قصة السيد مع والديه
[صفحه 233] هما بقتله فاتي عقبة بن مسلم الهنائي فأخبره بذلک فأجاره وبوأه منزلا وهبه له فکان فيه حتي ماتا فورثهما. وروي المرزباني في أخبار السيد باسناده عن إسماعيل بن الساحر رواية السيد قال: کنت أتغدا مع السيد في منزله فقال لي: طال الله ما شتم أمير المؤمنين عليه السلام ولعن في هذا البيت. قلت: ومن فعل ذلک؟ قال: أبواي کانا إباضيين. قلت: فکيف صرت شيعيا؟ قال غاصت علي الرحمة فاستنقذتني. روي المرزباني أيضا عن حودان الحفار إبن أبي حودان عن أبيه وکان أصدق الناس انه قال: شکي إلي السيد: ان امه توقظه بالليل وتقول إني أخاف أن تموت علي مذهبک فتدخل النار، فقد لهجت بعلي وولده فلا دنيا ولا آخرة. ولقد نغصت علي مطعمي ومشربي، وقد ترکت الدخول إليها وقلت أنشد قصيدة منها: إلي أهل بيت مالمن کان مؤمنا وکم من شقيق لامني في هواهم تقول ولم تقصد وتعتب ضلة وفارقت جيرانا وأهل مودة فأنت غريب فيهم متباعد تعيبهم في دينهم وهم بما فقلت: دعيني لن احبر مدحة أتنهينني عن حب آل محمد؟! وحبهم مثل الصلاة وإنه وقال المرزباني أخبرني محمد بن عبيدالله البصري عن محمد بن زکريا العلائي، قال: حدثتني العباسه بنت السيد قالت: قال لي أبي: کنت وأنا صبي أسمع أبوي يثلبان أميرالمؤمنين عليه السلام فأخرج عنهما وأبقي جايعا واوثر ذلک علي الرجوع إليهما فأبيت في المساجد جايعا لحبي فراقهما وبغضي إياهما حتي إذا أجهدني الجوع رجعت فأکلت ثم خرجت، فلما کبرت قليلا وعقلت وبدأت أقول الشعر قلت لابوي: إن [صفحه 234] لي عليکما حقا يصغر عند حقکما علي فجنباني إذا حضرتکما ذکر إميرالمؤمنين عليه السلام بسوء، فإن ذلک يزعجني وأکره عقوقکما بمقابلتکما، فتماديا في غيهما فانتقلت عنهما، وکتبت إليهما شعرا وهو: خف يا محمد فالق الاصباح أتسب صنو محمد ووصيه هيهات قد بعدا عليک وقربا أوصي النبي له بخير وصية إلي آخر الابيات المذکورة في غديرياته. فتواعدني بالقتل فأتيت الامير عقبة بن مسلم فأخبرته خبري فقال لي: لا تقربهما وأعد لي منزلا أمر لي فيه بما أحتاج إليه وأجري علي جراية تفضل علي مؤونتي. وقال: کان أبواه يبغضان عليا عليه السلام فسمعهما يسبانه بعد صلاة الفجر فقال: لعن الله والدي جميعا حکما غدوة کما صليا الفج لعنا خير من مشي ظهر ال کفرا عند شتم آل رسول ال والوصي الذي به تثبت الار وکذا آله اولو العلم والفه خلفاء الاله في الخلق بالعد صلوات الاله تتري عليهم ورواها إبن شاکر في «الفوات» 1 ص 19
روي أبوالفرج في «الاغاني» 7 ص 230 باسناده عن سليمان بن أبي شيخ: إن أبوي السيد کانا إباضيين[1] وکان منزلهما بالبصرة في غرفة بني ضبة، وکان السيد يقول: طالما سب أميرالمؤمنين في هذه الغرفة، فاذا سئل عن التشيع عن أين وقع له؟ قال: غاصت علي الرحمة غوصا، وروي عن السيد: أن أبويه لما علما بمذهبه
من الناس عنهم في الولاية مذهب
وعاذلة هبت بليل تؤنب
وآفة أخلاق النساء التعتب
ومن أنت من حين تدعي وتنسب
کأنک مما يتقونک أجرب
تدين به أزري علبک وأعيب
لغيرهم ما حج لله أرکب
وحبهم مما به أتقرب
علي الناس من بعد الصلاة لاوجب[2] .
وأزل فساد الدين بالاصلاح
ترجو بذلک فوزة الانجاح؟؟!!
منک العذاب وقابض الارواح
يوم «الغدير» بأبين الافصاح
ثم أصلاهما عذاب الجحيم
ر بلعن الوصي باب العلوم
أرض أو طاف محرما بالحطيم
له نسل المهذب المعصوم
ض ولولاه دکدکت کالرميم
م هداة إلي الصراط القويم
ل وبالقسط عند ظلم الظلوم
مقرنات بالرحب والتسليم
صفحه 233، 234.