في عبداللَّه بن سبأ















في عبداللَّه بن سبأ



1/9008- الکشي، حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: حدثني سعد بن عبداللَّه ابن‏أبي‏خلف القمي، قال: حدثني محمد بن عثمان العبدي، عن يونس بن عبدالرحمن، عن عبداللَّه بن سنان، قال: حدثني أبي، عن أبي‏جعفر عليه‏السلام أن عبداللَّه ابن‏سبأ کان يدعي النبوة ويزعم أن أميرالمؤمنين عليه‏السلام هو اللَّه، تعالي عن ذلک علواً کبيراً، فبلغ ذلک أميرالمؤمنين عليه‏السلام فدعاه وسأله فأقر بذلک وقال: نعم أنت هو، وقد کان اُلقي في روعي أنک أنت اللَّه وأني نبي، فقال له أميرالمؤمنين عليه‏السلام: ويلک قد سخر منک الشيطان فارجع عن هذا ثکلتک اُمک وتب، فأبي فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: إن الشيطان استهواه، فکان يأتيه ويلقي في روعه ذلک.[1].

[صفحه 151]

بيان: لم يترجم أحد من علماء الشيعة القدامي عبداللَّه بن سبأ إلّا وأعقبها بجملة تدل علي کفره وإلحاده، وزندقته، وإنحرافه عن الاسلام، فقال الطوسي في رجاله: عبداللَّه بن سبأ الذي رجع إلي الکفر وأظهر الغلو، وقال العلامة في الخلاصة: عبداللَّه بن سبأ: غال ملعون حرقه أميرالمؤمنين بالنار، کان يزعم أن علياً إله وأنه نبي، لعنه اللَّه، وأمثال هذه العبارات. وأما المتأخرون من علماء الشيعة فانه أطبقوا علي أن هذا الرجل لم يکن له وجود خارجي أصلاً وإنما هو اُسطورة خيالية ذکرها الطبري في تاريخه بواسطة صانعها سيف بن عمر، وقد أفرد لهذا الغرض العلامة البحاثة السيد مرتضي العسکري کتاباً أسماه عبداللَّه بن سبأ، وأثبت فيه أن هذا الرجل لم يأت إلي عالم الوجود بعد، وإنما هو اُسطورة خيالية، کما أن الشيخ الکبير عبداللَّه السبيتي قد أکد عدم وجود ابن‏سبأ في کتابه (إلي مشيخة الأزهر) واستعرض العلامة الشيخ أسد حيدر في المجلد السادس من کتابه (الامام الصادق والمذاهب الأربعة) وأثبت أنه صورة وهمية لا أثر لها في الوجود، وإضافة علي هذا فقد أنکر وجوده عميد الأدب العربي الدکتور طه حسين في کتابه (الفتنة الکبري) ج 1 ص 131 وج 2 ص 98، والعجيب من أمر بعض من يريد التهويس أن يعدّ هذا الرجل أساساً للشيعة، وآرائه الحجر الأساسي للمذهب الشيعي، مع أن الشيعة يتبرؤون منه قديماً وحديثاً، وجد الرجل أم لم يوجد بعد، نعوذ باللَّه من الزلة ومن التقصير عن أداء الحق.

[صفحه 152]


صفحه 151، 152.








  1. رجال الکشي 323:1 ح 170، وسائل الشيعة 554:18، البحار 286:25، إثبات الهداة 484:7، خلاصة الأقوال في معرفة الرجال (رجال العلامة): 237.