نواحي ترجمة دعبل











نواحي ترجمة دعبل



يقع البحث في ترجمته من نواحي أربع.

1- تهالکه في ولاء أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم.

2- نبوغه في الشعر والادب والتاريخ وتآليفه.

3- روايته للحديث والرواة عنه ومن يروي هو عنه.

4- سيره مع الخلفاء. ثم ملحه ونوادره ثم ولادته ووفاته.

أما الاولي فجلية الحال فيها غنية عن البرهنة عليها فما ظنک برجل کان يسمع منه وهو يقول: أنا أحمل خشبتي علي کتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحدا يصلبني عليها. وقيل للوزير محمد بن عبدالملک الزيات: لم لا تجيب دعبلا عن قصيدته التي هجاک فيها؟! قال: إن دعبلا جعل خشبته علي عنقه يدور بها يطلب من يصلبه بها منذ ثلثين سنة وهو لا يبالي[1] .

کل ذلک من جراء ما کان ينافح ويناطح ويناضل وينازل في الذب عن البيت النبوي الطاهر، والتجاهر بموالاتهم، والوقيعة في مناوئيهم، لا يقر به قرار، فلا يقله مأمن ولا يظله سقف منتجع، وما زالت تتقاذف به أجواز الفلا فرقا من خلفاء الوقت، وأعداء العترة الطاهرة، ومع ذلک کله فقصائده السائرة تلهج بها الرکبان، وتزدان بها الاندية، وهي مسرات للموالين، ومحفظات للاعداء، ومثيرات للعهن والضغاين حتي قتل علي ذلک شهيدا.

وما ينقم من المترجم له من التوغل في الهجاء في غير واحد من المعاجم فإن نوع ذلک الهجو والسباب المقذغ فيمن حسبهم أعداء للعترة الطاهرة وغاصبي مناصبهم، فکان يتقرب به إلي الله وهو من المقربات إليه سبحانه زلفي، وان الولاية لا تکون خالصة إلا بالبرائة ممن يضادها ويعاندها کما تبرأ الله ورسوله من المشرکين، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه، غير ان أکثر أرباب المعاجم من الفئة المتحيزة إلي أعداء هذا البيت الطاهر حسبوا ذلک منه ذنبا لا يغفر کما هو عادتهم في جل رجالات الشيعة.

[صفحه 370]



صفحه 370.





  1. طبقات الشعراء لابن المعتز ص 125.