فيمن شرب خمرا ولا يعلم تحريمها
فقال (ع): مر رجلين ثقتين من المسلمين يطوفان به علي مجالس المهاجرين والانصار يناشدانهم [اللّه][3] هل فيهم احد تلاعليه آية التحريم[4] او اخبره بذلک عن رسول اللّه (ص)؟ فان شهد بذلک رجلان منهم فاقم عليه الحد، وان لم يشهد احد بذلک فاستتبه وخل سبيله، ففعل ذلک ابوبکر، فلم يشهد [عليه][5] احد فاستتابه وخلي سبيله. انتهي. وفي مناقب ابن شهراشوب:[6] روت الخاصة والعامة ان ابابکر اراد ان يقيم الحد علي رجل شرب الخمر، وذکر نحوا مما ذکره المفيد. [صفحه 49] وروي الکليني في الکافي،[7] عن علي، عن ابيه، عن ابن فضال، عن ابن بکير، عن ابي عبداللّه (ع) قال: شرب رجل الخمرعلي عهد ابي بکر فرفع الي ابي بکر، فقال له: اشربت خمرا؟ قال: نعم. قال: ولم وهي محرمة؟ فقال الرجل: اني اسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها، ولو علمت انها حرام اجتنبتها. فالتفت ابوبکر الي عمر، فقال: ما تقول؟ فقال عمر: معضلة وليس لها ابوحسن.[8] . [صفحه 50] فقال ابوبکر: ادع لنا عليا. فقال عمر: يؤتي الحکم في بيته، فقاما والرجل معهما ومن حضرهما من الناس حتي اتوا اميرالمؤمنين (ع) فاخبراه بقصة الرجل. فقال: ابعثوا معه من يدور به علي مجالس المهاجرين والانصار من کان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، ففعلوا ذلک ولم يشهد عليه احد بانه قرا عليه آية التحريم، فخلي عنه، وقال له: ان شربت بعدها اقمنا عليک الحد. وفي کتاب عجائب احکامه[9] المقدم ذکره: وحدثني ابي، عن عثمان بن عيسي، عن ابن مسکان، عن ابي عبداللّه (ع) قال: قضي اميرالمؤمنين (ع) بقضية ما قضي بها احد کان قبله. وکان اول قضية قضي بها بعد رسول اللّه (ص)، وذلک لما افضي الامر الي ابي بکر اتي برجل قد شرب خمرا. فقال له ابوبکر: اشربت الخمر؟ فقال الرجل: نعم. فقال: ولم شربتها وهي محرمة؟ فقال: اني اسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلونها، ولم اعلم انها حرام فاجتنبها. فالتفت ابوبکر الي عمر، فقال: ما تقول يا اباحفص في امره؟ فقال عمر: معضلة وابوحسن لها. فقال ابوبکر: يا غلام، ادع عليا. فقال عمر: بل يؤتي الحکم في منزله، فاتوه في منزله وعنده سلمان، فاخبروه بقصة الرجل، وقص الرجل عليه قصته. [صفحه 51] فقال علي لابي بکر: ابعث من يدور معه علي مجالس المهاجرين والانصار، فمن کان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، وان لم يکن احد تلا عليه آية التحريم فلا شي ء عليه. ففعل ابوبکر بالرجل ما قال علي (ع) فلم يشهد عليه احد، فخلي سبيله، ثم قرئت عليه آية التحريم. فقال سلمان لعلي (ع): ارشدتهم. فقال: انما اردت ان اجدد تاکيد هذه الاية في وفيهم: (افمن يهدي الي الحق احق اءن يتبع أم من لا يهدي الا أن يهدي فما لکم کيف تحکمون).[10] . ورواه الکليني في الکافي:[11] عن العدة، عن احمد بن ابي عبداللّه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير، عن ابي عبداللّه (ع)، مثله.[12] .
11- قال المفيد:[1] ومن قضاياه في امارة ابي بکر ما جاء به الخبر عن رجال من العامة والخاصة ان رجلا رفع الي ابي بکر وقد شرب الخمر فاراد ان يقيم عليه الحد، فقال: اني شربتها ولا علم لي بتحريمها، لاني نشات بين قوم يستحلونها، ولم اعلم بتحريمها حتي الان، فارتج[2] علي ابي بکر الامر بالحکم عليه، فاشير عليه بسؤال اميرالمؤمنين (ع) عن ذلک، فارسل اليه من ساله.
صفحه 49، 50، 51.
اقول: لقد قال الخليفة الثاني مثل هذا مرارا وفي مواقف کثيرة وبالفاظ شتي؛ اللهم اني اعود بک من عضيهة ليس لها علي عندي حاضرا، اللهم لا تبقني لمعضله ليس لها ابن ابي طالب، عجزت النساء ان تلد مثل علي بن ابي طالب، کل الناي افقه منک يا عمر، لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها علي، لا عشت في امة لست فيها يا اباحسن، لا عشت لمعضلة لا يکون لها ابوحسن، لولا علي لهلک عمر، و... انظر: طبقات ابن سعد: 339:2، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: 467:2 ح 1100، انساب الاشراف: 100:2 ح 29 و30، المستدرک علي الصحيحين: 457:1، الاستيعاب: 39:3، المقتع في الامامة للسد ابادي: المناقب للخوارزمي: 81 ح 65، ترجمة اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (ع) من تاريخ مدينة دمشق: 53-50: 3 ح 1082-1079، الفائق للزمخشري: 445:2، المناقب لابن شهراشوب: 31:2، صفة الصفوة لابن الجوزي: 314، اسد الغابة: 23-22: 4، مطالب السؤول: 82، تذکرة الخواص: 144، کفاية الطالب: 217، بناء المقالة الفاطمية: 194 و202، کشف الغمة: 118:1، ذخائر العقبي: 82، الرياض النضرة: 166:3، لسان العرب: 453:11، نهج الحق وکشف الصدق: 240 و277 و278 و350، کشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد:377، المستجاد: 125، فرائد السمطين: 351:1، تهذيب التهذيب: 337:7، الاصابة: 509:2، الفصول المهمة: 35، جواهر المطالب: 195:1 و200، الصواعق المحرقة: 127، فيض القدير: 357:4، بحارالانوار: 678:30 و679 و690 وج 148:40 و149، مناقب اهل البيت (ع) للشرواني: 193، نور الابصار للشبلنجي: 88، ينابيع المودة: 227:1 وج 172:2، الغدير: 327:6 و328، احقاق الحق: 25:8.