بقرة قتلت حمارا











بقرة قتلت حمارا



9- قال المفيد:[1] وجاءت الاثار ان رجلين اختصما الي النبي (ص) في بقرة قتلت حمارا، فقال احدهما: يا رسول اللّه، بقرة هذا قتلت حماري.

فقال: اذهبا الي ابي بکر فاسالاه عن ذلک، فذهبا اليه فقال: کيف ترکتما رسول اللّه وجئتماني؟

قالا: هو امرنا بذلک.

قال: بهيمة قتلت بهيمة لا شي ء علي ربها.

فعادا الي رسول اللّه (ص) فاخبراه، فقال: امضيا الي عمر.

فمضيا اليه، فقال: کيف ترکتما رسول اللّه وجئتماني؟

قالا: انه امرنا بذلک.

قال: کيف لم يامرکما بالمصير الي ابي بکر؟

قالا: قد امرنا بذلک وقال لنا کيت وکيت.

فقال: ما اري الا ما راي ابوبکر.

فعادا الي النبي فاخبراه، فقال: اذهبا الي علي بن ابي طالب.

فذهبا اليه فقال: ان کانت البقرة دخلت علي الحمار في مامنه فعلي ربها[2] قيمة الحمار لصاحبه، وان کان الحمار دخل علي البقرة في مامنها[3] فقتلته فلا

[صفحه 45]

غرم علي صاحبها. فعادا الي النبي (ص) فاخبراه، فقال: لقد قضي علي بن ابي طالب بينکما بقضاء اللّه، ثم قال: الحمد للّه الذي جعل فينا اهل البيت من يقضي علي سنن داود في القضاء.

قال المفيد: وقد روي بعض العامة ان هذه القضية کانت من اميرالمؤمنين (ع) بين الرجلين باليمن، وروي بعضهم حسبما قدمناه. انتهي.

ويمکن تعدد الواقعة فاحداهما وقعت باليمن والاخري بالمدينة.

وفي مناقب ابن شهراشوب[4] - ما صورته-: مصعب بن سلام، عن الصادق (ع) ان رجلين اختصما الي النبي (ص) في بقرة قتلت حمارا، فقال (ص): اذهبا الي ابي بکر واسالاه [عن ذلک]،[5] فلما سالاه قال: بهيمة قتلت بهيمة لا شي ء علي ربها.

فاخبرا رسول اللّه (ص) فاشار بهما الي عمر فقال کما قال ابوبکر.

فاخبرا رسول اللّه (ص) بذلک، فقال: اذهبا الي علي، فکان قوله (ع): ان کانت البقرة دخلت علي الحمار في مامنه[6] فعلي ربها قيمة الحمار لصاحبه، وان کان الحمار دخل علي البقرة في[7] مامنها فقتلته فلا غرم علي صاحبها، فقال رسول اللّه (ص): لقد قضي بينکما بقضاء اللّه.

ورويت هذه الواقعة في کتاب عجائب احکام اميرالمؤمنين (ع)[8] فانه بعد ما قال: وعنه، عن النوفلي، عن السکوني، وذکر حديثا، قال: وعنه انه رفع الي

[صفحه 46]

النبي (ص) ان ثورا قتل حمارا علي عهد النبي (ص)، فرفع ذلک اليه وهو في رهط من اصحابه فيهم ابوبکر وعمر، فقال النبي (ص): يا ابابکر، اقض بينهم.

فقال: يا رسول اللّه، بهيمة قتلت بهيمة ما عليها شي ء.

فقال لعمر: اقض بينهم.

فقال مثل مقالة[9] ابي بکر.

فقال: يا علي، اقض بينهم.

قال: نعم، يا رسول اللّه، ان کان الثور دخل علي الحمار[10] في مستراحه ضمن اصحاب الثور ثمن الحمار، وان کان الحمار دخل علي الثور في مستراحه فلا ضمان عليهم.

فرفع النبي (ص) يده الي السماء، وقال: الحمد للّه الذي جعل مني من يقضي بقضاء النبيين.[11] .


صفحه 45، 46.








  1. ارشاد المفيد: 197:1.
  2. کذا في المصدر، وفي الاصل: منامه.
  3. کذا في المصدر، وفي الاصل: منامها.
  4. 354:2.
  5. من المصدر.
  6. کذا في المصدر، وفي الاصل: منامه.
  7. کذا في المصدر، وفي الاصل: منامها.
  8. قضايا اميرالمؤمنين (ع): ح 5 و244.
  9. في المصدر: ما قال.
  10. کذا في المصدر، وفي الاصل: حماره.
  11. الکافي: 352:7 ح 6 و7، خصائص الائمة (ع): 81، تهذيب الاحکام: 229:10 ح 901 و902، مقصد الراغب: 43 (مخطوط)، الفضائل لشاذان: 167، المستجاد: 120، الفصول المهمة لابن الصباغ: 34، الصواعق المحرقة: 123 ح 10، احقاق الحق: 48:8 وص 85-84 عن عدة مصادر للعامة، غاية المرام: 529 ح 1 وص 530 ح 2، بحارالانوار:247-246: 40 وج 401-400: 104 ح 6-2، ينابيع المودة: 228:1 ح 63، معادن الجواهر: 29:2 ح 5، قضاء اميرالمؤمنين (ع) للتستري: 189 ح 1.