ومن غديريات السيد الحميري











ومن غديريات السيد الحميري



هب علي بالملام والعذل
وقال: کم تذکر بالشعر الاول؟!


کف عن الشر فقلت: لا تقل
ولا تخل أکف عن خير العمل


إني احب حيدرا مناصحا
لمن قفا مواثبا لمن نکل


احب من آمن بالله ولم
يشرک به طرفة عين في الازل


ومن غدا نفس الرسول المصطفي
صلي الله عليه عند المبتهل


وثاني النبي في يوم الکسا
إذ طهر الله به من إشتمل


وقال: خلفت لکم کتابه
وعترتي وکل هذين ثقل


فليت شعري کيف تخلفونني
في ذا وذا إذا أردت المرتحل؟


وجآء من مکة والحجيج قد
صاحبه من کل سهل وجبل


حتي إذا صار بخم جاءه
جبريل بالتبليغ فيهم فنزل


وقم ذاک الدوح فاستوي علي
رحل ونادي بعلي فارتحل

[صفحه 226]

وقال: هذا فيکم خليفتي
ومن عليه في الامور المتکل


نحن کهاتين وأوما باصبع
من کفه عن إصبع لم تنفصل


لا تبتغوا بالطهر عنه بدلا
فليس فيکم لعلي من بدل


ثم أدار کفه لکفه
يرفعها منه إلي أعلا محل


فقال: بايعوا له وسلمواال
أمر إليه واسلموا من الزلل


ألست مولاکم؟ فذا مولي لکم
والله شاهد بذا عزوجل


يا رب وال من يوالي حيدرا
وعاد من عاداه واخذل من خذل


يا شاهدي بلغت ما أنزله
إلي جبريل وعنه لم أحل


فبايعوا وهنئوا وبخبخوا
والصدر مطوي له علي دغل


فقل لمن ينقم منه: ما رأي؟!
وقل لمن يعدل عنه: لم عدل؟!


أعلماني أي برهان جلي
فتقولان بتفضيل علي؟


بعد ما قام خطيبا معلنا
يوم «خم» باجتماع المحفل


أحمد الخير وناد جاهرا
بمقال منه لم يفتعل


قال: ان الله قد أخبرني
في معاريض الکتاب المنزل


: إنه أکمل دينا قيما
بعلي بعد أن لم يکمل


وهو مولاکم فويل للذي
يتولي غير مولاه الولي


وهو سيفي ولساني ويدي
ونصيري أبدا لم يزل


وهو صنوي وصفيي والذي
حبه في الحشر خير العمل


نوره نوري ونوري نوره
وهو بي متصل لم يفصل


وهو فيکم من مقامي بدل
ويل من بدل عهد البدل


قوله قولي فمن يأمره
فليطعه فيه وليمتثل


إنما مولاکم بعدي إذا
حان موتي ودنا مرتحلي


إبن عمي ووصيي وأخي
ومجيبي في الرعيل الاول


وهو باب لعلومي فسقوا
ماء صبر بنفيع الحنظل

[صفحه 227]

فطبوا في وجهه وائتمروا
بينهم فيه بأمر معضل


اشهد بالله وآلاءه
والمرء عما قاله يسأل


: أن علي بن أبي طالب
خليفة الله الذي يعدل


وإنه قد کان من أحمد
کمثل هارون ولا مرسل


لکن وصي خازن عنده
علم من الله به يعمل


قد قام يوم «الدوح» خير الوري
بوجهه للناس يستقبل


وقال: من قد کنت مولي له
فذا له مولي لکم موئل


لکن تواصوا بعلي الهدي
أن لا يوالوه وأن يخذلوا


قام النبي يوم خم خاطبا
بجانب الدوحات أو حيالها


فقال: من کنت له مولي فذا
مولاه ربي اشهد مرارا قالها


قالوا: سمعنا وأطعنا کلنا
وأسرعوا بالالسن اشتغالها


وجاءهم مشيخة يقدمهم
شيخ يهني حيدرا مثالها


قال له: بخ بخ من مثلکا
أصحبت مولي المؤمنين يالها


يا عجبا وللزمان عجب
تلقي ذوو الفکر به ضلالها


إن رجالا بايعته إنما
بايعت الله، فما بدالها؟!


کيف لم تشهد رجال عندما
استشهد في خطبته رجالها؟!


وناشد الشيخ فقال: إنني
کبرت حتي لم أجد أمثالها


فقال: والکاذب يرمي بالتي
ليس تواري عمة تنالها


أشار في الابيات الاخيرة إلي ما مر ج 1 ص 166 -185 و 191 -195 من حديث مناشدة أميرالمؤمنين عليه السلام في الرحبة بحديث الغدير لما نوزع في خلافته وکتمان أنس بن مالک شهادته له وإصابة دعوته عليه السلام عليه.


لمن طلل کالوشم لم يتکلم
ونؤي وآثار کترقيش معجم؟؟

[صفحه 228]

ألا أيها العاني الذي ليس في الاذي
ولا اللوم عندي في علي بمحجم


ستأتيک مني في علي مقالة
تسوؤک فاستأخر لها أو تقدم


علي له عندي علي من يعيبه
من الناس نصر باليدين وبالفم


متي ما يرد عندي معاديه عيبه
يجد ناصرا من دونه غير مفحم


علي أحب الناس إلا محمدا
إلي فدعني من ملامک أولم


علي وصي المصطفي وابن عمه
وأول من صلي ووحد فاعلم


علي هو الهادي الامام الذي به
أنار لنا من ديننا کل مظلم


علي ولي الحوض والذائد الذي
يذبب عن أرجاءه کل مجرم


علي قسيم النار من قوله لها:
ذري ذا وهذا فاشربي منه واطعمي


خذي بالشوي ممن يصيبک منهم
ولا تقربي من کان حزبي فتظلمي


علي غدا يدعا فيکسوه ربه
ويدنيه حقا من رفيق مکرم


فإن کنت منه يوم يدنيه راغما
وتبدي الرضا عنه من الآن فارغم


فإنک تلقاه لدي الحوض قائما
مع المصطفي الهادي النبي المعظم


يجيزان من والاهما في حياته
إلي الروح والظل الضليل المکمم


علي أميرالمؤمنين وحقه
من الله مفروض علي کل مسلم


لان رسول الله أوصي بحقه
وأشرکه في کل فيئ ومغنم


وزوجته صديقة لم يکن لها
مقارنة غير البتول مريم


وکان کهارون بن عمران عنده
من المصطفي موسي النجيب المکلم


وأوجب يوما بالغدير ولاءه
علي کل بر من فصيح وأعجم


لدي دوح «خم» آخذا بيمينه
ينادي مبينا باسمه لم يجمجم


أما والذي يهوي إلي رکن بيته
بشعث النواصي کل وجناء عيهم


يوافين بالرکبان من کل بلدة
لقد ضل يوم «الدوح» من لم يسلم


وأوصي إليه يوم ولي بأمره
وميراث علم من عري الدين محکم


ألقصيدة توجد منها 42 بيتا

قال الحافظ المرزباني في «أخبار السيد»: إن السيد الحميري کتب بهذه القصيدة

[صفحه 229]

إلي عبدالله بن أباض رأس الاباضية لما بلغه انه يعيب علي علي عليه السلام ويتهدد السيد بذکره عند المنصور بما يوجب قتله، فلما وصلت إلي إبن أباض إمتعض منها جدا وأجلب في أصحابه وسعي به إلي الفقهاء والقرآن فإجتمعوا وصاروا إلي المنصور وهو بدجلة البصرة فرفعوا قصته فأحضرهم وأحضر السيد فسالهم عن دعواهم، فقالوا: إنه يشتم السلف، ويقول بالرجعة، ولا يري لک ولا لاهلک إمامة. فقال لهم: دعوني أنا واقصدوا لما في أنفسکم. ثم أقبل علي السيد فقال: ما تقول فيما يقولون؟

فقال: ما أشتم احدا وإني لاترحم علي أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله وهذا إبن أباض قل له: يترحم علي علي وعثمان وطلحة والزبير. فقال له: ترحم علي هؤلاء. فتلوي تثاقل ساعة فحذفه المنصور بعود کان بين يديه وأمر بحبسه فمات في الحبس وأمر بمن کان معه فضربوا بالمقارع وأمر للسيد بخمسة آلاف درهم.


يالقومي للنبي المصطفي
ولما قد نال من خير الامم


جحدوا ما قاله في صنوه
يوم خم بين دوح منتظم


: أيها الناس فمن کنت له
واليا يوجب حقي في القدم


فعلي هو مولاه لمن
کنت مولاه قضآء قد حتم


أفلا ينفذ فيهم حکمه؟
عجبا يولع في القلب الضرم


ألا إن الوصية دون شک
لخير الخلق من سام وحام


وقال محمد بغدير خم
عن الرحمن ينطق باعتزام


يصيح وقد أشار إليه فيکم
إشارة غير مصغ للکلام


: ألا من کنت مولاه فهذا
أخي مولاه فاستمعوا کلامي


فقال الشيخ يقدمهم إليه
وقد حصدت بداه من الزحام


ينادي: أنت مولاي ومولي ال
أنام. فلم عصي مولي الانام؟!


وقد ورث النبي رداه يوما
وبردته ولائکة اللجام

[صفحه 230]

علي آل الرسول وأقربيه
سلام کلما سجع الحمام


أليسو في السمآء وهم نجوم
وهم أعلام عز لا يرام؟؟!!


فيامن قد تحير في ضلال
أميرالمؤمنين هو الامام


رسول الله يوم «غدير خم»
أناف به وقد حضر الانام


تأتي القصيدة بتمامها في ترجمته. قال المعتز في طبقاته ص 8: حکوا عن بعضهم انه قال: رأيت حمالا عليه حمل ثقيل وقد جهده، فقلت: ما هذا؟ فقال: ميميات السيد.



نفسي فداء رسول الله يوم أتي
جبريل يأمر بالتبليغ إعلانا


:إن لم تبلغ فما بلغت فانتصب
النبي ممتثلا أمرا لمن دانا


وقال للناس: من مولاکم قبلا
يوم الغدير؟ فقالوا: أنت مولانا


أنت الرسول ونحن الشاهدون علي
أن قد نصحت وقد بينت تبيانا


:هذا وليکم بعدي امرت به
حتما فکونوا له حزبا وأعوانا


هذا أبرکم برا وأکثرکم
علما وأولکم بالله ايمانا


هذا له قربة مني ومنزلة
کانت لهارون من موسي بن عمرانا


أتي جبرئيل والنبي بضحوة
فقال: أقم والناس في الوخدتمحن


وبلغ وإلا لم تبلغ رسالة
فحط وحط الناس ثم ووطنوا


علي شجرات في الغدير تقادمت
فقام علي رحل ينادي ويعلن


وقال: ألا من کنت مولاه منکم
فمولاه من بعدي علي فأذعنوا


فقال شقي منهم لقرينه
وکم من شقي يستزل ويفتن


: يمد بضبعيه عليا وإنه
لما بالذي لم يؤته لمزين


کأن لم يکن في قلبه ثقة به
فيا عجبا أني ومن أين يؤمن؟؟!!


منحت الهوي المحض مني الوصيا
ولا أمنح الود إلا عليا

[صفحه 231]

دعاني النبي عليه السلام
إلي حبه فأجبت النبيا


فعاديت فيه وواليته
وکنت لمولاه فيه وليا


أقام بخم بحيث الغدير
فقال فأسمع صوتا نديا


:ألا ذا إذا مت مولاکم
فأفهمه العرب والاعجميا


به وصي النبي غداة «خم»
جميع الناس لو حفظوا النبيا


وناداهم: ألست لکم بمولي؟
عباد الله فاستمعوا إليا


فقالوا: أنت مولانا وأولي
بنا منا فضم له عليا


وقال لهم بصوت جهوري
وأسمع صوته من کان حيا


: فمن أنا کنت مولاه فإني
جعلت له أبا حسن وليا


فعاد الله من عاداه منکم
وکان بمن تولاه حفيا


وقام محمد بغدير خم
فنادي معلنا صوتا نديا


لمن وافاه من عرب وعجم
وحفوا حول دوحته حنيا


: ألا من کنت مولاه فهذا
له مولي وکان به حفيا


إلهي عاد من عادي عليا
وکن لوليه ربي وليا



صفحه 226، 227، 228، 229، 230، 231.