزيره ونصرته به، فلما وصلت الجنة وجدت مکتوبا علي باب الجنة: لا إله إلا أنا، ومحمد حبيبي من خلقي أيدته بعلي وزيره ونصرته به.

3- يا أيها النبي حسبک الله ومن اتبعک من المؤمنين

«سورة الانفال 64»

اخرج الحافظ أبونعيم في فضايل الصحابة باسناده: إنها نزلت في علي، وهو المعني بقوله: ألمؤمنين.

4- من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا

«الاحزاب 23»

أخرج الخطيب الخوارزمي في «المناقب» ص 188، وصدر الحفاظ الکنجي في «الکفاية» ص 122 نقلا عن إبن جرير وغيره من المفسرين انه نزل قوله: فمنهم من قضي نحبه في حمزة وأصحابه کانوا عاهدوا الله تعالي لا يولون الادبار فجاهدوا مقبلين حتي قتلوا، ومنهم من ينتظر علي بن أبي طالب مضي علي الجهاد ولم يبدل و لم يغير الآثار.

وفي الصواعق لابن حجر ص 80: سئل علي وهو علي المنبر بالکوفة عن قوله تعالي: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. الآية. فقال: أللهم غفرا هذه الآية نزلت في وفي عمي حمزة وفي إبن عمي عبيدة بن الحرث بن عبدالمطلب، فأما عبيدة فقضي نحبه شهيدا يوم بدر، وحمزة قضي نحبه شهيدا يوم احد، وأما أنا

[صفحه 52]

فأنتظر أشقاها يخضب هذه من هذه- وأشار إلي لحيته ورأسه- عهد عهده إلي حبيبي أبوالقاسم صلي الله عليه وآله.

5- إنما وليکم الله ورسوله وألذين آمنوا ألذين يقيمون ألصلاة ويؤتون ألزکاة وهم راکعون

«سورة المائدة 55»

أخرج أبوإسحاق الثعلبي في تفسيره باسناده عن أبي ذر الغفاري قال: أما إني صليت مع رسول الله صلي الله عليه وآله يوما من الايام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يديه إلي السماء وقال. أللهم؟ اشهد إني سألت في مسجد نبيک محمد صلي الله عليه وآله فلم يعطني أحد شيئا، وکان علي رضي الله عنه في الصلاة راکعا فأومأ إليه بخنصره اليمني وفيه خاتم فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره، وذلک بمرأي من النبي صلي الله عليه وآله وهو في المسجد فرفع رسول الله صلي الله عليه وآله طرفه إلي السماء وقال: أللهم؟ إن أخي موسي سألک فقال: رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي، أشدد به أرزي، و أشرکه في أمري، فأنزلت عليه قرآنا: سنشد عضدک بأخيک ونجعل لکما سلطانا فلا يصلون إليکما. أللهم؟ وإني محمد نبيک وصفيک أللهم؟ واشرح لي صدري و يسر لي أمري واجعل لي وزيرا من اهلي عليا أشدد به ظهري. قال أبوذر رضي الله عنه: فما استتم دعاءه حتي نزل جبرئيل عليه السلام من عند الله عزوجل وقال: يا محمد؟ إقرأ إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا. الآية.

أخرج هذه الاثارة ونزول الآية فيها جمع کثير من أئمة التفسير والحديث منهم: ألطبري في تفسيره 6 ص 165 من طريق إبن عباس، وعتبة بن أبي حکيم، ومجاهد. الواحدي في أسباب النزول ص 148 من طريقين. ألرازي في تفسيره 3 ص 431 عن عطا عن عبدالله بن سلام وإبن عباس وحديث أبي ذر المذکور. ألخازن في تفسيره 1 ص 496. أبوالبرکات في تفسيره 1 ص 496. ألنيسابوري في تفسيره 3 ص 461. إبن الصباغ المالکي في «الفصول المهمة» ص 123 حديث الثعلبي المذکور. إبن طلحة الشافعي في «مطالب السئول» ص 31 بلفظ أبي ذر المذکور. سبط إبن الجوزي في «التذکرة» ص 9 عن تفسير الثعلبي عن السدي وعتبة وغالب بن عبدالله. ألکنجي

[صفحه 53]

الشافعي في «الکفاية» ص 106 باسناده عن أنس، وص 122 عن إبن عباس من طريق حافظ العراقين والخوارزمي وإبن عساکر عن أبي نعيم والقاضي أبي المعالي. ألخوارزمي في مناقبه ص 178 بطريقين. ألحمويي في فرايده في الباب الرابع عشر من طريق الواحدي، وفي التاسع والثلاثين عن أنس، ومن طرق اخري عن إبن عباس، وفي الباب الاربعين عن إبن عباس وعمار بن ياسر. ألقاضي عضد الايجي في «المواقف» 3 ص 276. محب الدين الطبري في «الرياض» 2 ص 227 عن عبدالله بن سلام من طريق الواحدي وأبي الفرج والفضايلي، وص 206، وفي الذخاير ص 102 من طريق الواقدي وإبن الجوزي. إبن کثير الشامي في تفسيره 2 ص 71 بطريق عن أميرالمؤمنين، ومن طريق إبن أبي حاتم عن سلمة بن کهيل، وعن إبن جرير الطبري باسناده عن مجاهد والسدي، وعن الحافظ عبدالرزاق باسناده عن إبن عباس، وبطريق الحافظ إبن مردويه بالاسناد عن سفيان الثوري عن إبن عباس، ومن طريق الکلبي عن إبن عباس فقال: هذا إسناد لا يقدح به، وعن الحافظ إبن مردويه بلفظ أميرالمؤمنين، وعمار، وأبي رافع. إبن کثير ايضا في البداية والنهاية 7 ص 357 عن الطبراني باسناده عن أميرالمؤمنين، ومن طريق إبن عساکر عن سلمة بن کهيل. ألحافظ السيوطي في «جمع الجوامع» کما في الکنز 6ص 391 من طريق الخطيب في «المتفق» عن إبن عباس، وص 405 من طريق أبي الشيخ وإبن مردويه عن أميرالمؤمنين إبن حجر في «الصواعق» ص 25. ألشبلنجي في «نور الابصار» ص 77 حديث أبي ذر المذکور عن الثعالبي. ألآلوسي في «روح المعاني» 2 ص 329 وغيرهم. ولحسان بن ثابت في هذه المأثرة شعر يأتي إنشاء الله تعالي.

6- أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام کمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله

«سورة التوبة 19»

أخرج الطبري في تفسيره 10 ص 59 باسناده عن أنس انه قال: قعد العباس وشيبة إبن عثمان صاحب البيت يفتخران فقال له العباس: أنا أشرف منک أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج. فقال شيبة: أنا أشرف منک أنا أمين الله علي

[صفحه 54]

بيته وخازنه أفلا إئتمنک کما إئتمنني. فهما علي ذلک يتشاجران حتي أشرف عليهما علي فقال له العباس: إن شيبة فاخرني فزعم انه أشرف مني فقال: فما قلت له يا عماه؟ قال: قلت: أنا عم رسول الله ووصي أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف منک. فقال لشيبة: ماذا قلت أنت يا شيبة؟ قال قلت: أنا أشرف منک أنا أمين الله علي بيته و خازنه أفلا أئتمنک کما ائتمنني. قال فقال لهما: إجعلاني معکما فخرا، قال: نعم قال: فأنا أشرف منکما أنا أول من آمن بالوعيد من ذکور هذه الامة وهاجر وجاهد. وانطلقوا ثلاثتهم إلي النبي فأخبر کل واحد منهم بمفخره فما أجابهم النبي بشيئ فانصرفوا عنه، فنزل جبرئيل عليه السلام بالوحي بعد أيام فيهم، فأرسل النبي إليهم ثلاثتهم حتي أوتوه فقرأ عليهم: أجلعتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام کمن آمن بالله واليوم الآخر.الآية.

حديث هذه المفاخرة ونزول الآية فيها أخرجه کثير من الحفاظ والعلماء مجملا ومفصلا منهم: م- ألواحدي في أسباب النزول ص 182 نقلا عن الحسن والشعبي القرظي ألقرطبي في تفسيره 8 ص 91 عن السدي. الرازي في تفسيره 4 ص 422. ألخازن في تفسير 2 ص 221 قال: وقال الشعبي ومحمد بن کعب القرظي: نزلت في علي بن أبي طالب، والعباس بن عبدالمطلب، وطلحة بن أبي شيبة، إفتخروا فقال طلحة: أنا صاحب البيت بيدي مفاتيحه. وقال العباس: وأنا صاحب السقاية والقيام عليها. وقال علي: ما أدري ما تقولون، لقد صليت إلي القبلة ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد. فأنزل الله هذه الآية.

ومنهم: أبوالبرکات النسفي في تفسير 2 ص 221. ألحمويي في «الفرايد» في الباب الواحد والاربعين باسناده عن أنس. إبن الصباغ المالکي في «الفصول المهمة» ص 123 من طريق الواحدي عن الحسن والشعبي والقرظي م- جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي في نظم درر السمطين ]. ألکنجي في «الکفاية» ص 113 من طريق إبن جرير وإبن عساکر عن أنس بلفظ المذکور. إبن کثير الشامي في تفسير 2 ص 341 عن الحافظ عبدالرزاق باسناده عن الشعبي، ومن طريق إبن جرير عن محمد بن کعب القرظي، وعن السدي وفيه: إفتخر علي والعباس وشيبة کما مر، ومن طريق

[صفحه 55]

الحافظ عبدالرزاق أيضا عن الحسن، ومحمد بن ثور عن معمر عن الحسن. ألحافظ السيوطي في الدر المنثور 3 ص 218 من طريق الحافظ إبن مردويه عن إبن عباس، و من طريق الحفاظ عبدالرزاق وإبن أبي شيبة وإبن جرير وإبن منذر وإبن أبي حاتم وأبي الشيخ عن الشعبي، وعن إبن مردويه عن الشعبي، وعن عبدالرزاق عن الحسن، ومن طريق إبن أبي شيبة وأبي الشيخ وإبن مردويه عن عبيدالله بن عبيدة، ومن طريق الفرياني عن إبن سيرين، وعن إبن جرير عن محمد بن کعب القرظي، ومن طريق إبن جرير وأبي الشيخ عن الضحاک، وعن الحافظين أبي نعيم وإبن عساکر باسنادهما عن أنس باللفظ المذکور.

ومنهم: ألصفوري في «نزهة المجالس» 2 ص 242 وفي طبعة 209 نقلا عن شوارد الملح وموارد المنح: ان العباس وحمزة رضي الله عنهما تفاخرا فقال حمزة: أنا خير منک لاني علي عمارة الکعبة. وقال العباس: أنا خير منک لاني علي سقاية الحاج فقالا: نخرج إلي الابطح ونتحاکم إلي أول رجل نلقاه فوجدا عليا رضي الله عنه فتحاکما علي يديه فقال: أنا خير منکما لاني سبقتکما إلي الاسلام. فأخبر النبي بذلک فضاق صدره لافتخاره علي عميه فأنزل الله تعالي تصديقا لکلام علي وبيانا لفضله: أجعلتم سقاية الحاج. الآية.

ولا يسعنا ذکر جميع المصادر التي وقفنا فيها علي هذه المفاخرة ونزول الآية فيها وکذلک في بقية الآيات والاحاديث بل لم نذکر جلها روما للاختصار، وقد بسطنا القول في جميعها في کتابنا العترة الطاهرة في الکتاب العزيز يتضمن الآيات النازلة فيهم صلوات الله عليهم.

وهذه المفاخرة ونزول الآية فيها نظمها غير واحد من شعراء السلف، ألحافظين لناموس الحديث کسيد الشعراء الحميري، والناشي، والبشنوي، ونظرائهم وستقف عليه في تراجمهم إنشاء الله.

7- إن ألذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا

«سورة مريم 96»

أخرج أبوإسحاق الثعلبي في تفسيره باسناده عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله

[صفحه 56]

صلي الله عليه وآله لعلي: قل: أللهم؟ اجعل لي عندک عهدا واجعل لي في صدور المؤمنين مودة. فأنزل الله هذه الآية.

ورواه أبوالمظفر سبط إبن الجوزي الحنفي في تذکرته ص 10 وقال: وروي عن إبن عباس: إن هذا الود جعله الله لعلي في قلوب المؤمنين. م- وفي مجمع الزوايد 9 ص 125 عن إبن عباس قال: نزلت في علي بن أبي طالب: إن الذين آمنوا. الآية. قال: محبة في قلوب المؤمنين وأخرج الخطيب الخوارزمي في مناقبه ص 188 حديث إبن عباس وبعده بالاسناده عن علي عليه السلام إنه قال: لقيني رجل فقال: يا أبا الحسن؟ والله إني احبک في الله. فرجعت إلي رسول الله فأخبرته بقول الرجل فقال: لعلک يا علي؟ إصطنعت إليه معروفا. قال فقلت: والله ما اصطنعت إليه معروفا. فقال رسول الله: ألحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليک بالمودة. فنزل قوله: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا.

وأخرجه صدر الحفاظ الکنجي في الکفاية ص 121. وأخرج محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 207 في الآية من طريق الحافظ السلفي عن إبن الحنفية: لا يبقي مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته. وأخرج الحمويي في فرايده في الباب الرابع عشر من طريق الواحدي بسندين عن إبن عباس، والسيوطي في الدر المنثور 4 ص 287من طريق الحافظ إبن مردويه والديلمي عن البراء، ومن طريق الطبراني وابن مردويه عن إبن عباس، والقسطلاني في المواهب 7 ص 14 من طريق النقاش، والشبلنجي في نور الابصار ص 112 عن النقاش وذکر ما مر عن إبن الحنفية، والحضرمي في رشفة الصادي ص 25.

8- أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم کالذين آمنوا و عملوا الصالحات

«سورة الجاثية 21»

قال أبوالمظفر سبط إبن الجوزي الحنفي في تذکرته ص 11: قال السدي عن إبن عباس: نزلت هذه الآية في علي عليه السلام يوم بدر: فالذين اجترحوا السيئات عتبة وشيبة والوليد والمغيرة، والذين آمنوا وعملوا الصالحات علي عليه السلام. وتجد ما يقرب منه في کفاية الکنجي ص 120.

[صفحه 57]

9- إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئک هم خير البرية

«سورة البينة 7»

أخرج الطبري في تفسيره 30 ص 146 باسناده عن أبي الجارود عن محمد بن علي: اولئک هم خير البرية. فقال قال النبي صلي الله عليه وآله أنت يا علي وشيعتک: وروي الخوارزمي في مناقبه ص 66 عن جابر قال: کنا عند النبي صلي الله عليه وآله فأقبل علي بن أبي طالب فقال رسول الله: قد أتاکم أخي ثم التفت إلي الکعبة فضربها بيده ثم قال: و الذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنه أولکم ايمانا معي، وأوفاکم بعهد الله، وأقومکم بأمر الله، وأعدلکم في الرعية، وأقسمکم بالسوية، وأعظمکم عند الله مزية، قال: وفي ذلک الوقت نزلت فيه: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية، وکان أصحاب النبي صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية.

وروي في ص 178 من طريق الحافظ إبن مردويه عن يزيد بن شراحيل الانصاري کاتب علي عليه السلام قال: سمعت عليا يقول: حدثني رسول الله وأنا مسنده إلي صدري فقال: أي علي؟ ألم تسمع قول الله تعالي إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات هم خير البرية؟ أنت وشيعتک، وموعدي وموعدکم ألحوض إذا جاءت الامم للحساب تدعون غرا محجلين. وأخرج الکنجي في الکفاية ص 119 حديث يزيد بن شراحيل.

وأرسل إبن الصباغ المالکي في فصوله ص 122 عن إبن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال النبي صلي الله عليه وآله لعلي: أنت وشيعتک تأتي يوم القيامة أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤک غضابا مقمحين. وروي الحمويي في فرايده بطريقين عن جابر: إنها نزلت في علي، وکان أصحاب محمد إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية.

وقال إبن حجر في «الصواعق» ص 96 في عد الآيات الواردة في أهل البيت: الآية الحادية عشرة قوله تعالي: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية.

أخرج الحافظ جمال الدين الزرندي عن إبن عباس رضي الله عنهما: إن هذه

[صفحه 58]

الآية لما نزلت قال صلي الله عليه وآله لعلي: هو أنت وشيعتک، تأتي أنت وشيعتک يوم القيامة راضين مرضيين، ويأتي عدوک غضابا مقمحين، قال: ومن عدوي؟ قال: من تبرأ منک ولعنک، ثم قال رسول الله صلي الله عليه وآله: ومن قال: رحم الله عليا، رحمه الله.

وقال جلال الدين السيوطي في «الدر المنثور» 6 ص 379: أخرج ابن عساکر عن جابر بن عبدالله قال: کنا عند النبي صلي الله عليه وآله فأقبل علي فقال النبي صلي الله عليه وآله: والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة. ونزلت إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئک هم خير البرية، فکان أصحاب النبي صلي الله عليه وآله إذا أقبل علي قالوا: جاء خير البرية. وأخرج إبن عدي عن إبن عباس قال: لما نزلت إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات. الآية: قال رسول الله صلي الله عليه وآله. لعلي: أنت وشيعتک يوم القيامة راضين مرضين، وأخرج ابن مردويه عن علي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله. وذکر حديث يزيد بن شراحيل المذکور، وذکر الشبلنجي في «نور الابصار» ص 78 و 112 عن إبن عباس باللفظ المذکور عن إبن الصباغ المالکي.

10- والعصر إن الانسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات

«سورة العصر»

قال جلال الدين السيوطي في «الدر المنثور» 6 ص 392: أخرج إبن مردويه عن إبن عباس في قوله تعالي: والعصر إن الانسان لفي خسر. يعني أبا جهل بن هشام. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. ذکر عليا وسلمان.

ومن شعر حسان في أميرالمؤمنين


أبا حسن؟ تفديک نفسي ومهجتي
وکل بطئ في الهدي ومسارع


أيذهب مدحي والمحبين ضايعا؟
وما المدح في ذات الاله بضايع


فأنت الذي أعطيت إذ أنت راکع
فدتک نفوس القوم يا خير راکع


بخاتمک الميمون يا خير سيد
ويا خير شار ثم يا خير بايع


فأنزل فيک الله خير ولاية
وبينها في محکمات الشرايع


نظم بها حديث تصدق أميرالمؤمنين عليه السلام خاتمه للسائل راکعا ونزول

[صفحه 59]

قوله تعالي: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزکاة وهم راکعون. فيه کما مر حديثه ص 52.

ذکرها لحسان ألخطيب الخوارزمي في «المناقب» ص 178، وشيخ الاسلام الحمويي في فرايده في الباب التاسع والثلاثين، وصدر الحفاظ الکنجي في «الکفاية» ص 107، وسبط إبن الجوزي في تذکرته ص 10، م- وجمال الدين الزرندي في «نظم درر السمطين»

ومن شعر حسان في أميرالمؤمنين


جبريل نادي معلنا
والنقع ليس بمنجلي


والمسلمون قد أحدقوا
حول النبي المرسل


لا سيف إلا ذوالفقار
ولا فتي إلا علي


يشير بها إلي ما هتف به أمين الوحي جبرئيل عليه السلام يوم احد في علي و سيفه. أخرج الطبري في تاريخه 3 ص 17 عن أبي رافع قال: لما قتل علي بن أبي طالب يوم احد أصحاب الالوية أبصر رسول الله صلي الله عليه وآله جماعة من مشرکين قريش فقال لعلي: أحمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جمعهم، وقتل عمرو بن عبدالله الجمحي قال: ثم أبصر رسول الله صلي الله عليه وآله جماعة من مشرکين قريش فقال لعلي: أحمل عليهم. فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالک فقال جبريل: يا رسول الله؟ إن هذا للمواساة فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: إنه مني وأنا منه. فقال جبريل: وأنا منکما. قال فسمعوا صوتا:


لا سيف إلا ذوالفقار
ولا فتي إلا علي


وأخرجه أحمد بن حنبل في الفضايل عن إبن عباس، وإبن هشام في سيرته 3 ص 52 عن إبن أبي نجيح، والخثعمي في «الروض الانف» 2 ص 143، وإبن أبي الحديد في «شرح النهج» 1 ص 9 وقال: إنه المشهور المروي، وفي ج 2 ص 236 وقال: إن رسول الله قال: هذا صوت جبريل، وج 3 ص 281، والخوارزمي في «المناقب» ص 104 عن محمد بن إسحاق بن يسار قال: هاجت ريح في ذلک اليوم فسمع مناد يقول


لا سيف إلا ذو الفقار
ولا فتي إلا علي

[صفحه 60]

فإذا ندبتم هالکا
فابکوا الوفي أخا الوفي[17] .


وروي الحمويي نحوه في فرايده في الباب التاسع والاربعين، وروي باسناده من طرق شتي عن الحافظ البيهقي إلي علي عليه السلام قال: أتي جبريل النبي صلي الله عليه وآله فقال: إن صنما في اليمن مغفرا في حديد فابعث إليه فادققه وخذ الحديد قال: فدعاني وبعثني إليه فدققت الصنم وأخذت الحديد فجئت به إلي رسول الله فاستنصرت منه سيفين فسمي واحدا ذا الفقار، والآخر مجذما، فقلد رسول الله ذا الفقار، وأعطاني مجذما ثم أعطاني بعد ذا الفقار، ورآني رسول الله وأنا اقاتل دونه يوم احد فقال:


لا سيف إلا ذو الفقار
ولا فتي إلا علي


وفي تذکرة سبط إبن الجوزي ص 16: ذکر أحمد في الفضايل ايضا انهم سمعو تکبيرا من السماء في ذلک اليوم يوم خيبر وقائلا يقول:


لاسيف إلا ذوالفقار
ولا فتي إلا علي


فأستأذن حسان بن ثابت رسول الله صلي الله عليه وآله أن ينشد شعر فأذن له فقال:


جبريل نادي معلنا
إلي آخر ألابيات المذکورة


ثم قال ما ملخصه: يقال: إن الواقعة کانت يوم احد کما رواه أحمد بن حنبل عن إبن عباس، وقيل: إن ذلک کان يوم بدر، والاصح انه کان في يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء. إنتهي.

قال الاميني: إن الاحاديث تؤذننا بتعدد الواقعة وان المنادي يوم احد کان جبريل کما مر، والمنادي يوم بدر ملک يقال له: رضوان، قد أجمع أئمة الحديث علي نقله کما قال الکنجي وأخرجه في کفايته ص 144 من طريق أبي الغنائم، وإبن الجوزي، والسلفي، وإبن الجواليقي، وإبن أبي الوفا البغدادي، وإبن الوليد، و إبن أبي الفهم، والمفتي عبدالکريم الموصلي، ومحمد بن القاسم العدل، والحافظ محمد إبن محمود، وإبن أبي البدر، والفقيه عبدالغني بن أحمد، وصدقة بن الحسين، ويوسف إبن شروان المقري، والصاحب أبي المعالي الدوامي، وإبن بطة، وشيخ الشيوخ عبدالرحمن بن اللطيف، وعلي بن محمد المقري، وإبن بکروس، والحافظ إبن

[صفحه 61]

المعالي، وأبي عبدالله محمد بن عمر بأسانيدهم عن سعد بن طريف الحنظلي عن أبي جعفر محمد بن علي الامام الباقر قال: نادي ملک من السماء يوم بدر يقال له: رضوان:


لا سيف إلا ذوالفقار
ولا فتي إلا علي


ثم قال: قلت: أجمع أئمة الحديث علي نقل هذا الجزء کابرا عن کابر رزقناه عاليا بحمد الله عن الجم الغفير کما سقناه، ورواه الحاکم مرفوعا، وأخرجه عنه البيهقي في مناقبه، أخبرنا بذلک ألحافظ إبن النجار، أخبرنا المؤيد الطوسي إلي آخر السند عن جابر بن عبدالله قال قال رسول الله يوم بدر: هذا رضوان ملک من ملائکة الله ينادي:


لا سيف إلا ذوالفقار
ولا فتي إلا علي


واخرجه محب الدين الطبري باللفظ المذکور في رياضه ص 190، وذخاير العقبي ص 74، والخوارزمي في المناقب ص 101 حديث جابر، وفي کتاب «صفين» لنصر بن مزاحم ص 257، وفي ط مصر ص 546 عن جابر بن نمير- ألصحيح: عمير- الانصاري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول کثيرا:


لا سيف إلا ذو الفقار
ولا فتي إلا علي


ومن شعر حسان


وإن مريم أحصنت فرجها
وجاءت بعيسي کبدر الدجي


فقد أحصنت فاطم بعدها
وجاءت بسبطي نبي الهدي[18] .


يشير إلي ما صح عن النبي الطاهر في بضعته الصديقة فاطمة: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها علي النار. أخرجه الحاکم في المستدرک 3 ص 152 وقال: هذا حديث صحيح الاسناد. والخطيب في تاريخه 3 ص 54، ومحب الدين الطبري في «ذخاير العقبي» ص 48 عن أبي تمام في فوائده، وصدر الحفاظ الکنجي الشافعي في «الکفاية» ص 222 باسناده عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله: إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها علي النار، وفي ص 223 بسند آخر عن إبن مسعود بلفظ

[صفحه 62]

حذيفة، والسيوطي في «إحياء الميت» ص 257 عن إبن مسعود من طريق البزاز وأبي يعلي والعقيلي والطبراني وإبن شاهين، وأخرجه في «جمع الجوامع» من طريق البزار والعقيلي والطبراني والحاکم بلفظ حذيفة اليماني، وذکر المتقي الهندي في إکماله في «کنزالعمال» 6 ص 219 من طريق الطبراني بلفظ: إن فاطمة أحصنت فرجها وإن الله أدخلها بإحصان فرجها وذريتهاالجنه. وإبن حجر في «الصواعق» من طريق أبي تمام[19] والبزار والطبراني وأبي نعيم باللفظ المذکور وقال: وفي رواية فحرمها الله وذريتها علي النار. ورواه في ص 112 من طريق البزار وأبي يعلي والطبراني والحاکم باللفظ الثاني، وذکره الشبلنجي في «نور الابصار» ص 4 باللفظين.



صفحه 43، 44، 45، 46، 47، 48، 49، 50، 51، 52، 53، 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62.





  1. في شرح ابن ابي الحديد: فقال له خزيمة بن ثابت: اذکر عليا وآله يکفيک عن کل شيئ.
  2. هذان البيتان ذکرهما لحسان شيخ الطايفة المفيد کما في الفصول 2 ص 61 و 67.
  3. کذا في لفظ الخطيب، وفي بعض المصادر: علي الايمان. وفي بعضها: للايمان.
  4. حلية الاولياء 1 ص 66، کنز العمال 6 ص 398 و 156 و 153.
  5. حلية الاولياء 1 ص 28، کفاية الکنجي ص 90، کنز العمال 6 ص 396، اسعاف الراغبين ص 162.
  6. حلية الاولياء 1 ص 65.
  7. في الاصابة 2 ص 509: سلوني سلوني سلوني عن کتاب الله. الحديث.
  8. أخرجه کثير من الحفاظ وأئمة الحديث.
  9. أخرجه ابونعيم في حلية الاولياء 1 ص 65.
  10. في التذکرة: هناک. بدل «بذاک» في الموضعين.
  11. أبان: هو أبومعيط جد الوليد. والتبان: سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة فقط کان يخص بالملاحين.
  12. وذکرها الکنجي في الکفاية ص 123 ونسبها إلي بعضهم وفيه: في تسع آيات جعلن کبارا.
  13. وتوجد هذه الابيات في مناقب الخوارزمي مع زيادة بيت.
  14. تذکرة السبط ص 115، شرح ابن ابي الحديد 2 ص 103، جمهرة الخطب 2 ص 12.
  15. وکذا قال الامام الحسن السبط الزکي في حديث: سمي أبي مؤمنا في عشر آيات.
  16. لم نجد هذا الحديث في تفسير الطبري تحت هذه الاية.
  17. يعني حمزة سيد الشهداء قتيل ذلک اليوم سلام الله عليه.
  18. ذکره ابن شهر آشوب السروي في «المناقب» 4 ص 24.
  19. في الصواعق: تمام. والصحيح: ابوتمام.