الجواد قد يكبو نقد علي أبي تمام











الجواد قد يکبو نقد علي أبي تمام



لا ينقضي العجب وکيف ينقضي من مثل أبي تمام العريق في المذهب، والعارف

[صفحه 343]

بنواميسه، والبصير بأحوال رجالاته، ومالهم من مآثر جمة، وجهود مشکورة، وهوجد عليم بما لاضدادهم من ترکاض وهملجة في تشويه سمعتهم، وإعادة تأريخهم المجيد المملؤ بالاوضاح، والغرر، إلي صورة ممقوتة، محفوفة بشية العار، مشفوعة کل هاتيک بجلبة ولغط، وقد انطلت لديه أمثلة من تلکم السفاسف حول رجل الهدي، الناهض المجاهد، والبطل المغوار، ألمختار بن أبي عبيد الثقفي، فحسب ما قذفته به خصمآءه الالداء في دينه وحديثه ونهضته حقايق راهنة حتي قال في رائيته المثبتة في ديوانه ص 114.


والهاشميون استقلت عيرهم
من کربلاء بأوثق الاوتار


فشفاهم المختار منه ولم يکن
في دينه المختار بالمختار


حتي إذا انکشفت سرائره اغتدوا
منه براء السمع والابصار


ومن عطف علي التاريخ والحديث وعلم الرجال نظرة تشفعها بصيرة نفاذة علم أن المختار في الطليعة من رجالات الدين والهدي والاخلاص، وأن نهضته الکريمة لم تکن إلا لاقامة العدل باستيصال شأفة الملحدين، وإجتياج جذوم الظلم الاموي، وانه بمنزح من المذهب الکيساني، وان کل ما نبزوه من قذائف وطامات لا مقيل لها من مستوي الحقيقة والصدق، ولذلک ترحم عليه الائمة الهداة سادتنا: ألسجاد والباقر والصادق صلوات الله عليهم، وبالغ في الثناء عليه الامام الباقر عليه السلام، ولم يزل مشکور عند أهل البيت الطاهر هو وأعماله.

وقد أکبره ونزهه ألعلماء الاعلام منهم: سيدنا جمال الدين إبن طاوس في رجاله. وآية الله العلامة في الخلاصة. وإبن داود في الرجال. والفقيه إبن نما فيما أفرد فيه من رسالته المسماة بذوب النضار. وألمحقق الاردبيلي في حديقة الشيعة. وصاحب المعالم في التحرير الطاووسي. والقاضي نور الله المرعشي في المجالس. وقد دافع عنه ألشيخ أبوعلي في منتهي المقال. وغيرهم.

وقد بلغ من إکبار السلف له ان شيخنا الشهيد الاول ذکر في مزاره زيارة تخص به ويزار بها وفيها الشهادة الصريحة بصلاحه ونصحه في الولاية وإخلاصه في طاعة الله ومحبة الامام زين العابدين، ورضا رسول الله وأميرالمؤمنين صلوات الله

[صفحه 344]

عليهما وآلهما عنه، وأنه بذل نفسه في رضا الائمة ونصرة العترة الطاهرة والاخذ بثارهم.

والزيارة هذه توجد في کتاب «مراد المريد» وهو ترجمة مزار الشهيد للشيخ علي بن الحسين الحايري، وصححها ألشيخ نظام الدين الساوجي مؤلف «نظام الاقوال» ويظهر منها ان قبر المختار في ذلک العصر المتقادم کان من جملة المزارات المشهورة عند الشيعة، وکانت عليه قبة معروفة کما في رحلة إبن بطوطة 1 ص 138.



صفحه 343، 344.