في وصف الشيعة















في وصف الشيعة



1/9071- علي بن إبراهيم القمي: في رواية أبي‏الجارود، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام في قول اللَّه تعالي: «مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ».[1] قال علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام: لا يجتمع حبنا وحب أعدائنا في جوف إنسان، إن اللَّه لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا، فأما محبنا فيخلص الحب لنا کما يخلص الذهب بالنار لا کدر فيه، فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه فان شارکه في حبنا حب عدونا، فليس منا ولسنا منه، واللَّه عدوهم وجبرئيل وميکائيل، واللَّه عدو للکافرين.[2].

2/9072- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: إن للَّه تعالي شراباً لأوليائه، إذا شربوا سکروا، وإذا سکروا طربوا، وإذا طربوا طابوا، وإذا طابوا ذابوا، وإذا ذابوا خلصوا، وإذا

[صفحه 181]

خلصوا طلبوا، وإذا طلبوا وجدوا، وإذا وجدوا وصلوا، وإذا وصلوا اتصلوا، وإذا اتصلوا لا فرق بينهم وبين حبيبهم.[3].

3/9073- قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام في وصفهم: هم قوم هجم بهم العلم علي حقيقة الأمر، فباشروا روح اليقين، واستلانوا ما استوعره المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها متعلقة بالمحل الأعلي، اُولئک خلفاء اللَّه في أرضه، والدعاة إلي دينه.[4].

4/9074- الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن أبي‏عمار صاحب الاکسية، عن الزيدي (البريدي) عن أبي‏أراکة، قال: سمعت علياً عليه‏السلام يقول: إن للَّه عباداً کسرت قلوبهم خشية اللَّه فاستنکفوا عن المنطق، وإنهم لفصحاء عقلاء ألباء نبلاء، يستبقون اليه بالأعمال الزاکية، لا يستکثرون له الکثير، ولا يرضون له القليل، يرون أنفسهم أنهم شرار وإنهم لاکياس أبرار.[5].

5/9075- الصدوق، حدثنا عبداللَّه بن محمد بن عبدالوهاب، قال: أخبرنا أبونصر منصور بن عبداللَّه بن إبراهيم الاصفهاني، قال: حدثنا علي بن عبداللَّه الاسکندارني، قال: حدثنا أبوعلي أحمد بن علي بن مهدي الرقي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثني علي بن موسي الرضا عليه‏السلام، قال: حدثنا أبي‏موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن‏علي، عن أبيه علي بن أبي‏طالب عليه‏السلام قال: قال رسول‏اللَّه صلي الله عليه و آله: ياعلي طوبي لمن أحبک وصدق بک، وويل لمن أبغضک وکذب بک، محبوک معروفون في السماء السابعة (العليا) والأرض السابعة السفلي وما بين ذلک، هم أهل الدين والورع

[صفحه 182]

والسمت الحسن والتواضع للَّه عزّوجلّ، خاشعة أبصارهم، وجلت قلوبهم لذکر اللَّه عزّوجلّ، وقد عرفوا حق ولايتک، وألسنتهم ناطقة بفضلک، وأعينهم ساکبة، تحنناً عليک وعلي الأئمة من ولدک، يدينون اللَّه بما أمرهم به في کتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه، عالمون بما يأمرهم به اُولوا الأمر منهم، متواصلون غير متقاطعين، متحابون غير متباغضين، إن الملائکة لتصلي عليهم وتؤمن علي دعائهم وتستغفر للمذنب منهم وتشهد لحضرته وتستوحش لفقده إلي يوم القيامة.[6].

6/9076- الصدوق، باسناده عن علي عليه‏السلام عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال: المؤمن ينظر بنور اللَّه.[7].

7/9077- الشيخ الطوسي: روي أن أميرالمؤمنين عليه‏السلام خرج ذات ليلة من المسجد، وکانت ليلة قمراء، فأم الجبانة، ولحقه جماعة يقفون أثره، فوقف عليهم ثم قال: من أنتم؟ قالوا: شيعتک ياأميرالمؤمنين، فتفرّس في وجوههم ثم قال: ما لي لا أري عليکم سيماء الشيعة؟ قالوا: وما سيماء الشيعة ياأميرالمؤمنين؟ فقال: صفر الوجوه من السهر، عمش العيون من البکاء، حدب الظهور من القيام، خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، عليهم غبرة الخاشعين.[8].

وذکره الصدوق في (صفات الشيعة): عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن أحمد بن محمد رفعه، عن السندي بن محمد.

8/9078- الصدوق، حدثني محمد بن موسي المتوکل، قال حدثني عبداللَّه بن جعفر الحميري، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خرج علي عليه‏السلام ذات يوم ونحن

[صفحه 183]

مجتمعون، فقال: من أنتم؟ وما اجتماعکم؟ فقلنا قوم من شيعتک ياأميرالمؤمنين، فقال: ما لي لا أري سيماء الشيعة عليکم؟ فقلنا وما سيماء الشيعة؟ قال عليه‏السلام: صفر الوجوه من صلاة الليل، عمش العيون من مخافة اللَّه، ذبل الشفاه من الصيام، عليهم غبرة الخاشعين.[9].

9/9079- للصدوق رحمه الله باسناده عن سليمان الديلمي، عن أبي‏بصير، عن أبي‏عبداللَّه عليه‏السلام قال: قال أمير عليه‏السلام: أنا الراعي راعي الأنام، أفتري الراعي لا يعرف غنمه، قال: فقام اليه جويرية. وقال: ياأميرالمؤمنين فمن غنمک؟ قال: صفر الوجوه، ذبل الشفاه من ذکر اللَّه.[10].

10/9080- محمد بن محمد السبزواري، باسناده عن محمد بن المفضل، عن موسي ابن‏جعفر، قال أميرالمؤمنين عليه‏السلام: اختبروا شيعتي بخصلتين فإن کانتا فيهم فهم من شيعتي محافظتهم علي أوقات الصلوات، ومواساتهم مع اخوانهم المؤمنين بالمال، وإن لم تکونا فيهم فاعزب ثم اعزب.[11].

11/9081- محمد بن علي الکراجکي، أخبرني أبوالرجا محمد بن طالب البلوي، قال: أخبرني أبوالمفضل محمد بن عبداللَّه بن محمد بن المطلب الشيباني الکوفي، قال: حدثنا عبداللَّه بن جعفر الأزدي، قال: حدثني خالد بن يزيد بن محمد الثقفي، قال: حدثني أبي‏خالد، قال: حدثني حنان بن سدير، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده عليهم‏السلام قال: قال علي عليه‏السلام لمولاه نوف الشامي (البکالي) وهو معه في السطح: يانوف أرامق أم نبهان؟ قال: نبهان أرمقک ياأميرالمؤمنين، قال: هل تدري مَن شيعتي؟ قال: لا واللَّه، قال: شيعتي الذبل الشفاه الخمص البطون، الذين

[صفحه 184]

تعرف الرهبانية والربانية في وجوههم، رهبان بالليل، أسد بالنهار، الذين إذا جنّهم الليل اتزروا علي أوساطهم، وارتدوا علي أطرافهم وصفوا أقدامهم، وافترشوا جباههم، تجري دموعهم علي خدودهم، يجأرون إلي اللَّه في فکاک رقابهم، وأما النهار فحلماء علماء کرام نجباء أبرار أتقياء.

يانوف، شيعتي الذين اتخذوا الأرض بساطاً، والماء طيباً، والقرآن شعاراً، إن شهدوا لم يعرفوا وان غابوا لم يفتقدوا، (شيعتي الذين في قبورهم يتزاورون، وفي أموالهم يتواسون، وفي اللَّه يتباذلون، يانوف درهم ودرهم، وثوب وثوب وإلّا فلا). شيعتي من لا يهر هرير الکلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولم يسأل الناس وإن مات جوعاً، إن رأي مؤمناً أکرمه، وان رأي فاسقاً هجره، هؤلاء واللَّه يانوف شيعتي شروروهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة، اختلفت بهم الأبدان، ولم تختلف قلوبهم، قال: قلت: ياأميرالمؤمنين جعلني اللَّه فداک أين أطلب هؤلاء؟ قال: فقال لي: في أطراف الأرض، يانوف يجيئ النبي صلي الله عليه و آله يوم القيامة آخذاً بحجزة ربه جلّت أسماؤه، يعني بحبل الدين وحجزة الدين، وأنا آخذ بحجزته، وأهل بيتي آخذون بحجزتي، وشيعتنا آخذون بحجزتنا، فالي أين؟ إلي لجنة ورب الکعبة قالها ثلاثاً.[12].

12/9082- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي‏المفضل، قال: حدثنا أبوالطيب محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع اللخمي الکوفي ببغداد، قال: حدثنا أبوعبداللَّه جعفر بن عبداللَّه بن جعفر العلوي المحمدي، قال: حدثنا منصور بن أبي‏بريرة، قال: حدثني نوح بن دراج القاضي، عن ثابت بن أبي‏صفية، قال: حدثني يحيي بن اُم الطويل، عن نوف بن عبداللَّه البکائي، قال: قال لي علي عليه‏السلام: يانوف

[صفحه 185]

خلقنا من طينة طيبة، وخلق شيعتنا من طينتنا، فاذا کان يوم القيامة أُلحقوا بنا.

قال نوف: فقلت: صِف لي شيعتک، ياأميرالمؤمنين، فبکي لذکري شيعته، ثم قال: يانوف شيعتي واللَّه الحلماء العلماء باللَّه ودينه، العاملون بطاعته وأمره، المهتدون بحبه، أنضاء عبادة، أحلاس زهادة، صفر الوجوه من التهجد، عمش العيون من البکاء، ذبل الشفاه من الذکر، خمص البطون من الطوي، تعرف الرهبانية في وجوههم، والرهبان في سمتهم، مصابيح کلّ ظلمة، وريحان کلّ قبيل، لا يثنون من المسلمين سلفاً، ولا يقفون لهم خلفاً، شروروهم مکنونة، وقلوبهم محزونة، وأنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة، أنفسهم منهم في عناء، والناس منهم في راحة، فهم الکاسة الألباء، والخالصة النجباء، فهم الرّواغون فراراً بدينهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، اُولئک شيعتي الأطيبون، واخواني الأکرمون، ألا هاه شوقاً اليهم.[13].

13/9083- عن علي عليه‏السلام أن قوماً أتوه في أمرٍ من اُمور الدنيا يسألونه، فتوسلوا اليه فيه بأن قالوا: نحن من شيعتک ياأميرالمؤمنين، فنظر اليهم طويلاً ثم قال: ما أعرفکم ولا أري عليکم أثراً مما تقولون، إنما شيعتنا من آمن باللَّه ورسوله، وعمل بطاعته، واجتنب معاصيه، وأطاعنا فيما اُمرنا به، ودعونا اليه، شيعتنا رعاة الشمس والقمر والنجوم (يعني الوقوف علي مواقيت الصلاة) شيعتنا ذُبُل شفاهُهُم، خُمص بطونهم، تعرف الرهبانية في وجوههم، ليس من شيعتنا من أخذ غير حقه، ولا من ظلم الناس، ولا من تناول ما ليس له[14].

14/9084- عن علي عليه‏السلام أنه قال: ليس عبدممن امتحن اللَّه قلبه للتقوي إلّا وقد

[صفحه 186]

أصبح وهو يودّنا مودّة يجدها علي قلبه، وليس عبد ممن سخط اللَّه عليه إلّا أصبح يبغضنا بغضة يجدها علي قلبه، فمن أحبنا فليخلص لنا المحبة کما يخلص الذهب الذي لا کدر فيه، ومن أبغضنا فعلي تلک المنزلة، نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصيي الأوصياء، وأنا من حزب اللَّه وحزب رسوله، والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم، فمن شک فينا وعدل عنا إلي عدونا فليس منا، ومن أحب منکم أن يعلم محبنا من مبغضنا فليمتحن قلبه، فإن وافق قلبه حب أحد ممن عادانا فليعلم أن اللَّه عدوه، وملائکته ورسله وجبرئيل وميکائيل، واللَّه عدو الکافرين.[15].

15/9085- عبداللَّه بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسي، عن عبداللَّه بن ميمون القداح، عن جعفر، عن أبيه عليهماالسلام قال: جاء رجل إلي علي عليه‏السلام فقال: جعلني اللَّه فداک، إني لأحبکم أهل البيت، قال: وکان فيه لين، قال: فأثني عليه عدة، فقال له: کذبت، ما يحبنا، مخنث، ولا ديوث، ولا ولد زنا، ولا من حملت به اُمه في حيضها، قال: فذهب الرجل، فلما کان يوم صفين قتل مع معاوية.[16].

16/9086- قال أبوعبيدفي حديث علي عليه‏السلام: خير هذه الاُمة النمظ الأوسط، يلحق بهم التالي ويرجع اليهم الغالي.[17].

17/9087- قال علي رضي الله عنه: أين الذي دعوا إلي الاسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحکموه، وهيجوا إلي الجهاد فولهوا وله اللقاح إلي أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلک، وبعض نجا، لا يبشرون بالأحياء، ولا يعزون عن القتلي مُره العيون من البکاء، خمص

[صفحه 187]

البطون من الطوي، ذبل الشفاه من الظماء، صفر الألوان من السهر، علي وجوههم غبرة الخاشعين، اُولئک اُخواني الذاهبون، فحق لنا أن نظمأ اليهم، وأن نعض الأيدي علي فراقهم.[18].

[صفحه 188]


صفحه 181، 182، 183، 184، 185، 186، 187، 188.








  1. الأحزاب: 4.
  2. تفسير القمي 171:2، تفسير نور الثقلين 459:4.
  3. جامع السعادات 152:3.
  4. جامع السعادات 190:3.
  5. کتاب الزهد: 5 ح 6، البحار 286:69، أعيان الشيعة 185:2، وسائل الشيعة 539:8.
  6. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 261:1، البحار 150:68.
  7. عيون أخبار الرضا عليه‏السلام 61:2، البحار 75:67.
  8. أمالي الطوسي المجلس الثامن: 216 ح 377، وسائل الشيعة 69:1، البحار 150:68، صفات الشيعة: 10 ح 20، الارشاد: 127.
  9. صفات الشيعة: 17 ح 33، البحار 151:68، ربيع الأبرار 483:1.
  10. فضائل الشيعة: 26 ح 20، البحار 176:68.
  11. جامع الأخبار: 101 ح 166.
  12. کنز الکراجکي: 30، البحار 191:68.
  13. أمالي الطوسي المجلس 576:23 ح 1189، البحار 177:68.
  14. دعائم الاسلام 56:1، مستدرک الوسائل 128:1 ح 172.
  15. دعائم الاسلام 63:1.
  16. قرب الاسناد: 25 ح 85، البحار 148:27، مستدرک الوسائل 19:2 ح 1288.
  17. غريب الحديث 482:3.
  18. ربيع الأبرار 213:2.