اخباره ببعض المغيّبات
2/9232- الصدوق، حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالک الفزاري، عن عباد بن يعقوب، عن الحسن بن حمّاد، عن [صفحه 370] أبيالجارود، عن يزيد بن الضخم، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول: کأني بکم تجولون جولان النعم تطلبون المرعي فلا تجدونه.[2]. 3/9233- عن محمّد بن الحسين بن أبيالخطاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبداللَّه بن عبدالرحمن الأصم، عن عبدالرحمن بن سيابة، عن عمران بن ميثم، عن عباية بن ربعي الأسدي، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول: کيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدي، ولا علم يري، يبرأ بعضکم من بعض.[3]. 4/9234- عن إبراهيم النخعي، عن ابنعباس في خبر، أنّه اُتي براهب قرقيسا إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام فلمّا رآه قال: مرحباً ببحيرا الأصغر، أين کتاب شمعون الصفا؟ قال: وما يدريک يا أمير المؤمنين؟ قال: إنّ عندنا علم جميع الأشياء، وعلم جميع تفسير المعاني، فأخرج الکتاب وأميرالمؤمنين واقف، فقال عليهالسلام: أمسک الکتاب معک، ثمّ قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم قضي اللَّه فيما قضي وسطر فيما کتب، انّه باعث في الاُميين رسولاً منهم يعلّمهم الکتاب والحکمة، ويدلّهم علي سبيل اللَّه، لا فظّ ولا غليظ، وذکر من صفاته واختلاف اُمّته بعده، إلي أن قال: ثمّ يظهر رجل من اُمّته بشاطئ الفرات يأمر بالمعروف وينهي عن المنکر، ويقضي بالحقّ، وذکر من سيرته ثمّ قال: ومن أدرک ذلک العبد الصالح فلينصره فإنّ نُصرته عبادة والقتل معه شهادة، فقال أميرالمؤمنين: الحمد للَّه الذي لم يجعلني عنده منسياً، الحمد للَّه الذي ذکر عبده في کتب الأبرار، فقتل الرجل في صفين.[4]. 5/9235- البرسي: إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال لمروان بن الحکم يوم الجمل وقد بايعه: خفت يا ابنالحکم أن تري رأسک في هذه البقعة، کلّا لا يکون ذلک (کذلک) [صفحه 371] حتّي يکون (من) صلبک طواغيت يملکون هذه الاُمّة.[5]. 6/9236- عن حنان بن سدير الصيرفي، عن رجل من مراد يقال له: رباب بن رياح، قال: کنت واقفاً علي رأس أميرالمؤمنين عليهالسلام بالبصرة بعد الفراغ من أصحاب الجمل، إذ أتي عبداللَّه بن عباس، فقال: يا أميرالمؤمنين لي إليک حاجة، فقال عليهالسلام: ما أعرفني بحاجتک قبل أن تذکرها، جئت تطلب الأمان لابن الحکم؟ فقال: يا أميرالمؤمنين أحب أن تؤمنه، قال: آمنته لک، اذهب فجئني به يبايعني، ولا تجئني به إلّا رديفاً (صاغراً)، قال: فما لبث إلّا قليلاً حتّي أقبل ابنعباس وخلفه مروان بن الحکم، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: هلم اُبايعک؟ قال مروان: علي أنّ النفس فيها ما فيها، فقال أميرالمؤمنين: لست اُبايعک علي ما في نفسک، إنّما اُبايعک علي الظاهر(فلما بسط يده ليبايعه أخذ کفّه عن کفّ مروان فنترها فقال:لا حاجة ليفيها إنّها کفّ يهودية لو بايعني بيده عشرين مرّة لنکث باسته، ثمّ قال: هيه يا ابنالحکم خفت علي رأسک أن تقع في هذه المعمعة، کلا واللَّه حتّي يخرج من صلبک فلان وفلان يسومون هذه الاُمّة خسفاً ويسقونهم کأساً مصبّرة).[6]. 7/9237- الشيخ الطوسي، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبوحفص عمر ابنمحمّد الزيات، عن عليّ بن عباس، عن أحمد بن المنصور، عن عبدالرزاق، عن ابنعيينة، عن عمّار الدهني، قال: سمعت أباالطفيل يقول: جاء المسيّب بن نجبة إلي أميرالمؤمنين علي عليهالسلام متلبباً بعبد اللَّه بن سبأ، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام: ما شأنک؟ فقال: يکذب علي اللَّه وعلي رسوله، فقال: ما يقول- أي أبوالطفيل- فلم أسمع مقالة المسيّب وسمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول: هيهات هيهات الغضب، ولکن يأتيکم راکب الذعْلبَة يشدّ حقوها بوضينها ولم يقض تفثاً من حجّ ولا عمرة [صفحه 372] فيقتلوه. يريد بذلک الحسين بن علي عليهماالسلام.[7]. 8/9238- قال علي عليهالسلام بعد بيعته: اُمرت بقتال الناکثين، والقاسطين، والمارقين. يعني أصحاب الجمل وصفين والنهروان، فقاتلهم، وکان الأمر فيما خبّر به علي ما قال عليهالسلام.[8]. 9/9239- روي عن عبدالحميد الأودّي، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام قال: إنّ جبير الخابور کان صاحب بيت مال معاوية، وکانت له اُمّ عجوز بالکوفة کبيرة، فقال لمعاوية: إنّ لي اُمّاً بالکوفة عجوزاً اشتقت إليها، فائذن لي حتّي آتيها فأقضي من حقّها ما يجب عليّ، فقال معاوية: ما تصنع بالکوفة فإنّ فيها رجلاً ساحراً کاهناً يقال له علي بن أبيطالب، وما آمن أن يفتنک، فقال جبير: ما لي ولعلي، وإنّما آتي اُمّي فأزورها وأقضي من حقّها، فأذن له، فقدم جبير إلي عين التمر ومعه مال، فدفن بعضه في عين التمر، وقد کان لعلي مناظر، فأخذوا جبيراً بظاهر الکوفة وأتو به علياً، فلمّا نظر إليه قال له: يا جبير الخابور أما إنّک کنز من کنوز اللَّه، زعم لک معاوية أنّي کاهن ساحر، قال: إي واللَّه، قال ذلک معاوية. ثمّ قال: ومعک مال قد دفنت بعضه في عين التمر، قال: صدقت يا أميرالمؤمنين، لقد کان کذلک، قال علي عليهالسلام: يا حسن ضمّه إليک، فأنزله وأحسن إليه، فلمّا کان من الغد دعاه، ثمّ قال لأصحابه: إنّ هذا يکون في جبل الأهواز في أربعة آلاف مدجّجين في السلاح فيکونون معه حتّي يقوم قائمنا أهل البيت فيقاتل معه.[9] وإنّما أخبره عليهالسلام بما يکون منه في الرجعة. 10/9240- عن أبيظبية، قال: جمع علي عليهالسلام العرفاء ثمّ أشرف عليهم فقال: افعلوا [صفحه 373] کذا، قالوا: لا نفعل، قال عليهالسلام: أما واللَّه ليستعملنّ عليکم اليهود والمجوس، ثمّ لا تمتّعون، فکان ذلک کذلک.[10]. 11/9241- قال أميرالمؤمنين عليهالسلام: يا أيها الناس إنّي دعوتکم إلي الحقّ فتوليتم عنّي، وضربتکم بالدرّة فأعييتموني، أما إنّه سيليکم من بعدي ولاة لا يرضون منکم بهذا حتّي يعذّبوکم بالسياط والحديد، إنّه من عذّب الناس في الدنيا عذّبه اللَّه في الآخرة، وآية ذلک أن يأتيکم صاحب اليمن حتّي يحلّ بين أظهرکم، فيأخذ العمّال وعمّال العمّال رجل يقال له يوسف بن عمر. وکان الأمر في ذلک کما قال.[11]. 12/9242- روي عبدعلي القطيفي في کتاب (مطالع الأنوار) حديث المنجم وهو طويل، فيه: أنّ أميرالمؤمنين عليهالسلام أخبره بمغيّبات کثيرة منها: أنّه عليهالسلام أشار إلي رجلٍ وقال: إنّه يموت في هذه الساعة، لأنّه لم يبق له رزق، فلما أشار إليه سقط الرجل ميّتاً، ثمّ نظر إلي بستان للمنجّم فقال له: أنت تعلم کم في بستانک هذا من القصب؟ قال: لا علم لي بذلک يا أميرالمؤمنين! فقال عليهالسلام: أنا أعلم أنّ في هذا البستان کذا وکذا قصبة من غير زيادة ولا نقصان! فأمر الدهقان أن يحصد جميع القصب ويعدّها فإذا هي کما قال، لا زادت واحدة ولا نقصت واحدة.[12]. 13/9243- الحسن بن محمّد المهلّبي في کتاب (الأنوار البدرية) نقلاً من کتاب ابنقتيبة، إنّ أهل الکوفة بايعوا علياً عليهالسلام علي التسليم، وشرط علي عليهم کتاب اللَّه وسنّة نبيّه، قال: فجاءه رجل من خثعم، فقال له علي عليهالسلام: تبايع علي کتاب اللَّه وسنّة نبيّه؟ قال: لا، ولکن علي کتاب اللَّه وسنّة نبيّه وسنّة أبيبکر وعمر، فقال علي: ما أدخل سنّة أبيبکر وعمر مع کتاب اللَّه وسنّة نبيّه، فأبي الخثعمي، وأبيعلي عليهالسلام إلّا [صفحه 374] کتاب اللَّه وسنّة نبيّه، إلي أن قال: فقال علي عليهالسلام: کأنّي بک وقد نفرت في هذه الفتنة، وکأني بحوافر خيلي قد شدخت وجهک! فلحق بالخوارج فقتل يوم النهروان. قال قبيصة: فرأيته يوم النهروان قتيلاً قد وطئت الخيل وجهه وشدخت رأسه، وقد مثّلت به، فذکرت قول علي عليهالسلام وقلت: للَّه درّ أبوالحسن ما حرّک شفتيه بشيءٍ قط إلّا کان.[13]. 14/9244- روي عزّ الدين عبدالحميد بن أبيالحديد في حديث الشوري: إنّ عبدالرحمن صفق علي يد عثمان وقال: السلام عليک يا أمير المؤمنين! فيقال: إنّ علياً عليهالسلام قال له: واللَّه ما فعلتها إلّا لأنّک رجوت منه ما رجا صاحبک من صاحبه، دقّ اللَّه بينکما عِطرَ منشم، قيل: ففسد بعد ذلک بين عثمان وعبدالرحمن فلم يکلّم أحدهما صاحبه حتّي مات عبدالرحمن.[14]. 15/9245- روي عز الدين عبدالحميد بن أبيالحديد حديثاً يشتمل علي کلام بين علي والعباس لما أدخله عمر في الشوري، فأشار عليه العباس أن لا يقبل، فقال علي عليهالسلام: أما إنّي أعلم أنّهم سيولّون عثمان، وليحدثن البدع والأحداث، ولئن بقي لأذکرنّک ولئن قتل أو مات ليتداولنّها بنو اُميّة بينهم، وإن کنت حياً لتجدني حيث تکرهون.[15]. 16/9246- علي بن النعمان، ومحمّد بن يسار، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام في خبرٍ طويل، أنّه أنفدت عائشة رجلاً شديد العداوة لعلي عليهالسلام بکتاب إليه، فقال أبوعبداللَّه عليهالسلام: فمضي فاستقبله راکباً، قال: فناوله الکتاب ففضّ خاتمه ثمّ قرأه، قال: تبلغ إلي منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونکتب جواب کتابک، قال: هذا واللَّه لا يکون، فثنّي [صفحه 375] رجله فنزل وأحدق به أصحابه، ثمّ قال له: أسألک؟ قال: نعم، قال: وتجيبني؟ قال: نعم، قال: ناشدتک اللَّه أقالت: التمسوا لي رجلاً شديد العداوة لهذا الرجل فاُتيت بک، فقالت لک: ما بلغت من عداوتک لهذا الرجل؟ فقلت: کثيراً ما أتمنّي علي ربّي أنه وأصحابه في وسطي وإنّي ضربته ضربة بالسيف يشق السيف الدم؟ فقال: اللّهمّ نعم، قال: فأنشدک اللَّه أقالت: فاذهب بکتابي هذا فادفعه إليه ظاعناً کان أو مقيماً، أما إنّک إن رأيته ظاعناً رأيته راکباً بغلة رسولاللَّه صلي الله عليه و آله متنکباً قوماً معلّقاً کنانته بقربوس سرجه، أصحابه خلفه کأنهم طير صوّاف؟ قال: اللّهمّ نعم، قال: فأنشدک اللَّه هل قالت لک: إن عرض عليک طعامه وشرابه فلا تنالنّ منه شيئاً فإنّ فيه السحر؟ قال: اللّهمّ نعم، قال: فبلّغ عنّي، قال: اللّهمّ نعم، فإنّي قد أتيتک وما في الأرض خلقٌ أبغض إليّ منک، وأنا الساعة ما في الأرض خلق أحبّ إليّ منک فمرني بما شئت، فقال: ادفع کتابي هذا وقل لها: ما أطعت اللَّه ورسوله حيث أمرک اللَّه بلزوم بيتک، الخبر. قال: فبلّغ الرجل رسالته ثمّ رجع إلي أميرالمؤمنين.[16]. 17/9247- روي أنّه عليهالسلام خرج ذات ليلة من مسجد الکوفة، متوجهاً إلي داره، وقد مضي ربع الليل ومعه کميل بن زياد،- وکان من خيار شيعته ومحبّيه- فوصل في الطريق إلي باب رجل يتلو القرآن في ذلک الوقت، ويقرأ قوله تعالي: «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌء َانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَکَّرُوا أُولُوا الْأَلْبَابِ».[17] بصوتٍ شجيٍّ حزين، فاستحسن ذلک کميل في باطنه وأعجبه حال الرجل من غير أن يقول شيئاً، فالتفت إليه أميرالمؤمنين عليهالسلام وقال: يا کميل! لا تعجبک طنطنة الرجل إنّه من أهل [صفحه 376] النار، وساُنبّئک فيما بعد، فتحيّر کميل لمکاشفته عليهالسلام له علي ما في باطنه وشهادته للرجل بالنار مع کونه في هذا الأمر وفي تلک الحالة الحسنة ظاهراً في ذلک الوقت، فسکت کميل متعجباً متفکراً في ذلک الأمر. ومضي مدّة متطاولة إلي أن آل حال الخوارج إلي ما آل، وقاتلهم أميرالمؤمنين عليهالسلام، وکانوا يحفظون القرآن کما اُنزل، والتفت أميرالمؤمنين عليهالسلام إلي کميل بن زياد وهو واقف بين يديه والسيف في يده عليهالسلام يقطر دماً، ورؤوس اُولئک الکفرة الفجرة محلقة علي الأرض، فوضع رأس السيف علي رأسٍ من تلک الرؤوس وقال: يا کميل «أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌء َانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً»- أي هو ذلک الشخص الذي کان يقرأ في تلک الليلة، وأعجبک حاله- فقبّل کميل مقدّم قدميه واستغفر اللَّه.[18]. 18/9248- عمّار بن عباس: صعد علي عليهالسلام المنبر، قال لنا: قوموا فتخلّلوا الصفوف ونادوا: هل من کاره، فتصارخ الناس من کلّ جانب: اللّهمّ قد رضينا وأسلمنا وأطعنا رسولک وابنعمّه، فقال: يا عمار قم إلي بيت المال فاعط ثلاثة دنانير لکل انسان، وارفع لي ثلاثة دنانير، فمضي عمّار وأبوالهيثم مع جماعة من المسلمين إلي بيت المال، ومضي أميرالمؤمنين عليهالسلام إلي مسجد قبا يصلّي فيه، فوجدوا فيه ثلاثمائة ألف دينار، فوجدوا الناس مائة ألف، فقال عمار: جاء واللَّه الحقّ من ربّکم، واللَّه ما علم بالمال ولا بالناس، وإنّ هذه لآية وجبت عليکم بها طاعة هذا الرجل، فأبي طلحة والزبير وعقيل أن يقبلوها[19]. 19/9249- نقلت المرجئة والناصبة، عن أبيالجهم العدوي- وکان معادياً لعلي- قال: خرجت بکتاب عثمان- والمصريّون قد نزلوا به بذي خشب- إلي معاوية، وقد طويته طيّاً لطيفاً وجعلته في قراب سيفي، وقد تنکّبت عن الطريق وتوخّيت سواد [صفحه 377] الليل حتّي کنت بجانب الجرف، إذا رجل علي حمار مستقبلي ومعه رجلان يمشيان أمامه، فإذا هو عليّ بن أبيطالب قد أتي من ناحية البدو، فأثبتني ولم أثبته حتّي سمعت کلامه، فقال: أين تريد يا صخر؟ قلت: البدو، فأدَعُ الصحابة، قال: فما هذا الذي في قراب سيفک؟ قلت: لا تدع مزاحک أبداً ثمّ جزته.[20]. 20/9250- ابنطاووس: عن إسحاق بن عبداللَّه، عن أبيه، عن عبداللَّه بن الحرث نوفل، عن علي بن أبيطالب عليهالسلام أنّه قال لولده: لا تطلبوا هذا الأمر، فإنّه لا يطلبه منکم أحد إلّا قتل دونه.[21]. 21/9251- وعنه: فيما ذکره زکريّا من هدم الکعبة، ومنع الحج، فروي بإسناده عن سويد، قال: سمعت علياً عليهالسلام يقول: حجّوا قبل أن لا تحجّوا، فکأنّي أنظر إلي حبشي أصمع أقرع بيده معول يهدّمها حجراً حجراً، فقلت له: هذا رأيک تقول أو شيئاً سمعته من رسولاللَّه صلي الله عليه و آله؟ قال: والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما قلته برأي ولکن سمعته من نبيّکم.[22]. 22/9252- وعنه: قالت صفية بنت الحرث الثقفية زوجة عبداللَّه بن خلف الخزاعي لعلي عليهالسلام يوم الجمل بعد الوقعة: يا قاتل الأحبّة يا مفرّق الجماعة، فقال عليهالسلام: إنّي لا ألومک أن تبغضيني يا صفية، وقد قتلت جدّک يوم بدر وعمّک يوم اُحد، وزوجک الآن، ولو کنت قاتل الأحبة لقتلت من في هذه البيوت، ففتّش فکان فيها مروان وعبداللَّه بن الزبير.[23]. 23/9253- الأصبغ، قال: صلّينا مع أميرالمؤمنين عليهالسلام الغداة فإذا رجل عليه ثياب السفر قد أقبل فقال: من أين؟ قال: من الشام، قال: ما أقدمک؟ قال: لي حاجة، [صفحه 378] قال: أخبرني وإلّا أخبرتک بقضيّتک؟ قال: أخبرني بها يا أميرالمؤمنين، قال عليهالسلام: نادي معاوية يوم کذا وکذا من شهر کذا وکذا من سنة کذا وکذا من يقتل علياً فله عشرة آلاف دينار، فوثب فلان وقال: أنا، قال: أنت، فلمّا انصرف إلي منزله ندم وقال: أسير إلي ابنعمّ رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وأبيولديه فأقتله، ثمّ نادي مناديه يوم الثاني: من يقتل علياً فله عشرون ألف دينار، فوثب آخر فقال: أنا، فقال: أنت، ثمّ أنه ندم واستقال معاوية فأقاله، ثمّ نادي مناديه اليوم الثالث: من يقتل علياً فله ثلاثون ألف دينار، فوثبت أنت، وأنت رجل من حِميَر، قال: صدقت، قال: فما رأيک تمضي إلي ما اُمرت به أو ماذا؟ قال: لا، ولکن أنصرف، قال: يا قنبر أصلح له راحلته وهيّئ له زاده وأعطه نفقته.[24]. 24/9254- عبداللَّه بن أبيرافع، قال: حضرت أميرالمؤمنين عليهالسلام وقد وجّه أباموسي الأشعري وقال له: احکم بکتاب اللَّه ولا تتجاوزه، فلمّا أدبر قال: کأنّي به وقد خدع، قلت: يا أميرالمؤمنين فِلَم توجّهه وأنت تعلم أنّه مخدوع؟ فقال: يا بني لو عمل اللَّه في خلقه بعلمه ما احتجّ عليهم بالرسل.[25]. 25/9255- ابنطاووس: عن سالم الحنفي، قال: قال علي عليهالسلام وهو في الرحبة جالس: انتدبوا فانتدب في مائة، قال: ثمّ قال: وربّ السماء والأرض مرّتين لقد حدّثني خليلي عن اُمّته، ستغدر بي من بعده، عهداً معهوداً وقضاءاً مقضياً وقد خاب من افتري.[26]. 26/9256- في (تاريخ بغداد): أنّه قال المفيد أبوبکر الجرجاني، أنّه قال: ولد أبوالدنيا في أيام أبيبکر، وأنّه قال: إنّي خرجت مع أبيللقاء أميرالمؤمنين عليهالسلام فلمّا [صفحه 379] صرنا قريباً من الکوفة، عطشنا عطشاً شديداً، فقلت لوالدي: اجلس حتّي اُدوّر لک الصحراء فلعلّي أقدر علي ماء، فقصدت إليه، فإذا أنا ببئر شبه الرکيّة أو الوادي، فاغتسلت منه وشربت منه حتّي رويت، ثمّ جئت إلي أبيفقلت: قُم فقد فرّج اللَّه عنّا، وهذه عين ماء قريب منّا، ومضينا فلم نر شيئاً، فلم يزل يضطرب حتّي مات ودفنته، وجئت إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام وهو خارج إلي صفين، وقد اُخرج له البغلة، فجئت ومسکت له بالرکاب، والتفت إليّ فانکببت اُقبّل الرکاب فشجّت في وجهي شجّة،- قال أبوبکر المفيد: ورأيت الشجّة في وجهه واضحة- ثمّ سألني عن خبري فأخبرته بقضيّتي، فقال عليهالسلام: عينٌ لم يشرب منها أحد إلّا وعمّر عمراً طويلاً، فأبشر فإنّک ستعمّر، وسمّاني بالمعمّر، وهو الذي يدعي بالأشجّ[27]. 27/9257- نصر بن مزاحم... عن عبدالعزيز بن سيان، عن حبيب بن أبيثابت، قال أبوسعيد التميمي المعروف بعقيصا: کنّا مع علي في مسيره إلي الشام حتّي إذا کنّا بظهر الکوفة من جانب هذا السواد،- قال:- عطش الناس واحتاجوا إلي ماء، فانطلق بنا حتّي أتي بنا علي صخرة ضرس من الأرض، کأنها رِبُضة عنز، فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء، فشرب الناس منه وارتووا. قال: ثمّ أمرنا فاکفأناها عليه. قال: وسار الناس حتّي إذا مضينا قليلاً، قال علي عليهالسلام: منکم أحد يعلم مکان هذا الماء الذي شربتم منه؟ قالوا: نعم يا أميرالمؤمنين، قال: فانطلقوا إليه. قال: فانطلق منّا رجال رکباناً ومشاةً، فاقتطعنا الطريق (إليه) حتّي انتهينا إلي المکان الذي نري أنّه فيه، فطلبناها فلم نقدر علي شيء، حتّي عيل علينا، انطلقنا الي ديرٍ قريبٍ منّا فسألناهم: أين الماء الذي هو عندکم؟ قالوا: ما قربنا ماء، قلنا: بلي، إننّا شربنا منه، قالوا: أنتم شربتم منه؟ قلنا: نعم، قال (صاحب الدير): ما بُني هذا الدير [صفحه 380] إلّا لذلک الماء، وما استخرجه إلّا نبي أو وصيّ نبي.[28]. 28/9258- في رواية أنّ أميرالمؤمنين عليهالسلام قال: يا وشّا اُدن منّي، قال: فدنوت منه، فقال: امض إلي محلّتکم ستجد علي باب المسجد رجلاً وامرأة يتنازعان فأتني بهما، قال: فمضيت فوجدتهما يختصمان، فقلت: إنّ أميرالمؤمنين يدعوکما، فسرنا حتّي دخلنا عليه، فقال: يا فتي ما شأنک وهذه الإمرأة؟ قال: يا أميرالمؤمنين إنّي تزوّجتها وأمهرت وأملکت وزففت، فلما قربت منها رأت الدم وقد حرت في أمري، فقال عليهالسلام: هي عليک حرام ولست لها بأهل، فماج الناس في ذلک. فقال لها عليهالسلام: هل تعرفيني؟ فقالت: سماع أسمع بذلک ولم أرک، فقال: ما أنتِ فلانة بنت فلان من آل فلان؟ فقالت: بلي واللَّه، فقال: ألم تتزوّجين بفلان بن فلان متعة سرّاً من أهلک، ألم تحملي منه حملاً ثمّ وضعتيه غلاماً ذکراً سويّاً، ثمّ خشيت قومک وأهلک فأخذتيه وخرجت ليلاً حتّي إذا صرت في موضعٍ خال وضعتيه علي الأرض، ثمّ وقفت مقابله فحننت عليه فعدت أخذتيه، ثمّ عدت طرحتيه حتّي بکي فخشيت الفضيحة، فجاءت الکلاب فأنبحت عليک فخفت فهرولت، فانفرد من الکلاب کلب فجاء إلي ولدک فشمّه ثمّ نهشه لأجل رائحة الزهوکة، فرميت الکلب إشفاقاً فشججتيه فصاح، فخشيتِ أن يدرکک الصباح فيشعر بک، فولّيت منصرفة وفي قلبک من البلابل فرفعتِ يديک نحو السماء وقلتِ: اللّهمّ احفظه يا حافظ الودائع، قالت: بلي واللَّه کان هذا جميعه، وقد تحيّرت في مقالتک، فقال عليهالسلام: هائم الرجل فجاء، فقال: اکشف عن جبينک فکشف، فقال للمرأة: هاء الشجّة في قرن ولدک، وهذا الولد ولدک واللَّه تعالي منعه من وطيک بما أراه منک من الآية التي صدّته، واللَّه قد حفظ عليکِ کما سألتيه، فاشکري اللَّه علي ما أولاکِ وحباکِ[29]. 29/9259- أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة، عن حميد بن زياد، عن عليّ بن الصّباح، عن أبيعلي الحسن بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي عليهالسلام أنّه قال: يأتيکم بعد الخمسين والمائة اُمراء کفرة، واُمناء خونة، وعرفاء فسقة، فتکثّر التجّار وتقلّ الأرباح، ويفشو الربا، وتکثر أولاد الزنا وتغمر السفاح، وتتناکر المعارف، وتعظم الأهلّة، وتکتفي النساء بالنساء، والرجال بالرجال. فحدّث رجل عن عليّ بن أبيطالب عليهالسلام أنّه قام إليه رجل حين تحدّث بهذا الحديث، فقال له: يا أميرالمؤمنين وکيف نصنع في ذلک الزمان؟ فقال: الهرب الهرب، فإنّه لا يزال عدل اللَّه مبسوطاً علي هذه الاُمّة ما لم يَمل قرّاؤهم الي اُمرائهم، وما لم يزل أبرارهم ينهي فجّارهم، فإن لم يفعلوا ثمّ استنفروا فقالوا: لا إله إلّا اللَّه، قال اللَّه في عرشه: کذبتم لستم بها صادقين[30]. 30/9260- النعماني، عن محمّد بن جبلة الخياط، عن عکرمة، عن يزيد الأحمسي، أنّ عليّاً عليهالسلام کان جالساً في مسجد الکوفة وبين يديه قوم، منهم عمرو بن حريث، إذ أقبلت امرأة مختمرة لا تُعرف، فوقفت فقالت لعلي عليهالسلام: يا مَن قتل الرجال وسفک الدماء وأيتم الصبيان وأرمل النساء، فقال علي عليهالسلام: وإنّها لهي هذه السلقلقة الجلعة المجعّة، وإنّها لهي هذه شبيهة الرجال والنساء التي ما رأت دماً قط، قال: فولّت هاربة منکّسة رأسها، فتبعها عمرو بن حريث، فلمّا صارت بالرحبة قال لها: واللَّه لقد سررتُ بما کان منک اليوم إلي هذا الرجل، فادخلي منزلي حتّي أهب لک وأکسوک، فلمّا دخلت منزله أمر جواريه بتفتيشها وکشفها ونزع ثيابها لينظر صدقه فيما قاله عنها، فبکت وسألته أن لا يکشفها، وقالت: أنا واللَّه کما قال: لي رکب النساء وأنثيان کأنثي الرجال، وما رأيت دماً قط، فترکها وأخرجها، ثمّ جاء إلي [صفحه 382] عليّ عليهالسلام فأخبره، فقال عليهالسلام: إنّ خليلي رّسول اللَّه صلي الله عليه و آله أخبرني بالمتمرّدين عليَّ من الرجال والمتمرّدات من النساء إلي أن تقوم الساعة.[31]. 31/9261- محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السرّاج وعليّ بن رئاب، عن أبيعبداللَّه عليهالسلام أنّ أميرالمؤمنين عليهالسلام لمّا بويع بعد مقتل عثمان، صعد المنبر وخطب بخطبة ذکرها يقول فيها: ألا إنّ بليّتکم قد عادت کهيئتها يوم بعث اللَّه نبيّه صلي الله عليه و آله، والذي بعثه بالحقّ لتبلبلنّ بلبلة ولتغربلنّ غربلة حتّي يعود أسفلکم أعلاکم وأعلاکم أسفلکم، وليسبقنّ سبّاقون کانوا قصّروا، وليقصّرن سبّاقون کانوا سبقوا، واللَّه ما کتمت وسمة ولا کذبت کذبة، ولقد نُبئت بهذا المقام وهذا اليوم.[32]. 32/9262- المفيد، عن الحسن بن محبوب، عن ثابت الثمالي، عن سويد بن غفلة، أنّ عليّاً عليهالسلام خطب ذات يوم، فقام رجل من تحت المنبر فقال: يا أميرالمؤمنين إنّي مررت بوادي القري فوجدت خالد بن عرفطة قد مات فاستغفر له، فقال عليهالسلام: واللَّه ما مات ولا يموت حتّي يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن حمّاد، فقام رجل آخر من تحت المنبر، فقال: يا أميرالمؤمنين أنا حبيب بن حمّاد، وإنّي لک شيعة ومحبّ، فقال: أنت حبيب بن حمّاد؟ قال: نعم، فقال له ثانية: واللَّه إنّک لحبيب بن حمّاد؟ فقال: إي واللَّه، قال: أما واللَّه إنّک لحاملها ولتحلّنها ولتدخلنّ بها من هذا الباب- وأشار إلي باب الفيل بمسجد الکوفة-. قال ثابت: فواللَّه ما متُّ حتّي رأيت ابنزياد وقد بعث عمر بن سعد إلي الحسين بن علي عليهالسلام وجعل خالد بن عرفطة علي مقدّمته، وحبيب بن حمّاد صاحب رايته، فدخل بها من باب الفيل.[33]. [صفحه 383] 33/9263- محمّد بن الحسين بن أبيالخطّاب وإبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان الخزّاز، عن إبراهيم بن أيوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبيجعفر عليهالسلام قال: بينا أميرالمؤمنين عليهالسلام في مسجد الکوفة، إذ جاءت امرأة تستعدي علي زوجها، فقضي لزوجها عليها، فغضبت فقالت: لا واللَّه ما الحقّ فيما قضيت، وما تقضي بالسويّة ولا تعدل في الرعيّة ولا قضيّتک عند اللَّه بالمرضية، فنظر إليها ملياً ثمّ قال لها: کذبت يا جريئة يا بذيّة، يا سلفع يا سَلقلقية يا التي لا تحمل من حيث تحمل النساء، قال: فولّت المرأة هاربة مولولة وتقول: ويلي ويلي ويلي لقد هتکت يا ابنأبيطالب ستراً کان مستوراً، قال: فلحقها عمرو بن حريث، فقال: يا أمة اللَّه لقد استقبلتِ عليّاً بکلام سررتني به، ثمّ أنّه نزع لک بکلام فولّيت عنه هاربة تولولين؟ فقالت: إنّ علياً واللَّه أخبرني بالحقّ وبما أکتمه من زوجي منذ ولي عصمتي ومن أبويّ، فعاد عمرو إلي أميرالمؤمنين عليهالسلام فأخبره بما قالت له المرأة، وقال له فيما يقول: ما أعرفک بالکهانة، فقال له علي عليهالسلام: ويلک إنّها ليست بالکهانة منّي ولکنّ اللَّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فلمّا رکّب الأرواح في أبدانها، کتب بين أعينهم کافر ومؤمن وما هم مبتلين وما هم عليه من سيّئ عملهم وحسنه في قدر اُذن الفارة، ثمّ أنزل بذلک قرآناً علي نبيّه صلي الله عليه و آله فقال: «إِنَّ فِي ذلِکَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ».[34] فکان رسولاللَّه صلي الله عليه و آله المتوسّم ثمّ أنا من بعده والأئمّة من ذريّتي هم المتوسّمون، فلمّا تأمّلتها عرفت ما فيها وما هي عليه بسيمائها[35]. 34/9264- الحسين بن علي الدينوري، عن محمّد بن الحسن، قال: حدّثني إبراهيم [صفحه 384] ابنغياث، عن عمرو بن ثابت، عن ابنأبيحبيب، عن الحارث الأعور، قال: کنت مع أميرالمؤمنين عليهالسلام في مجلس القضاء، إذ أقبلت امرأة مستعدية علي زوجها، فتکلّمت بحجّتها وتکلّم الزوج بحجّته، فوجّه القضاء عليها، فغضبت غضباً شديداً ثمّ قالت: واللَّه يا أميرالمؤمنين لقد حکمت عليّ بالجور، وما بهذا أمرک اللَّه، فقال لها: يا سَلفع، يا مهيع، يا قردع بل حکمت عليک بالحقّ الذي علمته، فلمّا سمعت منه الکلام ولّت هاربة فلم تردّ عليه جواباً، فاتّبعها عمرو بن حريث فقال لها: واللَّه يا أمة اللَّه لقد سمعت اليوم منک عجباً! وسمعت أميرالمؤمنين قال لکِ قولاً قمتِ من عنده هاربة موليّة ما رددت عليه جواباً؟ فقالت: يا عبداللَّه لقد أخبرني بأمرٍ لم يطّلع عليه أحد إلّا اللَّه وأنا، وما قمتُ من عنده إلّا خائفة أن يخبرني بأعظم مما رماني به، فصبري علي واحدة کان أجمل من أن أصبر علي واحدة بعد واحدة. قال لها عمر: فأخبريني عافاک اللَّه ما الذي قال لک؟ قالت: يا عبداللَّه إنّي لا أقول ذلک؛ لأنّه قال ما فيّ وما أکره، وبعد فإنّه قبيح أن يعلم الرجال ما في النساء من العيوب، فقال لها: واللَّه ما تعرفيني ولا أعرفک، ولعلّک لا تريني ولا أراک بعد يومي هذا، قال عمرو: فلمّا رأتني قد ألححت عليها قالت: أمّا قوله: يا سَلفَع فواللَّه ما کذب عليّ لا أحيض من حيث تحيض النساء، وأمّا قوله: يا مهيع فإنّي واللَّه صاحبة نساء وما أنا بصاحبة رجال، وأمّا قوله: يا قَردَع فإنّي المخربة ببيت زوجي وما أبقي عليه، فقال لها: ويحک وما علمه بهذا؟ أتراه ساحراً أو کاهناً أو مخدوماً؟ أخبرک بما فيک وهذا علم کثير، فقالت له: بئس ما قلت يا عبداللَّه إنّه ليس بساحر ولا کاهن ولا مخدوم، ولکنّه من أهل بيت النبوّة وهو وصيّ رسولاللَّه صلي الله عليه و آله ووارثه، وهو يخبر الناس بما ألقاه رسولاللَّه صلي الله عليه و آله وعلّمه؛ لأنّه حجّة اللَّه علي الخلق بعد نبيّه صلي الله عليه و آله. فأقبل عمرو بن حريث إلي مجلسه، فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام: يا عمرو بما [صفحه 385] استحللت أن ترميني بما رميتني به، أما واللَّه لقد کانت المرأة أحسن قولاً فيّ منک، ولأقفنّ أنا وأنت من اللَّه موقفاً فانظر کيف تتخلّص من اللَّه، فقال: يا أميرالمؤمنين أنا تائب إلي اللَّه وإليک ممّا کان، فاغفره لي غفر اللَّه لک، فقال: لا واللَّه لا أغفر لک هذا الذنب أبداً، حتّي أقف أنا وأنت بين يدي من لا يظلمک شيئاً.[36]. 35/9265- المفيد، ما رواه إسماعيل بن صبيح، عن يحيي بن المساور العابدي، عن إسماعيل بن زياد، قال: إنّ عليّاً عليهالسلام قال للبرّاء بن عازب ذات يوم: يا برّاء يُقتل إبني الحسين عليهالسلام وأنت حيّ لا تنصره، فلمّا قتل الحسين کان البرّاء بن عازب يقول: صدق واللَّه عليّ بن أبيطالب عليهالسلام قُتل الحسين عليهالسلام ولم أنصره، ثمّ أظهر الحسرة علي ذلک والندم.[37]. 36/9266- الصدوق، عن المروزي، عن عبداللَّه النيسابوري، عن عبداللَّه بن أحمد الطائي، عن أبيه، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام أنّه قال: کأنّي بالقصور قد شيّدت حول قبر الحسين عليهالسلام، وکأنّي بالمحامل تخرج من الکوفة إلي قبر الحسين، ولا تذهب الليالي والأيام حتّي يُسار إليه من الآفاق وذلک عند انقطاع مُلک بني مروان.[38]. 37/9267- عن أميرالمؤمنين عليهالسلام قال بذي قار وهو جالس لأخذ البيعة: يأتيکم من قبل الکوفة ألف رجل لا يزيدون رجلاً ولا ينقصون رجلاً يبايعوني علي الموت، قال ابنعباس: فجزعت لذلک وخفت أن ينقص القوم عن العدد أو يزيدوا عليه فيفسد الأمر علينا، واني اُحصي القوم فاستوفيت عددهم تسعماءة رجل وتسعة وتسعين رجلاً، ثمّ انقطع مجيء القوم، فقلت: إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون ماذا [صفحه 386] حمله علي ما قال، فبينما أنا مفکّر في ذلک إذ رأيت شخصاً قد أقبل حتّي دنا، وهو رجل عليه قباء صوف ومعه سيف وترس وإداوة، فقرب من أميرالمؤمنين عليهالسلام فقال: اُمدد يديک اُبايعک، فقال علي عليهالسلام: وعلي ما تبايعني؟ قال: علي السمع والطاعة والقتال بين يديک حتّي أموت أو يفتح اللَّه عليک، فقال: ما اسمک؟ قال: اُويس، قال: أنت اُويس القرني؟ قال: نعم، قال: اللَّه أکبر فإنّه أخبرني حبيبي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله أنّي أدرک رجلاً من اُمّته يقال له اُويس القرني يکون من حزب اللَّه ورسوله، ويموت علي الشهادة يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر، قال ابنعباس: فسُريَ عنّا.[39]. 38/9268- ابنطاووس بالاسناد، حدّثنا أبوثور وعبدالرزاق عن معمّر، عن طارق، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي عليهالسلام قال: في الفتنة الخامسة العمياء الصمّاء المطبقة تصير الناس فيها کالبهائم.[40]. 39/9269- العياشي: عن أبيالصهبان البکري، قال: سمعت أميرالمؤمنين عليهالسلام يقول: والذي نفسي بيده لتفرقنّ هذه الاُمة علي ثلاث وسبعين فرقة، کلها في النار إلّا فرقة «وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ»[41] فهذه التي تنجو من هذه الاُمة.[42]. 40/9270- الشيخ الطوسي، عن قرقارة، عن أبيحاتم، عن محمد بن يزيد الآدمي بغدادي عابد، قال: حدثنا يحيي بن سليم الطائفي، عن مثيل بن عباد، قال: سمعت أباالطفيل يقول: سمعت علي بن أبيطالب عليهالسلام يقول: أظلتکم فتنة عمياء منکشفة [صفحه 387] لا ينجو منها إلّا النومة، قيل: ياأباالحسن وما النومة؟ قال: الذي لا يعرف الناس ما في نفسه.[43]. 41/9271- أحمد بن حنبل، (قال عبداللَّه بن أحمد) حدثني محمد بن أبيبکر المقدمي، حدثنا فضيل بن سليمان- يعني النميري- حدثنا محمد بن أبييحيي، عن أياس بن عمرو الأسلمي، عن علي بن أبيطالب [عليهالسلام] قال: قال رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم إنه سيکون بعدي اختلاف أوامر، فان استطعت أن تکون السلم فافعل.[44]. 42/9272- أخرج ابنجرير، عن أبيمسلم سمعت علياً رضي الله عنه يقول: لولا بقية من المسلمين فيکم لهلکتم.[45]. 43/9273- ابنعساکر، أخبرنا أبوعبداللَّه الحسين بن عبدالملک، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمد، أنبأنا أبوبکر محمد بن عبداللَّه بن محمد بن زکريا الجوزقي، أنبأنا عمر بن الحسن القاضي، أنبأنا أحمد بن الحسن الخزاز، أنبأنا أبي، أنبأنا حصين بن مخارق، عن سعيد بن الخمس، عن حبيب بن أبيثابت، عن ثعلبة، عن علي [عليهالسلام] قال: إن القرية لتکون فيها من الشيعة، فيدفع بهم عنها، ثم قال: أبيتم إلّا أن أقولها، فواللَّه لعهد إلي رسولاللَّه صلي الله عليه وسلم: أن الاُمة ستغدر بي.[46]. 44/9274- أخرج ابنأبيشيبة، عن علي بن أبيطالب رضي الله عنه قال: کأني أنظر إلي رجل من الحبش أصلع أجمع، همش الساقين جالس عليها وهو يهدمها.[47]. 45/9275- عن علي رضي الله عنه في وصف الترک: کأني أراهم قوماً کأن وجوههم المجان [صفحه 388] المطرقة، ويلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويکون هناک استحرار قتل، حتي يمشي المجروح علي المقتول، ويکون المفلت أقل من المأسور[48]. 46/9276- ابنشهر آشوب: أنّ علياً عليهالسلام قال لرجل: إنّک ستعمّر وتُحمل إلي مدينة يبنيها رجل من بني العباس تسمّي في ذلک الزمان بغداد، ما تري هذه الأرض ولا تصل إليها، تموت بموضع يقال له المدائن، فکان کما قال عليهالسلام ليلة دخل المدائن مات.[49]. [صفحه 389]
1/9231- عن جابر بن حزام، في حديث الحنفية لما سبيت مع بني حنيفة، وقالت: لا يملکني إلّا رجل يخبرني بالرؤيا التي رأتها اُمّي وهي حامل بي، فقال لها أميرالمؤمنين عليهالسلام: يا حنفّية ألم تحمل بک اُمّک في زمان قحط؟ وکانت اُمّک تقول: إنّک حمل ميشوم في زمان غير مبارک، فلمّا کان بعد تسعة أشهر رأت في منامها کأنّها وضعتک وأنّها تقول: إنّک حمل ميشوم في زمان غير مبارک، وکأنّک تقولين: يا اُمّي لا تتطيّري بي فإنّي حمل مبارک أنشأ نشوءاً صالحاً، ويملکني سيّد وأرزق منه ولداً يکون عزّاً للحنفية؟ فقالت: صدقت، فقال أميرالمؤمنين عليهالسلام: إنّه کذلک، وبه أخبرني ابنعمي رسولاللَّه صلي الله عليه و آله، ثمّ أخبرها بأشياء اُخر فصدّقته وملکها.[1].
صفحه 370، 371، 372، 373، 374، 375، 376، 377، 378، 379، 380، 382، 383، 384، 385، 386، 387، 388، 389.