عمرو بن حريث وأصحابه















عمرو بن حريث وأصحابه‏



1/9328- العياشي: عن عمرو بن أبي‏المقدام، عن أبيه، عن رجل من الأنصار، قال: خرجت أنا والأشعث وجرير البجلي، حتي إذا کنّا بظهر الکوفة بالغرس، مرّ بنا ضبّ، فقال الأشعث وجرير: السلام عليک يا أميرالمؤمنين خلافاً علي عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام، فلما خرج الأنصاري قال لعلي عليه‏السلام، فقال علي: دعهما فهو إمامهما يوم القيامة، أما تسمع إلي اللَّه وهو يقول: «نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّي».[1] [2].

2/9329- الصدوق، حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسرور، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلّي بن محمّد البصري، عن بسطام بن مرّة، عن إسحاق بن حسّان، عن الهيثم بن واقِد، عن عليّ بن الحسين العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أمرنا أميرالمؤمنين عليه‏السلام بالمسير إلي المدائن من الکوفة، فسرنا يوم الأحد وتخلّف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلي مکان بالحيرة يسمّي الخورنق، فقالوا: نتنزّه فإذا کان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا عليّاً عليه‏السلام قبل أن يجمع، فبينما هم يتغذّون إذ خرج عليهم ضبّ فصادوه، فأخذه

[صفحه 420]

عمرو بن حريث فنصب کفّه وقال: بايعوا هذا أميرالمؤمنين، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الأربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة، وأميرالمؤمنين عليه‏السلام يخطب ولم يفارق بعضهم بعضاً، وکانوا جميعاً حتّي نزلوا علي باب المسجد، فلمّا دخلوا نظر إليهم أميرالمؤمنين فقال: يا أيّها الناس إنّ رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله أسرّ إليّ ألف حديث في کلّ حديث ألف باب لکلّ باب ألف مفتاح، وإنّي سمعت اللَّه عزّوجلّ يقول: «يَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُنَاسٍ بِإمَامِهِمْ».[3] وإنّي اُقسم لکم باللَّه ليبعثنّ يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضبّ، ولو شئت أن اُسمّيهم لفعلت، قال: فلقد رأيت عمرو بن حريث قد سقط کما تسقط السعفة حياءً ولؤماً.[4].

3/9330- روي مرفوعاً إلي أبي‏حمزة الثمالي، عن أبي‏جعفر الباقر عليه‏السلام قال: لما أراد أميرالمؤمنين عليه‏السلام أن يسير الي الخوارج بالنهروان، واستنفر أهل الکوفة وأمرهم أن يعسکروا بالمدائن، فتخلّف عنهم شبث بن ربعي والأشعث بن قيس الکندي وجرير بن عبداللَّه البجلي وعمرو بن حريث، فقالوا: يا أميرالمؤمنين أتأذن لنا إلي أن نقضي حوائجنا ونصنع ما نريد ثمّ نلحق بک، فقال عليه‏السلام لهم: فعلتموها سوءة لکم من مشائخ، واللَّه ما لکم تتخلّفون عنها حاجة ولکنّکم تتّخذون سفرة وتخرجون إلي النزهة، فتأمرون وتجلسون وتنظرون في منظر تتنحّون عن الجادة، وتبسط سفرتکم بين أيديکم فتأکلون من طعامکم، ويمرّ ضبٌّ فتأمرون غلمانکم فيصطادونه لکم ويأتونکم به، فتخلعوني وتبايعون الضبّ وتجعلونه إمامکم دوني، واعلموا أنّي سمعت أخي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: إذا کان يوم القيامة نادي منادٍ ليخلو کلّ قوم بمن کانوا يأتمّون به في الحياة الدنيا فمن أقبح وجوهاً منکم وأنتم تحيلون

[صفحه 421]

أخا رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وابن‏عمّه وصهره، وتنقضون ميثاقه الذي أخذه اللَّه ورسوله عليکم، وتحشرون يوم القيامة وإمامکم ضبّ، وهو قول اللَّه عزّ وجلّ: «يَوْمَ نَدْعُو کُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ».[5].

فقالوا: واللَّه يا أميرالمؤمنين ما نريد إلّا أن نقضي حوائجنا ونلحق بک، فولّي عنهم وهو يقول: عليکم الدمار والبوار، واللَّه ما يکون إلّا ما قلت لکم وما قلت إلّا حقاً، ومضي أميرالمؤمنين عليه‏السلام حتّي إذا صار بالمدائن، خرج (القوم) إلي الخورنق وهيّؤوا طعاماً في سفرة وبسطوها في الموضع وجلسوا يأکلون ويشربون الخمر، فمرّ بهم ضبّ فأمروا غلمانهم فاصطادوه وأتوهم به فخلعوا أميرالمؤمنين عليه‏السلام وبايعوه وبسط لهم الضبّ يده فقالوا: أنت واللَّه إمامنا ما بيعتنا لک ولعليّ بن أبي‏طالب إلّا واحدة، وإنّک لأحبّ إلينا منه، فکان کما قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام وکان القوم کما قال اللَّه تعالي: «بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً».[6] ثمّ لحقوا به فقال لهم لما وردوا عليه: فعلتم يا أعداء اللَّه وأعداء رسوله وأعداء أميرالمؤمنين ما أخبرتکم به، فقالوا: لا يا أميرالمؤمنين ما فعلنا، فقال: واللَّه ليبعثنّکم اللَّه مع إمامکم، قالوا: قد أفلحنا يا أميرالمؤمنين إذا بعثنا اللَّه معک، فقال: کيف تکونون معي وقد خلعتموني وبايعتم الضبّ، واللَّه لکأني أنظر اليکم يوم القيامة والضبّ يسوقکم إلي النار، فحلفوا له باللَّه ما فعلنا ولا خلعناک ولا بايعنا الضبّ، فلمّا رأوه يکذّبهم ولا يقبل منهم أقرّوا له وقالوا: اغفر لنا ذنوبنا، قال: واللَّه لا غفرت لکم ذنوبکم وقد اخترتم مسخاً مسخه اللَّه وجعله آيةً للعالمين، وکذّبتم رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله وقد حدّثني بحديثکم عن جبرئيل عليه‏السلام عن اللَّه سبحانه، فبُعداً لکم ووسُحقاً، ثمّ قال: لئن کان مع رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله منافقون فإنّ معي منافقون وأنتم هم، أما واللَّه يا شبث بن ربعي وأنت يا عمرو بن‏

[صفحه 422]

حريث ومحمّد إبنک وأنت يا أشعث بن قيس لتقتلنّ إبني الحسين عليه‏السلام، هکذا حدّثني حبيبي رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله، فالويل لمن رسول‏اللَّه خصمه وفاطمة بنت محمّد.

فلمّا قتل الحسين بن علي کان شبث بن ربعي وعمرو بن حريث ومحمّد بن الأشعث، فيمن سار إليه من الکوفة وقاتلوه بکربلا حتّي قتلوه.[7].


صفحه 420، 421، 422.








  1. النساء: 115.
  2. تفسير العياشي 275:1؛ البرهان 415:1؛ البحار 637:9.
  3. الإسراء: 71.
  4. الخصال، باب أنّ رسول‏اللَّه علّم عليّاً باب يفتح له ألف باب: 644؛ الاختصاص: 283؛ مناقب ابن‏شهر آشوب، في إخباره عليه‏السلام بالغيب 260:2؛ تفسير البرهان 431:2؛ البحار 286:41.
  5. الإسراء: 71.
  6. الکهف: 50.
  7. إرشاد القلوب 277:3؛ اثبات الهداة 482:4 مع اختلاف يسير في الألفاظ؛ مدينة المعاجز 168:3 ح 815؛ الخرائج والجرائح 225:1؛ البحار 384:33.