فيمن قالت: اني زنيت فطهرني











فيمن قالت: اني زنيت فطهرني



89- وفيه:[1] حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن ابي جعفر (ع)، قال: اتت امراة اميرالمؤمنين (ع) فقالت: يا اميرالمؤمنين، اني زنيت فطهرني طهرک اللّه، فان عذاب الدنيا ايسر من عذاب الاخرة الذي لاينقطع.

فقال (ع): مم اطهرک؟

فقالت: اني زنيت.

فقال (ع): فذات بعل کنت ام غير ذات بعل؟

قالت: ذات بعل.

قال (ع) لها: احاضرا کان بعلک اذ فعلت ما فعلت ام غائبا؟

قالت: بل حاضر.

فقال (ع) لها: انطلقي حتي تضعي ما في بطنک[2] ثم ائتيني.

فلما ولت عنه المراة وغابت حيث لا تسمع کلامه قال علي (ع): اللهم

[صفحه 133]

فشهادة،[3] فلم يلبث ان اتته، فقالت: اني قدوضعت فطهرني، فتجاهل علي (ع) عليها،[4] وقال لها: اطهرک يا امة اللّه مماذا؟

قالت: اني قد زنيت وقد وضعت، فطهرني.

قال: وذات بعل کنت اذ فعلت ما فعلت؟

قالت: نعم.

قال: کان زوجک غائبا او حاضرا؟

قالت: حاضرا.

قال (ع): فانطلقي فارضعيه حولين کاملين کما امر[5] اللّه تعالي.

فانصرفت المراة، فلما کانت حيث لا تسمع کلامه قال: اللهم انهما شهادتان.

فلما مضي حولان [کاملان][6] جاءت المراة، فقالت: قد ارضعت حولين کاملين، فطهرني يا اميرالمؤمنين طهرک اللّه، فتجاهل عليها فقال لها: اطهرک مماذا، يا امة اللّه؟

قالت: اني زنيت.

فقال: ذات بعل کنت اذ فعلت ما فعلت؟

قالت: نعم.

قال: وبعلک حاضر اذ فعلت ما فعلت ام غائب؟

قالت: بل حاضر.

قال: انطلقي[7] فاکفليه حتي يعقل ان ياکل ويشرب، ولا يتردي من سطح،

[صفحه 134]

ولا يتهور في بئر، فانصرفت وهي تبکي، فلماولت وکانت حيث لا تسمع کلامه قال: اللهم انها ثلاث شهادات.

قال: واستقبلها عمرو بن حريث[8] فقال لها: ما يبکيک؟

قالت: اتيت اميرالمؤمنين فسالته ان يطهرني، فقال: اکفلي ولدک حتي ياکل ويشرب، ولا يتردي من سطح، ولا يتهور في بئر، وقد خفت ان يدرکني الموت ولم يطهرن.

فقال لها عمرو: ارجعي فاني اکفله، فرجعت فاخبرت اميرالمؤمنين بقول عمرو، فقال لها اميرالمؤمنين (ع) کالمتجاهل عليها: ولم يکفلک عمرو وولدک؟[9] .

قالت: يا اميرالمؤمنين، اني زنيت فطهرني.

فقال (ع): وذات بعل کنت اذ فعلت ما فعلت؟

قالت: نعم.

قال (ع): وکان بعلک حاضرا؟

قالت: نعم.

فرفع اميرالمؤمنين (ع) راسه الي السماء، وقال: اللهم اني قد اثبت عليها اربع شهادات، وانک قلت لنبيک (ص): من عطل حدا من حدود اللّه[10] فقد عاندني

[صفحه 135]

وضادني، اللهم واني غير معطل حدودک، ولا طالب مضادتک، ولا معاندتک، ولا مضيع لا حکامک، بل مطيع لک، متبع سنة نبيک (ص).

فنظر اليه عمرو بن حريث وکان الرمان يفقا[11] في وجهه، فلما راي عمرو ذلک قال: يا اميرالمؤمنين، انما اردت ان اکفله لانني ظننت انک تحب ذلک، فاما اذ کرهت فلست افعل.

فقال له اميرالمؤمنين (ع): بعد اربع شهادات فتکفله وانت صاغر.

ثم قام اميرالمؤمنين (ع) فصعد المنبر، فقال: يا قنبر، ناد في الناس الصلاة جامعة، فنادي في الناس، فاجتمعوا حتي غص المسجد باهله، فقام اميرالمؤمنين (ع)، فحمد اللّه واثني عليه، ثم قال: يا ايها الناس، ان امامکم خارج بهذه المراة الي الظهر ليقيم عليها الحد ان شاء اللّه، يعزم عليکم اميرالمؤمنين لما خرجتم متنکرين ومعکم احجارکم لا يتعرف منکم احد الي احد حتي يرجع الي منزله ان شاء اللّه، ثم نزل.

فلما اصبح خرج [اميرالمؤمنين][12] بالمراة، وخرج الناس متنکرين[13] متلثمين بعمائمهم، والحجارة في ايديهم وفي ارديتهم واکمامهم، حتي انتهوا الي ظهر الکوفة، فامر فحفر لها حفيرة، ثم دفنها فيها الي حقوها،[14] ثم رکب بغلته واثبت رجليه في غرز الرکاب، ثم وضع اصبعيه السبابتين في اذنيه، ونادي باعلي صوته: يا ايها الناس، ان اللّه تبارک وتعالي عهد الي نبيه محمد (ص) وعهد محمد الي بانه لا يقيم الحد من للّه عليه الحد، فمن کان للّه عليه مثل ما له عليها فلا يقم عليها الحد.

[صفحه 136]

فانصرف الناس يومئذ کلهم ما خلا اميرالمؤمنين والحسن والحسين (ع)، فاقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ وما معهم غيرهم.[15] .


صفحه 133، 134، 135، 136.








  1. قضايا اميرالمؤمنين (ع): ح 23 و224.
  2. في المصدر: حتي تضعي حملک.
  3. في المصدر: هذه شهادة.
  4. في المصدر: فتجاهل عنها.
  5. في المصدر: امرک.
  6. من المصدر.
  7. في المصدر: قد ارضعت حولين کاملين، فطهرني يا اميرالمؤمنين، فسالها مثل السؤال الاول والثاني، ثم قال (ع): انطلقي.
  8. هو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي، من اصحاب رسول اللّه (ص) واميرالمؤمنين (ع)، عدو اللّه، ملعون، نزل الکوفة، توفي سنة 85ه.

    تجد ترجمته في: طبقات ابن سعد: 23:6 تاريخ خليفة بن خياط: 277، التاريخ الکبير للبخاري: 305:6 رقم 2479، الجرح والتعديل: 226:6 رقم 1254، رجال الطوسي: 25 رقم 65 وص 52 رقم 86، تهذيب الکمال: 580:21 رقم 4345، سير اعلام النبلاء: 417:3 رقم 70، معجم رجال الحديث: 84:13 رقم 8875.

  9. في المصدر: ولم يکفل عمرو ولدک؟.
  10. في المصدر: من حدودي.
  11. الفقا: الشق.
  12. من المصدر.
  13. اللثام: ما کان علي الفم من النقاب.
  14. الحقو: الخصر ومشد الازار من الجنب. «لسان العرب: 189:14- حقا-».
  15. المحاسن للبرقي: 309 ح 23، الکافي: 185:7 ح 1، من لا يحضره الفقيه: 32:4 ح 5018، تهذيب الاحکام: 9:10 ح 23 وص 11 ح 24، وسائل الشيعة: 103:28 ح 1، بحارالانوار: 290:40 ح 47 وج 97:42 ح 30 وج 45:79 ح 32، قضاء اميرالمؤمنين (ع): 28 ح 2.