تائية دعبل الشهيرة











تائية دعبل الشهيرة



ألشهيد 246


تجاوبن بالارنان والزفرات
نوائح عجم اللفظ والنطقات


يخبرن بالانفاس عن سر أنفس
اساري هوي ماض وآخر آت


فأسعدن أو أسعفن حتي تقوضت[1] .
صفوف الدجا بالفجر منهزمات


علي العرصات الخاليات من المها
سلام شج صب علي العرصات[2] .


فعهدي بها خضر المعاهد مألفا
من العطرات البيض والخفرات[3] .


ليالي يعدين الوصال علي القلا
ويعدي تدانينا علي الغربات


وإذ هن يلحظن العيون سوافرا
ويسترن بالايدي علي الوجنات


وإذ کل يوم لي بلحظي نشوة
يبيت بها قلبي علي نشوات


فکم حسرات هاجها بمحسر[4] .
وقوفي يوم الجمع من عرفات


ألم تر للايام ماجر جورها
علي الناس من نقص وطول شتات؟!


ومن دول المستهزئين ومن غدا
بهم طالبا للنور في الظلمات


فکيف ومن أني بطالب زلفة
إلي الله بعد الصوم والصلوات؟!؟!


سواحب أبناء النبي ورهطه
وبغض بني الزرقاء والعبلات


وهند وما أدت سمية وابنها
اولوا الکفر في الاسلام والفجرات


هم نقضوا عهد الکتاب وفرضه
ومحکمه بالزور والشبهات


ولم تک إلا محنة قد کشفتهم
بدعوي ظلال من هن وهنات


تراث بلا قربي وملک بلا هدي
وحکم بلا شوري بغير هدات

[صفحه 350]

رزايا أرتنا خضرة الافق حمرة
وردت أجاجا طعم کل فرات


وماسهلت تلک المذاهب فيهم
علي الناس إلا بيعة الفلتات


وما قيل أصحاب السقيفة جهرة
بدعوي تراث في الضلال نتات


ولو قلدوا الموصي إليه امورها
لزمت بمأمون عن العثرات


أخي خاتم الرسل المصفي من القذي
ومفترس الابطال في الغمرات


فإن جحدوا کان «الغدير» شهيده
وبدر واحد شامخ الهضبات


وآي من القرآن تتلي بفضله
وايثاره بالقوت في اللزيات


وغر خلال أدرکته بسبقها
مناقب کانت فيه مؤتنفات[5] .


ألقصيدة 121 بيتا



صفحه 350.





  1. تقوضت الصفوف: انتقضت وتفرقت.
  2. المها: البقرة الوحشية. الصب: العاشق وذو الولع الشديد.
  3. خفرت الجارية: استحيت أشد الحياء.
  4. وادي محسر بکسر السين المشددة: حد «مني» إلي جهة «عرفة».
  5. أنف کل شيي: اوله. وروض أنف: ما لم يرعه احد: کاس أنف: لم يشرب بها. المستأنف: مالم يسبق اليه.