نماذج من شعر دعبل في المذهب
أتسکب دمع العين بالعبرات؟! وتبکي لآثار لآل محمد؟! ألا فابکهم حقا وبل عليهم ولا تنس في يوم الطفوف مصابهم سقي الله أجداثا علي أرض کربلا وصلي علي روح الحسين حبيبه قتيلا بلا جرم فجعنا بفقده أنا الظامئ العطشان في أرض غربة وقد رفعوا رأس الحسين علي القنا فقل لابن سعد: عذب الله روحه سأقنت طول الدهر ما هبت الصبا علي معشر ضلوا جميعا وضيعوا ويمدح أميرالمؤمنين عليه السلام ويذکر تصدقه خاتمه للسائل في الصلاة و [صفحه 382] نزول قوله تعالي: إنما وليکم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزکاة وهم راکعون. فيه[1] بقوله: نطق القران بفضل آل محمد بولاية المختار من خيرالذي إذ جاءه المسکين حال صلاته فتناول المسکين منه خاتما فاختصه الرحمن في تنزيله إن الاله وليکم ورسوله يکن الاله خصيمه فيها غدا وله يمدح أميرالمؤمنين صلوات الله عليه: سقيا لبيعة أحمد ووصيه أعني الذي نصر النبي محمدا أعني الذي کشف الکروب ولم يکن أعني الموحد قبل کل موحد وله يرثي الامام السبط شهيد الطف سلام الله عليه: إن کنت محزونا فمالک ترقد؟! هلا بکيت علي الحسين وأهله؟! لتضعضع الاسلام يوم مصابه فلقد بکته في السماء ملائک أنسيت إذ صارت إليه کتائب فسقوه من جرع الحتوف بمشهد لم يحفظوا حق النبي محمد قتلوا الحسين فأثکلوه بسبطه کيف القرار؟! وفي السبايا زينب [صفحه 383] هذا حسين بالسيوف مبضع عار بلا ثوب صريع في ألثري والطيبون بنوک قتلي حوله يا جد قد منعوا الفرات وقتلوا ياجد من ثکلي وطول مصيبتي وله من قصيدة طويلة في رثاء الشهيد السبط عليه السلام قوله: جاؤا من الشام المشومة أهلها لعنوا وقد لعنوا بقتل إمامهم وسبوا فوا حزني بنات محمد تبا لکم يا ويلکم أرضيتم بعتم بدنيا غيرکم جهلا بکم أخزي بها من بيعة أموية بؤسا لمن بايعتم وکأنني يا آل أحمد ما لقيتم بعده؟! کم عبرة فاضت لکم وتقطعت صبرا موالينا فسوف نديلکم ما زلت متبعا لکم ولامرکم وذکر له ياقوت الحموي في «معجم الادباء» 11 ص 110 في رثاء الامام السبط عليه السلام قوله: رأس ابن بنت محمد ووصيه والمسلمون بمنظر وبمسمع أيقظت أجفانا وکنت لها کري کحلت بمنظرک العيون عماية ما روضة إلا تمنت أنها وله في مدح الامام الطاهر علي بن أبي طالب صلوات الله عليه: [صفحه 384] أبوتراب حيدره مبيد کل الکفره مبارز ما يهب وصادق لا يکذب سيف النبي الصادق بمرهف ذي بارق وله يرثي الامام السبط صلوات الله عليه: منازل بين أکناف الغري لقد شغل الدموع عن الغواني أتي أسفي علي هفوات دهري ألم تقف البکاء علي حسين؟! ألم يحزنک أن بني زياد وإن بني الحصان يمر فيهم
قال في رثاء الامام السبط الشهيد عليه السلام:
وبت تقاسي شدة الزفرات؟!
فقد ضاق منک الصدر بالحسرات
عيونا لريب الدهر منسکبات
وداهية من أعظم النکبات
مرابيع أمطار من المزنات
قتيلا لدي النهرين بالفلوات
فريدا ينادي: أين أين حماتي؟!؟.
قتيلا ومظلوما بغير ترات
وساقوا نساء ولها خفرات
: ستلقي عذاب النار باللعنات
وأقنت بالآصال والغدوات
مقال رسول الله بالشبهات
وولاية لعليه لم تجحد
بعد النبي الصادق المتودد
فامتد طوعا بالذراع وباليد
هبة الکريم الاجود بن الاجود
من حاز مثل فخاره فليعدد
والمؤمنين فمن يشأ فليجحد
والله ليس بمخلف في الموعد
أعني الامام ولينا المحسودا
قبل البرية ناشئا ووليدا
في الحرب عند لقائه رعديدا
لا عابدا وثنا ولا جلمودا
هلا بکيت لمن بکاه محمد؟!
إن البکاء لمثلهم قد يحمد
فالجود يبکي فقده والسودد
زهر کرام راکعون وسجد
فيها إبن سعد والطغاة الجحد؟!
کثر العداة به وقل المسعد
إذ جرعوه حرارة ما تبرد
فالثکل من بعد الحسين مبرد
تدعو بفرط حرارة: يا أحمد
متلطخ بدمائه مستشهد
بين الحوافر والسنابک يقصد
فوق التراب ذبايح لا تلحد
عطشا فليس لهم هنالک مورد
ولما اعانيه أقوم وأقعد
للشوم يقدم جندهم إبليس
ترکوه وهو مبضع مخموس
عبري حواسر مالهن لبوس
بالنار؟! ذل هنالک المحبوس
عزالحياة وانه لنفيس
لعنت وحظ البايعين خسيس
بإمامکم وسط الجحيم حبيس
من عصبة هم في القياس مجوس
يوم الطفوف علي الحسين نفوس
يوما علي آل اللعين عبوس
وعليه نفسي ما حييت أسوس
يا للرجال علي قناة يرفع
لا جازع من ذا ولا متخشع
وأنمت عينا لم تکن بک تهجع
وأصم نعيک کل اذن تسمع
لک مضجع ولخط قبرک موضع
ذاک الامام القسوره
ليس له مناضل
وضيغم ما يغلب
وفارس محاول
مبيد کل فاسق
أخلصه الصياقل
إلي وادي المياه إلي الطوي
مصاب الاکرمين بني علي
تضاءل فيه أولاد الزکي
وذکرک مصرع الحبر التقي
أصابوا بالترات بني النبي؟!
علانية سيوف بني البغي
صفحه 382، 383، 384.