رشيد الهجري ومقتله















رشيد الهجري ومقتله‏



1/9303- المفيد، حدّثنا جعفر بن الحسين، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن أبي‏القاسم، عن محمّد بن علي الصيرفي، عن عليّ بن محمّد بن عبداللَّه الخيّاط، عن وهيب بن حفص الحريريّ، عن أبي‏حسّان العجليّ، عن قنواء بنت رشيد الهجري، قال: قلت لها: أخبريني بما سمعت من أبيک، قالت: سمعت أبي‏يقول: حدّثني أمير

[صفحه 407]

المؤمنين عليه‏السلام فقال: يا رشيد کيف صبرک إذا أرسل إليک دعيّ بني اُمّية، فقطع يديک ورجليک ولسانک؟ فقلت: يا أميرالمؤمنين آخر ذلک الجنّة؟ قال: بلي يا رشيد أنت معي في الدنيا والآخرة، قالت: فواللَّه ما ذهبت الأيام حتّي أرسل إليه الدعيّ عبيداللَّه بن زياد، فدعاه إلي البراءة من أميرالمؤمنين عليه‏السلام فأبي أن يتبرّأ منه، فقال له الدعيّ: فبأيّ ميتة قال لک تموت؟ قال: أخبرني خليلي أنّک تدعوني إلي البراءة منه فلا أبرأ منه فتقدّمني فتقطع يديّ ورجليّ ولساني، فقال: واللَّه لاُکذبنّ قوله فيک، قدّموه فاقطعوا يديه ورجليه واترکوا لسانه، فحملت طوائفه لما قطعت يداه ورجلاه، فقلت له: يا أبة کيف تجد ألماً لما أصابک؟ فقال: لا يا بنيّة إلّا کالزّحام بين الناس، فلمّا حملناه وأخرجناه من القصر اجتمع الناس حوله، فقال: ائتوني بصحيفة ودواة أکتب لکم ما يکون إلي أن تقوم الساعة، فإنّ للقوم بغية لم يأخذوها منّي بعد، فأتوه بصحيفة فکتب الکتاب بسم اللَّه الرحمن الرحيم، (فجعل يذکر ويملي عليهم أخبار الملاحم والکائنات ويسندها إلي أميرالمؤمنين عليه‏السلام)، وذهب لعين فأخبره انّه يکتب للناس ما يکون إلي أن تقوم الساعة فأرسل إليه الحجام حتّي قطع لسانه فمات في ليلته تلک.

وکان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يسمّيه رشيد البلايا، وکان قد ألقي إليه علم البلايا والمنايا، فکان في حياته إذا لقي الرجل قال له: يا فلان تموت بميتة کذا وکذا وتُقتل أنت يا فلان بقتلة کذا وکذا، فيکون کما يقول رشيد، وکان أميرالمؤمنين عليه‏السلام يقول له: أنت رشيد البلايا أنّک تُقتل بهذه القتلة، فکان کما قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام.[1].

2/9304- جبرئيل، عن محمّد بن عبداللَّه بن مهران، عن أحمد بن النّضر، عن عبداللَّه بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال: خرج أميرالمؤمنين عليه‏السلام يوماً

[صفحه 408]

إلي بستان البرني (البرّي)- موضع في صحن الکوفة- ومعه أصحابه، فجلس تحت نخلة، ثمّ أمر بنخلة، فلقطت فأنزل منها رطب، فوضع بين أيديهم، فقال رشيد الهجري: يا أميرالمؤمنين ما أطيب هذا الرطب! فقال عليه‏السلام: يا رشيد أما أنّک تُصلب علي جذعها، فقال رشيد: فکنت أختلف إليها طرفي النهار أسقيها، ومضي أميرالمؤمنين عليه‏السلام، قال (رشيد): فجئتها يوماً وقد قطع سعفها، قلت: اقترب أجلي، ثمّ جئت يوماً آخر فإذا (.....) ثمّ جئت يوماً آخر فإذا النصف الآخر قد جعل زرنوقاً يستقي عليه الماء، فقلت: ما کذبني خليلي فأتاني العريف فقال: أجب الأمير، فأتيته، فلمّا دخلت القصر إذ الخشب ملقي، وإذا فيه الزرنوق، فجئت حتّي ضربت الزُرنوق برجلي ثمّ قلت: لک غُذيت ولي أنبتّ، ثمّ اُدخلت إلي عبيداللَّه بن زياد، فقال: هات من کذب صاحبک، فقلت: واللَّه ما أنا بکذّاب ولا هو، ولقد أخبرني أنّک تقطع يديّ ورجليّ ولساني، فقال: إذاً واللَّه نکذّبه إقطعوا يده ورجله وأخرجوه، فلمّا حُمل الي أهله أقبل يحدّث الناس بالعظايم وهو يقول: سلوني فإنّ للقوم عندي طلبة لم يقضوها، فدخل رجل علي ابن‏زياد فقال له: ما صنعت قطعت يده ورجله وهو يحدّث الناس بالعظايم، قال: ردّوه وقد انتهي إلي بابه، فردّوه فأمر بقطع لسانه وأمر بصلبه[2].


صفحه 407، 408.








  1. الاختصاص: 77؛ اختيار معرفة الرجال 290:1؛ البحار 136:42؛ مستدرک الوسائل 273:12 ح 14080؛ اثبات الهداة 491:4؛ بشارة المصطفي: 92.
  2. اختيار معرفة الرجال 291:1؛ البحار 137:42؛ روضة الواعظين، في ذکر مناقب أصحاب الأئمة وفضائل الشيعة 287:2.