ما يتعلّق بوفاتها















ما يتعلّق بوفاتها



1/8826- محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن مهران رفعه، وأحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبدالجبار الشيباني، قال: حدّثني القاسم بن محمّد الرازي، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد الهرمزاني، عن أبي‏عبداللَّه الحسين بن علي عليهماالسلام قال: لمّا قبضت فاطمة عليهاالسلام دفنها أميرالمؤمنين عليه‏السلام سرّاً وعفّا علي موضع قبرها، ثمّ قام فحوّل وجهه إلي قبر رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: السلام عليک يا رسول‏اللَّه عنّي، والسلام عليک عن إبنتک وزائرتک والبائتة في الثري ببقعتک، والمختار لها اللَّه سرعة اللحاق بک، قلّ يا رسول‏اللَّه عن صفيّتک صبري، وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلّدي، إلّا أنّ لي في التأسّي بسنّتک في فرقتک موضع تعزٍّ، فلقد وسّدتک في ملحودة قبرک، وفاضت نفسک بين نحري وصدري، بلي وفي کتاب اللَّه (لي) أنعم القبول، وإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة واُخذت الرهينة واُخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء.

[صفحه 49]

يا رسول‏اللَّه أمّا حزني فسَرمَد وأما ليلي فمسهّد، وهمٌّ لا يبرح من قلبي أو يختار اللَّه لي دارک التي أنت فيها مقيم، کمد مقيّح، وهمٌّ مهيّج سرعان ما فُرِّق بيننا وإلي اللَّه أشکو، وستنبّئک إبنتک بتظافر اُمّتک علي هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فکم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلي بثّه سبيلاً، وستقول ويحکم اللَّه وهو خير الحاکمين.

سلام مودّعٍ لا قالٍ ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقِم فلا عن سوء ظنٍّ بما وعد اللَّه الصابرين، واهٍ واهاً والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معکوفاً، ولأعولتُ إعوال الثکلي علي جليل الرزيّة، فبعين اللَّه تدفن إبنتک سرّاً ويهضم حقّها وتمنع إرثها، ولم يتباعد العهد ولم يخلق منک الذکر، وإلي اللَّه يا رسول‏اللَّه المشتکي، وفيک يا رسول‏اللَّه أحسن العزاء، صلّي اللَّه عليک وعليها السلام والرضوان.[1].

2/8827- قال عبدالرحمن الهمداني: لمّا دفن عليّ بن أبي‏طالب عليه‏السلام فاطمة عليهاالسلام قام علي شفير القبر وذلک في جوف الليل؛ لأنّه کان دفنها ليلاً، فأنشأ يقول:


لکلّ اجتماعٍ من خليلين فرقة
وکل الذي دون الفراق قليلُ‏


وإنّ افتقادي فاطماً بعد أحمد
دليلٌ علي أن لا يدوم خليلُ‏


سَيُعرِض عن ذکري وتُنسي مودّتي
ويحدث بعدي للخليل خليلُ[2].


3/8828- عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام، عن آبائه، إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام غسّل فاطمة عليهاالسلام ثلاثاً وخمساً، وجعل في الغسلة الخامسة الآخرة شيئاً من الکافور، وأشعرها

[صفحه 50]

مئزراً سابغاً دون الکفن، وکان هو الذي يلي ذلک منها وهو يقول: اللّهمّ إنّها أمتک وإبنة رسولک وصفيّک وخيرتک من خلقک، اللّهمّ لقّنها حجّتها وأعظم برهانها وأعلِ درجتها، واجمع بينها وبين أبيها محمّد صلي الله عليه و آله.[3].

4/8829- عن أبي‏عبداللَّه جعفر بن محمّد، عن آبائه عليهم‏السلام، إنّ أميرالمؤمنين عليه‏السلام لمّا وضع فاطمة بنت رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله في القبر قال:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بسم اللَّه وباللَّه وعلي ملّة رسول‏اللَّه محمّد بن عبداللَّه صلي الله عليه و آله، سلّمتک أيّتها الصديقة إلي من هو أولي بک منّي، ورضيت لک بما رضي اللَّه تعالي لک، ثمّ قرأ «مِنْهَا خَلَقْنَاکُمْ وَفِيهَا نُعِيدُکُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُکُمْ تَارَةً أُخْرَي».[4] [5].

5/8830- الصدوق، عن أحمد بن الحسن القطّان، عن الحسن بن علي العسکري، عن أبي‏عبداللَّه محمّد بن زکريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أباجعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه‏السلام يقول: لمّا ماتت فاطمة عليهاالسلام قام عليها أميرالمؤمنين عليه‏السلام وقال: اللّهمّ إنّي راضٍ عن إبنة نبيّک، اللّهمّ إنّها قد أوحشت فآنسها، اللّهمّ إنّها قد هجرت فصلها، اللّهمّ إنّها قد ظُلِمت فاحکم لها وأنت خير الحاکمين[6].

6/8831- عن علي عليه‏السلام إنّه قال:

أوصت إليّ فاطمة سلام اللَّه عليها أن لا يغسّلها غيري، وسکبت الماء عليّ أسماء بنت عميس.[7].

[صفحه 53]


صفحه 49، 50، 53.








  1. الکافي 459:1؛ روضة الواعظين، باب وفاة فاطمة الزهراء: 152؛ مناقب ابن‏شهر آشوب، باب وفاتها وزيارتها 364:3.
  2. روضة الواعظين، باب وفاة فاطمة، وفي باب ذکر الموت أيضاً: 153؛ مناقب ابن‏شهر آشوب، باب وفاتها وزيارتها 365:3؛ البحار 207:43؛ أمالي الصدوق، المجلس 397:74.
  3. مصباح الأنوار: 261؛ مستدرک الوسائل 199:2 ح 1792؛ البحار 309:81.
  4. طه: 55.
  5. مصباح الأنوار: 260؛ مستدرک الوسائل 323:2 ح 2094؛ البحار 27:82.
  6. مستدرک الوسائل 341:2 ح 2138؛ البحار 345:81؛ الخصال، باب 588:73.
  7. دعائم الإسلام 228:1؛ مستدرک الوسائل 184:2 ح 1754؛ البحار 307:81.