فيمن قال: اني زنيت فطهرني











فيمن قال: اني زنيت فطهرني



90- وفيه[1] - بعد الحديث السابق، ما لفظه-: وعنه قال: جاء رجل الي اميرالمؤمنين (ع) فقال: اني زنيت فطهرني.

فقال اميرالمؤمنين (ع): ابک جنة؟

قال: لا.

قال: اتقرا من القرآن شيئا؟ فقرا.

فقال: ممن انت.[2] .

قال: انا [رجل][3] من مزينة، او جهينة.

قال (ع): اذهب حتي نسال عنک.

فسال عنه، فقيل: يا اميرالمؤمنين، هو رجل مسلم صحيح العقل.

[صفحه 137]

ثم رجع اليه فقال: يا اميرالمؤمنين، اني زنيت فطهرني.

فقال: ويحک، الک زوجة؟

قال: نعم.

قال (ع): اکنت حاضرها؟

قال: نعم.

قال: اذهب حتي ننظر في امرک، فجاء الثالثة، فاعاد عليه اميرالمؤمنين (ع) الکلام الاول وقال: اذهب حتي ننظر في امرک، فجاء في الرابعة، فقال: اني زنيت فطهرني. فامر اميرالمؤمنين (ع) قنبرا فحبسه، ثم نادي اميرالمؤمنين (ع): ايها الناس، ان هذا رجل نحتاج ان نقيم عليه حد اللّه، فاخرجوا، فلما کان من الغد اخرجه اميرالمؤمنين (ع) بالغلس[4] وصلي رکعتين، ثم حفر له حفيرة ووضعه فيها، ثم نادي اميرالمؤمنين (ع): ايها الناس، ان هذه حقوق اللّه لا يطلبها من کان للّه عليه حق مثله. فانصرف الناس الا اميرالمؤمنين والحسن والحسين (ع)، ثم اخذ اميرالمؤمنين (ع) حجرا وکبر اربع تکبيرات، ثم رماه به، ثم اخذ الحسن (ع) مثله، ثم فعل الحسين (ع) مثله، فلما مات اخرجه اميرالمؤمنين (ع)، ثم صلي عليه.

فقالوا: يا اميرالمؤمنين، الا نغسله؟

قال (ع): قد اغتسل بما هو منه طاهر الي يوم القيامة. ثم قال اميرالمؤمنين (ع): ايها الناس، من اتي هذه القاذورة فليتب الي اللّه بينه وبينه،[5] فو اللّه لتوبة الي اللّه في السر افضل من ان يفضح نفسه ويهتک ستره.[6] .

[صفحه 138]


صفحه 137، 138.








  1. قضايا اميرالمؤمنين (ع): ح 24 و225.
  2. کذا في المصدر، وفي الاصل: من کنت.
  3. من المصدر.

    وجهينة: حي عظيم من قضاعة، من القحطانية، وهم: بنو جهينة بن زيد بن ليث... قاتلوا مع خالد بن الوليد سنة 8ه في فتح مکة، وقاتلوا مع رسول الله (ص) في غزوة حنين، وقد مدحهم الرسول (ص) فقال: الانصار، ومزينة، وجهينة، وغفار، واشجع، ومن کان من بني عبدالله موالي دون الناس، والله ورسوله مولاهم.

    ومزينة: بطن من مضر، من العدنانية، کانت مساکن مزينة بين المدينة ووادي القري. انظر: معجم قبائل العرب:217-216: 1 وج 1083:3.

  4. الغلس: ظلام آخر الليل. «المحيط في اللغة: 15:5- غلس-».
  5. في المصدر: بينه وبين اللّه.
  6. تفسير القمي: 97-96: 2، الکافي: 188:7 ح 3، زين الفتي: 194:1 ح 114، من لا يحضره الفقيه: 31:4 ح 5017، مناقب ابن شهراشوب: 177:2، تسلية المجالس بتحقيقنا: 266:1، وسائل الشيعة: 106 -105: 82 ح 2، بحارالانوار: 292:40 ح 48 وج 35:79 ح 7 وج 12:82 ح 10 عن مقصد الراغب، مستدرک الوسائل: 182:2 ح 2، قضاء اميرالمؤمنين (ع): 27 ح 1.