الخوارج















الخوارج‏



1/9333- عن أبي‏مجلّد في خبرٍ أنّه قال عليه‏السلام في الخوارج مخاطباً لأصحابه: واللَّه لا يقتل منکم عشرة، وفي رواية: ولا ينفلت منهم عشرة، ولا يهلک منّا عشرة، فقتل من أصحابه تسعة، وانفلت منهم تسعة: اثنان إلي سجستان، واثنان إلي عمان، واثنان إلي بلاد الجزيرة، واثنان إلي اليمن، وواحد إلي موزن.

والخوارج من هذه المواضع منهم، وقال الأعثم: المقتولون من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‏السلام: رويبة بن وبر العجلي، وسعد بن خالد السبيعي، وعبداللَّه بن حمّاد الأرحبي، والفيّاض بن خليل الأزدي، وکيسوم بن سلمة الجُهني، وعبيدبن عبيدالخولاني، وجُميح بن جشم الکندي، وضَبَّ بن عاصم الأسدي[1].

2/9334- من کلامٍ له عليه‏السلام کلّم به الخوارج:

أما إنّکم ستلقون بعدي ذلاً شاملاً، وسيفاً قاطعاً، وأثرة يتّخذها الظالمون فيکم سنّة.[2].

3/9335- قال علي عليه‏السلام لمّا عزم علي حرب الخوارج، فقيل له: إنّ القوم قد عبروا جسر النهروان، قال: مصارعهم دون النطفة، واللَّه لا يفلت منهم عشرة، ولا تقتل (يهلک) منکم عشرة- يعني بالنطفة ماء النهر-.[3].

[صفحه 426]

4/9336- قال علي عليه‏السلام لمّا قتل الخوارج، فقيل له: يا أميرالمؤمنين هلک القوم بأجمعهم، فقال: کلّا واللَّه، إنّهم نطف في أصلاب الرجال، وقرارات النساء، کلّما نجم منهم قرن قُطع، حتّي يکون آخرهم لصوصاً سلّابين.[4].

5/9337- من کلامٍ له عليه‏السلام للخوارج، وذکر کلاماً من جملته: سيهلک فيّ صنفان: محبّ مفرط يذهب به الحبّ إلي غير الحق، ومبغض مفرط يذهب به البغض إلي غير الحق، وخير الناس فيّ حالاً النمط الأوسط.[5].

6/9338- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام وهو متوجّه إلي قتال الخوارج: لولا أني أخاف أن تتکّلوا وتترکوا العمل، لأخبرتکم بما قضاه اللَّه علي لسان نبيّه صلي الله عليه و آله فيمن قاتل هؤلاء القوم مستبصراً بضلالتهم، وأنّ فيهم لرجلاً يقال له ذو الثدية له ثدي کثدي المرأة، وهم شرّ الخلق والخليقة، وقاتلهم أقرب الخلق إلي اللَّه وسيلة، ولم يکن المخدج معروفاً في القوم، فلما قتلوا جعل عليه‏السلام يطلبه في القتلي ويقول: واللَّه ما کذبت ولا کذّبت، حتّي وجد في القوم وشقّ قميصه وکان علي کتفه سلعة کثدي المرأة عليها شعرات إذا جُذبت انجذب کتفه معها، وإذا ترکت رجع کتفه إلي موضعه، فلما وجده کبّر وقال: إنّ في هذا عبرةٌ لمن استبصر.[6].

7/9339- الحاکم النيسابوري، أخبرنا أبوالحسين أحمد بن عثمان بن يحيي المقري ببغداد، وأبوأحمد بکر بن محمّد بن حمدان الصيرفي بمرو، (قالا) ثنا أبوقلابة الرقاشي، ثنا عبدالصمد بن عبدالوارث بن سعيد، حدّثني أبي، حدّثنا يزيد بن صالح، أنّ أباالوضي‏ء عباد بن نسيب، حدّثه أنّه قال: کنّا في مسيرنا عامدين إلي الکوفة مع أميرالمؤمنين عليّ بن أبي‏طالب رضي الله عنه، فلمّا بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث

[صفحه 427]

من حروراء، شذّ منّا ناس، فذکرنا لعلي، فقال: لا يهولنّکم أمرهم فإنّهم سيرجعون، فنزلنا فلما کان من الغد شذّ مثلي من شذّ، فذکرنا ذلک لعلي، فقال: لا يهولنّکم أمرهم فإنّ أمرهم يسير، وقال علي رضي الله عنه: لا تبدؤوهم بقتال حتّي يکونوا هم الذين يبدؤوکم، فجثوا علي رکبهم واتّقينا بترسنا، فجعلوا يناولونا بالنشاب والسهام، ثمّ انهم دنوا منّا فأسندوا لنا الرماح، ثمّ تناولونا بالسيوف حتّي همّوا أن يضعوا السيوف فينا، فخرج إليهم رجل من عبدالقيس يقال له صعصعة بن صوحان فنادي ثلاثاً، فقالوا: ما تشاء؟ فقال: أذکّرکم اللَّه أن تخرجوا بأرض تکون مسبة علي أهل الأرض، وأذکّرکم اللَّه أن تمرقوا من الدين مروق السهم من الرمية، فلما رأيناهم قد وضعوا فينا السيوف، قال علي رضي الله عنه: انهضوا علي برکة اللَّه تعالي، فما کان إلّا فواق من نهار حتّي ضجعنا من ضجعنا وهرب من هرب.

فحمد اللَّه علي رضي الله عنه فقال: إنّ خليلي صلي الله عليه وسلم أخبرني أنّ قائد هؤلاء رجل مخدج اليد علي حلمة ثديه شعيرات کأنّهن ذنب يربوع، فالتمسوه، فالتمسوه فلم يجدوه، فأتيناه فقلنا: إنّا لم نجده، فقال: التمسوه فواللَّه ما کذبت ولاکذُبت، فما زلنا نلتمسه حتّي جاء علي بنفسه إلي آخر المعرکة التي کانت لهم، فما زال يقول: اقلبوا ذا اقلبوا ذا حتّي جاء رجل من أهل الکوفة، فقال: ها هو ذا، فقال علي: اللَّه أکبر واللَّه لا يأتيکم أحد يخبرکم من أبوه ملک، فجعل الناس يقولون: هذا ملک هذا ملک، يقول علي: ابن‏من؟ يقولون: لا ندري، فجاء رجل من أهل الکوفة، فقال: أنا أعلم الناس بهذا، کنت أروض مهرة لفلان بن فلان شيخ من بني فلان، واضع علي ظهرها جوالق سهلة أقبل بها وأدبر، إذ نفرت المهرة فناداني، فقال: يا غلام انظر فإنّ المهرة قد نفرت، فقلت: إنّي لأري خيالاً کأنّه غراب أو شاة، إذ أشرف هذا علينا، فقال: من الرجل؟ فقال: رجل من أهل اليمامة، قال: وما جاء بک شاحباً غبراً؟ قال:

[صفحه 428]

جئت أعبداللَّه في مصلّي الکوفة، فأخذ بيده ما لنا رابع إلّا اللَّه حتّي انطلق به إلي البيت، فقال لامرأته: إنّ اللَّه تعالي قد ساق إليک خيراً، قالت: واللَّه اني إليه لفقيرة فما ذلک؟ قال: هذا رجل شعث شاحب کما ترين جاء من اليمامة ليعبد اللَّه في مصلّي الکوفة، فکان يعبد اللَّه فيه ويدعو الناس إليه حتّي اجتمع الناس إليه.

فقال علي: أما أنّ خليلي صلي الله عليه وسلم أخبرني أنّهم ثلاثة أخوة من الجنّ هذا أکبرهم، والثاني له جمع کثير، والثالث فيه ضعف.[7].

8/9340- أمر علي بطلب المخدج، فطلبوه، فلم يقدروا عليه، فقام علي وعليه أثر الحزن لفقد المخدج، فانتهي إلي قتلي بعضهم فوق بعض، فقال: افرجوا، ففرجوا يميناً وشمالاً واستخرجوه، فقال علي رضي الله عنه: اللَّه أکبر، ما کذبت علي محمّد، وانّه لنا قص اليد ليس فيها عظم، طرفها حلمة مثل ثدي المرأة، عليها خمس شعرات أو سبع، رؤوسها معقفة، ثمّ قال: ائتوني به، فنظر إلي عضده، فإذا لحم مجتمع علي منکبه کثدي المرأة عليه شعرات سود إذا مدّت اللحمة امتدت حتي تحاذي بطن يده الاُخري، ثمّ تترک فتعود إلي منکبه، فثني رجله ونزل وخرّ للَّه ساجداً.

ثمّ رکب ومرّ وهم صرعي، فقال: لقد صرعکم من غرّکم، قيل: ومن غرّهم؟ قال: الشيطان وأنفس السوء، فقال أصحابه: قد قطع اللَّه دابرهم إلي آخر الدهر، فقال: کلّا والذي نفسي بيده انّهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء لا تخرج خارجة إلّا خرجت بعدها مثلها حتّي تخرج خارجة بين الفرات ودجلة مع رجل يقال له الأسمط يخرج إليه رجل منّا أهل البيت فيقتلهم ولا يخرج بعدها خارجة إلي يوم القيامة....[8].

[صفحه 429]

9/9341- المفيد، روي أصحاب السيرة في حديثهم عن جندب بن عبداللَّه الأزدي، قال: شهدت مع علي عليه‏السلام الجمل وصفين لا أشکّ في قتال من قاتله، حتّي نزلت النهروان، فداخلني شکّ في قتال القوم، وقلت: قرّاؤنا وخيارنا نقتلهم إنّ هذا الأمر عظيم، فخرجت غدوة أمشي ومعي أداوة ماء حتّي برزت من الصفوف فرکزت رمحي ووضعت ترسي إليه واستترت من الشمس، فاني لجالس حتّي ورد عليّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام فقال لي: يا أخا الأزد أمعک طهور؟ قلت: نعم، فناولته الأداوة فمضي حتّي لم أره، ثمّ أقبل وقد تطهّر، فجلس في ظلّ الترس، وإذا فارس يسأل عنه، فقلت: يا أميرالمؤمنين هذا فارس يريدک، قال: فأشر إليه فأشرت إليه فجاء فقال: يا أميرالمؤمنين قد عبر القوم وقد قطعوا النهر، فقال: کلّا ما عبروا، فقال: بلي واللَّه لقد فعلوا، (قال: کلّا ما فعلوا،) قال: إنّه لکذبک إذ جاء آخر فقال: يا أميرالمؤمنين قد عبر القوم، قال: کلّا ما عبروا، قال: واللَّه ما جئتک حتّي رأيت الرايات في ذلک الجانب والأثقال، قال: واللَّه ما فعلوا وانّه لمصرعهم ومهراق دمائهم، ثمّ نهض ونهضت معه، وقلت في نفسي: الحمد للَّه الذي بصّرني هذا الرجل وعرّفني أمره، هذا أحد الرجلين: أما رجل کذّاب جري‏ء، أو علي بيّنة من ربّه وعهد من نبيّه، اللّهمّ انّي أعطيک عهداً تسألني عنه يوم القيامة، إن أنا وجدت القوم قد عبروا أن أکون أول من يقاتله وأول من يطعن بالرمح في عينه، وإن کان القوم لم يعبروا أن اُقيم علي المناجزة والقتال، فدفعنا إلي الصفوف فوجدنا الرايات والأثقال کما هي، قال: فأخذ بقفائي ودفعني، ثمّ قال: يا أخا الأزد أتبيّن لک الأمر؟ قلت: أجل يا أميرالمؤمنين، فقال: شأنک بعدوّک، فقتلت رجلاً من القوم ثمّ قتلت آخر، ثمّ اختلفت أنا ورجل آخر أضربه ويضربني فوقعنا جميعاً، فاحتملني أصحابي وأفقت حين أفقت وقد فرغ من القوم[9].

[صفحه 430]


صفحه 426، 427، 428، 429، 430.








  1. مناقب ابن‏شهر آشوب، باب إخباره عليه‏السلام بالغيب 263:2.
  2. نهج‏البلاغة: خطبة 58؛ اثبات الهداة 515:4.
  3. نهج‏البلاغة: خطبة 59؛ اثبات الهداة 515:4.
  4. نهج‏البلاغة: خطبة 60؛ اثبات الهداة 515:4.
  5. نهج‏البلاغة: خطبة 127؛ اثبات الهداة 520:4.
  6. ارشاد المفيد: 167؛ البحار 283:41.
  7. مستدرک الحاکم 531:4؛ مناقب ابن‏شهر آشوب، باب اخباره عليه‏السلام بالغيب 262:2.
  8. مروج الذهب 406:2.
  9. ارشاد المفيد: 167؛ البحار 284:41.