بغداد وملك بني العباس















بغداد وملک بني العباس‏



1/9412- قال أبوالجوائز الکاتب: حدّثنا علي بن عثمان، قال: حدّثنا المظفّر بن الحسن الواسطي السّلال، قال: حدّثنا الحسن بن ذکردان، وکان ابن‏ثلاثمائة

[صفحه 465]

وخمس وعشرين سنة، قال: رأيت علياً عليه‏السلام في النوم وأنا في بلدي، فخرجت إليه إلي المدينة، فأسلمت علي يده وسمّاني الحسن، وسمعت منه أحاديث کثيرة، وشهدت معه مشاهده کلها، فقلت له يوماً من الأيام: يا أميرالمؤمنين اُدع اللَّه لي، فقال: يا فارسي إنّک ستغمر وتُحمل إلي مدينةٍ يبنيها رجل من بني عمّي العباس تسمّي في ذلک الزمان بغداد، ولا تصل إليها، تموت بموضع يقال له المدائن، فکان کما قال عليه‏السلام ليلة دخل المدائن فمات.[1].

2/9413- مسعدة بن اليسع، عن الصادق عليه‏السلام في خبر، أنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام مرّ بأرض بغداد، فقال: ما تُدعي هذه الأرض؟ قالوا: بغداد، قال: نعم، يُبني هاهنا مدينة وذکر وصفها، ويقال: إنّه وقع من يده سوط، فسأل عن أرضها، فقالوا: بغداد، فأخبر أنّه يُبني مسجد ثمّ يقال له مسجد السوط.[2].

3/9414- قال علي عليه‏السلام في واقعة بغداد کأنّه يشاهدها ويقول فيها: واللَّه کأني أنظر إلي القائم من بني العباس وهو يُقاد بينهم کما يُقاد الجزور إلي الأضحية، ولا يستطيع دفعاً عن نفسه، ويحه ثمّ ويحه ما أذلّه فيهم لاطراحه أمر ربّه وإقباله علي أمر دنياه، ويقول: واللَّه لو شئت لأخبرتکم بأسمائهم وکناهم وحُلاهم ومواضع قتلاهم ومساقط رؤوسهم[3].

4/9415- عن علي [عليه‏السلام]: ستکون لبني عمي مدينة من قبل المشرق بين دجلة ودجيلة وقطربل والصراط، يشيّد فيها بالخشب والآجر والجص والذهب، يقال لها بغداد، يسکنها شرار خلق اللَّه وجبابرة اُمّتي، أما أنّ هلاکها علي السفياني، کأنّي بها واللَّه قد صارت خاوية علي عروشها.[4].

[صفحه 466]

5/9416- عن علي [عليه‏السلام]: تکون مدينة بين الفرات ودجلة، يکون فيها ملک بني العباس، وهي الزوراء، يکون فيها حرب مفظعة، تسبي فيها النساء ويذبح فيها الرجال کما تذبح الغنم.[5].

6/9417- عن علي [عليه‏السلام]: ما لي ولبني العباس شيَّعوا اُمّتي وسفکوا دماءها وألبسوها ثياب السواد، ألبسهم اللَّه ثياب النار.[6].

7/9418- العلّامة الحلّي، عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام: في باب إخبار مغيّبات أميرالمؤمنين عليه‏السلام، ومن ذلک إخباره بعمارة بغداد وملک بني العباس وأحوالهم، وأخذ المغول الملک منهم، رواه والدي وکان ذلک سبب سلامة أهل الکوفة والحلة والمشهدين الشريفين من القتل لما وصل السلطان هلاکو إلي بغداد قبل أن يفتحها، هرب أکثر أهل الحلة إلي البطائح إلّا القليل، (فکان) من جملة القليل والدي قدس سره السيد مجد الدين بن طاووس والفقيه ابن‏أبي‏العزّ، فأجمع رأيهم علي مکاتبة السلطان بأنّهم مطيعون داخلون تحت الإيلية، وانفدوا به شخصاً أعجمياً، فانفذ السلطان إليهم فرحاناً مع شخصين: أحدهما يقال له نکلة والآخر يقال له علاء الدين (وقال لهما: قولا لهم: إن کانت قلوبکم کما وردت به کتبکم تحضرون إلينا، فجاء الأميران فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهي الحال إليه، فقال والدي قدس سره: إن جئت وحدي کفي؟ فقالا: نعم، فاصعد معهما، فلما حضر بين يديه وکان ذلک قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة، قال له: کيف قدمت علي مکاتبتي والحضور عندي قبل أن تعلموا بما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبکم، وکيف تأمنون أن يصالحني ورحلت عنه؟ فقال والدي: قدمنا علي ذلک لأنّا روينا عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام أنّه قال في خطبة الزوراء: وما أدراک ما الزوراء أرض ذات اُتل يشيّد

[صفحه 467]

فيها البنيان وتکثر فيها السکان، ويکون فيها مخادم وخزان يتّخذها ولد العباس موطناً ولزخرفهم مسکناً، تکون لهم دار لهو ولعب، يکون بها الجور الجائر والخوف المخيف، والأئمة الفجرة والاُمراء الفسقة والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس والروم، لا يأتمرون بمعروف إذا عرفوه ولا يتناهون عن منکر إذا نکروه، تکفي الرجال منهم الرجال والنساء بالنساء، فعند ذلک الغم العميم، والبکاء الطويل، والويل والعويل لأهل الزوراء من سطوات الترک، وهم قوم صغار الحدق وجوههم کالمجان المطرّقة، لباسهم الحديد جرد مرد يقدمهم ملک يأتي من حيث بدا ملکهم، جهوريّ الصوت قويّ الصولة عالي الهمّة، لا يمرّ بمدينة إلّا فتحها ولا ترفع عليه راية إلّا نکسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال کذلک حتّي يظفر.

فلما وصف لنا ذلک ووجدنا الصفات فيکم رجوناک فقصدناک، فطيّب قلوبهم، وکتب لهم فرماناً باسم والدي قدس سره يطيّب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها[7].

8/9419- عن أميرالمؤمنين عليه‏السلام أنّه قال: ألا وانّ للباطل جولة وللحقّ دولة واني ظاعن عن قريب، فارتقبوا الفتنة الأموية والدولة الکروية، ثمّ تقبل دولة بني العباس بالفزع والبأس، وتبني مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات، ملعون من سکنها منها تخرج طينة الجبابرة، تعلي فيها القصور وتسبل الستور ويتعلون بالمکر والفجور فيتداولها بنو العباس ملکاً علي عدد سنيّ الملک، ثمّ الفتنة الغبراء والقلادة الحمراء....[8].

9/9420- الشيخ البهائي: رأيتُ في بعض التواريخ ما صورته من کلام أميرالمؤمنين عليه‏السلام في زوال دولة بني العباس:

[صفحه 468]

ملک بني العباس عسر لا يُسر فيه، لو اجتمع الترک والديلم والهند والسند علي أن يزيوا ملکهم لما قدروا أن يزيلوه، حتّي يشتدّ عنهم مواليهم وأرباب دولتهم، ويسلط عليهم ملک من الترک جهوري في الصوت يأتي عليهم من حيث بدا ملکهم، لا يمرّ بمدينة إلّا فتحها ولا ترفع راية إلّا نکسها، الويل الويل لمن ناواه، فلا يزال کذلک‏حتّي يظفر، ثمّ يدفع ظفره إلي رجل من عترتي يقول الحق ويعمل به.

قال صاحب التاريخ: اُريد بذلک هلاکوخان حيث أتي من ناحية خراسان، ومنها ابتدأ ملک بني العباس، فإنّ أوّل ما اُخذت البيعة لهم في خراسان بسعي أبي‏مسلم.[9].

10/9421- عن عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه أنّه افتقد عبداللَّه بن عباس وقت صلاة الظهر، فقال لأصحابه: ما بال ابن‏عباس لم يحضر؟ قالوا: ولد له مولود. فلمّا صلّي علي الظهر، قال: انقلبوا بنا إليه، فأتاه فهنّاه، فقال له: شکرت الواهب وبورک لک في الموهوب، فما سمّيته؟ قال: لا يجوز لي أن اُسمّيه حتّي تسمّيه أنت، فأمر به فاُخرج إليه فأخذه فحنکه ودعا له وردّه وقال: خُذ إليک أباالأملاک وقد سمّيته عليّاً وکنّيته أباالحسن.[10].


صفحه 465، 466، 467، 468.








  1. مناقب ابن‏شهر آشوب، باب إخباره عليه‏السلام بالغيب 263:2؛ البحار 307:41.
  2. مناقب ابن‏شهر آشوب، باب إخباره عليه‏السلام بالغيب 264:2؛ البحار 308:41.
  3. احياء الاحياء 202:4؛ کشف الغمة، في اخباره بالمغيبات 278:1.
  4. کنز العمال 161:11 ح 31038.
  5. کنز العمال 162:11 ح 31041.
  6. کنز العمال 162:11 ح 31042.
  7. الکني والألقاب للشيخ عباس القمي في ترجمة ابن‏أبي‏العز 198:1؛ کشف اليقين، في اخباره بالمغيبات: 80.
  8. مشارق أنوار اليقين: 166.
  9. کشکول الشيخ يوسف 323:3 نقلاً عن کشکول الشيخ البهائي.
  10. العقد الفريد 293:2.