ملح ونوادر لدعبل
أسر المؤذن صالح وضيوفه بعثوا عليه بنيهم وبناتهم يتنازعون کأنهم قذ أوثقوا نهشوه فانتزعت له أسنانهم فکتبها الناس عنه ومضوا فقال لي أبي وقد رجع إلي البيت: ويحکم ضاقت عليکم [صفحه 380] المآکل فلم تجدوا شيئا تاکلونه سوي ديک دعبل؟! ثم أنشدنا الشعر وقال لي: لا تدع ديکا ولا دجاجة تقدر عليه إلا أشتريته وبعثت به إلي دعبل وإلا وقعنا في لسانه. ففعلت ذلک. 2- عن إسحاق النخعي قال: کنت جالسا مع دعبل بالبصرة وعلي رأسه غلامه ثقيف فمر به أعرابي يرفل في ثياب خز فقال لغلامه: ادع لي هذا الاعرابي فأومأ الغلام إليه فجاء فقال له دعبل: ممن الرجل؟! قال: من بني کلاب. قال: من أي ولد کلاب أنت؟! قال: من ولد أبي بکر. فقال دعبل: أتعرف القائل؟!. ونبأت کلبا من کلاب يسبني فإن أنا لم أعلم کلابا بأنها فکان إذا من قيس عيلان والدي قال: هذا الشعر لدعبل يقول في عمرو بن عاصم ألکلابي فقال له الاعرابي: ممن أنت؟! فکره أن يقول من خزاعة فيهجوهم فقال: أنا أنتمي إلي القوم الذين يقول فيهم الشاعر: اناس علي الخير منهم وجعفر إذا فخروا يوما أتوا بمحمد فوثب الاعرابي وهو يقول: مالي إلي محمد وجبريل والفرقان والسورات مرتقي. 3- حدث الحسين بن أبي السري قال: غضب دعبل علي أبي نصر بن جعفر بن محمد بن الاشعث وکان دعبل مؤدبه قديما لشئ بلغه عنه فقال يهجو أباه: ما جعفر بن محمد بن الاشعث عبثا تمارس بي تمارس حية لو يعلم المغرور ماذا حاز من قال: فلقيه عثعث فقال له: أي شيئ کان بيني وبينک؟! حتي ضربت بي المثل في خسة الآباء. فضحک دعبل وقال: لا شيئ والله إلا إتفاق إسمک وإسم إبن الاشعث في القافية، أو لا ترضي أن أجعل أباک وهو أسود خيرا من آباء الاشعث بن قيس؟! 4- عن الحسين بن دعبل قال: قال أبي في الفضل بن مروان: [صفحه 381] نصحت فأخلصت النصيحة للفضل ألا إن في الفضل بن سهل لعبرة وللفضل في الفضل بن يحيي مواعظ فأبق حميدا من حديث تفز به فإنک قد أصبحت للملک قيما ولم أر أبياتا من الشعر قبلها وليس لها عيب إذا هي انشدت فبعث إليه الفضل بن مروان بدنانير وقال له: قد قبلت نصحک فاکفني خيرک وشرک[2] .
1- حدث أحمد بن خالد قال: کنا يوما بدار صالح بن علي من عبدالقيس ببغداد ومعنا جماعة من أصحابنا فسقط علي کنيسة في سطحه ديک طار من دار دعبل فلمارأيناه قلنا: هذا صيدنا فأخذناه فقال صالح: ما نصنع به؟! قلنا: نذبحه. فذبحناه وشويناه فخرج دعبل وسأل عن الديک فعرف انه سقط في دار صالح فطلبه منا فجحدنا وشرينا يومنا فلما کان من الغد خرج دعبل فصلي الغداة ثم جلس علي المسجد وکان ذلک المسجد مجمع الناس يجتمع فيه جماعة من العلماء وينتابهم الناس فجلس دعبل علي المسجد وقال.
أسر الکمي هفا خلال الماقط
من بين ناتفة وآخر سامط
خاقان أو هزموا کتائب ناعط[1] .
وتهشمت أقفاؤهم بالحايط
ومحض کلاب يقطع الصلوات
کلاب وإني باسل النقمات
وکانت إذا امي من الحبطات
وحمزة والسجاد ذو الثفنات
وجبريل والفرقان والسورات
عندي بخير ابوة من عثعث
سوارة إن هجتها لم تلبث
خزي لوالده إذا لم يعبث
وقلت فسيرت المقالة في الفضل
إن اعتبر الفضل بن مروان بالفضل
إذا فکر الفضل بن مروان في الفضل
ولا تدع الاحسان والاخذ بالفضل
وصرت مکان الفضل والفضل والفضل
جميع قوافيها علي الفضل والفضل
سوي ان نصحي الفضل کان من الفضل
صفحه 380، 381.