نماذج من شعر دعبل في المذهب











نماذج من شعر دعبل في المذهب



قال في رثاء الامام السبط الشهيد عليه السلام:


أتسکب دمع العين بالعبرات؟!
وبت تقاسي شدة الزفرات؟!


وتبکي لآثار لآل محمد؟!
فقد ضاق منک الصدر بالحسرات


ألا فابکهم حقا وبل عليهم
عيونا لريب الدهر منسکبات


ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم
وداهية من أعظم النکبات


سقي الله أجداثا علي أرض کربلا
مرابيع أمطار من المزنات


وصلي علي روح الحسين حبيبه
قتيلا لدي النهرين بالفلوات


قتيلا بلا جرم فجعنا بفقده
فريدا ينادي: أين أين حماتي؟!؟.


أنا الظامئ العطشان في أرض غربة
قتيلا ومظلوما بغير ترات


وقد رفعوا رأس الحسين علي القنا
وساقوا نساء ولها خفرات


فقل لابن سعد: عذب الله روحه
: ستلقي عذاب النار باللعنات


سأقنت طول الدهر ما هبت الصبا
وأقنت بالآصال والغدوات


علي معشر ضلوا جميعا وضيعوا
مقال رسول الله بالشبهات


ويمدح أميرالمؤمنين عليه السلام ويذکر تصدقه خاتمه للسائل في الصلاة و

[صفحه 382]

نزول قوله تعالي: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزکاة وهم راکعون. فيه[1] بقوله:


نطق القران بفضل آل محمد
وولاية لعليه لم تجحد


بولاية المختار من خيرالذي
بعد النبي الصادق المتودد


إذ جاءه المسکين حال صلاته
فامتد طوعا بالذراع وباليد


فتناول المسکين منه خاتما
هبة الکريم الاجود بن الاجود


فاختصه الرحمن في تنزيله
من حاز مثل فخاره فليعدد


إن الاله وليکم ورسوله
والمؤمنين فمن يشأ فليجحد


يکن الاله خصيمه فيها غدا
والله ليس بمخلف في الموعد


وله يمدح أميرالمؤمنين صلوات الله عليه:


سقيا لبيعة أحمد ووصيه
أعني الامام ولينا المحسودا


أعني الذي نصر النبي محمدا
قبل البرية ناشئا ووليدا


أعني الذي کشف الکروب ولم يکن
في الحرب عند لقائه رعديدا


أعني الموحد قبل کل موحد
لا عابدا وثنا ولا جلمودا


وله يرثي الامام السبط شهيد الطف سلام الله عليه:


إن کنت محزونا فمالک ترقد؟!
هلا بکيت لمن بکاه محمد؟!


هلا بکيت علي الحسين وأهله؟!
إن البکاء لمثلهم قد يحمد


لتضعضع الاسلام يوم مصابه
فالجود يبکي فقده والسودد


فلقد بکته في السماء ملائک
زهر کرام راکعون وسجد


أنسيت إذ صارت إليه کتائب
فيها إبن سعد والطغاة الجحد؟!


فسقوه من جرع الحتوف بمشهد
کثر العداة به وقل المسعد


لم يحفظوا حق النبي محمد
إذ جرعوه حرارة ما تبرد


قتلوا الحسين فأثکلوه بسبطه
فالثکل من بعد الحسين مبرد


کيف القرار؟! وفي السبايا زينب
تدعو بفرط حرارة: يا أحمد

[صفحه 383]

هذا حسين بالسيوف مبضع
متلطخ بدمائه مستشهد


عار بلا ثوب صريع في ألثري
بين الحوافر والسنابک يقصد


والطيبون بنوک قتلي حوله
فوق التراب ذبايح لا تلحد


يا جد قد منعوا الفرات وقتلوا
عطشا فليس لهم هنالک مورد


ياجد من ثکلي وطول مصيبتي
ولما اعانيه أقوم وأقعد


وله من قصيدة طويلة في رثاء الشهيد السبط عليه السلام قوله:


جاؤا من الشام المشومة أهلها
للشوم يقدم جندهم إبليس


لعنوا وقد لعنوا بقتل إمامهم
ترکوه وهو مبضع مخموس


وسبوا فوا حزني بنات محمد
عبري حواسر مالهن لبوس


تبا لکم يا ويلکم أرضيتم
بالنار؟! ذل هنالک المحبوس


بعتم بدنيا غيرکم جهلا بکم
عزالحياة وانه لنفيس


أخزي بها من بيعة أموية
لعنت وحظ البايعين خسيس


بؤسا لمن بايعتم وکأنني
بإمامکم وسط الجحيم حبيس


يا آل أحمد ما لقيتم بعده؟!
من عصبة هم في القياس مجوس


کم عبرة فاضت لکم وتقطعت
يوم الطفوف علي الحسين نفوس


صبرا موالينا فسوف نديلکم
يوما علي آل اللعين عبوس


ما زلت متبعا لکم ولامرکم
وعليه نفسي ما حييت أسوس


وذکر له ياقوت الحموي في «معجم الادباء» 11 ص 110 في رثاء الامام السبط عليه السلام قوله:


رأس ابن بنت محمد ووصيه
يا للرجال علي قناة يرفع


والمسلمون بمنظر وبمسمع
لا جازع من ذا ولا متخشع


أيقظت أجفانا وکنت لها کري
وأنمت عينا لم تکن بک تهجع


کحلت بمنظرک العيون عماية
وأصم نعيک کل اذن تسمع


ما روضة إلا تمنت أنها
لک مضجع ولخط قبرک موضع


وله في مدح الامام الطاهر علي بن أبي طالب صلوات الله عليه:

[صفحه 384]

أبوتراب حيدره
ذاک الامام القسوره


مبيد کل الکفره
ليس له مناضل


مبارز ما يهب
وضيغم ما يغلب


وصادق لا يکذب
وفارس محاول


سيف النبي الصادق
مبيد کل فاسق


بمرهف ذي بارق
أخلصه الصياقل


وله يرثي الامام السبط صلوات الله عليه:


منازل بين أکناف الغري
إلي وادي المياه إلي الطوي


لقد شغل الدموع عن الغواني
مصاب الاکرمين بني علي


أتي أسفي علي هفوات دهري
تضاءل فيه أولاد الزکي


ألم تقف البکاء علي حسين؟!
وذکرک مصرع الحبر التقي


ألم يحزنک أن بني زياد
أصابوا بالترات بني النبي؟!


وإن بني الحصان يمر فيهم
علانية سيوف بني البغي



صفحه 382، 383، 384.





  1. راجع ما مر صفحة 47 من هذا الجزء.